Telegram Group & Telegram Channel
. 💡أخلاق الكبار 💡 .

جاء في ترجمة العالم الوزيرة ابن هبيرة الحنبلي في ذيل الطبقات لابن رجب رحمهما الله:

"ولقد قال مرة في وزارته: والله لقد كنت أسأل الله تعالى الدنيا لأخدم بما يرزقنيه منها العلم وأهله.
وكان سبب هذا: أنه ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشِيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها - والمالكي مقيم على دعواه - فقال له الوزير: بهيمة أنت؟ أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟ فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة ‌أمس ‌على ‌ما ‌لا ‌يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر، حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له، فلست بخير منكم، ولا أنا إلا أحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص، فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي؟ فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك، فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي. وذكر ابن الجوزي أنه قال: يعطى له مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة دينار لإبراء ذمتي".
[ذيل الطبقات (2/ 122-124)]

فتأمل في اعتذر العالم الوزير ابن هبيرة وتحلله بدفع ماله مع أن الفقيه المالكي اخطأ بنسبة القول للإمام مالك رحمهم الله جميعا.
وانظر كيف أنه لم يجعل اعتذراه في مجلس خاص بل جعله في المجلس العالم الذي وقع في مثله التجاوز!

إنها أخلاق الكبار.. وفي ترجمته رحمه الله نظائر لهذه القصة يظهر فيها علو خلقه وصفاء نفسه.

#أخلاق_الكبار
https://www.group-telegram.com/it/TalalALduwsari.com



group-telegram.com/TalalALduwsari/99
Create:
Last Update:

. 💡أخلاق الكبار 💡 .

جاء في ترجمة العالم الوزيرة ابن هبيرة الحنبلي في ذيل الطبقات لابن رجب رحمهما الله:

"ولقد قال مرة في وزارته: والله لقد كنت أسأل الله تعالى الدنيا لأخدم بما يرزقنيه منها العلم وأهله.
وكان سبب هذا: أنه ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشِيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها - والمالكي مقيم على دعواه - فقال له الوزير: بهيمة أنت؟ أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟ فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة ‌أمس ‌على ‌ما ‌لا ‌يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر، حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له، فلست بخير منكم، ولا أنا إلا أحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص، فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي؟ فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك، فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي. وذكر ابن الجوزي أنه قال: يعطى له مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة دينار لإبراء ذمتي".
[ذيل الطبقات (2/ 122-124)]

فتأمل في اعتذر العالم الوزير ابن هبيرة وتحلله بدفع ماله مع أن الفقيه المالكي اخطأ بنسبة القول للإمام مالك رحمهم الله جميعا.
وانظر كيف أنه لم يجعل اعتذراه في مجلس خاص بل جعله في المجلس العالم الذي وقع في مثله التجاوز!

إنها أخلاق الكبار.. وفي ترجمته رحمه الله نظائر لهذه القصة يظهر فيها علو خلقه وصفاء نفسه.

#أخلاق_الكبار
https://www.group-telegram.com/it/TalalALduwsari.com

BY قناة أ.د طلال بن سليمان الدوسري




Share with your friend now:
group-telegram.com/TalalALduwsari/99

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Emerson Brooking, a disinformation expert at the Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab, said: "Back in the Wild West period of content moderation, like 2014 or 2015, maybe they could have gotten away with it, but it stands in marked contrast with how other companies run themselves today." At the start of 2018, the company attempted to launch an Initial Coin Offering (ICO) which would enable it to enable payments (and earn the cash that comes from doing so). The initial signals were promising, especially given Telegram’s user base is already fairly crypto-savvy. It raised an initial tranche of cash – worth more than a billion dollars – to help develop the coin before opening sales to the public. Unfortunately, third-party sales of coins bought in those initial fundraising rounds raised the ire of the SEC, which brought the hammer down on the whole operation. In 2020, officials ordered Telegram to pay a fine of $18.5 million and hand back much of the cash that it had raised. However, the perpetrators of such frauds are now adopting new methods and technologies to defraud the investors. Recently, Durav wrote on his Telegram channel that users' right to privacy, in light of the war in Ukraine, is "sacred, now more than ever." "For Telegram, accountability has always been a problem, which is why it was so popular even before the full-scale war with far-right extremists and terrorists from all over the world," she told AFP from her safe house outside the Ukrainian capital.
from it


Telegram قناة أ.د طلال بن سليمان الدوسري
FROM American