Telegram Group & Telegram Channel
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}

إشفاق المؤمنين من الآخرة يكون لأحد ثلاثة أمور:

أولها: خوفهم من عدم قبول أعمالهم؛ لتحققهم بأن فتح باب الطاعة لا يعني فتح باب القبول. ولذلك كان بعض العارفين يقول: لو أعلم أنه قبل لي ركعتين لاطمأن قلبي! فهؤلاء مغيبون بما عليهم، ذاهلون عن موعودهم، فغلب عليهم -من هذا الباب- الإشفاق من اللقاء.

وثانيها: إشفاق طائفة من التجلي الغضبي في القيامة، فإنه لتفرده لا يسكن إلا بمحامد مفردة يلهَمها فرد الأفراد صلى الله عليه وآله سلم آنذاك؛ لأن التجلي بحسب الوقت، ومن هنا قيل: الصوفي ابن وقته؛ يريدون تجلي الوقت.

وثالثها: إشفاق الرسل والأنبياء والكمّل من الأولياء على أتباعهم، ولا يكون ذلك إلا لمن تحقق له الأمان في نفسه.

وأما مجرد لقاء الله بالموت، ففي الحديث: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه"، وهذا بيِّن عند وقوع البشرى بالموعود من النعيم. وفي الحديث أيضًا أن المؤمن "يكره الموت"؛ ولذلك وجوه من التأويل بحسب الرتبة الإيمانية، فمن المؤمنين من يكره الموت لأنه مفارقة وصف إلهي؛ فإن الله تعالى وُصف بأنه حي، والخلق على الصورة يقتضي انجذاب الآدمي إلى معاني أسماء من خُلق على صورته. ومن المؤمنين من يكره الموت كراهة مفارقة المألوف، وهو الذي أشار إليه المتنبي في قوله:

إلفُ هذا الهواءِ أوقعَ في النفْس أن الحِمامَ مُرُّ المذاقِ!

وهذا يكون من قِبَل الطبيعة والنفس الحيوانية، والله أعلم.

[كتبه أسامة شفيع رحمة الله ورضوانه عليه]

#شفيعيات



group-telegram.com/KonnashAMQ/264
Create:
Last Update:

{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}

إشفاق المؤمنين من الآخرة يكون لأحد ثلاثة أمور:

أولها: خوفهم من عدم قبول أعمالهم؛ لتحققهم بأن فتح باب الطاعة لا يعني فتح باب القبول. ولذلك كان بعض العارفين يقول: لو أعلم أنه قبل لي ركعتين لاطمأن قلبي! فهؤلاء مغيبون بما عليهم، ذاهلون عن موعودهم، فغلب عليهم -من هذا الباب- الإشفاق من اللقاء.

وثانيها: إشفاق طائفة من التجلي الغضبي في القيامة، فإنه لتفرده لا يسكن إلا بمحامد مفردة يلهَمها فرد الأفراد صلى الله عليه وآله سلم آنذاك؛ لأن التجلي بحسب الوقت، ومن هنا قيل: الصوفي ابن وقته؛ يريدون تجلي الوقت.

وثالثها: إشفاق الرسل والأنبياء والكمّل من الأولياء على أتباعهم، ولا يكون ذلك إلا لمن تحقق له الأمان في نفسه.

وأما مجرد لقاء الله بالموت، ففي الحديث: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه"، وهذا بيِّن عند وقوع البشرى بالموعود من النعيم. وفي الحديث أيضًا أن المؤمن "يكره الموت"؛ ولذلك وجوه من التأويل بحسب الرتبة الإيمانية، فمن المؤمنين من يكره الموت لأنه مفارقة وصف إلهي؛ فإن الله تعالى وُصف بأنه حي، والخلق على الصورة يقتضي انجذاب الآدمي إلى معاني أسماء من خُلق على صورته. ومن المؤمنين من يكره الموت كراهة مفارقة المألوف، وهو الذي أشار إليه المتنبي في قوله:

إلفُ هذا الهواءِ أوقعَ في النفْس أن الحِمامَ مُرُّ المذاقِ!

وهذا يكون من قِبَل الطبيعة والنفس الحيوانية، والله أعلم.

[كتبه أسامة شفيع رحمة الله ورضوانه عليه]

#شفيعيات

BY الأترجة || كناشة أبي الحسن


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/KonnashAMQ/264

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Some privacy experts say Telegram is not secure enough "Your messages about the movement of the enemy through the official chatbot … bring new trophies every day," the government agency tweeted. Ukrainian President Volodymyr Zelensky said in a video message on Tuesday that Ukrainian forces "destroy the invaders wherever we can." At its heart, Telegram is little more than a messaging app like WhatsApp or Signal. But it also offers open channels that enable a single user, or a group of users, to communicate with large numbers in a method similar to a Twitter account. This has proven to be both a blessing and a curse for Telegram and its users, since these channels can be used for both good and ill. Right now, as Wired reports, the app is a key way for Ukrainians to receive updates from the government during the invasion. And while money initially moved into stocks in the morning, capital moved out of safe-haven assets. The price of the 10-year Treasury note fell Friday, sending its yield up to 2% from a March closing low of 1.73%.
from jp


Telegram الأترجة || كناشة أبي الحسن
FROM American