group-telegram.com/fahadalajlan/361
Last Update:
ذكر أبو العباس ابن تيمية قولًا للظاهرية في مسألةٍ فقهيةٍ، ثم انتقدهم فقال: (وهؤلاء يتكلمون أحيانًا بما يظنونه ظاهر اللفظ، ولا يتدبرون عواقب قولهم).
وهذه صياغة نقدية معبرة جدًا، فهو يكشف سبب الخلل ونتيجته، وذلك فيمن يقتصر على ملاحظة اللفظ دون اعتبار للمعاني والمقاصد، ولا للآثار والمآلات.
وإذا وقع هذا الإشكال مع الجمود الظاهري في خطاب الشارع فإنَّ هذا الجمود الظاهري في خطاب غير المعصومين من العلماء والأئمة من السلف سيكون أكثر فسادًا وأظهر خللًا.
فبعض الناس يتمسك بما يلوح له من ظاهر اللفظ مما ينقل من كلام العلماء، ولا يهمه بعد معرفة المراد من اللفظ أي عواقب أخرى،
فيرى أنَّ من تعظيمه لكلام سلف الأمة أن يلتزم بظاهر ما نقل له منهم دون ملاحظة للمعاني، ولا نظر في المقاصد، ولا اعتبار للمآلات، ولا نظر فيما يعارضه، ونحو هذه الأمور التي توضح المعنى وتجلي المراد.
ولهذا ينسب بعضهم المعاني الفاسدة، والأقوال الباطلة إليهم، ولا يدري أنَّه بهذه الطريقة يسيء إلى السلف لا يعظمهم، فالمعنى الفاسد والقول الباطل لا يصير حقًا بمجرد أن ينسب إلى معظَّم.
فالجمود الظاهري في فهم كلام أئمة الإسلام له أثر سيء من مدخلين:
الأول: أن يكون فهمه خطأ، وقع فيه بسبب جموده على ظاهر اللفظ دون اعتبارٍ للعواقب، فترتب عليه نسبة المعاني الباطلة إليهم.
الثاني: أن يكون فهمه صحيحًا لما قالوه، لكنَّه يجمد على اللفظ ولا يفقه المعنى، فلا يلاحظ أنَّ هذا القول قد يكون اجتهادًا سائغًا، أو خطأ له فيه تأويل، أو خطأ مغتفرًا، ونحو هذا مما يحمل به كلام الأكابر على محملٍ حسن، فيتمسك به تمسًكا تامًا على صورة يراها هي ظاهره حتى يكون سببًا للاستطالة عليهم بهذه الأمور، التي لم يمكن أن تحدث لولا هذا الجمود الذي لا يلاحظ العواقب.
فهذا القصور مضر من هاتين الجهتين جميعًا: بنسبة المعاني الباطلة اليهم، أو بالإعراض عن الأوجه المعتبرة أو المغتفرة لأقوالهم، ومآل هذين الأمرين جميعًا إساءة لأهل العلم من حيث يراد تعظيمهم.
BY قناة د.فهد بن صالح العجلان
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/fahadalajlan/361