Telegram Group & Telegram Channel
Forwarded from مسودة أفكاري (فُرات السُلمي)
«ومن أصبح وهمُّه الآخرةُ جمع اللهُ له همَّه، وحفظ عليه ضَيْعَتَه، وجعل غناه في قلبه، وأتَتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ»

تُربط الآخرة في نفوس كثير من الناس بمشاعر موحشة وحزينة، وقد بشَّر النبي ﷺ صاحب همّ الآخرة بعطايا ضخمة تتقطع لها نفوس البشر قاطبة!، بل إنما سعي الإنسان في الأرض يدور في هذه العطايا التي بُشَّر بها صاحب همّ الآخرة.

وإنَّ لحظة واحدة من لحظات الأُنس عند القلب المعلّق بالآخرة لعمري هي أسعد عنده وأرضى له من جميع مباهج الدنيا ونعيمها الطيني!، ولو تُخيّل خيالاً أن يُخيّر هذا القلب المعلّق بالآخرة بنعيم دنيوي أسطوري بتلك اللحظة المؤنسة والعظيمة مع خالقه، اللحظة التي يكتسي فيها وشاح عبوديته وفقره، مرددًا: "أنا عبدٌ صار فخري ضمن فقري واضطراري" لما رضي وقنع بأن تُسلب منه هذه اللحظة والله.

إن من تجليات الآخرة على قلب صاحبها أنَّها تكرمه وتنعمه بلحظات فردوسية، يولد فيها ولادةً أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة!
يردد فيها قلبه بشوق غامر : "رب إني أسألك الشوق، الشوق إليك" فأيّ نعيم يسد فاقة روحه بعد شعوره بالشوق وهو يتدفق لروحه إلى خالقه؟، وكأنما يدفعه شوقه إلى التحليق نحو السماء، وأيّ نداء يستطعم مذاقه الحلو في لسانه يوازي لحظة نداءه السماوي في جوف الليل: "يا اللـه"، فكأنه بهذا النداء دلف إلى ساح الملكوت، وأيّ معنى للحبّ يشبع قلبه وروحه بعد حبه السماوي، ذلك الحبّ الفردوسي الذي يستشعر وجود خالقه معه -وهو مستوي على عرشه جل جلاله-، قائلاً له في كل حين: "أحبك، أحبك يا رب".

هموم الآخرة في قلوب أهلها لها مباهجها الفردوسية التي لا يحيط بها أحد، وابتهالاتها المُلحة الخاصة بها، الابتهالات التي ينسجها القلب الآخروي والتي تضج معانيها بالرغبة الصادقة لخالقه، وبالانحياز التام إليه، قائلاً: "اللهم إذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم، فأقرّ عيني وقلبي وروحي من عبوديتك"؛ فهذا هو صاحب الهم الآخروي لا يرضى أن تستبدل أنواره الفردوسية أو تخفت، وهو وإنّ رغب بالأرزاق التي أحلها الله تعالى لعباده وثّقها بصلواته أن تكون عونًا له في طاعته، وأن يستعملها في مراضيه، وأن يكون تمام أنسه واكتفاء روحه به لا بغيره.

سعادة ومباهج الآخرة لها ارتفاعها وسموقها وذوقها الخاص، هموم رفيعة لذلك استحق أهلها: علو الفرح!



group-telegram.com/iFurat9/1165
Create:
Last Update:

«ومن أصبح وهمُّه الآخرةُ جمع اللهُ له همَّه، وحفظ عليه ضَيْعَتَه، وجعل غناه في قلبه، وأتَتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ»

تُربط الآخرة في نفوس كثير من الناس بمشاعر موحشة وحزينة، وقد بشَّر النبي ﷺ صاحب همّ الآخرة بعطايا ضخمة تتقطع لها نفوس البشر قاطبة!، بل إنما سعي الإنسان في الأرض يدور في هذه العطايا التي بُشَّر بها صاحب همّ الآخرة.

وإنَّ لحظة واحدة من لحظات الأُنس عند القلب المعلّق بالآخرة لعمري هي أسعد عنده وأرضى له من جميع مباهج الدنيا ونعيمها الطيني!، ولو تُخيّل خيالاً أن يُخيّر هذا القلب المعلّق بالآخرة بنعيم دنيوي أسطوري بتلك اللحظة المؤنسة والعظيمة مع خالقه، اللحظة التي يكتسي فيها وشاح عبوديته وفقره، مرددًا: "أنا عبدٌ صار فخري ضمن فقري واضطراري" لما رضي وقنع بأن تُسلب منه هذه اللحظة والله.

إن من تجليات الآخرة على قلب صاحبها أنَّها تكرمه وتنعمه بلحظات فردوسية، يولد فيها ولادةً أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة!
يردد فيها قلبه بشوق غامر : "رب إني أسألك الشوق، الشوق إليك" فأيّ نعيم يسد فاقة روحه بعد شعوره بالشوق وهو يتدفق لروحه إلى خالقه؟، وكأنما يدفعه شوقه إلى التحليق نحو السماء، وأيّ نداء يستطعم مذاقه الحلو في لسانه يوازي لحظة نداءه السماوي في جوف الليل: "يا اللـه"، فكأنه بهذا النداء دلف إلى ساح الملكوت، وأيّ معنى للحبّ يشبع قلبه وروحه بعد حبه السماوي، ذلك الحبّ الفردوسي الذي يستشعر وجود خالقه معه -وهو مستوي على عرشه جل جلاله-، قائلاً له في كل حين: "أحبك، أحبك يا رب".

هموم الآخرة في قلوب أهلها لها مباهجها الفردوسية التي لا يحيط بها أحد، وابتهالاتها المُلحة الخاصة بها، الابتهالات التي ينسجها القلب الآخروي والتي تضج معانيها بالرغبة الصادقة لخالقه، وبالانحياز التام إليه، قائلاً: "اللهم إذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم، فأقرّ عيني وقلبي وروحي من عبوديتك"؛ فهذا هو صاحب الهم الآخروي لا يرضى أن تستبدل أنواره الفردوسية أو تخفت، وهو وإنّ رغب بالأرزاق التي أحلها الله تعالى لعباده وثّقها بصلواته أن تكون عونًا له في طاعته، وأن يستعملها في مراضيه، وأن يكون تمام أنسه واكتفاء روحه به لا بغيره.

سعادة ومباهج الآخرة لها ارتفاعها وسموقها وذوقها الخاص، هموم رفيعة لذلك استحق أهلها: علو الفرح!

BY قناة | فُـرات السُّلمي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/iFurat9/1165

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"Markets were cheering this economic recovery and return to strong economic growth, but the cheers will turn to tears if the inflation outbreak pushes businesses and consumers to the brink of recession," he added. Russians and Ukrainians are both prolific users of Telegram. They rely on the app for channels that act as newsfeeds, group chats (both public and private), and one-to-one communication. Since the Russian invasion of Ukraine, Telegram has remained an important lifeline for both Russians and Ukrainians, as a way of staying aware of the latest news and keeping in touch with loved ones. Following this, Sebi, in an order passed in January 2022, established that the administrators of a Telegram channel having a large subscriber base enticed the subscribers to act upon recommendations that were circulated by those administrators on the channel, leading to significant price and volume impact in various scrips. "He has to start being more proactive and to find a real solution to this situation, not stay in standby without interfering. It's a very irresponsible position from the owner of Telegram," she said. On Feb. 27, however, he admitted from his Russian-language account that "Telegram channels are increasingly becoming a source of unverified information related to Ukrainian events."
from hk


Telegram قناة | فُـرات السُّلمي
FROM American