Telegram Group & Telegram Channel
إن نموذج المرأة الذي كشفت لنا الحرب في غزة صورته لهو والله النموذج المعياري للمرأة المسلمة الذي ينبغي أن يُسعى لإعادة إحيائه وبثه بين بنات المسلمين،
هذا النموذج المتمثل في المرأة بأطوارها المختلفة؛ عزباء ومتزوجة، أمًا وطفلة ومسنة..

المرأة التي تجاوزت دائرة الدنيا الضيقة لتحلق في فضاءات الآخرة الرحبة؛ التي انطلقت تسابق في الخيرات، وتسعى لتحصيل المكتسبات -الأخروية لا الدنيوية فقط-،

المرأة التي عرفت دورها في الحياة، والتي فهمت غاية وجودها والإطار الكلي الذي تنطلق منه فانتظمت تحته بقية التفاصيل والجزئيات،

المرأة التي عرفت الواجبات المناطة بها فقامت بها وقدمتها وبذلتها على أحسن وجه قبل أن تسأل عن ما لها من حقوق، لا المرأة التي لا ترى في الدنيا غير الحقوق التي ينبغي أن تُحصلها فإن لم تتمكن من ذلك ثارت وتمردت وأمست حياتها بلا معنى!

المرأة التي عرفت أنها مُكلفة كما الرجل، وأنها مسؤولة مسؤولية ذاتية عن نفسها في الثبات على دينها، وفي تحصيل أسباب ذلك، ومسؤولة مسؤولية عامة تجاه الإسلام والمسلمين، ونصرة الدين والبذل له، ومساندة المصلحين ومؤازرتهم، والمشاركة في هذا الميدان بما تملك،

المرأة التي عرفت أن من أعظم أدوارها وأشرفها؛ تربية أبنائها على معاني العزة الإيمانية، وغرس معاني العقيدة الصحيحة في نفوسهم، وتنشأتهم على معاني القرآن وأوامره بنفس القدر الذي تهتم بدراستهم الأكاديمية بل أعظم،

المرأة التي آزرت زوجها الأسير أو المجاهد أو المرابط؛ التي حفظته في نفسها، ورعته في أبنائه، وثبتت إلى جانبه وصبرت على قسوة الظروف، وانتظرته سنوات طويلة محتسبة في ذلك أن تشاركه الأجر في هذا الطريق المُقدس!

المرأة التي طلبت الاستغناء الروحي والإيماني لتؤمّن به مستقبلها الديني والأخروي، في الوقت الذي تسعى كثير من النساء لتحصيل الاستغناء المادي الذي تؤمّن به مستقبلها الدنيوي مضحية في سبيل ذلك بالكثير!

فلعمري هذا والله الشرف الحقيقي للمرأة، والدور الذي يجب أن يُسعى لإعادة بثّه وإحيائه ونشره بين نساء المسلمين وبناتهم، وهكذا كانت حياة النساء في وقت النبيﷺ؛ فانطلقن من دورهن الأساسي ومن الغاية التي خُلقن لأجلها -العبودية لله تعالى-، مسترشدين بالوحي في الأدوار والواجبات والأطر التي يسعين فيها، فقدمن لنا أمثلة عظيمة في العزة والإباء والقوة والصبر والعلم والعمل.

وهذا زمان قُصد فيه إبعاد المرأة عن هذه المعاني الجليلة، وحصرها في دوائر الدنيا الضيقة الدنيئة، وضُحك عليها بحقوق ومكتسبات ولعاعات دنيوية حقيرة، وعُمد إلى تعطيل دورها الحقيقي، وزُج بها في مجالات وأدوار ليست لها، فأصبحت المرأة تفني حياتها في اللامعنى، وتهلك شبابها فيما لا ينفع، وتسابق في مجالات ليست لها، وتسعى لإثبات ذاتها بتحقيق مكانة متوهمة، فخسرت في سبيل ذلك ذاتها وكيانها، وخسرت قبل ذلك دينها وآخرتها، وفقد المجتمع المسلم بذلك عنصرًا أساسيًا ومكونًا جوهريًا في الحفاظ على هويته المسلمة.

