Telegram Group & Telegram Channel
لا شك أن فخر الدين الرازي تـ606هـ/1210م من الأذكياء وله فوائد في غاية الحسن في العلوم العقلية، لكنه ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا! فكتبه مشوشة للطالب في الفهم والتحصيل، ولذا دائمًا أقول: لا ينبغي القراءة له بغير مطالعة كلام من قوموا فساد كلامه، وخصوصا نصير الدين الطوسي، فقد أجاد كثيرًا في شرح الإشارات ونقد المحصل، وزيف ما تورثه كتبه من الأوهام، ولا أحصي كم مر بي تعويل العلماء على تقويم الطوسي لأوهامه، خصوصًا سعد الدين التفتازاني 791هـ/1389م.
وليس الأمر مقصورًا على الطوسي، بل أفضل الدين الخونجي تـ646هـ/1248م وأثير الدين الأبهري تـ7هـ/13م قوما كثيرًا من كلامه في المنطق، والأبهري قوم جملة من ذلك في الحكمة أيضًا، وجماعات غير هؤلاء.
وتشويشات الرازي بعضها في التصورات، وبعضها في التصديقات، ففي التصورات كفهمه لمسألة مجعولية الماهيات، ففهمه لها فاسد جدًا، وقد نبه بعض العلماء على غلط فهمه للمسألة، وكذلك زيادة الصفات لم يتصورها في بعض كتبه كما ينبغي، ومسائل أخرى، أما التشويش في التصديقات فأظهر أمثلته تشكيكه الكثير المفصل في الضروريات العقلية، وبعد الصفحات الكثيرة من سرد الشكوك يقول: "لا يمكن الجواب عنها ولا يصح التشاغل بذلك!" ولا أعلم أحدًا استقصى في تشكيك الناظر في العلم في المعارف الضرورية كهذا الرجل، ولو أن طالبًا استرسل مع تشكيكاته لوقف ولم يكمل كتابه وترك تحصيل العلوم الحقيقية والاعتبارية جملة!
ولذا كان الغزالي تـ505هـ/1111م خيرًا منه مع كونه تشكك في الضروريات، فحكى المرض إجمالًا لئلا ينقل المرض لغيره.

ولا يقتضي كلامي هذا أن هؤلاء الناقدين له خلا كلامهم عن الأوهام، فقل أن يسلم من ذلك عالم أو إمام، وما وقع للطوسي من الخلط بين اصطلاحي الماهية بشرط لا مشهور، وما قيل في الدفع عنه متكلف، وليس هذا مقام الشرح.

لكن من نظر في كلام من جاء بعد الرازي حتى تميز له الباطل من الصواب، والقشر من اللباب، فسيتفيد من محاسن فوائده.

https://www.group-telegram.com/id/IFALajmi.com/3180



group-telegram.com/IFALajmi/3180
Create:
Last Update:

لا شك أن فخر الدين الرازي تـ606هـ/1210م من الأذكياء وله فوائد في غاية الحسن في العلوم العقلية، لكنه ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا! فكتبه مشوشة للطالب في الفهم والتحصيل، ولذا دائمًا أقول: لا ينبغي القراءة له بغير مطالعة كلام من قوموا فساد كلامه، وخصوصا نصير الدين الطوسي، فقد أجاد كثيرًا في شرح الإشارات ونقد المحصل، وزيف ما تورثه كتبه من الأوهام، ولا أحصي كم مر بي تعويل العلماء على تقويم الطوسي لأوهامه، خصوصًا سعد الدين التفتازاني 791هـ/1389م.
وليس الأمر مقصورًا على الطوسي، بل أفضل الدين الخونجي تـ646هـ/1248م وأثير الدين الأبهري تـ7هـ/13م قوما كثيرًا من كلامه في المنطق، والأبهري قوم جملة من ذلك في الحكمة أيضًا، وجماعات غير هؤلاء.
وتشويشات الرازي بعضها في التصورات، وبعضها في التصديقات، ففي التصورات كفهمه لمسألة مجعولية الماهيات، ففهمه لها فاسد جدًا، وقد نبه بعض العلماء على غلط فهمه للمسألة، وكذلك زيادة الصفات لم يتصورها في بعض كتبه كما ينبغي، ومسائل أخرى، أما التشويش في التصديقات فأظهر أمثلته تشكيكه الكثير المفصل في الضروريات العقلية، وبعد الصفحات الكثيرة من سرد الشكوك يقول: "لا يمكن الجواب عنها ولا يصح التشاغل بذلك!" ولا أعلم أحدًا استقصى في تشكيك الناظر في العلم في المعارف الضرورية كهذا الرجل، ولو أن طالبًا استرسل مع تشكيكاته لوقف ولم يكمل كتابه وترك تحصيل العلوم الحقيقية والاعتبارية جملة!
ولذا كان الغزالي تـ505هـ/1111م خيرًا منه مع كونه تشكك في الضروريات، فحكى المرض إجمالًا لئلا ينقل المرض لغيره.

ولا يقتضي كلامي هذا أن هؤلاء الناقدين له خلا كلامهم عن الأوهام، فقل أن يسلم من ذلك عالم أو إمام، وما وقع للطوسي من الخلط بين اصطلاحي الماهية بشرط لا مشهور، وما قيل في الدفع عنه متكلف، وليس هذا مقام الشرح.

لكن من نظر في كلام من جاء بعد الرازي حتى تميز له الباطل من الصواب، والقشر من اللباب، فسيتفيد من محاسن فوائده.

https://www.group-telegram.com/id/IFALajmi.com/3180

BY قناة || فارس بن عامر العجمي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/IFALajmi/3180

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. After fleeing Russia, the brothers founded Telegram as a way to communicate outside the Kremlin's orbit. They now run it from Dubai, and Pavel Durov says it has more than 500 million monthly active users. The Securities and Exchange Board of India (Sebi) had carried out a similar exercise in 2017 in a matter related to circulation of messages through WhatsApp. "He has kind of an old-school cyber-libertarian world view where technology is there to set you free," Maréchal said. At the start of 2018, the company attempted to launch an Initial Coin Offering (ICO) which would enable it to enable payments (and earn the cash that comes from doing so). The initial signals were promising, especially given Telegram’s user base is already fairly crypto-savvy. It raised an initial tranche of cash – worth more than a billion dollars – to help develop the coin before opening sales to the public. Unfortunately, third-party sales of coins bought in those initial fundraising rounds raised the ire of the SEC, which brought the hammer down on the whole operation. In 2020, officials ordered Telegram to pay a fine of $18.5 million and hand back much of the cash that it had raised.
from id


Telegram قناة || فارس بن عامر العجمي
FROM American