Telegram Group Search
يقول الشيخ الشعراوي _رحمه الله_ في تفسير قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}:« ولقد تنبه أعداء الإسلام أن هذا الدين القوي الحق لا يمكن أن يتأثر بطعنات الكفر؛ بل يواجهها ويتغلب عليها، فما قامت معركة بين الحق والباطل إلا انتصر الحق، ثم تنبهوا إلى أن هذا الدين لا يمكن أن يهزم إلا من داخله، وأن استخدام المنافقين في الإفساد هو الطريقة الحقيقية في تفرقة المسلمين، فانطلقوا إلى المسلمين اسمًا، ليتخذوا منهم الحربة التي يوجهونها ضد الإسلام، وظهرت مذاهب واختلافات، وما أسموه العلمانية واليسارية وغير ذلك، كل هذا قام به المنافقون في الإسلام، وغلفوه بغلاف إسلامي؛ ليفسدوا في الأرض، ويحاربوا منهج الله»
العلمانية ترجمة غير دقيقة للفظ ”secularism“ والتي ورد معناها في دائرة المعارف البريطانية، ومعجم أكسفورد بأنها: اللادينية أو الدنيوية، وأنها حركة اجتماعية تهدف لتوجيه الناس إلى الدنيا بدلاً من الآخرة، عكس ما كانوا عليه في العصور الوسطى.
فلا علاقة لها بالعلم، بل المادية والمصلحة بعيدًا عن الدين
وتحت عنوان العلمانية أُهمل كتاب لا ريب فيه، وتُنوسيت سُنة مضيئة النهج، وقُدمت بين يدي الله ورسوله أوهام وأهواء، غاض منها الجد والشرف، ولم تجن منها إلا الصاب والعلقم..!

~ الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
﴿عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَكَ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ﴾ [التوبة ٤٣]

وَفِي تَقْدِيم قَوْله تَعَالَى: ﴿عَفا الله عَنْك﴾ معنى لطيف فِي حفظ قلب النَّبِي.

[تفسير السمعاني]
اللَهُ يُطفِئُ نَارَاً فِي الحَشا اتَّقَدَت
أَسَلتُ دَمعِي مِنَ الأَجفَانِ مَا خَمَدَت
الشيبُ نال من الشبابِ كأنهم
‏قد أدركوا الستين فى العشرينِ..!
لماذا تتقبل المسيحية العالمانية ولا يتقبلها الإسلام؟
( أ ) المسيحية تقبل قسمة الحياة بين الله وبين قيصر:
فكما يروي الإنجيل على لسان المسيح عليه السلام «أعط ما لقيصر لقيصر، وما لله لله»، كما أن التصور المسيحي لله لا يختلف كثيرًا عن التصور الأروسطي، فكما قال ديورانت _صاحب قصة الحضارة_: ” إله مسكين أشبه بملك الإنجليز يملك ولا يحكم “

(ب) المسيحية ليس فيها تشريع لأمور الحياة:
فهي في مجملها عبارة عن أخلاقيات ووعظ، تتضمن مواعظ من كلام المسيح، وليس بها موازين تضبط أمور الحياة العامة كالإسلام، فلا ينزعج من يدين بها من أي حكم مدني أو غيره.

(جـ) ليس في الإسلام سلطة دينية بابوية:
ففي المسيحية سلطة روحية يمثلها البابا، ورجال الإكليروس، ولا تتعارض مع السلطة الزمنية التي يمثلها حاكم أو رئيس الدولة.
فإذا فصلت العلمانية بين الدين والدولة، لم تتضرر السلطة الروحية أو الدينية وتظل بقوتها وغنية ولا تتعارض مع الزمنية. أما في الإسلام فلا تتوفر هذة السلطة وهذا الفصل يضر بالإسلام كما حدث في تركيا على يد أتاتورك، فهذا الفصل لا يعني إلا انقراض سلطة الإسلام.

