Telegram Group & Telegram Channel
وفي السياق كانت قراءات الكاتبين، آري هيزتين وفيرا ميتلين شابير، في مجلة « ذي ناشونال إنترست - 6/4/2016» (9)، الأميركية ملفتة للنظر فيما يتعلق بواقع ومستقبل العلاقة بين روسيا وإيران. ففي مقالتهما المشتركة لاحظ الكاتبان أن « هناك اختلافات في المصالح بين روسيا وإيران في العديد من القضايا المشتركة بين الطرفين». وأن « فكرة التحالف الروسي الإيراني مبنية على مصالح رئيسية مشتركة أبرزها الحد من هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في فترة ما بعد الحرب الباردة». لكن بالنسبة لروسيا فإن « إيران هي مجرد أداة في هذا التكتيك». إذ « رغم الحملات العسكرية الروسية والإيرانية في سوريا والتي تجري بالنيابة عن نظام الأسد، فإن لدى البلدين أهدافا مختلفة. أما الاختلاف فيقع في مستوى حدود الطموح لدى الجانبين: « فروسيا مهتمة بمنع سقوط نظام الأسد، وبالحفاظ على دولة عميلة في المنطقة، وأما إيران فمهتمة بأن تبسط نفوذها الكامل على سوريا».
لكن إيران، في مستوى النظام الدولي، لا تقبل أن تكون أداة كما هي « إسرائيل». فلطالما عبرت بلغة دبلوماسية عن كون الصراع مع النظام الدولي هو صراع على النفوذ والموارد. وهذا الصراع كان يتمظهر دائما بكلمة «الأمن»، وبموجبها تصر إيران على أن أمن المنطقة من حق دولها. بمعنى أن إيران، ذات المشروع الفارسي، تريد أن تتقاسم الموارد والنفوذ مع النظام الدولي كما كان الحال قبل الإسلام. وتستعمل كلمة «الأمن» فقط للتلبيس على عامة الناس. هذا الخداع كشف النقاب عنه لأول مرة، وبأعمق ما تكون الصراحة، على لسان وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الأمن القومي العراقي، وبعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرته في 19/5/2024، حيث قال: « خلافات أميركا مع إيران ترجع للحصة التي خصصوها لنا، نحن لم نقبل بذلك، ونسعى للحصول على حصتنا في المنطقة» (10).
هذا هو جوهر الصراع في المنطقة. أي أنه ليس صراعا عدائيا ولا وجوديا، ولا علاقة له بمقاومة ولا ممانعة، بقدر ما هو صراع سيطرة وهيمنة ونفوذ ونهب واستعباد لكل المنطقة. صراع لا يمكن أن يربح فيه المسلمون ولا بمقدار نقير. وبعد كل هذا يأتي أهل الأيديولوجيات والأوهام ليحشروا الأمة في ثنائيات شريرة لا عقل فيها ولا إيمان، من نوع:
* هل أنت مع « إسرائيل» أم مع حزب الله؟
* مع إيران أم مع أمريكا؟
* مع المقاومة أم مع الاحتلال؟
بطبيعة الحال، لا يقبل هؤلاء جوابا من نوع «مع الله»، لأن الله خارج حساباتهم وأهوائهم وأيديولوجياتهم. بل أن الحقيقة المجردة خارج عقولهم تماما. فلا يأبهون لعقيدة ولا لحقائق تاريخية ولا لحقائق منظورة، ولا يحسبون حسابا لأولى ولا لآخرة، ولا لبعث ولا نشور، ولا لأي منطق يمكن أن يردعهم، ولا ينظرون حتى لما يقوله ويفعله القوم بأنفسهم وأمام ناظرهم!!!وهؤلاء هم أنفسهم الذي تسببوا بفتنة العامة من الناس مستغلين نقمتها على قوى الجبر وأدواته، وتوقها للخلاص من الاستبداد والظلم. فتكون النتيجة مزيدا من التيه والضياع والضلال … وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
إنْ كان في العمر بقية .. فبالتأكيد سيكون، بعون الله، للحديث بقية ...
***********
الهوامش والحواشي
1) في أعقاب « مؤتمر العلاقات العربية التركية» الذي نظمه « منتدى المفكرين المسلمين» في الكويت ( 9 -11/1/2010)، كان ثمة لقاء خاص جمعني مع د. عبدالله النفيسي، بمعية بعض العلماء والمثقفين، وفي خضم الحديث عن إيران، قال بأنه سأل أحد المسؤولين الإيرانيين: لماذا تتطلعون إلى العالم العربي؟ فأجاب المسؤول الإيراني: لأن هضمكم أسهل!
(2) قال تعالى: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ... ﴾، (الحجرات: 9).
(3) مثلا كما ورد في المادة 154 من الفصل العاشر، قسم السياسة الخارجية، إذ يقول: « تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حكومة الحق والعدل حقًا لجميع الناس في أرجاء العالم كافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشئون الداخلية للشعوب الأخرى».
(4) « طهران : دعمنا للقضية الفلسطينية ليس إلا لتحقيق مصالحنا»، 10/9/2009، موقع « مفكرة الإسلام»، على الشبكة: http://cutt.us/ZycA
(5) أمنون لورد « صحيفة إسرائيلية: توافق طهران وتل أبيب ضد سنة إيران»، مرجع سابق.
(6) ثمة شهادات نصية له شائعة. وثمة شهادة حديثة له على قناة « روسيا اليوم». وللمتابعة: « بني صدر والخميني: قصة الثورة و"خيانة الأمل"»، 17/5/2012، موقع قناة «RT» الروسية، على الشبكة: http://cutt.us/aNgdzK ، وعلى موقع « يوتيوب»: http://cutt.us/lKLQc



group-telegram.com/mogr7775/2184
Create:
Last Update:

وفي السياق كانت قراءات الكاتبين، آري هيزتين وفيرا ميتلين شابير، في مجلة « ذي ناشونال إنترست - 6/4/2016» (9)، الأميركية ملفتة للنظر فيما يتعلق بواقع ومستقبل العلاقة بين روسيا وإيران. ففي مقالتهما المشتركة لاحظ الكاتبان أن « هناك اختلافات في المصالح بين روسيا وإيران في العديد من القضايا المشتركة بين الطرفين». وأن « فكرة التحالف الروسي الإيراني مبنية على مصالح رئيسية مشتركة أبرزها الحد من هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في فترة ما بعد الحرب الباردة». لكن بالنسبة لروسيا فإن « إيران هي مجرد أداة في هذا التكتيك». إذ « رغم الحملات العسكرية الروسية والإيرانية في سوريا والتي تجري بالنيابة عن نظام الأسد، فإن لدى البلدين أهدافا مختلفة. أما الاختلاف فيقع في مستوى حدود الطموح لدى الجانبين: « فروسيا مهتمة بمنع سقوط نظام الأسد، وبالحفاظ على دولة عميلة في المنطقة، وأما إيران فمهتمة بأن تبسط نفوذها الكامل على سوريا».
لكن إيران، في مستوى النظام الدولي، لا تقبل أن تكون أداة كما هي « إسرائيل». فلطالما عبرت بلغة دبلوماسية عن كون الصراع مع النظام الدولي هو صراع على النفوذ والموارد. وهذا الصراع كان يتمظهر دائما بكلمة «الأمن»، وبموجبها تصر إيران على أن أمن المنطقة من حق دولها. بمعنى أن إيران، ذات المشروع الفارسي، تريد أن تتقاسم الموارد والنفوذ مع النظام الدولي كما كان الحال قبل الإسلام. وتستعمل كلمة «الأمن» فقط للتلبيس على عامة الناس. هذا الخداع كشف النقاب عنه لأول مرة، وبأعمق ما تكون الصراحة، على لسان وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الأمن القومي العراقي، وبعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرته في 19/5/2024، حيث قال: « خلافات أميركا مع إيران ترجع للحصة التي خصصوها لنا، نحن لم نقبل بذلك، ونسعى للحصول على حصتنا في المنطقة» (10).
هذا هو جوهر الصراع في المنطقة. أي أنه ليس صراعا عدائيا ولا وجوديا، ولا علاقة له بمقاومة ولا ممانعة، بقدر ما هو صراع سيطرة وهيمنة ونفوذ ونهب واستعباد لكل المنطقة. صراع لا يمكن أن يربح فيه المسلمون ولا بمقدار نقير. وبعد كل هذا يأتي أهل الأيديولوجيات والأوهام ليحشروا الأمة في ثنائيات شريرة لا عقل فيها ولا إيمان، من نوع:
* هل أنت مع « إسرائيل» أم مع حزب الله؟
* مع إيران أم مع أمريكا؟
* مع المقاومة أم مع الاحتلال؟
بطبيعة الحال، لا يقبل هؤلاء جوابا من نوع «مع الله»، لأن الله خارج حساباتهم وأهوائهم وأيديولوجياتهم. بل أن الحقيقة المجردة خارج عقولهم تماما. فلا يأبهون لعقيدة ولا لحقائق تاريخية ولا لحقائق منظورة، ولا يحسبون حسابا لأولى ولا لآخرة، ولا لبعث ولا نشور، ولا لأي منطق يمكن أن يردعهم، ولا ينظرون حتى لما يقوله ويفعله القوم بأنفسهم وأمام ناظرهم!!!وهؤلاء هم أنفسهم الذي تسببوا بفتنة العامة من الناس مستغلين نقمتها على قوى الجبر وأدواته، وتوقها للخلاص من الاستبداد والظلم. فتكون النتيجة مزيدا من التيه والضياع والضلال … وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
إنْ كان في العمر بقية .. فبالتأكيد سيكون، بعون الله، للحديث بقية ...
***********
الهوامش والحواشي
1) في أعقاب « مؤتمر العلاقات العربية التركية» الذي نظمه « منتدى المفكرين المسلمين» في الكويت ( 9 -11/1/2010)، كان ثمة لقاء خاص جمعني مع د. عبدالله النفيسي، بمعية بعض العلماء والمثقفين، وفي خضم الحديث عن إيران، قال بأنه سأل أحد المسؤولين الإيرانيين: لماذا تتطلعون إلى العالم العربي؟ فأجاب المسؤول الإيراني: لأن هضمكم أسهل!
(2) قال تعالى: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ... ﴾، (الحجرات: 9).
(3) مثلا كما ورد في المادة 154 من الفصل العاشر، قسم السياسة الخارجية، إذ يقول: « تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال والحرية وإقامة حكومة الحق والعدل حقًا لجميع الناس في أرجاء العالم كافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشئون الداخلية للشعوب الأخرى».
(4) « طهران : دعمنا للقضية الفلسطينية ليس إلا لتحقيق مصالحنا»، 10/9/2009، موقع « مفكرة الإسلام»، على الشبكة: http://cutt.us/ZycA
(5) أمنون لورد « صحيفة إسرائيلية: توافق طهران وتل أبيب ضد سنة إيران»، مرجع سابق.
(6) ثمة شهادات نصية له شائعة. وثمة شهادة حديثة له على قناة « روسيا اليوم». وللمتابعة: « بني صدر والخميني: قصة الثورة و"خيانة الأمل"»، 17/5/2012، موقع قناة «RT» الروسية، على الشبكة: http://cutt.us/aNgdzK ، وعلى موقع « يوتيوب»: http://cutt.us/lKLQc

BY مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mogr7775/2184

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The original Telegram channel has expanded into a web of accounts for different locations, including specific pages made for individual Russian cities. There's also an English-language website, which states it is owned by the people who run the Telegram channels. Overall, extreme levels of fear in the market seems to have morphed into something more resembling concern. For example, the Cboe Volatility Index fell from its 2022 peak of 36, which it hit Monday, to around 30 on Friday, a sign of easing tensions. Meanwhile, while the price of WTI crude oil slipped from Sunday’s multiyear high $130 of barrel to $109 a pop. Markets have been expecting heavy restrictions on Russian oil, some of which the U.S. has already imposed, and that would reduce the global supply and bring about even more burdensome inflation. The next bit isn’t clear, but Durov reportedly claimed that his resignation, dated March 21st, was an April Fools’ prank. TechCrunch implies that it was a matter of principle, but it’s hard to be clear on the wheres, whos and whys. Similarly, on April 17th, the Moscow Times quoted Durov as saying that he quit the company after being pressured to reveal account details about Ukrainians protesting the then-president Viktor Yanukovych. Emerson Brooking, a disinformation expert at the Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab, said: "Back in the Wild West period of content moderation, like 2014 or 2015, maybe they could have gotten away with it, but it stands in marked contrast with how other companies run themselves today." One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals.
from jp


Telegram مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
FROM American