مهم أن تفهم، أنّه ومع احترامنا لطريقتك الخاصّة في كلّ شي، الإنسان لا يريد منك المحبّة بأسلوبك الخاص ولكن يريد المحبّة كما يراها هو، أو كما قال مريد البرغوثي: علمتني الحياة أن أُحب النّاس بالطريقة التي يحبون أنّ نحبهم بها..

بكل أريحيّة أستطيع الادّعاء بأنّ من أعظم ما يفعله الإنسان هو محاربة اليأس في نَفسه، الأيّام صعبة ودواعي الإحباط كثيرة وأجد بطولة في بَثّ الأَمل كُلّما ضعف أو أوشك على الموت أو مات لحظيًّا، وأعيد صياغة ما نقلناه واتّفقنا عليه: نحن لسنا أبطال بل نحن بشر نؤمن ونُسلِّم وهذا عَمل بطوليّ.. ويتمنى الإنسان أن يَظلّ يُحاوِل ولا تموت الروح في نفسه قبل موته،، والصمود لا يكون دون إعانة من الصَمد..

مرعبة قدرة الإنسان على تأويله الأشياء لصالحه، بطريقة ما - حتى وإن كانت غير منطقية- يُبعِد الإنسان السهام عن نفسه بل ويُرميها على غيره، ومن المعضلات أنّ الإنسان كلّما زاد ذكاؤه صار أخطر في هذه المساحة، ولهذا من يعنيه الحق وقلبه فيجب أن يراقب اختياراته ولا يختار الهروب السهل…

قال رب العالمين، وأحكم الحاكمين، محذرا عباده من "الضيعة" و"التِّيه":

( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ ؛

فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ .

أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).

" فهؤلاء :
نسُوا نفوسهم، لا من جميع الوجوه؛
بل من الوجه الذي به مصالحُها، وكمالُها وسعادتُها!!

وإن لم ينسَوها من الوجه الذي منه شهوتُها، وحظُّها، وإرادتُها.

فأنساهم مصالحَ نفوسهم؛ أن يفعلوها ويطلبوها.
وعيوبَها، ونقائصَها؛ أن يُزيلوها، ويجتنبوها.

وكمالَها الذي خُلقت له:
أن يعرفوه،
ويطلبوه.

فهم:
جاهلون بحقائق أنفسهم، من هذه الوجوه.
وإن كانوا عالمين بها، من وجوه أُخَر".

-ابن القيم، رحمه الله.

المرعب في المساحات النفسيّة أنّها أشياء لا تُرى، وكثيرًا ما تبدو الأشياء على خلاف ما هي عليه في هذه الزاوية، ومسجّلٌ ومعروف بأنّ الكثير يملأ الأرض حيويّة وسعادة في الخارج؛ فإذا اختلى بنفسه أو أتيح له الكلام المرتاح؛ تخرج كآبة لم يتخيّل البشر مثله يصل إليها، ولهذا فالقلوب القلوب والأرواح والأرواح….

أنا أُحبّ الشتاء، وأعشق المطر، ولكن هذا الحبّ مشروط بكوني دافىء، اليوم مثلا أحبّ الشتاء أكثر من الأمس لأنني ألبس جيّدًا أكثر، البرد حولي وجسدي دافىء؛ إذا أنا سعيد، وهكذا هو الحبّ في مساحات واسعة، لا أراه يستمرّ مع الأذى والتربيط،، الراحة والارتياح أساس كلّ شعور جميل والشعور يتغيّر إذا غُيُّرت البيئة التي تكوّن فيها أو لأجلها…

ترامب يبدو أنّه يفهم جيّدا في التجارة والعقار والاستثمار؛ ولكنّه يجهل بالتوازي بل وبشكل أكبر بكثير؛ تجارة المسلم مع ربّه وحِسبة العقيدة والوطن والآخرة والقدر وسنن الله في الأرض، ولن يحيق المكر السيء إلا بأهله…

الأزمة الحالية التي يمرّ فيها الحكاّم العرب خطيرة وغير مسبوقة وفيها صدام مع الهدوء وما تحت الطاولة السابق، وبعد هذه الأيام ستكون الضريبة أكبر بكثير مما يتوقّع أيّ أحد، فإما الصمود الواضح أو الخيانة العظمى للعرب وإسلامهم وقضيتهم…

العيون كلها على مصر

إما موقف تاريخي وتحمّل تبعاته وتصالح كبير مع الشعوب وإما لحظة هي الأخطر والأسوأ في تاريخ المنطقة..