وعليه فإن من واجبات الوقت المُلحة إعادة تصحيح البوصلة في هذا المجال، وإعادة ضبط التصورات الخاطئة التي تلوث بها، وإعادة تصحيح المعايير فيه على ضوء معيار الوحي،

وإن من أعظم ما يُقدم لنساء المسلمين بل للمجتمع المسلم اليوم؛ هو بناء وتخريج نماذج وقدوات نسائية تربت على المعايير الصحيحة، وتحققت بما فيها من معاني العلم والعمل جميعًا، وهذا طريق يحتاج إلى تضحية وبذل وسباحة عكس التيار وتحمل مسؤولية ذلك، لكنه والله الطريق الذي يستحق البذل والتضحية والصبر،

فلله من سارت في هذا الطريق مستهدية بالله، مسترشدة بوحيه، معتصمة بحبله، مقتدية بنساء خير القرون، مبتغية بذلك وجه الله، قاصدة إحياء هذا الدين بإعادة إحياء دور المرأة المسلمة فيه!

#باب_المرأة



group-telegram.com/almoslih/315
Create:
Last Update:

إن نموذج المرأة الذي كشفت لنا الحرب في غزة صورته لهو والله النموذج المعياري للمرأة المسلمة الذي ينبغي أن يُسعى لإعادة إحيائه وبثه بين بنات المسلمين،
هذا النموذج المتمثل في المرأة بأطوارها المختلفة؛ عزباء ومتزوجة، أمًا وطفلة ومسنة..

المرأة التي تجاوزت دائرة الدنيا الضيقة لتحلق في فضاءات الآخرة الرحبة؛ التي انطلقت تسابق في الخيرات، وتسعى لتحصيل المكتسبات -الأخروية لا الدنيوية فقط-،

المرأة التي عرفت دورها في الحياة، والتي فهمت غاية وجودها والإطار الكلي الذي تنطلق منه فانتظمت تحته بقية التفاصيل والجزئيات،

المرأة التي عرفت الواجبات المناطة بها فقامت بها وقدمتها وبذلتها على أحسن وجه قبل أن تسأل عن ما لها من حقوق، لا المرأة التي لا ترى في الدنيا غير الحقوق التي ينبغي أن تُحصلها فإن لم تتمكن من ذلك ثارت وتمردت وأمست حياتها بلا معنى!

المرأة التي عرفت أنها مُكلفة كما الرجل، وأنها مسؤولة مسؤولية ذاتية عن نفسها في الثبات على دينها، وفي تحصيل أسباب ذلك، ومسؤولة مسؤولية عامة تجاه الإسلام والمسلمين، ونصرة الدين والبذل له، ومساندة المصلحين ومؤازرتهم، والمشاركة في هذا الميدان بما تملك،

المرأة التي عرفت أن من أعظم أدوارها وأشرفها؛ تربية أبنائها على معاني العزة الإيمانية، وغرس معاني العقيدة الصحيحة في نفوسهم، وتنشأتهم على معاني القرآن وأوامره بنفس القدر الذي تهتم بدراستهم الأكاديمية بل أعظم،

المرأة التي آزرت زوجها الأسير أو المجاهد أو المرابط؛ التي حفظته في نفسها، ورعته في أبنائه، وثبتت إلى جانبه وصبرت على قسوة الظروف، وانتظرته سنوات طويلة محتسبة في ذلك أن تشاركه الأجر في هذا الطريق المُقدس!

المرأة التي طلبت الاستغناء الروحي والإيماني لتؤمّن به مستقبلها الديني والأخروي، في الوقت الذي تسعى كثير من النساء لتحصيل الاستغناء المادي الذي تؤمّن به مستقبلها الدنيوي مضحية في سبيل ذلك بالكثير!

فلعمري هذا والله الشرف الحقيقي للمرأة، والدور الذي يجب أن يُسعى لإعادة بثّه وإحيائه ونشره بين نساء المسلمين وبناتهم، وهكذا كانت حياة النساء في وقت النبيﷺ؛ فانطلقن من دورهن الأساسي ومن الغاية التي خُلقن لأجلها -العبودية لله تعالى-، مسترشدين بالوحي في الأدوار والواجبات والأطر التي يسعين فيها، فقدمن لنا أمثلة عظيمة في العزة والإباء والقوة والصبر والعلم والعمل.

وهذا زمان قُصد فيه إبعاد المرأة عن هذه المعاني الجليلة، وحصرها في دوائر الدنيا الضيقة الدنيئة، وضُحك عليها بحقوق ومكتسبات ولعاعات دنيوية حقيرة، وعُمد إلى تعطيل دورها الحقيقي، وزُج بها في مجالات وأدوار ليست لها، فأصبحت المرأة تفني حياتها في اللامعنى، وتهلك شبابها فيما لا ينفع، وتسابق في مجالات ليست لها، وتسعى لإثبات ذاتها بتحقيق مكانة متوهمة، فخسرت في سبيل ذلك ذاتها وكيانها، وخسرت قبل ذلك دينها وآخرتها، وفقد المجتمع المسلم بذلك عنصرًا أساسيًا ومكونًا جوهريًا في الحفاظ على هويته المسلمة.

وعليه فإن من واجبات الوقت المُلحة إعادة تصحيح البوصلة في هذا المجال، وإعادة ضبط التصورات الخاطئة التي تلوث بها، وإعادة تصحيح المعايير فيه على ضوء معيار الوحي،

وإن من أعظم ما يُقدم لنساء المسلمين بل للمجتمع المسلم اليوم؛ هو بناء وتخريج نماذج وقدوات نسائية تربت على المعايير الصحيحة، وتحققت بما فيها من معاني العلم والعمل جميعًا، وهذا طريق يحتاج إلى تضحية وبذل وسباحة عكس التيار وتحمل مسؤولية ذلك، لكنه والله الطريق الذي يستحق البذل والتضحية والصبر،

فلله من سارت في هذا الطريق مستهدية بالله، مسترشدة بوحيه، معتصمة بحبله، مقتدية بنساء خير القرون، مبتغية بذلك وجه الله، قاصدة إحياء هذا الدين بإعادة إحياء دور المرأة المسلمة فيه!

#باب_المرأة

BY بوصلة المصلح | أحمد السيد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/almoslih/315

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Meanwhile, a completely redesigned attachment menu appears when sending multiple photos or vides. Users can tap "X selected" (X being the number of items) at the top of the panel to preview how the album will look in the chat when it's sent, as well as rearrange or remove selected media. In this regard, Sebi collaborated with the Telecom Regulatory Authority of India (TRAI) to reduce the vulnerability of the securities market to manipulation through misuse of mass communication medium like bulk SMS. Telegram has become more interventionist over time, and has steadily increased its efforts to shut down these accounts. But this has also meant that the company has also engaged with lawmakers more generally, although it maintains that it doesn’t do so willingly. For instance, in September 2021, Telegram reportedly blocked a chat bot in support of (Putin critic) Alexei Navalny during Russia’s most recent parliamentary elections. Pavel Durov was quoted at the time saying that the company was obliged to follow a “legitimate” law of the land. He added that as Apple and Google both follow the law, to violate it would give both platforms a reason to boot the messenger from its stores. The SC urges the public to refer to the SC’s I nvestor Alert List before investing. The list contains details of unauthorised websites, investment products, companies and individuals. Members of the public who suspect that they have been approached by unauthorised firms or individuals offering schemes that promise unrealistic returns Perpetrators of these scams will create a public group on Telegram to promote these investment packages that are usually accompanied by fake testimonies and sometimes advertised as being Shariah-compliant. Interested investors will be asked to directly message the representatives to begin investing in the various investment packages offered.
from id


Telegram بوصلة المصلح | أحمد السيد
FROM American