صورة مباشرة من مسلسل النزوح الذي لا يتوقف في غزة !!
‏لا بارك الله في من نسينا وهانت عليه مآسينا !!

رآني أحد كبار السن في السوق، فتعرف علي وقال لي أنت جهاد حلس اللي بتنزل أدعية ع الفيس بوك، قلت له نعم صحيح، قال لي أكثر منها، فإني حين أقرؤها، أطمئن بها، وينشرح صدري لها !!
‏أرأيتم كيف أن الدعاء الذي يبخل به البعض ويقلل من شأنه، كيف يخفف عن الناس في غزة، ويطمئن قلوبهم !!
‏فمن لا يملك منكم غير الدعاء فلا يبخل به ولا يغفل عنه، فلعل الله يرى في قلبه صدقاً فيستجيب له ويفرج عنا ما نحن فيه، واعلموا أن أعجز الناس من عجز عن الدعاء، فلا تنسونا من صالح دعائكم !!

يا من تسمع الأصوات وإن خفيت، وتقضي الحاجات وإن عظمت، وتجيب الدعوات وإن ثقلت، نسألك صبراً لأهل غزة لا ينفد، وقلباً لا ييأس، وجبراً لا ينكسر، اللهم هون علينا كل ضيق، ولا تحملنا ما لا نطيق !!

اللهم إن الأرض قد ضاقت على عبادك في غزة، وبلغت القلوب الحناجر، وزلزل الناس زلزالاً شديداً !!
اللهم إنا نرجو جبرك فلا يجبر كسر القلوب سواك، نعوذ بوجهك الكريم من حزن يثنينا، أو هم يبكينا، أو ضيق يعترينا، ربنا هب لنا الرضا بالقضاء، وارزقنا الصبر على البلاء، اللهم اصبب علينا السلوى ما بقينا، واجعلنا أغنى خلقك بك ما حيينا !!
اللهم إنا نتعلق بحبل لطفك وعنايتك، فانظر إلينا بعين الرضا واللطف والرحمة، وارفع عنا هذا البلاء بقوتك وقدرتك، يا صاحب اللطف الخفي، بك نستجير ونستعين ونكتفي !!

من الصبح بحاول اكتب حرف واحد عن مجزرة الفجر، والله منا قادر، حسبنا الله ونعم الوكيل !!

طوبى لهم ما أجمل خاتمتهم، ارتقوا وهم في ذمة الله، وفي بيت الله، يصلون الفجر ساجدين، وسيُبعثون يوم القيامة كذلك وهم يصلون، لا تبكوا عليهم فهم في ضيافة الرحمن الآن، بل ابكوا على تقصيركم وخذلانكم !!

ولقد نادانا نوح فلنِعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم، اللهم ومثلها لأهل غزة يا أرحم الراحمين !!

أمنية أهل غزة الوحيدة الآن، أن تقف هذه الحرب المجنونة، ويتوقف هذا البحر من الدماء، فاللهم لا تخيب رجاءهم، ولا تكسر خاطرهم، ولا تدعهم حتى تجبر قلوبهم، وتحقق أمنيتهم، وتجعل السعادة تطرق بابهم، وتأذن للفرحة أن تملأ حياتهم !!

الطمأنينة الوحيدة التي تسكن قلوبنا في ڠـزة الآن، هي أننا تحت رعاية اللّٰه في كل الظروف، لا تحزن إن الله معنا !!

ملكة جمال أطفال العالم ❤️

اللهم بقدر التعب الذي أصابنا، والحزن الذي أذابنا، فرج كربنا، وأطفئ حربنا !!

اللهم بشرى غير متوقعة على صورة خبر عاجل، لقد انتهت الحرب !!

مثلما وقع هذا البلاءُ فجأة، سيُرفع فجأة، ومثلما فقدنا ما لم نتوقع فقدانه، سيأتينا ما لم نتوقع إتيانه !!
‏مثلما حزنا حتى بكينا قهراً، سنرضى إلى أن نبكي فرحاً !!
‏مثلما طال الحزن، سيطول الأمن !!
‏مثلما انقبض القلب خوفاً، سينقبض سعادة وطمأنينة !!
‏قال تعالى: "وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"، ولسوف يعطيك ربك فترضى، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا !!

يارب المعجزات وصانع المستحيلات، نسألك معجزة من عندك تفرج كربنا وتوقف حربنا !!

اللهم إن الحزن قد فتت أكباد أهل غزة ومزق الهم أرواحهم، اللهم عجل بالفرج لهم !!

أرسل لي صاحبي يسألني كيف حالك، فرددت عليه، الحمدلله في زحام من النعم !!
فظن أني أبالغ، فقال؛ وأنتم على هذه الحال !!
فقلت له، ألسنا تحت رحمة الله، ألسنا نشهد أن لا إله إلا الله، ألسنا نؤجر على هذا البلاء، أليست كل أقدار الله خير حتى لو كان ظاهرها شر، أليس الله لطيف بعباده، أليست هناك آخرة نؤجر فيها على كل دمعة قلب، وكل زفرة هم، وكل لحظة حزن، فقال بلى، فقلت له؛ إذاً نحن أهل العافية وكل الأرض في بلاء !!
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظُمت،، ويبتلي الله بعض القوم بالنعم !!

اللهم قد نسي الناس غزة وأنت لا تنسى، فالطف بها وعجل بالفرج لها !!

هل سمعتم بعبادة انتظار الفرج، نحن في غزة نتعبد إلى الله بها منذ قرابة العام ولم نيأس، فلكل شدة مدة ولطف الله غالب، إن الشدائد لا تدوم إلى الأبد، هذه ثقتنا بالله وحسن ظننا به، كيف لا وهو القائل؛ سيجعل الله بعد عُسرٍ يُسرا !!

سلام على كل قلب كانت غزة في قلبه، سلام على كل إنسان لم ينسنا !!

استيقظ أطفالي في ظلام الليل خائفين من صوت المطر وهو يرتطم بسقف الخيمة مصدراً صوتاً أشبه بصوت الرصاص، فقلت لهم لا تخافوا هذا صوت رحمة الله، هذا صوت المطر، فعادوا إلى نومهم وقد تبدل خوفهم وذهب روعهم، أما عني فقد طار النوم مني، وصرت أرقب سقف الخيمة خوفاً من الغرق !!
‏لقد كنا في ما مضى إذا أمطرت السماء نفرح بها ونستبشر بقدومها ويخرج الأطفال إلى الشوارع يلهون تحت زخاته وكأنه يوم عيد، أما اليوم فإذا تلبدت السماء بالغيوم، تلبدت قلوبنا بالهم والقلق، وضاقت صدورنا من شدة الخوف والأرق، كيف لا وخيامنا البالية التي مزقها حر الصيف ستغرق في الوحل والطين عند أول قطرة تنزل من السماء، ولكم أن تتخيلوا حجم القهر والوجع حينها !!
‏فاللهم رحمة بالصغار والكبار، الطف بأهل غزة، وفرج كربهم وأطفئ حربهم قبل حلول الشتاء !!