Telegram Group & Telegram Channel
📄 [أيها السلفيون أبشروا واحذروا فتنة السراء]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أما بعد:

فإن المسلم ممتحن بالفتن بشتى أنواعها لا سيما دعاة السنة، فإن الشيطان يجتهد أكثر في محاولة إغوائهم، فإن عجز حاول إضعافهم، لذا يستحب الدعاء بهذا الدعاء في آخر الصلاة قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال» متفق عليه واللفظ لمسلم.

وكم يصبر أقوام على فتنة الضراء، فإذا ابتلوا بالسراء، فتنوا فإن أصحاب رسول الله موسى -عليه السلام- صبروا على فتنة الضراء، وعلى أذى فرعون لهم، فلما أهلك الله عدوهم فرعون هلك طائفة منهم في فتنة السراء فطلبوا عبادة العجل، قال تعالى حاكيًا حالهم: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ ‌مَشَارِقَ ‌الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف: 137]

قال ابن مفلح في: الآداب الشرعية (1/ 4): قال بعضهم: المؤمن يصبر على البلاء ولا يصبر على العافية إلا صديق. وقال عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر.

وقال أبو الفرج بن الجوزي: الرجل كل الرجل من يصبر على العافية وهذا الصبر متصل بالشكر فلا يتم إلا بالقيام بحق الشكر، وإنما كان الصبر على السراء شديدا لأنه مقرون بالقدرة، والجائع عند غيبة الطعام أقدر منه على الصبر عند حضور الطعام اللذيذ.

وإن دعاة السنة السلفية يعيشون اليوم نصرًا وتقدمًا من جهات:

الجهة الأولى: أن الله كسر جماعة الإخوان المسلمين وأخزاهم بعد مكرهم وفسادهم وتحريفهم للدين، ومع ذلك لا يؤمَنون لأن عندهم تقية وهم يتقلبون كالحرباء.

وإن النفاق من الحزبيين سيكثر لقوة السنة وأهلها، كما كثر النفاق الأكبر في المدينة لما قويت دولة رسول الله ﷺ؛ لذا ينبغي التفطن لأمر وهو: عدم الاغترار بالرجل فيما أظهر من عمل وكلام طيب وثناء على الدولة.

فإن هذا ليس معيارًا وإنما المعيار الحقيقي السؤال عمن يجالس ومن هم أصحابه، قال محمد بن عبيد الله الغلابي-وهو من علماء السلف-: كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة. أخرجه ابن بطة في (الإبانة الكبرى).

وليس معنى هذا أن يصادم من يظهر ولاءه وتغيره، بل يقابل بالحسنى مع الحذر وعدم الاغترار به وبما ينقل من كلام وأخبار.

الجهة الثانية: أن رموزهم الحركيين الحزبيين تساقطوا، وكلهم في نزول وسقوط، لكنهم يتفاوتون في قوة النزول ومنهم من سقط ومقته الناس، مع العلم أن الحركيين يحاولون إبراز رموز جديدة، وواجبنا تعرية هذه الرموز الجديدة والرد عليها بالحق قبل أن تظهر وتقوى ويفتن الناس بهم.

الجهة الثالثة: أن كثيرًا من العامة تبصروا بأحوال الحركيين لاسيما بعد وجود الإعلام الحر كتويتر ومقاطع اليوتيوب، وظهور كذب الحركيين المكشوف وخيانتهم في توريط شبابنا في أرض الفتن، ومما عراهم وقفة الدولة السعودية المباركة الوقفة الحازمة تجاه كثير من الدعاة والحركات حتى سجنت بعضهم.

وإني لأدعو -دعاء صدق- لمن لا يزال مصدقاً تنفير الحزبيين من دعاة السنة باسم الجامية أو غلاة الطاعة أو غير ذلك أن يتثبت ولا يقبل تهماً إلا بعد سماعها والتوثق منها ووزنها بميزان الشرع.

فكم افترى وكذب الحزبيون على دعاة السنة.

الجهة الرابعة: تولية الدولة أناسًا صادقين في ولائهم لدينهم ثم لوطنهم -وهم على المنهج الذي أسست عليه هذه الدولة-، فبهذه الطريقة جففت منابع كثيرة من منابع دعاة الباطل.

وكم مَنَّ الله بالخير علينا وعلى كثير من المسلمين بجهود هذه الدولة السعودية المباركة.

لذا الواجب على دعاة السنة أمور منها:

الأول: شكر الله كثيرًا قال تعالى: ﴿‌وَمَا ‌بِكُمْ ‌مِنْ ‌نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53] وقال: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ‌لَئِنْ ‌شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].

والاستعانة بالله مع ازدراء النفس: ﴿‌إِيَّاكَ ‌نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] ودعاؤه كثيرًا على الثبات على الحق، والنجاة من الفتن، قال زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال رسول الله ﷺ: «تعوَّذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» أخرجه مسلم، وأخيراً التنبه للأمر الخطير وهو خطر فتنة السراء.



group-telegram.com/AbdulazizAlRayes/8406
Create:
Last Update:

📄 [أيها السلفيون أبشروا واحذروا فتنة السراء]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أما بعد:

فإن المسلم ممتحن بالفتن بشتى أنواعها لا سيما دعاة السنة، فإن الشيطان يجتهد أكثر في محاولة إغوائهم، فإن عجز حاول إضعافهم، لذا يستحب الدعاء بهذا الدعاء في آخر الصلاة قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال» متفق عليه واللفظ لمسلم.

وكم يصبر أقوام على فتنة الضراء، فإذا ابتلوا بالسراء، فتنوا فإن أصحاب رسول الله موسى -عليه السلام- صبروا على فتنة الضراء، وعلى أذى فرعون لهم، فلما أهلك الله عدوهم فرعون هلك طائفة منهم في فتنة السراء فطلبوا عبادة العجل، قال تعالى حاكيًا حالهم: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ ‌مَشَارِقَ ‌الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف: 137]

قال ابن مفلح في: الآداب الشرعية (1/ 4): قال بعضهم: المؤمن يصبر على البلاء ولا يصبر على العافية إلا صديق. وقال عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر.

وقال أبو الفرج بن الجوزي: الرجل كل الرجل من يصبر على العافية وهذا الصبر متصل بالشكر فلا يتم إلا بالقيام بحق الشكر، وإنما كان الصبر على السراء شديدا لأنه مقرون بالقدرة، والجائع عند غيبة الطعام أقدر منه على الصبر عند حضور الطعام اللذيذ.

وإن دعاة السنة السلفية يعيشون اليوم نصرًا وتقدمًا من جهات:

الجهة الأولى: أن الله كسر جماعة الإخوان المسلمين وأخزاهم بعد مكرهم وفسادهم وتحريفهم للدين، ومع ذلك لا يؤمَنون لأن عندهم تقية وهم يتقلبون كالحرباء.

وإن النفاق من الحزبيين سيكثر لقوة السنة وأهلها، كما كثر النفاق الأكبر في المدينة لما قويت دولة رسول الله ﷺ؛ لذا ينبغي التفطن لأمر وهو: عدم الاغترار بالرجل فيما أظهر من عمل وكلام طيب وثناء على الدولة.

فإن هذا ليس معيارًا وإنما المعيار الحقيقي السؤال عمن يجالس ومن هم أصحابه، قال محمد بن عبيد الله الغلابي-وهو من علماء السلف-: كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة. أخرجه ابن بطة في (الإبانة الكبرى).

وليس معنى هذا أن يصادم من يظهر ولاءه وتغيره، بل يقابل بالحسنى مع الحذر وعدم الاغترار به وبما ينقل من كلام وأخبار.

الجهة الثانية: أن رموزهم الحركيين الحزبيين تساقطوا، وكلهم في نزول وسقوط، لكنهم يتفاوتون في قوة النزول ومنهم من سقط ومقته الناس، مع العلم أن الحركيين يحاولون إبراز رموز جديدة، وواجبنا تعرية هذه الرموز الجديدة والرد عليها بالحق قبل أن تظهر وتقوى ويفتن الناس بهم.

الجهة الثالثة: أن كثيرًا من العامة تبصروا بأحوال الحركيين لاسيما بعد وجود الإعلام الحر كتويتر ومقاطع اليوتيوب، وظهور كذب الحركيين المكشوف وخيانتهم في توريط شبابنا في أرض الفتن، ومما عراهم وقفة الدولة السعودية المباركة الوقفة الحازمة تجاه كثير من الدعاة والحركات حتى سجنت بعضهم.

وإني لأدعو -دعاء صدق- لمن لا يزال مصدقاً تنفير الحزبيين من دعاة السنة باسم الجامية أو غلاة الطاعة أو غير ذلك أن يتثبت ولا يقبل تهماً إلا بعد سماعها والتوثق منها ووزنها بميزان الشرع.

فكم افترى وكذب الحزبيون على دعاة السنة.

الجهة الرابعة: تولية الدولة أناسًا صادقين في ولائهم لدينهم ثم لوطنهم -وهم على المنهج الذي أسست عليه هذه الدولة-، فبهذه الطريقة جففت منابع كثيرة من منابع دعاة الباطل.

وكم مَنَّ الله بالخير علينا وعلى كثير من المسلمين بجهود هذه الدولة السعودية المباركة.

لذا الواجب على دعاة السنة أمور منها:

الأول: شكر الله كثيرًا قال تعالى: ﴿‌وَمَا ‌بِكُمْ ‌مِنْ ‌نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53] وقال: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ‌لَئِنْ ‌شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].

والاستعانة بالله مع ازدراء النفس: ﴿‌إِيَّاكَ ‌نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] ودعاؤه كثيرًا على الثبات على الحق، والنجاة من الفتن، قال زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال رسول الله ﷺ: «تعوَّذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» أخرجه مسلم، وأخيراً التنبه للأمر الخطير وهو خطر فتنة السراء.

BY فوائد د.عبدالعزيز بن ريس الريس


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/AbdulazizAlRayes/8406

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram was founded in 2013 by two Russian brothers, Nikolai and Pavel Durov. As the war in Ukraine rages, the messaging app Telegram has emerged as the go-to place for unfiltered live war updates for both Ukrainian refugees and increasingly isolated Russians alike. On December 23rd, 2020, Pavel Durov posted to his channel that the company would need to start generating revenue. In early 2021, he added that any advertising on the platform would not use user data for targeting, and that it would be focused on “large one-to-many channels.” He pledged that ads would be “non-intrusive” and that most users would simply not notice any change. Since its launch in 2013, Telegram has grown from a simple messaging app to a broadcast network. Its user base isn’t as vast as WhatsApp’s, and its broadcast platform is a fraction the size of Twitter, but it’s nonetheless showing its use. While Telegram has been embroiled in controversy for much of its life, it has become a vital source of communication during the invasion of Ukraine. But, if all of this is new to you, let us explain, dear friends, what on Earth a Telegram is meant to be, and why you should, or should not, need to care. DFR Lab sent the image through Microsoft Azure's Face Verification program and found that it was "highly unlikely" that the person in the second photo was the same as the first woman. The fact-checker Logically AI also found the claim to be false. The woman, Olena Kurilo, was also captured in a video after the airstrike and shown to have the injuries.
from id


Telegram فوائد د.عبدالعزيز بن ريس الريس
FROM American