يارب سداد…

بمناسبة ذكر مِصر الحبيبة وبما أنّ الإقليم كلّه يُعاني هذه الأيّام، أحيانًا يتضايق بعض المصريين من ذكر غير المصريين لمصر ومطالبتهم بتقديمها للمزيد من الأشياء أو حتى نقد السياسة داخلها ولومها أكثر من غيرها،، والكلام التالي لن يكون عن الحُب الفطري العاديّ للوطن الذي يعيش فيه الإنسان، ولكن هو مقابل لذلك التضخيم الحدوديّ للأوطان العربيّة الذي اجتاحنا بعد تقسيم بلادنا في سايكس بيكو، عن تلك الحدود التي صارت تفوق بالأهميّة الديانة والانتماء الجمعيّ للأمّة، ما أريد قوله أنّ من يتضايق من الحديث عن مِصر -سواء كان مصري أو غيره- فهو يجهل بلا ريب دور وثقل مصر في منطقتنا، بل لمُريد البرغوثي-الفلسطيني- جملة في كتابه كنت أستغربها: أتمنى أن يشارك كل العرب في انتخابات مصر. عندما فهمت أكثر استوعبت معناها، بل وقد سمعت الشيخ أحمد ياسين- مؤسس حركة المقاومة الإسلامية- يقول: بدون مصر لا يوجد معركة. وهذه القيمة واضحة وحاضرة في تاريخنا وفي محاضرة "إلى مصر العمق الاستراتيجي لفلسطين والشام" التي تأتي ضمن سلسلة محاضرات تتحدّث عن طريق صلاح الدّين الأيّوبي إلى بيت المقدس، وصلاح -ذلك المجاهد الفاتح- عندما كانت عينه على تحرير القدس علم أنّه ولابدّ من فتح مِصر قبل القدس؛ وقد كان، وبهذا تستطيع أن تفهم الجُهد الحقيقي الغربي والعربي لتقزيم مصر وإخراجها من المشهد، وإلا فمصر هي مركز ثقل المنطقة، ومركز ثقلنا النفسي نحن بأننا أُمّة عابرة للحدود تجتمع على معنى….

من يقرأ أحداث غزّة من ناحية السنن الإلهية يدرك أن مرحلة إهلاك المحتلين ليست بالبعيدة؛ وأن زيادة الظلم والإجرام والطغيان والتهديد ليست إلا تعجيلاً لوقوع هذه السنّة الإلهية بإذن الله.

ومع تهديدات التهجير العام لأهل غزة تظهر أمامي هاتان الآيتان:
1- قوله سبحانه: ﴿ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا . سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا﴾
2- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا﴾

ومعنى (يستفزّهم) عند المفسرين أي: "يفزعهم ويزعجهم بما يحملهم على خفة الهرب" ، "والاستفزاز: الحمل على الترحل".

قال السعدي تعليقا على الآية الأولى: (إن الله إذا أراد إهلاك أمة، تضاعف جرمها، وعظم وكبر، فيحق عليها القول من الله فيوقع بها العقاب، كما هي سنته في الأمم إذا أخرجوا رسولهم)

«اللَّهمَّ أنتَ ربِي، لَا إلهَ إلَّا أنتَ، خلَقْتَني وأَنَا عبدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكُ مِنْ شَرِّ ما صنعْتُ، أبوءُ لكَ بنعمتِكَ عَلَيَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي، فاغفرْ لِي، فَإِنَّه لَا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أَنْتَ».

شباب الامتياز الجداد أو حتى طلاب الطب في آخر سنتين، الدكتور محمود الوفا -طبيب باطنة- عنده كورس رائع جدا للامتياز بشرح فيه كثير أشياء بتهم أي طبيب وبنحل بشكل يومي حالات من كتب عالمية والدكتور بعلّق عليها، طبعا الكورس بسعر رمزي جدًا -أظن ٢٠٠ جنيه- وغير المقتدر ممكن يبعت رسالة للدكتور رسالة على الواتس اب وهيدخله عادي جدًا بدون أي احراج وهذا رقم التواصل على الواتس اب٠١١٤٨٢٧٣٥٦٧، وهذا رابط الفيديو التعريفي بالكورس https://youtu.be/CCLTaWMiofU?، بصراحة انا لا بعرف الدكتور شخصيا ولا في بينا تواصل إلا بشكل سؤال وجواب، ولكن النا حوالي سنة معاه وفعلا الكورس بفرق جدًا مع الإنسان وبعمله نقلة نوعية، المجموعة الأخيرة بدأت من قريب وعلى كلام الدكتور مفيش مجموعة هتبقى قريبا فالواحد يلحق نفسه ومش هيندم….

اليوم دوامي كان في عيادة متابعة مرضى السُكّري، وبصراحة هي من الأماكن التي أحب الدوام فيها، من الأشياء التي ركّزت فيها جدًّا اليوم واستحوذت على شيء من مشاعري وتفكيري؛ ردّ فعل مرضى السكري الجدد عندما يُطلَب منهم تغيير نظامهم الغذائي، السيّدة التي عبّرت بكلّ وضوح عن دهشتها بما يُطلَب منها واستحضارها لصعوبته، بل وقالت صراحة: صعب جدًا، أنا أُحبّ الأكل جدًا.. اتفقنا على حلول وتسرّب إليّ أنّها ستلتزم، وبصراحة تعجبني وتؤلمني هذه المساحة من صراع الإنسان مع رغبات نفسه، الإنسان ضعيف ومعقّد، وتغييره للأشياء التي اعتادها ليس شيئًا سهلا، ربّما حتى يمكن القول أنّه صعب جدًا، ولكنّه مُمكن، ممكن بإرادة صلبة واستمراريّة واستحضار لفوائد التمسّك ولأضرار التساهل، ولهذا فالإنسان عليه أن ينتبه للعادات التي يُكوّنها لأنّ تغييرها فيه الكثير من التمزّق، وكذلك من تكوّنت لديها عادات سيئة يمكنه تجاوزها بالصبر والمحاولة، وفعلها ويفعلها الكثير….

القوي الكل بحترمه.
نقطة وسطر جديد.

من المعاني الجليلة في الإسلام؛ السعي إلى امتلاك القوّة مع المحافظة على الأخلاق والعدل والرحمة، والقوّة معنى واسع، من البدني إلى النفسي إلى المادّي، وقد يكون عند الإنسان زيادة في شيء منها ونقص في أخرى، وهذا طبيعي ولكن الأصل في الإنسان السعي إلى الكمال مع الرضى بالحال…

للي بسأل من الدكاترة فالتواصل على رقم الواتس هذا للاشتراك، وبعد ما قولت للدكتور خد هي اعلان غير مدفوع ففرح وقالي هو بصراحة ب ٢٥٠ بس للي بيجي من عندك ب ٢٠٠😁 فيعني تزبيط غير مقصود، روحوله.

اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الحمد لله .. وبعد،
كربة الإنسان في دينه لا يضاهيها شيء؛ وهذه أعظم أنواع الكربات
والإنسان الذي يفصله عن رمضان أيام يسيره ثم لا يكاد يجد قلبه ولا تزال القسوة مهيمنة عليه؛ هو إنسان مكروب بصدق.
وهذا مما يدمي القلب ويبعث في النفس شجونًا لا يعلمها إلا الله.
يغدو أحدنا ويروح ويخالط الناس بجسده؛ لكن قلبه قابع في غيابات الأحزان والمعاناة؛ فلا هو على الاستقامة قائم؛ ولا هو من الأحزان استراح.
فلا إله إلا الله رب المكروبين وأملهم في تفريج الكربات، عليه وحده نؤمل ونرجو، والله المستعان

يا مسكين؛ ما زلت تُضيِّع قلبك في أيّامٍ يجد النّاس فيها قلوبهم..