Telegram Group Search
سلم الله بيروت.. ولتهنأ عواصم العهر بتطبيعها وسكوتها وخيانتها.
بعد تسويته حيا كاملا بالأرض وتبخر مئات الجثث حرفيا بدعوى تنفيذ مخطط اغتيال، جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب سكان ثلاثة أحياء في بيروت بإخلائها فورا؛ المهم هو هذا الآن، إبادة أخرى في لبنان!
إليك ما قد يحدث الساعات القادمة:

- نتنياهو يعلن بنفسه اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
- الاحتلال يفوض أمريكا برمي ورقة التفاوض لإبدائه مرنا دبلوماسيا.
- جيش الاحتلال يواصل غاراته الجهنمية على لبنان والضاحية الجنوبية ببيروت.
- بدء استهداف مرافق استراتيجية حيوية من الدرجة الأولى كمطار بيروت.
- الإعلان عن محاولة اغتيال أخرى -كبيرة- في لبنان أو خارجه، تكون لمزاحمة اغتيال نصر الله، والمُضيّ أكثر في توحيد ضرب الجبهات.
- شروع الاحتلال في شنّ حرب نظامية على لبنان بشكل واسع وكامل.
- العالم العربي يشاهد غزةً أخرى، بينما ينيّم "الإسرائيلي" حكام المنطقة على بطونهم.

- ومكر الله أكبر.
ليس اللوم والعتب سوى على الحمقى الذين يشوهون ثورة شعب كاملة بهمجيتهم التي تصل لتمجيد قاتل خصمهم، لكن الأمانة تقتضي أن يعرف القاصي والداني أن الشعب السوري الذي ذاق الويلات من الأخ قبل العدو، فيه من الشرف الكثير، ولم يخُن منهم غزة سوى قلة سافلة لا يخلو منها أي شعب مهما كانت كرامته.
..
ولذا كان النداء بالعقل منذ أول لحظة، الجميع يقدر مشاعرك ومصابك، افعل ما يحلو لك، لكن تأدب قليلًا في حرم المحنة التي نعيشها، ولا ترد عليّ بأن أين كنتم في محنتنا؟ لأن الله يعلم ما حجم ثورتكم لدينا وكم كانت نصرتها لصيقةً بنا في أشد أوقاتنا غما وكربا. وأذكر يوم أصبت في مجزرة رابعة وعلى رسغي ساعة في علم الثورة.
..
وإن تداولتُ صورةً متداولة لسوريين يشكرون نتنياهو، فذلك ليس بقصد فتنة لا سمح الله، وإلا لما حذفتها اتقاء أن تسبب فتنة، وإنما لتنبيه المتمادين أن الأمور تخرج عن السيطرة، فتعقّلوا واتقوا الله في أنفسكم وجراحكم أولا.
رسميا حزب الله يعلن اغتيال نصر الله.
وإن خلت جبهات إسناد الأرض؛ فإنها لا تخلو جبهة إسناد السماء.
حزن من حزن وفرح من فرح، وانتهى؛ الصادق من ينصر الدماء السائلة بغير حق اليوم، والخائن من سيركن بعد أن جاءه الخبر.
أخي المستقوي بالروم، أخي المستقوي بالفرس؛ لا هذا ولا ذاك، تلك معركة عربية خالصة، فتدارك ثغرك وأدرك جبهتك.
اليمن يدفع ضريبة العز..
جرت العادة في هكذا أيام ثقال وليالٍ قاسيات أن يتخوف المرء من القادم، ويسلم أمره لله بأن سنته جارية جارية، وأن تلك الحلقة من الإجرام لن تزول حتى تكتمل، وتصيب العواصم بعد العواصم. وتسقط الحصون التي صدئت مدافعها، بعد القلاع التي أفنت في سبيله مدافعها، وسيكون سقوط تلك المستسلمة أشد دويًّا من التي قاومت حتى اهترأت، ثم ستكون من بعد ذلك عودتها، لكنني سألت نفسي اليوم هل سيأتي دور البقية حقا، بعد اجتياح غزة ولبنان، أم إن اجتياح غزة ولبنان جاء بعد اجتياح البقية؟
..

المقال كاملًا من هنا https://sotour.net/3863/
لماذا لن يتوقف الاحتلال هنا؟

‏1- فرصة ذهبية لم تتأتَّ للاحتلال على مدار عقود من إقامة دولته، تاريخيا وحاضرا، لم تكن فيها الأنظمة العربية بهذا الخنوع، ولم تكن فيها الدول بذلك الضعف، ولم تكن فيها الشعوب مقموعة محاصرة بتلك القبضة، فيعيش العدو نشوته بدعم أمريكي غربي لم يتأتَّ له أيضا بهذه القوة والوضوح والبجاحة منذ نشأته، لأن خطر زوال "إسرائيل" يعني خطر تشتت الإسرائيليين ليعيدوا صداعا قديما إلى أوروبا وأمريكا.

‏2- ظل العدو غارقا في رمال غزة وتلك ليست مبالغة يتندر بها سحيجة الخونة، وإنما حقيقة تحكيها الأرقام والوقائع وما نسمع ونرى، وما يقوله العدو نفسه، وما أثقل أن يروي الكذوب ضد نفسه صدقا، إلا لاستعطاف مجتمعه وخلافات أخرى بين أروقته، فإنه بدا هشًّا تماما أمام قوة فلسطينية محكمة لا تترك له ثغرة واحدة وهو يحاصرها ويحفر أرضها ويسكن أجواءها.

‏3- كان حجم السابع من أكتوبر ضخما وهائلا لدرجة عدم استيعاب أنصار غزة أنه وقع فعلا، ثم الانتقام الإسرائيلي الذي ظهر منذ أول يوم جعلهم يترددون في الإيمان بذلك الطوفان حق الإيمان، هم أيدوه ونصروه لكنهم لم يريدوا أن يرموا بكل أوراقهم كما رمت غزة أوراقها، حتى لا يدفعوا ثمنا لا قبَل لهم به الآن كما تدفع غزة، والحقيقة أنهم لو لم يُحجموا وقتها اتباعا لحسابات ضيقة الأفق، لما دفعوا هم ولا غزة ذلك الثمن الباهظ أصلا.

‏4- لن يتورع العدو، في ظل نشوته تاريخية، عن توسيع دائرة حروبه وتصفية حساباته، تلك فرصة ماسية لا ذهبية فقط، سيهاجم الدولة تلو الدولة، بل وسيحاربهم جميعا بالتوازي، ويفتح الجبهات هنا وهناك، وهو لا يشك لحظة في نجاعة خططه، طالما أن سفن وطائرات التسليح الأمريكية لا تتوقف، وسيحاول تنفيذ اغتيالات تطال أكثر أعدائه خارج غزة، بينما تنتفخ صورة نتنياهو أكثر، على خلاف الاستطلاعات التي كانت تفيد بتراجعه. ولك أن تتذكر أن ضمن اغتيالات تلك المعركة الفلسطيني هنية، واللبناني نصر الله، ولا أستبعد الإيراني خامنئي.

‏5- مستوطنو الداخل الذين كانوا ورقة تمثل صداعا لنتنياهو، استطاع تنحيتهم تماما، بل استمالة بعضهم فيما هو قادم، معتبرين تأخر تحرير أولادهم ضريبة ضمن ذلك الشيء الكبير الذي يفعله نتنياهو، الذي بات يظهر لديهم بصورة النبي، الذي لا يعلم قومه ما لا يعلمه، لكنه يعرف جيدا ما يقوم به.

‏6- "إسرائيل" المحطمة من كل اتجاه بفعل السابع من أكتوبر، اليوم الذي مثل أكبر تهديد وجودي للاحتلال منذ نشأته، وكان لا بد أن يستمر كذلك، وسيستمر، لكنه صعب كثيرا بسبب حسابات المرتجفين وخيانة المرجفين- تحاول الآن استعادة أسطورتها المنفجرة، بل وتخلق أسطورة جديدة بأنها قادرة على تعديد الجبهات، وتعميقها طوليا، وتوسيعها أفقيا، ولمدة طويلة، على عكس المعروف عنها من قبل. ولذلك فإنها تحاول الإبقاء على مجزرة كل عدة أيام في غزة، لتقول إن إحدى الجبهات لن تؤثر على زخم الأخرى.

