Telegram Group & Telegram Channel
المحاولات المحمومة لهدم جميع من يحاولون التعاطي مع الواقع بشكل موضوعي ناقد، بعيدا عن الشعبوية والتهييج الذي ما جلب للأمة سوى المشقة والعنت وتضييع الموارد والفشل على مدار عقود يعكس خللا بنيويا ومراهقة فكرية واندفاع صبياني متكرر ، هذه هي آفة الآفات التي يجب معالجتها قبل أي شيء اخر ...

والحق : ان الجميع يصيب ويخطىء والخطأ الجلي يقال عنه خطأ جليا ويجب التراجع عنه والاعتراف به.

الجميع يعلم أن مصاب الأمة في أنظمتها وحكامها، والكل مجمع على وجوب تغيير هذه الأنظمة وهذه التوجهات ... لا يوجد من ينازع في هذا ولا ينتطح في هذا عنزان.

ولكن السؤال الأهم ليس في تبني خطابا تهيجيا شعبويا يلعن الجميع ويصم الجميع بالغباء تارة والعمالة تارة أخرى إذا لم يقوموا بفعل نفس الشيء ... كما يفعل بعضهم الآن.

هذه رعونة فارغة وتحكم بلا معنى ...

هناك اعتبارات متعددة لابد ان تؤخذ في الحسبان وليس الأمر جهجهونيا عبثيا مثلما يريده هؤلاء، مكررين أخطاء من سبقوهم في مشهد يليق بأساطير الإغريق !

لو ذهبت لطبيب بخد متورم من خراج في أسنانك وتسوس ، فأنت مدرك حين ذهبت أن خلع الضرس محتم، ولكن بعد زوال التورم وتخفيف الألم والإحتقان ... لا على الفور !

مهما جلست تصرخ فلن يستجيب لك الطبيب وسيأمرك أولا بأخذ مضاد حيوي ومسكن وبالراحة ريثما يستعيد جسدك عافيته ثم حينها سيخلع الضرس.

اما الحالة الهيستيرية الناجمة من الألم وصراخك للطبيب بجنون طالبا خلعه الآن فلن ينفعك ولو استجاب لك لحدث لك أضعاف ما كنت عليه قبلها !

وهو ما نقوله ...

الناس مشرذمون ، لا يعرفون لهم راسا يقودهم ، بلا رؤية ولا تصور ... فقط يصرخون : ازيحوا تلك الأنظمة !

ثم يغرق المنظرون المتحمسون في خطاب تخويني لكل من يقول لهم : نعم فعلا لابد من حدوث هذا التغيير ، ولكن (كيف) ؟؟

سؤال الكيف ليس لعبة، ولا هو سؤال تثبيطي ولا المسألة عبارة عن مؤامرة مخابراتية لوذعية كما يتصور اصحاب الصوت العالي والتشنجات المتوترة والخطاب التخويني الاستعلائي.

سؤال الكيف: هو الفيصل بين الإقدام والإحجام بين الجد واللعب بين المكسب والخسارة بين الانتصار والهزيمة بين العقل والجنون

سؤال الكيف ومناقشة التبعات ورؤية المآلات والتفكير في الاوضاع الحالية بعين الخبرة ... لا بعين العجلة ، هو السؤال الأهم !

وليست الإجابة هي: الصياح الحنجوري ولا هي المنشورات الحماسية بغرض جمع الإعجابات لينتشي أصحابها بعدها بعداد المتابعين ويعودون الى اهاليهم سعداء بأنجازاتهم الفارغة !

بل الإجابة تأتي بعد تقييم موضوعي للوضع الراهن وتقدير المخاطر وفهم الابعاد الاقليمية والدولية وتوازنات القوى ثم النظر في نتائج الفعل ومآلاته سواء نجح او فشل.

أنا أتمنى والله ان نجد اجابة حقيقية عن هذا السؤال ، كيف سنزيح هذه الأنظمة الآن في خضم ما يحدث حولنا وفي وسط ما نمر به من عواصف ؟

أتمنى ان نرى إجابة بعيدا عن الخطابة والزعيق وتوزيع الاتهامات وتسليط الصغار على السائلين ليخرصوهم ويتوه الحق ونستمر في السير وراء أقوام لطالما تصدروا فضاعوا وأضاعوا.



group-telegram.com/kfsallam/8959
Create:
Last Update:

المحاولات المحمومة لهدم جميع من يحاولون التعاطي مع الواقع بشكل موضوعي ناقد، بعيدا عن الشعبوية والتهييج الذي ما جلب للأمة سوى المشقة والعنت وتضييع الموارد والفشل على مدار عقود يعكس خللا بنيويا ومراهقة فكرية واندفاع صبياني متكرر ، هذه هي آفة الآفات التي يجب معالجتها قبل أي شيء اخر ...

والحق : ان الجميع يصيب ويخطىء والخطأ الجلي يقال عنه خطأ جليا ويجب التراجع عنه والاعتراف به.

الجميع يعلم أن مصاب الأمة في أنظمتها وحكامها، والكل مجمع على وجوب تغيير هذه الأنظمة وهذه التوجهات ... لا يوجد من ينازع في هذا ولا ينتطح في هذا عنزان.

ولكن السؤال الأهم ليس في تبني خطابا تهيجيا شعبويا يلعن الجميع ويصم الجميع بالغباء تارة والعمالة تارة أخرى إذا لم يقوموا بفعل نفس الشيء ... كما يفعل بعضهم الآن.

هذه رعونة فارغة وتحكم بلا معنى ...

هناك اعتبارات متعددة لابد ان تؤخذ في الحسبان وليس الأمر جهجهونيا عبثيا مثلما يريده هؤلاء، مكررين أخطاء من سبقوهم في مشهد يليق بأساطير الإغريق !

لو ذهبت لطبيب بخد متورم من خراج في أسنانك وتسوس ، فأنت مدرك حين ذهبت أن خلع الضرس محتم، ولكن بعد زوال التورم وتخفيف الألم والإحتقان ... لا على الفور !

مهما جلست تصرخ فلن يستجيب لك الطبيب وسيأمرك أولا بأخذ مضاد حيوي ومسكن وبالراحة ريثما يستعيد جسدك عافيته ثم حينها سيخلع الضرس.

اما الحالة الهيستيرية الناجمة من الألم وصراخك للطبيب بجنون طالبا خلعه الآن فلن ينفعك ولو استجاب لك لحدث لك أضعاف ما كنت عليه قبلها !

وهو ما نقوله ...

الناس مشرذمون ، لا يعرفون لهم راسا يقودهم ، بلا رؤية ولا تصور ... فقط يصرخون : ازيحوا تلك الأنظمة !

ثم يغرق المنظرون المتحمسون في خطاب تخويني لكل من يقول لهم : نعم فعلا لابد من حدوث هذا التغيير ، ولكن (كيف) ؟؟

سؤال الكيف ليس لعبة، ولا هو سؤال تثبيطي ولا المسألة عبارة عن مؤامرة مخابراتية لوذعية كما يتصور اصحاب الصوت العالي والتشنجات المتوترة والخطاب التخويني الاستعلائي.

سؤال الكيف: هو الفيصل بين الإقدام والإحجام بين الجد واللعب بين المكسب والخسارة بين الانتصار والهزيمة بين العقل والجنون

سؤال الكيف ومناقشة التبعات ورؤية المآلات والتفكير في الاوضاع الحالية بعين الخبرة ... لا بعين العجلة ، هو السؤال الأهم !

وليست الإجابة هي: الصياح الحنجوري ولا هي المنشورات الحماسية بغرض جمع الإعجابات لينتشي أصحابها بعدها بعداد المتابعين ويعودون الى اهاليهم سعداء بأنجازاتهم الفارغة !

بل الإجابة تأتي بعد تقييم موضوعي للوضع الراهن وتقدير المخاطر وفهم الابعاد الاقليمية والدولية وتوازنات القوى ثم النظر في نتائج الفعل ومآلاته سواء نجح او فشل.

أنا أتمنى والله ان نجد اجابة حقيقية عن هذا السؤال ، كيف سنزيح هذه الأنظمة الآن في خضم ما يحدث حولنا وفي وسط ما نمر به من عواصف ؟

أتمنى ان نرى إجابة بعيدا عن الخطابة والزعيق وتوزيع الاتهامات وتسليط الصغار على السائلين ليخرصوهم ويتوه الحق ونستمر في السير وراء أقوام لطالما تصدروا فضاعوا وأضاعوا.

BY م.خالد فريد سلام


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/kfsallam/8959

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Right now the digital security needs of Russians and Ukrainians are very different, and they lead to very different caveats about how to mitigate the risks associated with using Telegram. For Ukrainians in Ukraine, whose physical safety is at risk because they are in a war zone, digital security is probably not their highest priority. They may value access to news and communication with their loved ones over making sure that all of their communications are encrypted in such a manner that they are indecipherable to Telegram, its employees, or governments with court orders. The next bit isn’t clear, but Durov reportedly claimed that his resignation, dated March 21st, was an April Fools’ prank. TechCrunch implies that it was a matter of principle, but it’s hard to be clear on the wheres, whos and whys. Similarly, on April 17th, the Moscow Times quoted Durov as saying that he quit the company after being pressured to reveal account details about Ukrainians protesting the then-president Viktor Yanukovych. Stocks closed in the red Friday as investors weighed upbeat remarks from Russian President Vladimir Putin about diplomatic discussions with Ukraine against a weaker-than-expected print on U.S. consumer sentiment. "He has kind of an old-school cyber-libertarian world view where technology is there to set you free," Maréchal said. In the past, it was noticed that through bulk SMSes, investors were induced to invest in or purchase the stocks of certain listed companies.
from us


Telegram م.خالد فريد سلام
FROM American