Telegram Group & Telegram Channel
مضى ذلك الزمن الذي بُشّر فيه بفكرة حيادية التصورات وانفكاك الأفكار والأدوات عن بيئتها وظروف تمددها ومدى فاعليّتها، ويومًا بعد يوم تنزع الأدوات عنها غطاء الحياد وتُظهر الميل إلى قيمها، وما الإعلام بأدواته المتعددة المتكاثرة إلا واحداً من الفنون والعلوم المحمّلة والمسوِّقة لقيم أربابها.
قبل عقد ظهرت منصة "نتفليكس" بوجهها الجديد كعارض ومنتج، ومنصة للأفلام، رافق ظهورها منصات أخرى إلا أن نتفليكس اصطبغت موادها بنسق قيمي استلهم رؤاه من البيئة التي نشأ فيها كغيرها من المنصات، لكن اختلفت المنصة عن غيرها بحضور أكثر فجاجة وتطرّفاً من المنصات الأخرى، ويسهُل على كل متابع رصد حبات الخرز وفي ثنايا كل خرزة قيمة تمهّد الطريق لأختها، وأكثر ما صادمت به المجتمعات: الترويج وإسقاط الوحشة عن فكرة الشـ ـذوذ، بل الترهيب بمعارضتها مروراً بفكرة الإباحية وما تشعله من شهوات، إلى المناداة ودعم التنوع الجنسي الذي لا يقوم على ثنائية الذكر والأنثى وقد صرحوا بدعم 100 مليون دولار عام 2021م للترويج لهذه الفكرة، يودي ذلك غالباً إلى التبشير بالعدمية وتهافت القيم الإنسانية السامية والسخرية ممن يقيم لها وزناً مقابل شهوة القوة والنفوذ، وأحيانا دعوة الانحطاط إلى مرتبة الحيوانات، وكل تلك المنظومة من القيم لم تكن لتطرح إلا لاستبطانها وتماهيها مع الإلحاد، ومع كل الرؤى والتصورات يدرك الناظر إنها صيغت وتشبّعت بتلك المفاهيم، وكل ما يُعرض فيها إن لم يكن داعٍ لتك القيم أو مؤيداً لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فلا يمكن أن يعارضها.
المقلق في ظاهرة نتفليكس أنها ليست محدودة ببلد معين أو في صالات مغلقة، وإنما هي حالة شعبية في العالم إذ يستطيع أي فرد في أي مكان الاشتراك فيها بأيسر الطرق، وتنطوي تلك الحالة الشعبية على سهولة الانجراف بسيل الشهوات، وإن الفرد المتخم بالشهوات تضعف نفسه، وتسمح لها بتقبل ما يعرض فيها من قيم، بل إن مجرد الاستسلام للشهوات سمة ضعف وهشاشة، فإن ضعف القصد يُورث ضعف الهمة والإرادة؛ وإن الغارقين في الشهوات أضعف من أن تقوم بهم مشاريع أو تُبنى بهم مجتمعات.

https://www.group-telegram.com/kr/Deerayah.com



group-telegram.com/Deerayah/594
Create:
Last Update:

مضى ذلك الزمن الذي بُشّر فيه بفكرة حيادية التصورات وانفكاك الأفكار والأدوات عن بيئتها وظروف تمددها ومدى فاعليّتها، ويومًا بعد يوم تنزع الأدوات عنها غطاء الحياد وتُظهر الميل إلى قيمها، وما الإعلام بأدواته المتعددة المتكاثرة إلا واحداً من الفنون والعلوم المحمّلة والمسوِّقة لقيم أربابها.
قبل عقد ظهرت منصة "نتفليكس" بوجهها الجديد كعارض ومنتج، ومنصة للأفلام، رافق ظهورها منصات أخرى إلا أن نتفليكس اصطبغت موادها بنسق قيمي استلهم رؤاه من البيئة التي نشأ فيها كغيرها من المنصات، لكن اختلفت المنصة عن غيرها بحضور أكثر فجاجة وتطرّفاً من المنصات الأخرى، ويسهُل على كل متابع رصد حبات الخرز وفي ثنايا كل خرزة قيمة تمهّد الطريق لأختها، وأكثر ما صادمت به المجتمعات: الترويج وإسقاط الوحشة عن فكرة الشـ ـذوذ، بل الترهيب بمعارضتها مروراً بفكرة الإباحية وما تشعله من شهوات، إلى المناداة ودعم التنوع الجنسي الذي لا يقوم على ثنائية الذكر والأنثى وقد صرحوا بدعم 100 مليون دولار عام 2021م للترويج لهذه الفكرة، يودي ذلك غالباً إلى التبشير بالعدمية وتهافت القيم الإنسانية السامية والسخرية ممن يقيم لها وزناً مقابل شهوة القوة والنفوذ، وأحيانا دعوة الانحطاط إلى مرتبة الحيوانات، وكل تلك المنظومة من القيم لم تكن لتطرح إلا لاستبطانها وتماهيها مع الإلحاد، ومع كل الرؤى والتصورات يدرك الناظر إنها صيغت وتشبّعت بتلك المفاهيم، وكل ما يُعرض فيها إن لم يكن داعٍ لتك القيم أو مؤيداً لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فلا يمكن أن يعارضها.
المقلق في ظاهرة نتفليكس أنها ليست محدودة ببلد معين أو في صالات مغلقة، وإنما هي حالة شعبية في العالم إذ يستطيع أي فرد في أي مكان الاشتراك فيها بأيسر الطرق، وتنطوي تلك الحالة الشعبية على سهولة الانجراف بسيل الشهوات، وإن الفرد المتخم بالشهوات تضعف نفسه، وتسمح لها بتقبل ما يعرض فيها من قيم، بل إن مجرد الاستسلام للشهوات سمة ضعف وهشاشة، فإن ضعف القصد يُورث ضعف الهمة والإرادة؛ وإن الغارقين في الشهوات أضعف من أن تقوم بهم مشاريع أو تُبنى بهم مجتمعات.

https://www.group-telegram.com/kr/Deerayah.com

BY دراية للعلوم الإنسانية




Share with your friend now:
group-telegram.com/Deerayah/594

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

One thing that Telegram now offers to all users is the ability to “disappear” messages or set remote deletion deadlines. That enables users to have much more control over how long people can access what you’re sending them. Given that Russian law enforcement officials are reportedly (via Insider) stopping people in the street and demanding to read their text messages, this could be vital to protect individuals from reprisals. After fleeing Russia, the brothers founded Telegram as a way to communicate outside the Kremlin's orbit. They now run it from Dubai, and Pavel Durov says it has more than 500 million monthly active users. Telegram users are able to send files of any type up to 2GB each and access them from any device, with no limit on cloud storage, which has made downloading files more popular on the platform. And indeed, volatility has been a hallmark of the market environment so far in 2022, with the S&P 500 still down more than 10% for the year-to-date after first sliding into a correction last month. The CBOE Volatility Index, or VIX, has held at a lofty level of more than 30. Since its launch in 2013, Telegram has grown from a simple messaging app to a broadcast network. Its user base isn’t as vast as WhatsApp’s, and its broadcast platform is a fraction the size of Twitter, but it’s nonetheless showing its use. While Telegram has been embroiled in controversy for much of its life, it has become a vital source of communication during the invasion of Ukraine. But, if all of this is new to you, let us explain, dear friends, what on Earth a Telegram is meant to be, and why you should, or should not, need to care.
from kr


Telegram دراية للعلوم الإنسانية
FROM American