Telegram Group Search
زعيم فاغنر بريغوجين أقر يوم أمس بمقتل قرابة 10 آلاف من عناصره في معارك أوكرانيا، وهو يتحدث فقط عن الميليشيا غير الرسمية.
كان هناك تشكيك طيلة الأشهر الماضية بالأرقام الصادرة عن الدول الغربية، التي تتحدث عن عشرات آلاف القتلى الروس خلال المواجهات مع القوات الأوكرانية!
أيضاً؛ حذر زعيم فاغنر من ثورة شعبية مماثلة لما حصل في عام 1917 بسبب ارتفاع عدد القتلى في صفوف أبناء الشعب الروسي، في وقت تتجنب فيه النخب الروسية إرسال أبناءها للقتال في أوكرانيا.
قراءة في دلالات خطاب بشار الأسد

أكد الأسد أنه لا يمكن اللقاء مع الرئيس التركي حتى لا يشرعن وجود القوات التركية في سوريا، واتهم تركيا بدعم الإرهاب.
نفى أن يكون النظام السوري قد دعم أي مرشح رئاسي في لبنان، أو حصل أي تدخل من طرفه في أزمة اختيار المرشح الرئاسي.
===========

تصريحات الأسد بخصوص تركيا وتصعيده ضدها، يعكس إدراكه التام أن كل الحراك التركي في الملف السوري لن ينتج عنه تقديم أي مكاسب للنظام، وهو بهدف الاستثمار من طرف أنقرة لتحقيق بعض الأهداف داخل تركيا، وخارجها فيما يخص الدفع باتجاه تنشيط الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية.

أما بخصوص نفي التدخل بأزمة اختيار المرشح الرئاسي في لبنان، فهي ورقة يلوح فيها الأسد، ويحاول إيهام الدول العربية بأنه قادر على لعب الأدوار السياسية في المنطقة، لكن الحقيقة أن قوة النظام تآكلت وهو غير قادر على التدخل بالملف اللبناني أصلاً رغم بعض المحاولات التي اصطدمت بمعارضة حزب الله، والحزب هو صاحب الثقل الحقيقي في المنطقة، والأكثر موثوقية لدى إيران.
من الملاحظ وجود مبالغة بتوقع عمليات عسكرية دولية في سوريا، سواء ضد الميليشيات المدعومة من إيران أو ضد حزب العمال الكردستاني ( على اختلاف الدول التي ستنفذ هذه العمليات)، وهذه المبالغة ناجمة في الأغلب عن تمنيات أكثر من كونها حصيلة تحليل دقيق.
‏إطلاق عملية عسكرية أمريكية أو تركية أو روسية مسألة محكومة باعتبارات داخلية خاصة بهذه البلدان، وتعقيدات خارجية نتيجة تضارب مصالح الفاعلين الدوليين في سوريا، لذا تزاوج الدول بين الحلول الدبلوماسية والتلويح باستخدام القوة الخشنة المنضبطة بما يضمن دفع المسارات السياسة.
النظام السوري عين شخصية أمنية في منصب محافظ السويداء، وهو اللواء المتقاعد أكرم محمد الذي تولى رئاسة أمن الدولة في طرطوس سابقا.
‏تتالى المؤشرات على تصعيد أمني قادم ضد الحراك المدني في السويداء، ولن يرقى التصعيد لحل عسكري شامل على الأغلب.
هناك من يربط بين التضييق على اللاجئين السوريين في دول الجوار (العراق-الأردن - لبنان -تركيا) وبين وجود توجه لترتيبات سياسية جديدة في الملف السوري.

‏الغالب أن هذه الدول تسعى للتخفف من أعباء اللاجئين في ظل تراجع الدعم الدولي عقب حرب أكرانيا، خاصة وأن هذه الدول تعاني هي الأخرى اقتصاديا.
‏جميع الدول تدرك صعوبة اتخاذ أي ترتيبات سياسية في ظل تعنت الأسد وداعميه، وهذا ما يدفع تيارا ضمن الاتحاد الأوروبي للتوجه والحديث مع النظام السوري مباشرة لحل ملف الهجرة.
‏بيت القصد هو إدراك الدول تراخي الموقف الأمريكي الفعلي، وتركيزه على تغيير سلوك النظام في بعض النواحي لا أكثر.
سياقات التصريحات التركية بخصوص الرغبة بالتطبيع مع الأسد

‏يبدو لي هذه المرة أن تركيا جادة في الرغبة باستعادة العلاقات بشكل كامل مع النظام السوري، بصرف النظر عن التغييرات التي ستحدث على أرض الواقع من انسحاب للقوات التركية أو ما شابه، لأن التطبيق على أرض الواقع معقد للغاية، ويحتاج لوقت في حال تم التطبيع فعلا.

‏يوجد سياقات دفعت أنقرة مجدداً لهذا المسار:

‏السياق الأول المشهد الداخلي: حيث فقد حزب العدالة والتنمية أغلبية البلديات في الانتخابات الأخيرة، وحصل حزب الشعب الجمهوري على أغلبية في الانتخابات، ولم تنجح مباحثات الحزبين بعد الانتخابات بالوصول إلى تصور مشترك بخصوص كتابة دستور جديد والسياسيات الخارجية، فعاد الحزب الحاكم لمقاربته القديمة المتمثلة بالاستماع إلى التيار الداعي لتخفيف الأعباء وحل مشكلة اللاجئين من خلال التواصل مع الأسد، تمهيدا لاستعادة غالبية الأصوات.

‏السياق الثاني: الجدية بتكرار سيناريو إقليم شمال العراق في مناطق شمال شرق سوريا، وهذا ظهر واضحاً من خلال اتجاه قسد لإجراء انتخابات تعزز استقلالية المنطقة، في ظل الدعم من الديمقراطيين الأمريكيين الذين يتبنون عموماً تمكين الأقليات.

‏السياق الثالث: التطبيع السعودي والإماراتي مع الأسد، وتطبيع هذه الدول مع تركيا على أساس مراجعة الأتراك لدورهم في البلدان العربية، ولذا تتجنب أنقرة أن تتحرك وكأنها متفردة في دول الجوار العربي، وتقوم غالبا بتنسيق خطواتها مع هذه الدول.
2025/01/31 20:13:15
Back to Top
HTML Embed Code: