Notice: file_put_contents(): Write of 4655 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/group-telegram/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 8192 of 12847 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/group-telegram/post.php on line 50
مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة | Telegram Webview: mogr7775/2634 -
Telegram Group & Telegram Channel
عثر أحدهم على خطأ في مقال لي فاحتفى به وغمرته السعادة، وكتب تعليقًا ينضح عدائية عنيفة لا تليق بمنتسبي العلم، لغة مليئة بألفاظ التشنيع، وبأسلوب الردود القاسية في مفرداتها، المتندرة في عباراتها، مع ديباجة مركزة تعتني بإسقاط الشخص قبل الفكرة، فعجبت لهذه اللغة المشبعة بالعداء، المتحرفة للانتقام، وكأن التصحيح والتوضيح بات مفاصلة علمية أو قطيعة شرعية!!
قلّبتُ النظر في هذا الأسلوب أفتش في الأسباب التي تجعل الردود والتعقيبات بهذه اللغة المتعجرفة الوعرة التي تستهلك الأخوة، وتدمر العلاقة وتحرق الود، ترى من أين اكتسبت أجيالنا العلمية هذه اللغة العنيفة في ردودها، الولعة بالردع في تعقيباتها، المحتفلة باستدراكاتها على غيرها؟ إذ يسبق الرد كمية كبيرة من التأطيرات والإدانات والتحذيرات والتهويل والتنكيل بالكاتب وما كتب.
نفرتُ ذات مرة من (أحكام القرآن) لأبي بكر الجصاص(ت:370) لما فيه من تأنيب لزملائه العلماء، وتألمت من قسوة ابن جرير(ت:310) مع أبي عبيدة(ت208)، وحزنت لما مارسه ابن حزم(ت:456) من رهاب التطرف اللفظي على عدد من زملاء العلم في ثنايا انتصاره لأقواله، حتى ترجم له الذهبي(ت:748) مستنكرا لسانه الحاد بأنه «بسط لسانه وقلمه ولم يتأدب في الخطاب، بل فجج العبارة وسب وجدع»، وكان الزمخشري(ت:538) يعتد بآرائه كثيرا ويسقط مخالفيه بمذابح علمية في ضواحي التفسير، وكنت أراقب سلوك ابن العربي(ت:543) مع متانته العلمية وإعجابي الشديد به، كيف يُلهب بسياطه اللفظية أثناء التعقيبات والردود.
وهذه السقطات اللسانية، ليست روح العلم، ولا هي لغته التربوية السامية، ولا سمته الفذ النبيل، فإن كانوا يستندون إلى تلك الإصدارات وبها يقتدون!! فليست موطنًا للاقتداء، ولا محلا للاستخدام، بل هي من سقطات الأخلاق، وأخطاء الكبار المطوية.
ثم رأيت تأثر عدد من الطلاب بردود المعاصرين من فقهاء ومحدثين وإيلامهم في الرد وسلاقته، فإذا بهم يستعيرون ألسنتهم ويكررون عباراتهم، كأنها جزء من كسب العلم، وتكملة لأدوات الطلب.
كنت قديما أتابع ردود الشيخ الألباني(ت:1420) على مخالفيه، فكان يذبحهم بسكين حاد، وكان آخرون من مدرسته يمضون على نفس مسلكيته في الردع، ونصب المسالخ، ومع التلذذ بتتبع الردود العلمية، والمناوشات المعرفية، واحتدام ساحات المعترك العلمي يكتسب المرء هذا السلوك فيردده دون شعور.
ورأيت نفسي حينها تكتسب شيئًا من تلك التعابير والتقاطات من عنف تلك الردود دون شعور، وأدركت بعدها أنها ليست مسلكية تليق بالعلم، أو ترتقي به، وإن صدرت من علماء.
على أي حال كتبت له الرد الآتي:
لايزال العلماء يستدرك بعضهم على بعض منذ عصر التدوين، ويعقبون على بعضهم بلغة يكسوها الحياء، ويصحبها جزيل الاحترام وإن كان في ندرتها حدة وتطرف لفظي، إلا أنها من سقطات الكبار المطوية، وقد رأيت نماذج مشرقة في كتب التفسير والفقه والأصول عند استدراكات المتأخرين على المتقدمين، يكسون ألفاظهم أحسنها، فلم يكن يدغدغهم هذا الولع والاحتفاء بالأخطاء، والتجهم للرد، كان الحفاظ على الود، وحراسة الأخوة، وتقدير الجهود، وكميات الاعتذار، مقدمًا عند الاستدراك، وكان جمال التبرير (لعله سهى، ربما فاته، سبق لسان، زلة قلم، خطأ غير مقصود، لعله قصد…) ، بل كانوا يدكون جيدًا هذا المنزلق فيصونون أنفسهم من وروده، ويخافون على أحوالهم من شهوده، حدّث تلميذ الطبري أحمد ابن كامل(ت:359) أنه سأله ذات يوم أن يروي له تفاصيل هزيمته للمزني وتفوقه العلمي عليه بحضور جمع كبير من فقهاء الشافعية، ولكنه تورع عن ذلك وأبى، وأغلق الموضوع على الفور، وكان لا يحب أحاديث الزهو وحكايات الافتخار، هذا الموقف يحفر في الجذور والحضور.
العلماء والباحثون عرضة للغلط والوهم وتنبيههم فيما وقعوا فيه بلغة يكسوها الود والإفادة ويعلوها الحب، إرشاد لهم وتصويب لمسارهم وتجويد لأداء عملهم وهذا ما يرجونه من المستدركين والمعقبين، أما التندر، والرد المشحون بالإساءة، والفرح بتسويق الأخطاء وإسقاط العلماء لخطأ وقعوا فيه، وتأطير الكاتب وما كتب بما يحرم القراء من الإفادة منه، ليس من العلم في شيء.
والله المستعان".

/ د. الخضر اليافعي.



group-telegram.com/mogr7775/2634
Create:
Last Update:

عثر أحدهم على خطأ في مقال لي فاحتفى به وغمرته السعادة، وكتب تعليقًا ينضح عدائية عنيفة لا تليق بمنتسبي العلم، لغة مليئة بألفاظ التشنيع، وبأسلوب الردود القاسية في مفرداتها، المتندرة في عباراتها، مع ديباجة مركزة تعتني بإسقاط الشخص قبل الفكرة، فعجبت لهذه اللغة المشبعة بالعداء، المتحرفة للانتقام، وكأن التصحيح والتوضيح بات مفاصلة علمية أو قطيعة شرعية!!
قلّبتُ النظر في هذا الأسلوب أفتش في الأسباب التي تجعل الردود والتعقيبات بهذه اللغة المتعجرفة الوعرة التي تستهلك الأخوة، وتدمر العلاقة وتحرق الود، ترى من أين اكتسبت أجيالنا العلمية هذه اللغة العنيفة في ردودها، الولعة بالردع في تعقيباتها، المحتفلة باستدراكاتها على غيرها؟ إذ يسبق الرد كمية كبيرة من التأطيرات والإدانات والتحذيرات والتهويل والتنكيل بالكاتب وما كتب.
نفرتُ ذات مرة من (أحكام القرآن) لأبي بكر الجصاص(ت:370) لما فيه من تأنيب لزملائه العلماء، وتألمت من قسوة ابن جرير(ت:310) مع أبي عبيدة(ت208)، وحزنت لما مارسه ابن حزم(ت:456) من رهاب التطرف اللفظي على عدد من زملاء العلم في ثنايا انتصاره لأقواله، حتى ترجم له الذهبي(ت:748) مستنكرا لسانه الحاد بأنه «بسط لسانه وقلمه ولم يتأدب في الخطاب، بل فجج العبارة وسب وجدع»، وكان الزمخشري(ت:538) يعتد بآرائه كثيرا ويسقط مخالفيه بمذابح علمية في ضواحي التفسير، وكنت أراقب سلوك ابن العربي(ت:543) مع متانته العلمية وإعجابي الشديد به، كيف يُلهب بسياطه اللفظية أثناء التعقيبات والردود.
وهذه السقطات اللسانية، ليست روح العلم، ولا هي لغته التربوية السامية، ولا سمته الفذ النبيل، فإن كانوا يستندون إلى تلك الإصدارات وبها يقتدون!! فليست موطنًا للاقتداء، ولا محلا للاستخدام، بل هي من سقطات الأخلاق، وأخطاء الكبار المطوية.
ثم رأيت تأثر عدد من الطلاب بردود المعاصرين من فقهاء ومحدثين وإيلامهم في الرد وسلاقته، فإذا بهم يستعيرون ألسنتهم ويكررون عباراتهم، كأنها جزء من كسب العلم، وتكملة لأدوات الطلب.
كنت قديما أتابع ردود الشيخ الألباني(ت:1420) على مخالفيه، فكان يذبحهم بسكين حاد، وكان آخرون من مدرسته يمضون على نفس مسلكيته في الردع، ونصب المسالخ، ومع التلذذ بتتبع الردود العلمية، والمناوشات المعرفية، واحتدام ساحات المعترك العلمي يكتسب المرء هذا السلوك فيردده دون شعور.
ورأيت نفسي حينها تكتسب شيئًا من تلك التعابير والتقاطات من عنف تلك الردود دون شعور، وأدركت بعدها أنها ليست مسلكية تليق بالعلم، أو ترتقي به، وإن صدرت من علماء.
على أي حال كتبت له الرد الآتي:
لايزال العلماء يستدرك بعضهم على بعض منذ عصر التدوين، ويعقبون على بعضهم بلغة يكسوها الحياء، ويصحبها جزيل الاحترام وإن كان في ندرتها حدة وتطرف لفظي، إلا أنها من سقطات الكبار المطوية، وقد رأيت نماذج مشرقة في كتب التفسير والفقه والأصول عند استدراكات المتأخرين على المتقدمين، يكسون ألفاظهم أحسنها، فلم يكن يدغدغهم هذا الولع والاحتفاء بالأخطاء، والتجهم للرد، كان الحفاظ على الود، وحراسة الأخوة، وتقدير الجهود، وكميات الاعتذار، مقدمًا عند الاستدراك، وكان جمال التبرير (لعله سهى، ربما فاته، سبق لسان، زلة قلم، خطأ غير مقصود، لعله قصد…) ، بل كانوا يدكون جيدًا هذا المنزلق فيصونون أنفسهم من وروده، ويخافون على أحوالهم من شهوده، حدّث تلميذ الطبري أحمد ابن كامل(ت:359) أنه سأله ذات يوم أن يروي له تفاصيل هزيمته للمزني وتفوقه العلمي عليه بحضور جمع كبير من فقهاء الشافعية، ولكنه تورع عن ذلك وأبى، وأغلق الموضوع على الفور، وكان لا يحب أحاديث الزهو وحكايات الافتخار، هذا الموقف يحفر في الجذور والحضور.
العلماء والباحثون عرضة للغلط والوهم وتنبيههم فيما وقعوا فيه بلغة يكسوها الود والإفادة ويعلوها الحب، إرشاد لهم وتصويب لمسارهم وتجويد لأداء عملهم وهذا ما يرجونه من المستدركين والمعقبين، أما التندر، والرد المشحون بالإساءة، والفرح بتسويق الأخطاء وإسقاط العلماء لخطأ وقعوا فيه، وتأطير الكاتب وما كتب بما يحرم القراء من الإفادة منه، ليس من العلم في شيء.
والله المستعان".

/ د. الخضر اليافعي.

BY مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mogr7775/2634

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Under the Sebi Act, the regulator has the power to carry out search and seizure of books, registers, documents including electronics and digital devices from any person associated with the securities market. There was another possible development: Reuters also reported that Ukraine said that Belarus could soon join the invasion of Ukraine. However, the AFP, citing a Pentagon official, said the U.S. hasn’t yet seen evidence that Belarusian troops are in Ukraine. "Like the bombing of the maternity ward in Mariupol," he said, "Even before it hits the news, you see the videos on the Telegram channels." WhatsApp, a rival messaging platform, introduced some measures to counter disinformation when Covid-19 was first sweeping the world. But Telegram says people want to keep their chat history when they get a new phone, and they like having a data backup that will sync their chats across multiple devices. And that is why they let people choose whether they want their messages to be encrypted or not. When not turned on, though, chats are stored on Telegram's services, which are scattered throughout the world. But it has "disclosed 0 bytes of user data to third parties, including governments," Telegram states on its website.
from jp


Telegram مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
FROM American