( د) تاريخ الكنيسة غير تاريخ الإسلام:
فتاريخ الكنيسة وسيطرتها على السلطة الزمنية والروحية في العصور الوسطى له ذكريات سوداء في تاريخ الإنسانية من وقوف أمام العلم والتطور، ومحاكم التفتيش وغيرها من إعلان السلطة المفوضة من الإله، والتي لا تُعارض.
”هنا يبدأ طور جديد من أطوار حياة محمد ﷺ، لم يسبقه إليه أحد من الأنبياء والرسل، هنا يبدأ الطور السياسي، وهذا الطور لم يسبقه إليه نبي ولا رسول؛ فقد كان عيسى وموسى ومن سبقهم من الأنبياء يقفون عند الدعوة الدينية، يبلغوها للناس من طريق الجدل ومن طريق المعجزة، ثم يتركون لمن بعدهم من الساسة وذوي السلطان أن ينشروا هذه الدعوة.

~محمد حسين هيكل
ولقد أقام محمد ﷺ دين الحق، ووضع أسس الحضارة وهي وحدها كفيلة بسعادة العالم، والدين والحضارة اللذان بلغهما بوحي من ربه يتزاوجان، حتى لا انفصال بينهما، وقد خلا تاريخ الإسلام من النزاع بين السلطة الدينية والزمنية، أي بين الكنيسة والدولة، فأنجاه ذلك مما ترك هذا النزاع في تفكير الغرب وفي اتجاه تاريخه.

~محمد حسين هيكل
سُئل طه حسين في رحلته الحجازية عن شعوره عندما قدم إلى منزل الوحي وحرم نبي الإسلام ﷺ..
فقال: حين أقبلنا لزيارة هذا البلد الكريم أحسّ كل منا أنّه يعود من غربته الغريبة إلى وطنه العزيز، فنحن ضيوف في كل مكان من بلاد الأرض، إلا هذا المكان.. إنه الموطن الذي أشرق منه نور الإسلام، وإن أردت التعبير الدقيق فقد كان شعوري شعور الغريب حين يئوب بعد غيبة طويلة جدًا إلى موطن عقله وقلبه وروحه بمعنى عام.
أَلّف إسحاق بن بهلول كتابًا جمع فيه اختلاف العلماء قبل الإمام أحمد إلى زمن الإمام أحمد و سمّاه " كتاب الاختلاف" فلما عرضه على الإمام قال له: سمّه" كتاب السعة"
فإن من لم يشغل نفسه بما ينفعها شغلته بما يضره، لا سيما إذا كان الفراغ مع حدة الشباب، وملك الجدة، كما قيل:

إنّ الشبابَ والفراغَ والجِدَة
مفسدةٌ للمرء أيُّ مفسدة!

[ابن القيّم|| مدارج السالكين].
إن خلاصة الدين المسيحي لا تحب السياسة.. ولقد نصح الإنجيل بترك ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.. لكن الإسلام لم يوص بأن يترك ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، وإنما جعل الأمر كله لله.، وجعل سلطان قيصر مستمدًا من سلطان الشعب، وسلطان الشعب مستمدًا من سلطان الله، وجعل السياسة إذن أصلاً من أصول الدين، وركنًا من أركانه، ولم يبح لرجال الدين أن يعرضوا عن السياسة، أو يزهدوا فيها ويصرفوا أنفسهم عنها، ولا سيما حين تكون العناية بالسياسة من هذه الضرورات العامة التي تمس حياة الناس جميعًا ومرافقهم جميعًا.

~د. طه حسين
وعندما بلغ محمد ﷺ دار الهجرة، بنى المسجد، فأسَّس في الأرضِ أول بيت خالص للدين الجديد، وآخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، وأسَّس هذه الدولة التي نشرت في الأرض نور الدين الجديد.. لقد أنشأ هو وأصحابه دولة مازالت آثارها خالدة، وستظل خالدة إلى آخر الدهر، لا سبيل إلى إحصائها إلا أن تكون هناك سبيل إلى إحصاء الخلود.

~د. طه حسين
والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا المجاهد الشهيد..
فإن العقل مع الشرع نور على نور

~الإمام الغزالي تــ ٥٠٥ هـ
فالإنسان عبد لله وحده، وسيد لكل شيء بعده

~الإمام محمد عبده تـ١٣٢٣ هـ
يمُر العمرُ لا أدري على ما أضعتُ أيامي!!
2024/09/21 19:39:27
Back to Top
HTML Embed Code: