Telegram Group & Telegram Channel
الفوائد ولطائف العوائد
نصرةً للمرجعية ودفاعاً عن الحوزة العلمية (١) أضع بعض الحروف -بل الكلمات لمن له التفات- فأقول: الشيخ المقصود دكتورٌ واسمه محمد. وما جانب الصواب من وسمه بصفات وقال إنه مشتهر بها، فدونك أهل العلم من معاصريه وزملائه بل العوام من جيرانه، ما عليك إلا أن تقطع…
نصرةً للمرجعية ودفاعاً عن الحوزة العلمية (٢)

🔺هل لكل إجازة اجتهاد قيمة؟

اطلعت أن لأحد المراجع العظام إجازة من أحد كبار المراجع في القرن الماضي، لكني استغربت من عدم ذكر هذه الإجازة في ترجمته، وفي إحدى السنين التقيت بنجل هذا المرجع وجرى حديث معه فذكر لي أن الإجازة التي حصل عليها والده كانت لأجل التخلص من التجنيد الإجباري في زمن الشاه.

وهذا العالم لم يعد محتاجاً لنشر تلك الإجازة في زمان تصديه للمرجعية -وكتابة مكتبه ومحبيه ترجمةً له- بعد أن أثبت نفسه بنفسه من خلال دروسه وكتبه وتلامذته الذين انتشروا في الحوزات وأصبحوا من أجلة أساتذتها.

وبمناسبة ذكر إعطاء الإجازات لأجل التخلص من التجنيد الإجباري لا بأس بذكر ما ذكره السيد الزنجاني دام ظله من أنه قال ذات يوم للسيد الخوئي قدس سره: إن فلاناً لديه إجازة من السيد الحجة الكوهكمري قدس سره، فقال السيد الخوئي: أنا أعتقد بأن شهادة السيد الحجة معتبرة ومطابقة للموازين، ثم قال السيد الخوئي: سمعت من المرحوم الأستاذ الميرزا النائيني أنه لو سقط رضا خان فإني أعلن أن أيّ شخص أعطيته إجازة اجتهاد من التاريخ الكذائي إلى التاريخ الكذائي فإن إجازته ملغية وغير معتبرة.
ويعلق السيد الزنجاني بأن السبب في ذلك هو أنه كانت هناك مضايقات شديدة وإجبار على التجنيد ولا يستثنى من ذلك إلا المجتهدون، فلأجل حفظ الحوزة كان المراجع يعطون إجازات اجتهاد للفضلاء. جرعه از دريا ج ٢ ص ٤٨٠ مع تصرّف يسير.

الغرض من ذكر ما تقدّم أمور:
-بعض القضايا قد لا تكون واضحة لدى جميع طلبة العلم فضلاً عن العوام، فقد يُتصور أن من لديه إجازة من فلان وهو مرجع كبير معتمد فإن المجاز قد نال درجة الاجتهاد فعلاً، وسبب الاشتباه هو عدم العلم ببعض الملابسات الحاصلة كعدم معرفة خصوصية المجيز أو المرحلة، وما ذكرناه عن السيد الزنجاني عن إجازات المحقق النائيني -وهو من هو- لا يختص به، بل كانت بعض الإجازات الصادرة عن مرجع الطائفة السيد الأصفهاني قدس سره من هذا القبيل، وكذلك غير هذين العلمين، وفي هذا الموضوع كلام كثير ونماذج واضحة وخفية لا يتسع لها المقام.

-يتفاوت المجيزون من ناحية التشدد والتساهل في إعطاء الإجازة، كما يتفاوتون في الحاجة إلى بعض مبادئ الاجتهاد سعة وضيقاً، مما يؤثر على تحقق المصداق في نظرهم، وتفصيل ذلك في محله.

-اشتهارُ عبارة (في المجيز نظرٌ) وتداول قصص كثيرة تم استخدام هذه الجملة فيها دليلٌ على أنه لا عبرة بكل إجازة صادرة من أي أحد.

-حصل مكرراً أن بعضهم ممن لا ورع لهم قام بسرقة كتابات أو أفكار أو استقاها من غيره وقدّمها إلى بعض الفقهاء والمراجع لتقييمها، وحصل على إجازة اجتهاد من ذلك المرجع! وعادة يحصل هذا الأمر مع عالم ليس من أساتذة ذلك اللاهث خلف الإجازة، ولذلك فإن من تكون لديه إجازات ولا تكون واحدة منها من أحد أساتذته فإن ذلك يدعو للريبة نوعاً ما، فإن الأستاذ ينبغي أن يكون مطلعاً على حال تلميذه، فلمَ لم يجزه؟ أو لمَ لم يستجزه الطالب وذهب إلى غيره ممن لم يحضر لديهم وإنما قدّم لهم كتابات أو حضّر مسألة وحفظ أقوالها ومناقشاتها واستعرض عضلاته أمامهم؟

-ينقل الشيخ المروّجي القزويني دام ظله عن أستاذه المحقق السيد محمد الروحاني قدس سره: (أن العبرة ليست بالكتاب بل بإثبات أن الكتاب للكاتب) وهذا لا يتضح إلا بعد الجلوس والمناقشة والخروج من مسألة إلى أخرى، كي يتضح المجتهد حقاً ممن يحفظ أو يسرق.

-تتفاوت الإجازات في العبارات التي تتضمنها، ففرق بين تعبير (مرتبة من الاجتهاد) وبين (مرتبة وملكة الاجتهاد) وبين (أسنى مراتب الاجتهاد) ويختلف الحال إن عُقبّت ب (يحرم عليه التقليد)، كما أن بعض المجيزين ينص على خصوصية وكيفية تحصيل واشتغال الطالب وأنه ممن كثر التحاور معه وهنا تكون للشهادة قيمة أكبر.
وكنموذج على ذلك أذكر مقطعاً من إجازة أستاذ الفقهاء الشيخ حسين الحلّي قدس سره لتلميذه المرجع الأعلى في عصرنا دام ظله حيث قال:
"قد حضر أبحاثي سنين عديدة حضور تفهّم وتحقيق وتأمّل وتدقيق، مجدّاً في تحريرها، مجيداً في تحقيقها، وقد كثرت المذاكرة معه فوجدته بالغاً مرتبة الاجتهاد وقادراً على الاستنباط"

-وبعد كل ما تقدّم يتضح أنه لا ينفع في إثبات اجتهاد شخصية من الشخصيات أن تُذكر كلمة من هنا وكلمة من هناك تشهد بأن تلك الشخصية تتسم بالفقاهة والاجتهاد، بل لابد من التدقيق في حال المجيز ودقته وورعه وابتناء شهادته على أي شيء، هل هي من خلال الحضور والتواصل المباشر أم أنها نتيجة تقديم كتابات.

والغريب أن بعضهم لا زال يتشبث بإجازة (مزوّر الإجازات)، وبعضهم يتشبث بعنونة مجلة من المجلات فإنها حيث أعطت اللقب الفلاني لفلان فهذا يثبت اجتهاده!

فانظر إلى القصة التي صدّرنا بها المقال وكيف أن ذلك المرجع لم يُذكر في سيرته أنه مجاز من فلان لأن الغرض من إعطائه إياها كان ما عرفت، وانظر لمن يتمسّك بالطحالب لينقذ مرجعه من الغرق!

#الاجتهاد #المرجعية



group-telegram.com/alzaki_110/3902
Create:
Last Update:

نصرةً للمرجعية ودفاعاً عن الحوزة العلمية (٢)

🔺هل لكل إجازة اجتهاد قيمة؟

اطلعت أن لأحد المراجع العظام إجازة من أحد كبار المراجع في القرن الماضي، لكني استغربت من عدم ذكر هذه الإجازة في ترجمته، وفي إحدى السنين التقيت بنجل هذا المرجع وجرى حديث معه فذكر لي أن الإجازة التي حصل عليها والده كانت لأجل التخلص من التجنيد الإجباري في زمن الشاه.

وهذا العالم لم يعد محتاجاً لنشر تلك الإجازة في زمان تصديه للمرجعية -وكتابة مكتبه ومحبيه ترجمةً له- بعد أن أثبت نفسه بنفسه من خلال دروسه وكتبه وتلامذته الذين انتشروا في الحوزات وأصبحوا من أجلة أساتذتها.

وبمناسبة ذكر إعطاء الإجازات لأجل التخلص من التجنيد الإجباري لا بأس بذكر ما ذكره السيد الزنجاني دام ظله من أنه قال ذات يوم للسيد الخوئي قدس سره: إن فلاناً لديه إجازة من السيد الحجة الكوهكمري قدس سره، فقال السيد الخوئي: أنا أعتقد بأن شهادة السيد الحجة معتبرة ومطابقة للموازين، ثم قال السيد الخوئي: سمعت من المرحوم الأستاذ الميرزا النائيني أنه لو سقط رضا خان فإني أعلن أن أيّ شخص أعطيته إجازة اجتهاد من التاريخ الكذائي إلى التاريخ الكذائي فإن إجازته ملغية وغير معتبرة.
ويعلق السيد الزنجاني بأن السبب في ذلك هو أنه كانت هناك مضايقات شديدة وإجبار على التجنيد ولا يستثنى من ذلك إلا المجتهدون، فلأجل حفظ الحوزة كان المراجع يعطون إجازات اجتهاد للفضلاء. جرعه از دريا ج ٢ ص ٤٨٠ مع تصرّف يسير.

الغرض من ذكر ما تقدّم أمور:
-بعض القضايا قد لا تكون واضحة لدى جميع طلبة العلم فضلاً عن العوام، فقد يُتصور أن من لديه إجازة من فلان وهو مرجع كبير معتمد فإن المجاز قد نال درجة الاجتهاد فعلاً، وسبب الاشتباه هو عدم العلم ببعض الملابسات الحاصلة كعدم معرفة خصوصية المجيز أو المرحلة، وما ذكرناه عن السيد الزنجاني عن إجازات المحقق النائيني -وهو من هو- لا يختص به، بل كانت بعض الإجازات الصادرة عن مرجع الطائفة السيد الأصفهاني قدس سره من هذا القبيل، وكذلك غير هذين العلمين، وفي هذا الموضوع كلام كثير ونماذج واضحة وخفية لا يتسع لها المقام.

-يتفاوت المجيزون من ناحية التشدد والتساهل في إعطاء الإجازة، كما يتفاوتون في الحاجة إلى بعض مبادئ الاجتهاد سعة وضيقاً، مما يؤثر على تحقق المصداق في نظرهم، وتفصيل ذلك في محله.

-اشتهارُ عبارة (في المجيز نظرٌ) وتداول قصص كثيرة تم استخدام هذه الجملة فيها دليلٌ على أنه لا عبرة بكل إجازة صادرة من أي أحد.

-حصل مكرراً أن بعضهم ممن لا ورع لهم قام بسرقة كتابات أو أفكار أو استقاها من غيره وقدّمها إلى بعض الفقهاء والمراجع لتقييمها، وحصل على إجازة اجتهاد من ذلك المرجع! وعادة يحصل هذا الأمر مع عالم ليس من أساتذة ذلك اللاهث خلف الإجازة، ولذلك فإن من تكون لديه إجازات ولا تكون واحدة منها من أحد أساتذته فإن ذلك يدعو للريبة نوعاً ما، فإن الأستاذ ينبغي أن يكون مطلعاً على حال تلميذه، فلمَ لم يجزه؟ أو لمَ لم يستجزه الطالب وذهب إلى غيره ممن لم يحضر لديهم وإنما قدّم لهم كتابات أو حضّر مسألة وحفظ أقوالها ومناقشاتها واستعرض عضلاته أمامهم؟

-ينقل الشيخ المروّجي القزويني دام ظله عن أستاذه المحقق السيد محمد الروحاني قدس سره: (أن العبرة ليست بالكتاب بل بإثبات أن الكتاب للكاتب) وهذا لا يتضح إلا بعد الجلوس والمناقشة والخروج من مسألة إلى أخرى، كي يتضح المجتهد حقاً ممن يحفظ أو يسرق.

-تتفاوت الإجازات في العبارات التي تتضمنها، ففرق بين تعبير (مرتبة من الاجتهاد) وبين (مرتبة وملكة الاجتهاد) وبين (أسنى مراتب الاجتهاد) ويختلف الحال إن عُقبّت ب (يحرم عليه التقليد)، كما أن بعض المجيزين ينص على خصوصية وكيفية تحصيل واشتغال الطالب وأنه ممن كثر التحاور معه وهنا تكون للشهادة قيمة أكبر.
وكنموذج على ذلك أذكر مقطعاً من إجازة أستاذ الفقهاء الشيخ حسين الحلّي قدس سره لتلميذه المرجع الأعلى في عصرنا دام ظله حيث قال:
"قد حضر أبحاثي سنين عديدة حضور تفهّم وتحقيق وتأمّل وتدقيق، مجدّاً في تحريرها، مجيداً في تحقيقها، وقد كثرت المذاكرة معه فوجدته بالغاً مرتبة الاجتهاد وقادراً على الاستنباط"

-وبعد كل ما تقدّم يتضح أنه لا ينفع في إثبات اجتهاد شخصية من الشخصيات أن تُذكر كلمة من هنا وكلمة من هناك تشهد بأن تلك الشخصية تتسم بالفقاهة والاجتهاد، بل لابد من التدقيق في حال المجيز ودقته وورعه وابتناء شهادته على أي شيء، هل هي من خلال الحضور والتواصل المباشر أم أنها نتيجة تقديم كتابات.

والغريب أن بعضهم لا زال يتشبث بإجازة (مزوّر الإجازات)، وبعضهم يتشبث بعنونة مجلة من المجلات فإنها حيث أعطت اللقب الفلاني لفلان فهذا يثبت اجتهاده!

فانظر إلى القصة التي صدّرنا بها المقال وكيف أن ذلك المرجع لم يُذكر في سيرته أنه مجاز من فلان لأن الغرض من إعطائه إياها كان ما عرفت، وانظر لمن يتمسّك بالطحالب لينقذ مرجعه من الغرق!

#الاجتهاد #المرجعية

BY الفوائد ولطائف العوائد




Share with your friend now:
group-telegram.com/alzaki_110/3902

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

You may recall that, back when Facebook started changing WhatsApp’s terms of service, a number of news outlets reported on, and even recommended, switching to Telegram. Pavel Durov even said that users should delete WhatsApp “unless you are cool with all of your photos and messages becoming public one day.” But Telegram can’t be described as a more-secure version of WhatsApp. Oh no. There’s a certain degree of myth-making around what exactly went on, so take everything that follows lightly. Telegram was originally launched as a side project by the Durov brothers, with Nikolai handling the coding and Pavel as CEO, while both were at VK. A Russian Telegram channel with over 700,000 followers is spreading disinformation about Russia's invasion of Ukraine under the guise of providing "objective information" and fact-checking fake news. Its influence extends beyond the platform, with major Russian publications, government officials, and journalists citing the page's posts. The regulator took order for the search and seizure operation from Judge Purushottam B Jadhav, Sebi Special Judge / Additional Sessions Judge. Channels are not fully encrypted, end-to-end. All communications on a Telegram channel can be seen by anyone on the channel and are also visible to Telegram. Telegram may be asked by a government to hand over the communications from a channel. Telegram has a history of standing up to Russian government requests for data, but how comfortable you are relying on that history to predict future behavior is up to you. Because Telegram has this data, it may also be stolen by hackers or leaked by an internal employee.
from hk


Telegram الفوائد ولطائف العوائد
FROM American