Telegram Group Search
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾


﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا﴾: أي وقع لهم القتل في هذه الغزوة أو غيرها ﴿فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ أي الملك الأعظم، والله اعلم بمن يقتل في سبيله ﴿أَمْوَاتًا﴾ أي الآن ﴿بَلْ﴾ هم ﴿أَحْيَاءٌ﴾ وبيَّن زيادة شرفهم معبرا عن تقربهم ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ أي المحسن إليهم في كل حال، فكيف في حال قتلهم فيه حياة ليست كالحياة الدنيوية فحقق حياتهم بقوله: ﴿يُرْزَقُونَ﴾ أي رزقا يليق بحياتهم.


[تفسير البقاعي].
‏﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ

أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ

فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ

وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم

مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾

#يحيى_السنوار!
‏﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ

أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ

فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ

وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم

مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾


وقوله بل أحياء للإضراب عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا فلذلك كان ما بعدها جملة غير مفرد، لأنها أضربت عن حكم الجملة ولم تضرب عن مفرد من الجملة، فالوجه في الجملة التي بعدها أن تكون اسمية من المبتدأ المحذوف والخبر الظاهر، فالتقدير: بل هم أحياء، ولذلك قرأه السبعة -بالرفع-، وقرئ -بالنصب- على أن الجملة فعلية، والمعنى: بل أحسبتم أحياء، وأنكرها أبو علي الفارسي.

وقد أثبت القرآن للمجاهدين موتا ظاهرا بقوله قتلوا، ونفى عنهم الموت الحقيقي بقوله بل أحياء عند ربهم يرزقون فعلمنا أنهم وإن كانوا أموات الأجسام فهم أحياء الأرواح، حياة زائدة على حقيقة بقاء الأرواح، غير مضمحلة، بل هي حياة بمعنى تحقق آثار الحياة لأرواحهم من حصول اللذات والمدركات السارة لأنفسهم، ومسرتهم بإخوانهم، ولذلك كان قوله عند ربهم دليلا على أن حياتهم خاصة بهم، ليست هي الحياة المتعارفة في هذا العالم، أعني حياة الأجسام وجريان الدم في العروق، ونبضات القلب، ولا هي حياة الأرواح الثابتة لأرواح جميع الناس، وكذلك الرزق يجب أن يكون ملائما لحياة الأرواح وهو رزق النعيم في الجنة.
فإن علقنا عند ربهم بقوله أحياء كما هو الظاهر، فالأمر ظاهر، وإن علقناه بقوله يرزقون فكذلك، لأن هذه الحياة لما كان الرزق الناشئ عنها كائنا عند الله، كانت حياة غير مادية ولا دنيوية، وحينئذ فتقديم الظرف للاهتمام بكينونة هذا الرزق. وقوله فرحين حال من ضمير يرزقون

#التحرير_والتنوير
﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران ١٦٩]

هذه الآيات الكريمة فيها فضيلة الشهداء وكرامتهم، وما منَّ الله عليهم به من فضله وإحسانه، وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم، وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة، فقال: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله﴾ أي: في جهاد أعداء الدين، قاصدين بذلك إعلاء كلمة الله ﴿أمواتا﴾ أي: لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا، وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها، الذي يحذر من فواته، من جبن عن القتال، وزهد في الشهادة.﴿بل﴾ قد حصل لهم أعظم مما يتنافس فيه المتنافسون. فهم ﴿أحياء عند ربهم﴾ في دار كرامته.
ولفظ: ﴿عند ربهم﴾ يقتضي علو درجتهم، وقربهم من ربهم، ﴿يرزقون﴾ من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم

[تفسير السعدي].
﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾.

﴿بَلْ أَحْيَاءٌ﴾ إعلام بأن حال الشهداء حال الأحياء من التمتع بأرزاق الجنة؛ بخلاف سائر الأموات من المؤمنين، فإنهم يتمتعون بالأرزاق حتى يدخلوا الجنة يوم القيامة ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم﴾ المعنى: أنهم يفرحون بإخوانهم الذين بقوا في الدنيا من بعدهم؛ لأنهم يرجون أن يستشهدوا مثلهم؛ فينالوا مثل ما نالوا من الشهادة ﴿أَلاَّ خَوْفٌ﴾ في موضع المفعول أو بدل من الذين ﴿يَسْتَبْشِرُونَ﴾ كرر ليذكر ما تعلق به من النعمة والفضل.

[تفسير ابن جزي].
﴿ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل﴾

ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل ما سواه فاعبدوه ولا تعبدوا غيره أحدا، فإنه هو المصلح لمهمات جميع العباد، وهو الذي يسمع دعاءهم، ويرى ذلهم وخضوعهم، ويعلم حاجتهم، وهو الوكيل لكل أحد على حصول مهماته، ومن تأمل في هذا النظم والترتيب في تقرير الدعوة إلى التوحيد والتنزيه، وإظهار فساد الشرك، علم أنه لا طريق أوضح ولا أصلح منه.

[التفسير الكبير].
وأنى تفتحُ أبوابُ السماءِ لمنِ استغرقَهُ همُّ الدنيا، واستعبده الحرص والهوى؟!

[المقصد الأسنى].
﴿ما قلت لهم إلا ما أمرتني به﴾

كان الأصل: ما أمرتهم إلا بما أمرتني به، ولكن وُضِع القول موضع الأمر لئلا يجعل نفسه وربَّه آمرَين؛ رعاية للأدب الحسن.

[الكشاف].
﴿وَما لَنا لا نُؤمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الحَقِّ وَنَطمَعُ أَن يُدخِلَنا رَبُّنا مَعَ القَومِ الصّالِحينَ﴾

وقالوا: وأيُّ لوم علينا في إيماننا بالله، وتصديقنا بالحق الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، واتباعِنا له، ونرجو أن يدخلنا ربنا مع أهل طاعته في جنته يوم القيامة؟.

[التفسير الميسر].
أما قوله تعالى: ﴿وإن لنا للآخرة والأولى﴾ ففيه وجهان:

الأول: أن لنا كل ما في الدنيا والآخرة فليس يضرنا ترككم الاهتداء بهدانا، ولا يزيد في ملكنا اهتداؤكم، بل نفع ذلك وضره عائدان عليكم ولو شئنا لمنعناكم من المعاصي قهرا، إذ لنا الدنيا والآخرة ولكننا لا نمنعكم من هذا الوجه؛ لأن هذا الوجه يخل بالتكليف، بل نمنعكم بالبيان والتعريف، والوعد والوعيد.

الثاني: أن لنا ملك الدارين نعطي ما نشاء من نشاء، فيطلب سعادة الدارين منا، والأول أوفق لقول المعتزلة، والثاني أوفق لقولنا.

[التفسير الكبير].
﴿وإن لنا للآخرة والأولى﴾

أي: التصرف الكلي فيهما كيفما نشاء فنفعل فيهما ما نشاء من الأفعال التي من جملتها ما ذكرنا فيمن أعطى وفيمن بخل أو أن لنا ذلك فنثيب من اهتدى وأنجع فيه هدانا أو أن لنا كل ما في الدارين فلا يضرنا ترككم الاهتداء وعدم انتفاعكم بهدانا، أو فلا ينفعنا اهتداؤكم كما لا يضرنا ضلالكم؛ فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها.

[تفسير الآلوسي].
﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى﴾ مُلكًا وتصرفًا، ليس له فيهما مشارك، فليرغب الراغبون إليه في الطلب، ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين.

[تفسير السعدي].
﴿وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى﴾ فمن طلبها من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.