‏7- لن يغير المعادلة -أرضيا- إلا دخول فاعلين مؤثرين جدد في المعادلة، مثل عمليات الداخل الاستشـ…، ودخول قوى جديدة على الخط، تهدد الداعمين لا الاحتلال وحده، بقوة تصل لدرجة تعطيل خطوط الإمدادات واستهدافها، فضلا عن مفاجأة الاحتلال بجبهات أخرى تغزوه ولا يغزوها، تربك حساباته الاستباقية، فتشتته بين هنا وهناك، أو تسترد جبهات موجودة قوتها وتلقي حساباتها في أقرب سلة قمامة.

‏8- تلك الجبهات الفاعلة ليست -ولن تكون- ضمنها إيران، لأنها استنزفت حلفاءها طيلة عقد كامل في معارك جانبية خدمت مشروعها هي على حساب مشروع التحرير وعدوها الأول الذي كانت تحكي عنه، بينما استعدت شعوبا كانت تصدّق مشروعها ذات يوم بدلا من ذلك، وذلك الدعم التسليحي والفني لغزة توقف عند نقطة معينة ولم يعود، فما الطائل من استمرار ذلك الارتباط المرهق؟ عدا الارتباط المذهبي بينها وبين بعض الدول، الذي لا يلزمهم بحسابات إيرانية قد تودي بهم إلى الجحيم، ولا تخسر طهران-بالنسبة لخسارات الجميع- شيئا يُذكر.

‏9- ولذلك قلت سابقا إن على الجميع أن يدرك أنها "معركة عربية" خالصة، ورد البعض بأنها "معركة إسلامية"، لكن ذلك يحيلك إلى أن تكون إيران التي "خذلت" منتظريها بوضوح في تلك المعركة الكبرى، أن تكون داخل ذلك المشروع، (ودعنا نسميه خذلانا لا شيئا آخر أدقّ)، ولا يسعك لتستثنيها أن تقول إنها "معركة سنية"، لأنك تستبعد عناصر شيعية فاعلة ومخلصة، وكذلك أطرافا غير إسلامية، كانت على طول الخط جزءًا من النضال العربي الفلسطيني، فإسلاميتها مركز على رأس الدوافع لكنه ليس الوحيد، وعربيتها كذلك. وبالتالي على العرب، اعتبارا بتغيرات لا بد أن تطال الجميع، أن ينظروا إلى قوتهم بتلك النظرة.

‏10- إن ما تعيشه "إسرائيل" هذه الأيام لهو العلو الكبير، والله أعلم، وقد تبين أن كبره ليس بارتفاعها بل بالانحطاط الوضيع للأمتين العربية والإسلامية، لكن سيوقف ذلك "وعد مفعول" قريب.
قد تعطي أحدهم سلاحا لكنك تعطي عدوه أسلحة فتاكة أكثر؛ هذا ما فعلته إيران على مدار سنوات طوال حين ساهمت بتسليح غزة، لكنها بخدمة مشروعها التوسعي على حساب دمائنا ودماء السوريين وفقاعة "داعش" المستمرة على مدار 13 عاما، والذين هم عبارة عن الأطفال السوريين والمدنيين الأبرياء، هي من طعنت غزة، حين استنزفت حلفاءها في مشاريع ساذجة حالمة، لا هي حررت سوريا، ولا هي تركت غيرها يُحرر، والشيء الوحيد الذي توسع هو الشقاق بين فرق هذه الأمة المكلومة.

‏ثم ماذا تفعل إيران لمساندة تلك "الأذرع" التي تلتزم بالولاء تجاهها؟ لا شيء.. اغتيل هنية فقالت إن غزة ستثأر له جيدا، واغتيل نصر الله فقالت إن الجنوب اللبناني سيثأر له، وانبرت غزة في معاركها ونادت طهران في كل فرصة فكان الرد "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، بينما تحسب حسابات الجبان الذي يخشى فضيحته.

‏تلك معركة خالصة تخصنا، لا إيران ولا بتنجان، وذلك المشروع العربي التحرري يجب أن ينتبه إلى ما يقف عليه من أرض، وأن يراجع كلٌّ أفكاره واعتقاداته وجرائمه بحق الآخرين، والتي كان ثمنها هزيمة مدوية للأمة اليوم واغتيال نخبته التي رباها على مدار نصف قرن، ذلك إذا أراد أن تكون "الهزيمة" مؤقتة.
لا يمكنك بأي حال أن تصنفني في زاوية واحدة، لأنني وغيري نتخذ مواقف في زوايا مختلفة، وتأييدي لطرف في معركة لا يعني تأييدي لكافة مواقفه في معارك جانبية أخرى، ومساندتي لشعب مقهور لا يعني أني أساند بالقلب منه شذاذ الآفاق فيه، وانتقادي لموقف دولة لا يعني أني أنسف مجهودها بالكامل، واحترامي لموقف لها لا يعني أني أبايعها بعمري الباقي. كل محاولات التأطير من أجل التخوين أو التسخيف ليست إلا إفلاسا، لن تستطيع أن تجعلني أدفع ثمنه، وإنما أنت إما أن تعقل، أو تدفع ثمن سطحيتك.
أما أنتم يا أهل غزة، فإنكم والله لأهل الله وخاصته، ما أراد بنوكم يوم السابع إلا وجه رب السماوات السبع والأراضين السبع، وكان واحدهم في وجه الموت سبعا، وروحه سبعة، لا يموت قبل أن يذيق قاتله مَقاتله، فلم تأخذه بمعتدٍ رأفة، ولم تختلط بيديه دماء ودماء، وإنما أخلص للجبار معركته، وقد ذاق في دروبها من البأس أعظمه، وبلغ منه الجوع والخوف والفقد مبلغه، فما أوهنه ذلك عن الإيمان برب الطوفان، أفيخلي الله بينه وبين النصر بعدما دفع ثمنه مقدما من خمسين ألف روح من دماه؟ لا نتألى على الله حاشاه، وإنما هو وعده الحق، وسنته الجارية، وقضاؤه الواقع؛ فلا تهنوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون، وأنتم الأعلون، وأنتم الأعلون.
القلب مفتئد في غزة، والعيون ساهرة على لبنان، والذهن شارد إلى اليمن، والأذن مشرئبة إلى سوريا، والكف تشد على السودان.
لا ترفعوا عيونكم عن لبنان؛ البلد الذي يدفع ثمن كرامته وغيرته وتلبيته من لحمه الحي، ويدفع الثمن المرير لخيانة الخونة وتقاعس الجبناء وغدر الأشقاء، ويدفع الثمن الأثمن لأنه لم يقف بأيدٍ مشلولة حين حاولوا بترها؛ لبنان الثمن الصعب في الزمن الصعب.
غزة الآن، وبيروت الآن، لن تستخرج الفرق بينهما: العدو الغادر واحد، والدم السائل واحد، والمحيط الذليل واحد.
لا أتخيل أن ثمة الآن من يتحدث في شؤون أخرى والعدو يغزو ويقصف أربع جبهات من وطننا في ليلة واحدة، ليفعل الجميع ما يحلو له مع نفسه، لكن هنا في ميدان الحديث وهناك من يثرثر في الرياضة والنفس والعلاقات والأدب؛ تلك كارثة كبرى، وفاجعة مشينة، يكفينا أننا لسنا على أي جبهة، لا مقاتلين ولا ضحايا، بل نملأ الدنيا صخبا في غير دماء هؤلاء؟ والله إنه لانعدام مروءة ورجولة وشرف ودم ودين، (بصقة).
طوفان بشري من 400 مليون إنسان لا يحجزهم إلا نحو 20 حاكما؛ ولذا فإن لعنة الاستبداد أشد من الاستعمار؛ فلولاه ما بقي محتل، ولذلك تحديدا فإن غزو الأمم يبدأ من القصر الحاكم أولًا.
2024/10/01 12:27:17
Back to Top
HTML Embed Code: