group-telegram.com/tanmiea/23810
Last Update:
📩 #استشارات_نفسية
علاج الحسد في النفس
📮 #السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تفضَّل عليَّ الحق سبحانه بأنْعُمٍ كثيرة جدًّا ، وكثيرًا ما شعرت أني أخذت الشيء الأفضل دون مَن حولي ، والحمد لله ، لكني عندما أرى غيري - ممن حولي تحديدًا - أحسن مني في شيء - خاصة في الأمور التي تهمني - أُحِسُّ بأني أحسده ، أكره جدًّا هذا الشعور ، ولا أعلم كيف أزيله من قلبي ، أستغفر الله بعدها ، وأدعو لهم بالتوفيق ، ولكن الشعور ثابتٌ في قلبي ويزعجني جدًّا ، فهل من سبيل إلى أن يكون قلبي نظيفًا بلا حسد ولا غلٍّ ، أو أن الحسد موجود ، ونحن مطالبون بهذه المجاهدة ؛ لأني أكره حتى أن يأتي في ذهني أني أجاهد نفسي من الحسد؟ بارك الله فيكم.
📄 #الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ؛ أما بعد : فمرحبًا أختي الكريمة ، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.
تطلُّع الإنسان إلى الارتقاء بمستواه وفي جوانب متعددة من حياته ليس معيبًا ، بل هو علامة نُضج وإحساس بقيمة النفس ، بل وعُلو في الهمة.
وحتى لا تنحرف هذه المَزِيَّة إلى سلوكيات خاطئة ، لا بد من التعامل الجيد معها ، وأن تكون دافعًا للارتقاء دون أذية للنفس أو للآخرين.
وقد لاحظتُ في مسيرتي الإرشادية بعض أصحاب الهمم العالية يُصابون بضعف لتقدير الذات ، بل واحتقار للقدرات والنِّعم التي حباهم الله إيَّاها ، فينزعون إلى طلب الكمال في كل شيء ، ولا يُرضيهم من أنفسهم إلا تمام الأمور ، فيحدث صراع داخلي وإرهاق للنفس ، فالنفس قدمت الكثير دون شعور بالرضا.
وحتى لا تتحول هذه الصفة إلى طريقة تفكير خاطئة ، وميزانٍ غير عادل ، لا بُد من التجرد في النظر إلى الجهد المبذول ، والمكتسبات كذلك ، وعدم مقارنة النفس بالآخرين ، بل السعي في تحسين الوضع قدر المستطاع ، وعدم مطالبة النفس بما ليس بمقدورها ، فقدرات الناس متفاوتة ، وظروفهم متباينة ، والله هو مقسم الأرزاق والمواهب ؛ يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32].
● وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ؛ فإنه أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم)).
ومهما حرصتِ أيتها الكريمة ، فستجدين من يتفوق عليكِ ؛ يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54] ، وتأملي النِّعَمَ التي حباكِ الله إياها وأكْثِري من شكره سبحانه ، وسؤاله من فضله ، وإذا رأيتِ من يفوقكِ في أي شيء ، فاعتادي الدعاء له بالبركة ؛ جاء في الحديث عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : ((مرَّ عامر بن ربيعة بسهلِ بن حُنيفٍ ، وهو يغتسل ، فقال : لم أرَ كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لُبِط به ، فأُتيَ به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : أدرك سهلًا صريعًا ، قال : مَن تتهمون به؟ قالوا : عامر بن ربيعة ، قال : علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ، فليَدْعُ له بالبركة، ثم دعا بماء ، فأمر عامرًا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه)).
أختي الكريمة ، روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل؟ قال : ((كل مخموم القلب صدوق اللسان)) ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب؟ قال : ((هو التقيُّ النقيُّ ، لا إثم فيه ، ولا بَغْيَ ، ولا غِلَّ ، ولا حَسَدَ)).
اسألي الله سلامة القلب ، وتمني الخير لمن حولكِ ، واعتادي البذل ونفع الآخرين ، وعودي نفسكِ إدخال السرور عليهم ، فهذه من الأمور المعينة في ترويض النفس على الابتعاد عن الحسد ، بالإضافة إلى إقبالكِ على ما ينفعكِ من خيري الدنيا والآخرة.
وختامًا : اعلمي أن تميز غيركِ لا يعني الانتقاص من قدركِ أبدًا.
سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة وسلامة الصدر ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
أ. أحمد بن عبيد الحربي
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/151949/
📌 تـطوير الذات والمـهارات السـلوكية 💬
https://www.group-telegram.com/alnafs2
BY تنمية وتطوير الذات
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/tanmiea/23810