[تفسير الثعلبي].
ثم تركوا خطابه وقطعوا الكلام معه والتفتوا إلى خطاب الجناب العلي مفوضين الأمر إليه طالبين منه عز وجل أن يثبتهم على هذه المحنة بالصبر قائلين ﴿ربنا أفرغ علينا صبرا﴾ الإفراغ: الصب: أي اصببه علينا حتى يفيض ويغمرنا: طلبوا أبلغ أنواع الصبر استعدادا منهم لما سينزل بهم من العذاب من عدو الله وتوطينا لأنفسهم على التصلب في الحق وثبوت القدم على الإيمان، ثم قالوا: ﴿وتوفنا مسلمين﴾ أي توفنا إليك حال ثبوتنا على الإسلام غير محرفين ولا مبدلين ولا مفتونين ولقد كان ما هم عليه من السحر والمهارة في علمه مع كونه شرا محضا سببا للفوز بالسعادة لأنهم علموا أن هذا الذي جاء به موسى خارج عن طوق البشر وأنه من فعل الله سبحانه فوصلوا بالشر إلى الخير ولم يحصل من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون ما حصل منهم من الإذعان والاعتراف والإيمان، وإذا كانت المهارة في علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة فما بالك بالمهارة في علم الخير، اللهم انفعنا بما علمتنا، وثبت أقدامنا على الحق، وأفرغ علينا سجال الصبر وتوفنا مسلمين.

[تفسير الشوكاني].
﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: ﴿تساءلون﴾ بالتخفيف والباقون بالتشديد، فمن شدد أراد: تتساءلون فأدغم التاء في السين لاجتماعهما في أنهما من حروف اللسان وأصول الثنايا واجتماعهما في الهمس، ومن خفف حذف تاء تتفاعلون لاجتماع حروف متقاربة، فأعلها بالحذف كما أعلها الأولون بالإدغام، وذلك؛ لأن الحروف المتقاربة إذا اجتمعت خففت تارة بالحذف وأخرى بالإدغام.

قرأ حمزة وحده (والأرحام) بجر الميم قال القفال رحمه الله: وقد رويت هذه القراءة عن غير القراء السبعة عن مجاهد وغيره، وأما الباقون من القراء فكلهم قرءوا بنصب الميم. وقال صاحب ”الكشاف“: قرئ (والأرحام) بالحركات الثلاث، أما قراءة حمزة فقد ذهب الأكثرون من النحويين إلى أنها فاسدة، قالوا: لأن هذا يقتضي عطف المظهر على المضمر المجرور وذلك غير جائز. واحتجوا على عدم جوازه بوجوه:

أولها: قال أبو علي الفارسي: المضمر المجرور بمنزلة الحرف، فوجب أن لا يجوز عطف المظهر عليه، إنما قلنا المضمر المجرور بمنزلة الحرف لوجوه:
الأول: أنه لا ينفصل البتة كما أن التنوين لا ينفصل، وذلك أن الهاء والكاف في قوله: به، وبك لا ترى واحدا منفصلا عن الجار البتة فصار كالتنوين.

الثاني: أنهم يحذفون الياء من المنادى المضاف في الاختيار كحذفهم التنوين من المفرد، وذلك كقولهم: يا غلام، فكان المضمر المجرور مشابها للتنوين من هذا الوجه، فثبت أن المضمر المجرور بمنزلة حرف التنوين، فوجب أن لا يجوز عطف المظهر عليه؛ لأن من شرط العطف حصول المشابهة بين المعطوف والمعطوف عليه، فإذا لم تحصل المشابهة ههنا وجب أن لا يجوز العطف.

وثانيها: قال علي بن عيسى: إنهم لم يستحسنوا عطف المظهر على المضمر المرفوع. فلا يجوز أن يقال: اذهب وزيد، وذهبت وزيد بل يقولون: اذهب أنت وزيد، وذهبت أنا وزيد. قال تعالى: ﴿فاذهب أنت وربك فقاتلا﴾ [المائدة: - ٢٤] مع أن المضمر المرفوع قد ينفصل، فإذا لم يجز عطف المظهر على المضمر المرفوع مع أنه أقوى من المضمر المجرور بسبب أنه قد ينفصل، فلأن لا يجوز عطف المظهر على المضمر المجرور مع أنه البتة لا ينفصل كان أولى.

وثالثها: قال أبو عثمان المازني: المعطوف والمعطوف عليه متشاركان، وإنما يجوز عطف الأول على الثاني لو جاز عطف الثاني على الأول، وههنا هذا المعنى غير حاصل، وذلك لأنك لا تقول: مررت بزيد وبك، فكذلك لا تقول: مررت بك وزيد.
واعلم أن هذه الوجوه ليست وجوها قوية في دفع الروايات الواردة في اللغات، وذلك لأن حمزة أحد القراء السبعة، والظاهر أنه لم يأت بهذه القراءة من عند نفسه، بل رواها عن رسول الله ﷺ، وذلك يوجب القطع بصحة هذه اللغة، والقياس يتضاءل عند السماع لا سيما بمثل هذه الأقيسة التي هي أوهن من بيت العنكبوت، وأيضا فلهذه القراءة وجهان:

أحدهما: أنها على تقدير تكرير الجار، كأنه قيل تساءلون به وبالأرحام.

وثانيها: أنه ورد ذلك في الشعر، وأنشد سيبويه في ذلك:
فاليوم قد بت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والأيام من عجب

وأنشد أيضا:
نعلق في مثل السواري سيوفنا ∗∗∗ وما بينها والكعب غوط نفانف

والعجب من هؤلاء النحاة أنهم يستحسنون إثبات هذه اللغة بهذين البيتين المجهولين ولا يستحسنون إثباتها بقراءة حمزة ومجاهد، مع أنهما كانا من أكابر علماء السلف في علم القرآن. واحتج الزجاج على فساد هذه القراءة من جهة المعنى بقوله ﷺ: «لا تحلفوا بآبائكم» فإذا عطفت الأرحام على المكنى عن اسم الله اقتضى ذلك جواز الحلف بالأرحام، ويمكن الجواب عنه بأن هذا حكاية عن فعل كانوا يفعلونه في الجاهلية لأنهم كانوا يقولون: أسألك بالله والرحم، وحكاية هذا الفعل عنهم في الماضي لا تنافي ورود النهي عنه في المستقبل، وأيضا فالحديث نهي عن الحلف بالآباء فقط، وههنا ليس كذلك، بل هو حلف بالله أولا ثم يقرن به بعده ذكر الرحم، فهذا لا ينافي مدلول ذلك الحديث، فهذا جملة الكلام في قراءة قوله: ﴿والأرحام﴾ بالجر.

أما قراءته بالنصب ففيه وجهان:

الأول وهو اختيار أبي علي الفارسي وعلي بن عيسى: أنه عطف على موضع الجار والمجرور كقوله:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا

والثاني: وهو قول أكثر المفسرين: أن التقدير: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، وهو قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك وابن زيد والفراء والزجاج، وعلى هذا الوجه فنصب الأرحام بالعطف على قوله: ﴿الله﴾ أي: اتقوا الله واتقوا الأرحام: أي اتقوا حق الأرحام فصلوها ولا تقطعوها، قال الواحدي رحمه الله: ويجوز أيضا أن يكون منصوبا بالإغراء، أي والأرحام فاحفظوها وصلوها كقولك: الأسد الأسد، وهذا التفسير يدل على تحريم قطيعة الرحم، ويدل على وجوب صلتها.

وأما القراءة بالرفع فقال صاحب الكشاف: الرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف كأنه قيل: والأرحام كذلك على معنى والأرحام مما يتقى، أو والأرحام مما يتساءل به.


#قراءات_قرآنية

تفسير الرازي.
﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‏﴾

قال كعب: هُم أهلُ القرآن!
أخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر قال: إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة؛ إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسافر، فيأتي صاحبه إذا انشق قبره فيمسح عن وجهه التراب ويقول: أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته، لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة. فلا يزال يقول له: احذر هذا، واتق هذا. يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط، فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة، ثم يثني عنه المعروف فيتعلق به فيقول: يا عبد الله، من أنت؟ خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرك، فمن أنت؟ فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا، بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة.

[الدر المنثور].
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "قضاء الحوائج" عن بلال قال: قال رسول الله ﷺ: «كل معروف صدقة، والمعروف يقي سبعين نوعا من البلاء ويقي ميتة السوء، والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة، فالمعروف لازم لأهله يقودهم ويسوقهم إلى الجنة، والمنكر لازم لأهله يقودهم ويسوقهم إلى النار».

[الدر المنثور].
2024/11/14 07:22:14
Back to Top
HTML Embed Code: