Telegram Group & Telegram Channel
قول المشيشي في صلواته «وانشلني من أوحال التوحيد» كثر لغط الناس في مثل هذه الإضافة لأنهم قد غفلوا عن قاعدة عربية تُدعى بـ «الإضافة لمجرد الملابسة».

وتفصيلها أن الشيء يضاف إلى غيره بأدنى ملابسة وخلطة ووصلة بينهما.

وهذا كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: «خذ طرفك» وهو ليس طرفًا مختصًّا به على جهة الملك ولكن لما لابسه بإمساكه نُسب إليه.

وكقولك لإنسان بينه وبين آخر عداوة: «ما فعل صاحبك؟» وهو ليس صاحبًا له، ولكنه لما كان بينه وبينه وصلة من الشر على طريق واحدٍ كأنه مصاحب له في العداوة.

و كقول القائل:

إذا قال قدني قال بالله حلفة
لتغني عني ذا إنائك أجمعا

لملابسته له في شربه، وهو لساقي اللبن.

قال أبو الفتح ابن جني:

وصحت الإضافة فيهما هذا القدر من الوصلة بينهما. وقد أضافت العرب الأول إلى الثانى لأقلّ وأخفض من هذه الشبكة بينهما.

أنشدنا أبو على:

إذا كوكب الخرقاء لاح بسحر
سهيل أذاعت غزلها فى الغرائب

فأضاف سهيلًا إليها؛ لجدها فى عملها عند طلوعه.

وقريب من هذا قول الرجلين يحملان الخشبة-أحدهما لصاحبه-: خذ أنت طرفك، ولآخذ أنا طرفى. وإنما الطرف للخشبة، لا لحاملها.

فاعرف كلام القوم تر العجب منه والحكمة البالغة فيه بإذن الله تعالى.

انتهى كلام أبي الفتح.

إذن ففي كلام ابن مشيش في صلواته هذا الطريق من العربية من إضافة الشيء إلى ملابسه لأدنى شيء بينهما.

فالأوحال التي اعترت التوحيد من الخلاف فيه والتفرق والنزاع وهلاك الناس في تحقيقه صارت كالملابسة له، فصحت الإضافة من هذه الجهة. ولم تكن الإضافة على جهة الاختصاص أو الملك حتى يُنكر عليه.

ومن لم يعرف كلام العرب وتركيب أوضاعه هجم على التخطئة من غير أن يعرف جهته.

والحمد لله رب العالمين.



group-telegram.com/yosofzmzm/2456
Create:
Last Update:

قول المشيشي في صلواته «وانشلني من أوحال التوحيد» كثر لغط الناس في مثل هذه الإضافة لأنهم قد غفلوا عن قاعدة عربية تُدعى بـ «الإضافة لمجرد الملابسة».

وتفصيلها أن الشيء يضاف إلى غيره بأدنى ملابسة وخلطة ووصلة بينهما.

وهذا كقول أحد حاملي الخشبة لصاحبه: «خذ طرفك» وهو ليس طرفًا مختصًّا به على جهة الملك ولكن لما لابسه بإمساكه نُسب إليه.

وكقولك لإنسان بينه وبين آخر عداوة: «ما فعل صاحبك؟» وهو ليس صاحبًا له، ولكنه لما كان بينه وبينه وصلة من الشر على طريق واحدٍ كأنه مصاحب له في العداوة.

و كقول القائل:

إذا قال قدني قال بالله حلفة
لتغني عني ذا إنائك أجمعا

لملابسته له في شربه، وهو لساقي اللبن.

قال أبو الفتح ابن جني:

وصحت الإضافة فيهما هذا القدر من الوصلة بينهما. وقد أضافت العرب الأول إلى الثانى لأقلّ وأخفض من هذه الشبكة بينهما.

أنشدنا أبو على:

إذا كوكب الخرقاء لاح بسحر
سهيل أذاعت غزلها فى الغرائب

فأضاف سهيلًا إليها؛ لجدها فى عملها عند طلوعه.

وقريب من هذا قول الرجلين يحملان الخشبة-أحدهما لصاحبه-: خذ أنت طرفك، ولآخذ أنا طرفى. وإنما الطرف للخشبة، لا لحاملها.

فاعرف كلام القوم تر العجب منه والحكمة البالغة فيه بإذن الله تعالى.

انتهى كلام أبي الفتح.

إذن ففي كلام ابن مشيش في صلواته هذا الطريق من العربية من إضافة الشيء إلى ملابسه لأدنى شيء بينهما.

فالأوحال التي اعترت التوحيد من الخلاف فيه والتفرق والنزاع وهلاك الناس في تحقيقه صارت كالملابسة له، فصحت الإضافة من هذه الجهة. ولم تكن الإضافة على جهة الاختصاص أو الملك حتى يُنكر عليه.

ومن لم يعرف كلام العرب وتركيب أوضاعه هجم على التخطئة من غير أن يعرف جهته.

والحمد لله رب العالمين.

BY يوسف زمزم الشافعي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/yosofzmzm/2456

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"Your messages about the movement of the enemy through the official chatbot … bring new trophies every day," the government agency tweeted. But Kliuchnikov, the Ukranian now in France, said he will use Signal or WhatsApp for sensitive conversations, but questions around privacy on Telegram do not give him pause when it comes to sharing information about the war. So, uh, whenever I hear about Telegram, it’s always in relation to something bad. What gives? Oh no. There’s a certain degree of myth-making around what exactly went on, so take everything that follows lightly. Telegram was originally launched as a side project by the Durov brothers, with Nikolai handling the coding and Pavel as CEO, while both were at VK. This ability to mix the public and the private, as well as the ability to use bots to engage with users has proved to be problematic. In early 2021, a database selling phone numbers pulled from Facebook was selling numbers for $20 per lookup. Similarly, security researchers found a network of deepfake bots on the platform that were generating images of people submitted by users to create non-consensual imagery, some of which involved children.
from hk


Telegram يوسف زمزم الشافعي
FROM American