Telegram Group & Telegram Channel
نَادِيْنَا
"وكلُّ شيءٍ لنيرانِ الهوى حَطَبُ لم يغلب الحُبّ لا رومٌ ولا عَرَبُ هم غلبوني تمامًا عندما انغَلَبُوا وهم سَقُونِي من الهجرانِ ما شَرِبُوا والسُّمُ أولُ مَن يُسقَى به الطاهِيْ! .." – تميم البرغوثي لم أمرّ بالحبّ ولا أعلم لغته أو حقيقة ماهيته أو ألم لوعته أو…
لك يا أخي متغيرًا؟! ما وجعك؟! قال: ما بي من وجع، فدعا له الأطباء فلم يقف أحد على دائه غير الحارث بن كلدة وكان طبيبًا، فقال: أرى عينين صحيحتين، وما أدري ما هذا الوجع، وما أظنه إلا عاشقًا، فقال له أخوه: سبحان الله، أسألك عن وجع أخي وأنت تستهزئ بي، فقال: ما فعلت، وسأسقيه شرابًا عندي، فإن كان عاشقًا فسيتبين لكم، فأتاه بشراب فجعل يسقيه قليلاً قليلاً، فلما أخذه الشراب هاج وقال:
  
ألمّ بي على الأبيـات … من خيف نزرهنه
غزالٌ ما رأيت اليوم … في دور بني كِنّه
أسيل الخد مربـوب … وفي منطقـه عِنـه
  
فقال: أنت طبيب العرب، فبمن؟! قال: سأعيد له الشراب، ولعله يسمي، فأعاد له الشراب فسمى المرأة، فطلقها أخوه ليتزوجها، فقال المريض: على كذا وكذا إن تزوجتها، فقضى ولم يتزوجها.


قد لا يسع المقام لسرد المزيد من غرائب القصص والوقوف على أبعادها ومراميها، أو أن نفقه جوانبها المختلفة من خلال تجربة واحدة، أو من خلال قراءة عابرة خاطفة، لأنه فيه من الغرائب والعجائب ما يكفي أن يفضي المرء السليم الى المرض أو الجنون أو حتّى الموت. ولعلّ ذلك ما أوصل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – في التعليق على مقامات العاشق، فقد كتب بخطه كما نقل تلميذه ابن القيم – رحمه الله – كما قرأت في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين، فقال: " فالعاشق له ثلاث مقامات ابتداء وتوسط ونهاية أما ابتداؤه فواجب عليه فيه كتمان ذلك وعدم إفشائه للخلق مراعيا في ذلك شرائط الفتوة من العفة مع القدرة فإن زاد به الحال إلى المقام الأوسط فلا بأس بإعلام محبوبه بمحبته إياه فيخف بإعلامه وشكواه إليه ما يجد منه ويحذر من اطلاع الناس على ذلك؛ ( والمقام فيه تفصيل وقضاء وفقه واقع) ويكمل .. فإن زاد به الأمر حتى خرج عن الحدود والضوابط التحق بالمجانين والموسوسين (تماماً أشبه بالقصص أعلاه). وكنت قد كتبت مسبقاً مدونة بعنوان "كنّ فقيهاً في الحبّ" أوضحت فيها بعض المفاهيم التي يجب ألا تغيب عن المؤمن الفطن.
     
ولكن من الممكن الإيجاز بأنّ الحبّ عطاءٌ من الله لعبده، وعطاءه ليس إكراماً ولا منعه إهانة!، إنما العطاء ابتلاء والمنع دواء، فعلينا أن نحسن في استعمال عطاءه لنا، حتّى وإن كان من الصعب أن نتحكم في ذلك فهذا هو حال القلب!،علينا أن نسعى جاهدين بكل ما أؤتينا من قوة فالعزائم المتراخية تنكص بأصحابها، نعم.. قد نجد كل السبل مغلقة في ظل ضعف النفس وقوة العاطفة وعدم القدرة على مجابهة كل ذلك. ولكنّ بعد زمن وفي لحظة فارقة سنشفى وتسمو النفس وتتخطى كل ما هو دنياوي " فوالله ما كانّ الحبّ بكثرة الوصل أو الوصول ولا بجميل الكلمات خلسة وانما هو ما وقر في القلب تحت مظلة العقل والفقه وأبى الخروج الى في كنف الله ورضاه، فقد أفلح من أحسن في ذاك سبيلا، وقد خاب وخسر من رضي دون بديلاً".



group-telegram.com/ourclub_nadina/1152
Create:
Last Update:

لك يا أخي متغيرًا؟! ما وجعك؟! قال: ما بي من وجع، فدعا له الأطباء فلم يقف أحد على دائه غير الحارث بن كلدة وكان طبيبًا، فقال: أرى عينين صحيحتين، وما أدري ما هذا الوجع، وما أظنه إلا عاشقًا، فقال له أخوه: سبحان الله، أسألك عن وجع أخي وأنت تستهزئ بي، فقال: ما فعلت، وسأسقيه شرابًا عندي، فإن كان عاشقًا فسيتبين لكم، فأتاه بشراب فجعل يسقيه قليلاً قليلاً، فلما أخذه الشراب هاج وقال:
  
ألمّ بي على الأبيـات … من خيف نزرهنه
غزالٌ ما رأيت اليوم … في دور بني كِنّه
أسيل الخد مربـوب … وفي منطقـه عِنـه
  
فقال: أنت طبيب العرب، فبمن؟! قال: سأعيد له الشراب، ولعله يسمي، فأعاد له الشراب فسمى المرأة، فطلقها أخوه ليتزوجها، فقال المريض: على كذا وكذا إن تزوجتها، فقضى ولم يتزوجها.


قد لا يسع المقام لسرد المزيد من غرائب القصص والوقوف على أبعادها ومراميها، أو أن نفقه جوانبها المختلفة من خلال تجربة واحدة، أو من خلال قراءة عابرة خاطفة، لأنه فيه من الغرائب والعجائب ما يكفي أن يفضي المرء السليم الى المرض أو الجنون أو حتّى الموت. ولعلّ ذلك ما أوصل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – في التعليق على مقامات العاشق، فقد كتب بخطه كما نقل تلميذه ابن القيم – رحمه الله – كما قرأت في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين، فقال: " فالعاشق له ثلاث مقامات ابتداء وتوسط ونهاية أما ابتداؤه فواجب عليه فيه كتمان ذلك وعدم إفشائه للخلق مراعيا في ذلك شرائط الفتوة من العفة مع القدرة فإن زاد به الحال إلى المقام الأوسط فلا بأس بإعلام محبوبه بمحبته إياه فيخف بإعلامه وشكواه إليه ما يجد منه ويحذر من اطلاع الناس على ذلك؛ ( والمقام فيه تفصيل وقضاء وفقه واقع) ويكمل .. فإن زاد به الأمر حتى خرج عن الحدود والضوابط التحق بالمجانين والموسوسين (تماماً أشبه بالقصص أعلاه). وكنت قد كتبت مسبقاً مدونة بعنوان "كنّ فقيهاً في الحبّ" أوضحت فيها بعض المفاهيم التي يجب ألا تغيب عن المؤمن الفطن.
     
ولكن من الممكن الإيجاز بأنّ الحبّ عطاءٌ من الله لعبده، وعطاءه ليس إكراماً ولا منعه إهانة!، إنما العطاء ابتلاء والمنع دواء، فعلينا أن نحسن في استعمال عطاءه لنا، حتّى وإن كان من الصعب أن نتحكم في ذلك فهذا هو حال القلب!،علينا أن نسعى جاهدين بكل ما أؤتينا من قوة فالعزائم المتراخية تنكص بأصحابها، نعم.. قد نجد كل السبل مغلقة في ظل ضعف النفس وقوة العاطفة وعدم القدرة على مجابهة كل ذلك. ولكنّ بعد زمن وفي لحظة فارقة سنشفى وتسمو النفس وتتخطى كل ما هو دنياوي " فوالله ما كانّ الحبّ بكثرة الوصل أو الوصول ولا بجميل الكلمات خلسة وانما هو ما وقر في القلب تحت مظلة العقل والفقه وأبى الخروج الى في كنف الله ورضاه، فقد أفلح من أحسن في ذاك سبيلا، وقد خاب وخسر من رضي دون بديلاً".

BY نَادِيْنَا


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/ourclub_nadina/1152

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

READ MORE Telegram was founded in 2013 by two Russian brothers, Nikolai and Pavel Durov. In addition, Telegram's architecture limits the ability to slow the spread of false information: the lack of a central public feed, and the fact that comments are easily disabled in channels, reduce the space for public pushback. Since its launch in 2013, Telegram has grown from a simple messaging app to a broadcast network. Its user base isn’t as vast as WhatsApp’s, and its broadcast platform is a fraction the size of Twitter, but it’s nonetheless showing its use. While Telegram has been embroiled in controversy for much of its life, it has become a vital source of communication during the invasion of Ukraine. But, if all of this is new to you, let us explain, dear friends, what on Earth a Telegram is meant to be, and why you should, or should not, need to care.
from kr


Telegram نَادِيْنَا
FROM American