Telegram Group Search
-الإحياء-
تذكّر أنك قد فاتتك رؤيته في الدنيا وأنك من رؤيته في الآخرة على خطر. وأنك ربما لا تراه إلا بحسرةٍ، وقد حيل بينك وبين قبوله إياك بسوء عملك . . . . فإن تركت حرمة شريعته ولو في دقيقة من الدقائق فلا تأمن أن يحال بينك وبينه بعُدُولِك عن محجته. وليعظم مع ذلك رجاؤك أن لا يحول الله تعالى بينك وبينه بعد أن رزقك الإيمان.

[أبو حامد الغزّالي|| الإحياء].

اللهم لا تحل بيننا وبين قرةِ عيوننا سيدنا ونبينا محمداً لسوء أعمالنا.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.
العين مرآة الروح، والوجه ناصية القلب، وليس يغيب عنك ما قاله العبد الصالح عبد الله بن سلام حين طالع قسمات وجه نبينا الشريف -صلَّى الله عليه وسلم- فوجدها دلائل نور على تمام صدقه، فقال: فلمّا رأيتُ وجهه -صلَّى الله عليه وسلم- علمتُ أنه ليس بوجه كذّاب.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
﴿حريص عليكم﴾

لا يلقي بكم في المهالك، ولا يدفع بكم إلى المهاوي؛ فإذا هو كلّفكم الجهاد، وركوب الصعاب، فما ذلك من هوان بكم عليه، ولا بقسوة في قلبه وغلظة، إنما هي الرحمة في صورة من صورها . . الرحمة بكم من الذل والهوان، والرحمة بكم من الذنب والخطيئة، والحرص عليكم أن يكون لكم شرف حمل الدعوة، وحظ رضوان الله، والجنة التي وعد المتقون.

الظلال!
Forwarded from تَوَهُّجَات
فإن العقل مع الشرع نور على نور

~الإمام الغزالي تــ ٥٠٥ هـ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الشيخ مصطفى إسماعيل!
آمين آمين آمين.
سلطان والله والّي ميتسلطنش من سماعه -مع كامل احترامي- ذوقه فاسد!
فاتعظي يا نفس بهذه الموعظة، واقبلي هذه النصيحة، فإن مَن أعرض عن الموعظة فقد رضيَ بالنّار، وما أراكِ بها راضية، ولا لهذه الموعظة واعية، فإن كانت القسوة تمنعك عن قَبول الموعظة، فاستعيني عليها بدوام التهجد والقيام، فإن لم تزل فبالمواظبة على الصيام، فإن لم تزل فبالمواظبة فبقلة المخالطة والكلام، فإن لم تزل فبصلة الأرحام واللطف بالأيتام، فإن لم تزل فاعلمي: أن الله قد طبع على قلبك وأقفل عليه، وأنه تراكمت ظلمة الذنوب على ظاهره وباطنه، فوطّني نفسك على النار، فقد خلق الله الجنة وخلق لها أهلا، وخلق النار وخلق لها أهلا، فكل ميسر لما خلق له.

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
واعلمي يا نفس: أنه ليس للدين عوض، ولا للإيمان بدل، ولا للجسد خلف، ومن كانت مطيته الليل والنهار، فإنه يسار به وإن لم يسر.

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
فويلٌ لمن له الويل ثم لا يشعر، يضحك ويفرح، ويلهو ويمرح، ويأكل ويشرب، وقد حق له في كتاب الله أنه من وقود النار!💔

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
ويحكِ يا نفس! قد جعلتِ نفسك حمارا لأبليس!

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
أما تعلمين يا نفس أنهم يتمنون الرجعة إلى الدنيا يوما واحدا ليشتغلوا بتدارك ما فرط منهم، وأنت في أمنيتهم، ويوم من عمرك لو بيع منهم بالدنيا بحذافيرها لاشتروه لو قدروا عليه، وأنت تضيعين أيامك في الغفلة والبطالة؟!.

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
والعجب أنه لو أخبرك طفلٌ بأن في ثوبك عقربًا لرميت ثوبك في الحال، من غير مطالبة له بدليل وبرهان، أفكان قول الأنبياء والعلماء والحكماء وكافة الأولياء أقل عندك من قول صبي من جملة الأغبياء؟.

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
فإن كنت يا نفس، قد عرفت جميع ذلك، وآمنت به، فمالك تسوفين العمل والموت لك بالمرصاد. ولعله يختطفك من غير مهلة. فبماذا أمنتِ استعجال الأجل؟ وهبك أنت وعدت بالإمهال مائة سنة. أفتظنين أن من يطعم الدّابّة في حضيض العقبة يفلح ويقدر على قطع العقبة بها؟.
إن ظننتِ ذلك فما أعظمَ جهلك.

[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].
ثمّ هبي أن الجهد في آخر العمر نافع، وأنه موصل إلى الدرجات العلى، فلعل اليوم آخر عمرك، فلمَ لا تشتغلين فيه بذلك، فإنه أوحى إليكِ بالإمهال، فما المانع من المبادرة، وما الباعث لك على التسويف؟.

هل له سببٌ إلّا عجزك من مخالفة شهواتك لما فيها من التعب والمشقة؟.

أفتنتظرينَ يومًا يأتيكِ لا تعسرُ فيه مخالفة الشهوات؟.

هذا يومٌ لم يخلقه الله قط ولا يخلقه. فلا تكون الجنة قط إلّا محفوفة بالمكاره، ولا تكون المكاره قط خفيفة على النفوس، وهذا محال وجوده.

أما تتأمّلين مذ كم تعدين نفسك وتقولين: غدًا غدًا؟.

فقد جاء الغد وصار يومًا، فكيف وجدته؟. أمَا علمت أن الغد الذي جاء وصار يوماً كان له حكم الأمس. لا بل تعجزين عنه اليوم. فأنتِ غدًا عنه أعجز وأعجز، لأن الشهوة كالشجرة الراسخة التي تعبَّدَ العبد* بقلعها، فإذا عجز العبد عن قلعها للضعف وأخرها، كان كمن عجز قلع شجرة وهو شاب قوي. فأخرها إلى سنة أخرى، مع العلم بأن طول المدة يزيد الشجرة قوةً ورسوخًا، ويزيد القالع ضعفًا ووهنًا، فما لا يقدر عليه في الشباب لا يقدر عليه قط في المشيب، بل من العناء رياضة الهرم. ومن التعذيب تهذيب الذيب.


[أبو حامد الغزّالي|| معاتبة النفس].


(*)وهو أن يؤجر العبد باقتلاعها ومأمورٌ من الله بذلك.
الأجسام في نفسها أخس أقسام الموجودات.

[أبو حامد الغزّالي|| مشكاة الأنوار].
دقيقة:

اعلم أن العقول وإن كانت مبصرة فليست المبصرات عندها كلها على مرتبة واحدة، بل بعضها تكون عندها كأنها حاضرة كالعلوم الضرورية مثل علمه بأن الشيء الواحد لا يكون قديما وحديثا، ولا يكون موجودا معدوما، والقول الواحد لا يكون صدقا وكذبا، وأن الحكم إذا ثبت للشيء جوازه ثبت لمثله، وأن الأخص إذا كان موجودا كان الأعم واجب الوجود، فإذا وجد السواد فقد وجد اللون وإذا وجد الإنسان فقد وجد الحيوان، وأما عكسه فلا يلزم في العقل؛ إذ لا يلزم من وجود اللون وجود السواد، ولا من وجود الحيوان وجود الإنسان، إلى غير ذلك من القضايا الضرورية في الواجبات والجائزات والمستحيلات.

ومنها ما لا يقارن العقل في كل حال إذا عرض عليه بل يحتاج إلى أن يهز اعطافه ويستوري زناده وينبه عليه بالتنبيه، كالنظريات، وإنما ينبهه كلام الحكماء، فعند إشراق نور الحكمة يصير الإنسان مبصراً بالفعل بعد أن كان مبصراً بالقوة وأعظم الحكمة كلام الله تعالى، ومن جملة كلامه القرآن خاصة فيكون منزلة آيات القرآن عند عين العقل منزلة نور الشمس عن العين الظاهرة إذ به يتم الإبصار، فبالحري أن يسمى القرآن نورًا كما يسمى نور الشمس نورًا.

فمثال القرآن نور الشمس ومثال العقل نور العين، وبهذا يفهم معنى قوله تعالى: ﴿فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا﴾. وقوله تعالى: ﴿قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا﴾.

[أبو حامد الغزّالي|| مشكاة الأنوار].
.
صفات شيخ الطريق

ذكر الإمام الغزالي -رحمه الله- في رسالة "أيها الولد" أن شيخ السلوك نائب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيشترط فيه أن يكون:
- عالمًا (المعرفة بعلوم التصوف، والمعرفة الواجبة بالعلوم الشرعية عقيدةً وفقهًا).
- يُعرض عن حب الدنيا وحب الجاه (بالزهد والورع والاحتياط، وشدة البعد عن الشبهات والشهوات والفتن).
-قد تابَعَ شيخًا بصيرًا تسلسلت متابعته الى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم (الإسناد المتصل في السلوك والإرشاد) .
- محسنًا رياضة نفسه من قلة الأكل والقول والنوم وكثرة الصلوات والصدقة والصوم (العمل بالعلم والأخذ بالعزائم ما أمكن).
- جاعلًا محاسن الأخلاق له سيرة. (الالتزام بآداب الشريعة وأخلاقها)
قال حجة الإسلام رحمه الله: "فهو إذًا نور من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم يصلح للاقتداء به، ولكن وجود مثله نادر أعز من الكبريت الأحمر".

ومع ذلك فهم موجودون؛ لأنه لن يخلو علم من علوم الشريعة من قائم به بحقٍّ إلى ما قبيل قيامة الساعة.
.
2024/09/21 11:31:37
Back to Top
HTML Embed Code: