Telegram Group Search
الدول الأكثر تصديراً للفواكه والخضراوات إلى دولة الاحتلال خلال الحرب على غزة
في السنوات الأخيرة من عمر غرناطة لم يستجب لاستغاثتهم أحد، كانت دول المغرب أضعف من أن تدفع عن نفسها، وقطعت تلمسان شوطا أبعد بتفضيل علاقتها بقشتالة واستمرت في تصدير القمح لها. أما سلطان المماليك اقوى ملوك المشرق فاكتفى بتهديد ووعيد أجوف لم يحمله أحد في أوروبا على محمل الجد وهم يعلمون انشغال المماليك بقتال العثمانيين وحرصهم على العلاقات التجارية في البحر المتوسط.

وآل حال غرناطة اخر الأمر كما يصفه شاهد عيان صاحب نبذة العصر في انقضاء دولة بني نصر على لسان شيوخ غرناطة "أن بلدهم بلد كَبِير لَا يقوم بِهِ طَعَام مجلوب فَكيف وَلم يجلب إِلَيْهِ شَيْء وَأَن الطَّرِيق الَّتِي كَانَت يَأْتِيهم عَلَيْهَا الطَّعَام والفواكه من الْبشرَة انْقَطَعت وَأَن أنجاد الفرسان هَلَكُوا وفنوا وَمن بَقِي مِنْهُم أثخن بالجراحات وَقد امْتنع عَنْهُم الطَّعَام وَالزَّرْع والحرث وَأَن رِجَالهمْ هَلَكُوا فِي تِلْكَ الْمَلَاحِم ثمَّ قَالُوا لَهُ إِن إِخْوَاننَا الْمُسلمين من أهل عدوة الْمغرب بعثنَا إِلَيْهِم فَلم يأتنا أحد مِنْهُم وَلَا عرج على نصرتنا وإغاثتنا وعدونا قد بنى علينا وَسكن مَعنا وَهُوَ يزْدَاد قُوَّة وَنحن نزداد ضعفا والمدد يَأْتِيهِ من بِلَاده وَنحن لَا مدد لنا"
الانزالات الجوية العربية تخدم الاحتلال؛ فهي تجرد ادخال المساعدات من بعدها السياسي وهو رفع الحصار وعودة النازحين وتولي الفلسطينيين أمرهم بأنفسهم وكفاحهم من أجل حريتهم وقضيتهم وكسر إرادة المحتل.
في المقابل تجرد الانزالات الجوية أهل غزة من كل ذلك وتصورهم جماهير من الجوعى استغلالا لحاجاتهم ومحنتهم التي لا يحتملها بشر وتوحي هذه الانزالات بأن أطنانا من المساعدات هبطت من السماء فترفع الحرج عن الحكومات العربية المتواطئة وتعفبها من ممرسة واجبها تجاه فلسطين، ويستخدمها الاحتلال لتسويق أنه يسهل وصول المساعدات الإنسانية دون الحديث عن كميتها وما يصل بالفعل منها واستهداف الاحتلال المتعمد للفلسطينيين الذي يتجمعون انتظارا لها.
كما أنه يحل مشكلة الاحتلال بإيجاد هيئة مدنية متعاونة معه داخل القطاع تقوم بادخال المساعدات بدلا من الجهاز المدني الفلسطيني أو الاونروا.
هذه الانزالات الاستعراضية التي لا تحل مشكلة احد سوى الاحتلال تفضحها ما صرحت به الاونروا أن المساعدات التي دخلت القطاع هذا الشهر نصف ما دخل الشهر الماضي. هذا نوع التصريحات والبيانات التي تريد إسرائيل محوها من الوجود، والأونروا على علاتها هي الشاهد الدولي الموثوق به على القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم.
ليست مشقة العبادة وحدها في المجهود البدني المطلوب ﻷدائها، بل ﻷنها تأتي قصرا في أوقات معينة ﻹرباك حياتنا اليومية.
1
تُفرض الصلاة خمس مرات موزعة على اليوم والليلة، تنتزعنا من فرشنا أو من على موائدنا ومكاتبنا وأشغالنا، ﻻ تتطلب مجهود يثذكر ﻷدائها للمعافي صحيح البدن، لكنها شاقة ﻷنها تتطلب منك أن تجاهد عاداتك اليومية وأن تترك نومك أو صحبتك أو عملك لتقوم ﻷدائها. حمس تنبيهات في اليوم على أن الدنيا عرض زائل وأن اﻵخرة خير وأبقى، حتى إذا عاد اﻹنسان لحياته مرة أخرى عاد بوجه غير الوجه وقد تذكر وعلم حقيقة وجهته.
2
تُفرض الزكاة بمقدار ضئيل على مدخراتك كل عام، ليس مبلغا مما يربك الحسابات، لكنها تنبهك أن لله حقا في مالك وتكشف لك أهل العوز والحاجات حين تبحث عن أوجه صرفها. قد يداخلك شعور عابر من كثرة المال أو حتى من قلته أن مالك المكتنز هذا ، كدك وتعبك تأكله الزكاة ولو يسيرا، لكنك بعدها تتذكر أن الله يربي الصدقات، بل بقيت الزكاة وذهب معظم مالك، مرة كل عام. يعود اﻹنسان لماله وحساباته بوجه غير الذي كان قبل، يتذكر من الرزاق الحقيقي ومعنى الرزق وأمانة المال.
3
يأتي رمضان فتترك قهوتك وتمتنع عن عاداتك الغذائية، يربك خطط رحلات الصيف والخروج مع اﻷسرة واﻷصدقاء. قد ﻻ يتطلب مجهودا كبيرا للصحيح معافى البدن، حتى بعض البلاد ذات ساعات الصيام الطويلة يجبر طولها هواؤها المعتدل.
شهر واحد في العام يعز فيه الوقت والنوم، يذكِّر اﻹنسان بأولوياته في هذه الحياة، يستدرجه للقرآن والنوافل، يجبره بقلة الوقت والمجهود على إعادة النظر في عاداته؛ ما يتسبقيه منها وما يتخلى عنه لشهر كامل، يعيد مركزية اﻻخرة لحياتنا الدنيا.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ"
ثم يعود الناس بعدها لحياتهم مقدرين كل نعيمها الذي كان محرما عليهم في النهار، فرحين بصبرهم على التكاليف، ثم عودتهم للتمتع بالطيبات من الرزق بعدما صبروا وادوا ما عليهم مستبشرين بالثواب وقبول العمل.
4
والحج يأتي مرة في العمر ليجمع على اﻹنسان ذلك كله؛ يحيط يومه بالصلاة والإنفاق لوجه الله والصيام، إن استطاع، وفوقه ترك مظاهر الحياة والعيش فيما يشبه الكفن ليذكِّر الناس بالحشر، بيفصلهم عن حياتهم وبيوتهم ويغرِّبهم عن أوطانهم، يسافر بهم عبر الزمان والمكان كأنهم انتقلوا من الدنيا إلى اﻵخرة، أيامًا معدودات. بعدها يعود الناس كما ولدتهم امهاتهم وقد علموا المعنى الحقيقي لرحلة الحياة الدنيا، وعادوا للجذور حيث بدأ كل شيء، وحيث نزل كلام الله وعاش نبيه ليقتبسوا من انواره، فيعودون لبيوتهم وأهلهم بوجه غير الذي كانوا به.
5
نعم، تربك العبادات حياتنا وعاداتنا وتنتزعنا من الدنيا، ليس فقط تذكرة بمقصود الحياة الأسمى وهو اﻵخرة، واختبار صدقنا وعزيمتنا وإيماننا بالله أثناء ادائها، وإنما لتخبرنا الكثير عن أنفسنا، أننا بما نغيره من عاداتنا لنتكيف مع تلك العبادات، إنما نتحرر من حياتنا اليومية ومن الدنيا التي ظننا من طول عهدنا بها أنها قيدتنا لندور في ساقيتها للأبد.
تحررنا الصلاة ولو لدقائق في اليوم، نتخلى عن تعلقنا بالمال ولو بإنفاق شيء يسير منه زكاة، نتخلى عن طعامنا وشرابنا ونومنا ولو شهرا واحدا في رمضان، نتخلى عن أوطاننا وبيوتنا ولو مرة في العمر، وحين نجتاز عتبات المشقة تلك ويعيننا الله على تلك التكاليف، نعلم من أنفسنا إمكانية التغير، أننا لسنا أسرى للدنيا وﻻ ما اعتدناه من نعيمها، أننا يمكننا مواجهة فتنها ومغرياتها وبإمكاننا المجاهدة دوما لجعل حياتنا حرة من كل ما سوى الله.

رمضان مبارك وكل عام وأنتم جميعا بخير، أعاننا الله على صيامه وقيامه وتقبل أعمالنا.
يعلمنا رمضان أن التغيير ممكن؛ يجبرنا أن نغير نظام حياتنا اليومي في الطعام والشراب، يحرمنا من النوم الطويل المتصل، يفرد مساحات أكبر للعبادة في حياتنا المتخمة بالدنيا، يضبط بوصلتنا الغافلة تجاه اﻵخرة. يحررنا رمضان من أسر العادات التي ظننا انفسنا عبيدا لها، ومنشأ كل ذلك مجرد التزامنا الذاتي بالعبودية لله وحده واﻻمتثال ﻷوامره خلال هذا الشهر، دون جائزة دنيوية نراها اﻵن وهنا، ودون اﻹقناع بقصة شيقة، هو فريضة ﻷن الله أمر بهذا وكفى. لا أحد مطلع علينا طول الوقت سواه، ولن يثيبنا على الصيام غيره.
يعلمنا رمضان أن التغيير ممكن وأننا نمتلك اﻹرادة، وكل ما ألفناه في حياتنا اليومية يمكن تأجيله أو التخلي عنه.
صحيح أن بداية التغيير عسيرة ومؤلمة ومليئة بالشكوك وسؤال الجدوى، لكننا نصل بالاعتياد والصبر، وحين نبدأ في جني ثمار التغيير من هدوء وسكينة وبركة، تختفي كل الشكوك والوساوس.
بالطبع ينقضي الشهر ولا نكمل بكل ما التزمناه خلاله، ﻷننا بشر تتنقل بنا اﻷحوال ويعترينا الضعف والملل، لكن التحقق من إمكانية التغيير وأن نكون أفضل هي الدافع للمحاولة من جديد، وهي حجة رمضان علينا وهديته الكبرى لنا.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ورزقنا اﻹخلاص في القول والعمل.
بعد أسبوع من رمضان يتأكد ان تخوف المحذرين منه في أمريكا وإسرائيل لم يكن مدفوعا الا بهيبة هذا الدين في قلوب أعدائه وهيبة هذا الشهر وتاريخه التي زينه الله به من غزوات وانتصارات منذ خاض المسلمون معركة الفرقان منذ أربعة عشر قرنا، هذا الإرث وتلك الهيبة هي كل ما تبقى بعد استمرار الخذلان للشهر الخامس ووحده أخبث الأعداء نتنياهو يدرك ذلك جيدا وما يطنطن به حول دخول رفح لا يلبث أن يتحول حقيقة إلا أن يتغمدنا الله برحمته.
إذا كانت رحلة بلنكن ضمن نمط رحلاته السابقة فربما يبدأ الاعداد الفعلي لعملية عسكرية في رفح، ففي كل مرة جاءها مندوب المبيعات المنافق الى منطقتنا تصاعدت العمليات العسكرية وبدأ قصف اليمن، كل ذلك تحت شعار سعي الأمريكان للتهدئة، والتي تعني عندهم تهدئة المنطقة حتى يباد الفلسطينيون في صمت.
عشرون عاما على استشهاد الإمام المجاهد أحمد ياسين، ولو أن تعطيل الفيسبوك والتحول للتلجرام فقط من أجل إحياء هذه الذكرى ونشر هذه الصورة دون حجب وحذف لكان ذلك سببا كافيا وزيادة
في جنات الخلد بإذن الله أيها الياسين
نم في سلام
بمناسبة ذكرى وفاة الدكتور أحمد الله يرحمه من اعجب ما قرات له كانت تجربة كهوف دراجوسان والكتاب ببساطة عبارة عن مجموعة من الفصول اللي بتعتمد تقنية السرد غير الخطي، بمعنى انك لتقرأ فصل معين وبعدين بيديك اختيار أو لغز تحله والنتيجة هو رقم فصل جديد تروحله عشان تكمل الحكاية. التجربة دي ابهرتني جدا وقعدت فترة طويلة مشغول بفكرة ازاي المؤلف يصمم كتابه عشان القارئ يخوض فيه بخبرة معينة.
وكعادتي في ربط الأفكار اللي ملهاش علاقة ظاهرية ببعض دا خلاني بشكل ما افكر في مغزى التكرار في القرآن الكريم.
يعني القرآن في الغالب كتاب لا يقرأ جملة واحدة وممكن يقرأ من أي أية بعد البداية وينتهي القارئ عند اي أية قبل النهاية وممكن يقرأ اي عدد من الصفحات.
ممكن الشخص اللي بيقرا يكون مركز أو سرحان وبيكر الصفحات ورا بعضها يركز شوية ويسرح شوية.
التكرار بيضمن أن كل الناس دي هتطلع بنفس الرسالة عن التوحيد والنبوة والبعث والحساب والخوف من مصير الأمم السابقة وتعرف نعم الله وأسمائه وقدرته. والمداوم على القراءة هتحصل ليه ألفة بالنص حتى من غير حفظ وهيعرف يدقق بين الاختلافات اللي جوة التكرار دا نفسه ويطلع منه بتأملات.
بمرور الوقت بيتكون عندي صورة للقران كغابة متشابكة الأشجار يفضي بعضها إلى بعض ومش هتعرف تمشي جواها الا لما تلف وتدور فيها كذا مرة وكل مرة هتحس انك جبت آخرها عشان تكتشف شيء جديد او تفصيلة صغيرة تخليك عايز تلف تاني من الاول وجديد.
ربنا يرزقنا حفظ القرآن وفهمه وتلاوته آناء الليل واطراف النهار.

{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ }
١
في كل موسم رمضاني بنشوف تريند التحليل النفسي لشخصيات المسلسلات واستخراج أنماط أو دروس مستفادة، ودا في حد ذاته جزء كبير ومهم من تفاعل الناس مع الاعمال الفنية وتعلقهم بيها؛ سواء انها بتعبر عن افكار مكانوش عارفين يقولوها، أو فهمتهم فكرة او شخص مكانوش هيفهموه الا في سياق قصصي ودرامي. في نفس الوقت بيتسرب للناس بعض الاستسهال في التصنيف والتنميط ودي حاجة بيلعب فيها دور كبير الصورة الذهنية اللي بتصدرها الدراما زي شخصية المتدين والمثقف والست اللي شخصيتها قوية. موضوع الصورة الذهنية دا وأثره هو الدافع الأساسي لفكرة الضغط على التزام الاعمال الفنية الحديثة بكود معين من الصوابية السياسية أشبه بالرقابة الدينية على الأعمال الفنية بس دي قصة تانية ممكن نتكلم فيها بعدين.
٢
كمان فيه أثر جانبي بيتفاوت من شخص للتاني وممكن ميكونش حد بيتكلم عليه كتير وهو النزوع الدرامي في التعامل مع الناس، ودي بتبقى مشكلة لأن العمل الفني بيختلف عن الواقع مهما كان فيه ادعاء انه عمل واقعي؛ لأن العمل الفني قايم على التركيز على لحظات الذروة والتكثيف الشديد عشان يضغط في كام صفحة او كام حلقة زمن حكاية بالسنين بعدد كبير من الشخصيات والأماكن، ويدي كمان قفلة للحكاية ويربط كل خيوط الأحداث، فكل الإشارات الخفية ليها معنى وكل الأحداث ليها سبب وكل غموض هييجي وقت ونكتشفه بعدين، ولحظات زي الحب والصراع والمواجهة هي اللي بتسيطر على تفاعلات الشخصيات، بحيث ان المواجهة دي قد تفضي لحب إلى الأبد أو قطيعة للأبد.
٣
التوصيف في الفقرة اللي فاتت هو حدود العمل الفني وفي نفس الوقت جماله وجاذبيته وعامل اندماج الجمهور معاه؛ منقدرش نتصور عمل رومانسي من غير مشاعر جارفة واهتمام كبير بالتفاصيل، ولا عمل كوميدي من غير صدف ومبالغات وسوء فهم متكرر، ولا نقدر نتصور عمل تراجيدي من غير تضحيات عظيمة وظروف مأسوية وحب غير مشروط. مشكلة النزوع الدرامي عند المتلقي بيحصل لما حاجز ان دا عمل فني ميبقاش واضح ويختلط في تفاعلنا مع الواقع ويأثر على رؤيتنا للأحداث والشخصيات.
٤
فكرة تعامل الناس بمنطق الافلام والمسلسلات بتبان جدا في التأثر بالأعمال الرومانسية فترة المراهقة، وان ازاي الاعمال دي بتشكل فكرتنا عن الحب والارتباط والجواز، ودا طبيعي في فترة ما قبل السوشيال ميديا، لأن مفيش مساحات تانية بيتم التعبير فيها عن الافكار دي حوالينا غير في الاعمال الفنية، وبتبقى دايما من لوازم مرحلة النضج إن الإنسان شوية بشوية يبتدي يفرق بين العلاقات في الافلام والواقع، زي برضه ما بينضج في حاجات كتير ليها علاقة بالحياة وتتحول أفكاره الساذجة النابعة من قلة الخبرة، لأفكار أكثر تماسكا وارتباطا بسبب التدعيم المستمر بمواقف واقعية وعلى مدى زمني أطول سواء حصلت له او حصلت لغيره وبيحاول يتعلم منها. في ظني المعادلة دي فضلت فترة طويلة لحد ما ظهرت السوشيال ميديا في حياتنا.
٥
ايه اللي حصل بقى لما جت السوشيال ميديا؟ اللي حصل ان الناس بدل ما كانت بتاخد الدراما للواقع ويدوب فيه، بقى العكس؛ بقينا نصيغ قصصنا وخبراتنا الواقعية بشكل فني، وبدل ما دا كان قاصر على فئة زي المشاهير والاغنياء ورواد الأعمال في كتب التنمة البشرية، أصبح ممارسة يومية لأبسط حكاياتنا العادية. حد ممكن يقول طب ما طول عمر الناس بتشارك تجاربها في قعدات الصحاب وفي البيوت وعلى القهاوي ايه اللي اختلف يعني؟ الفكرة ان اللي اختلف هو سهولة الأدوات ووجود الجمهور، مش كل الناس بتعرف تتكلم في تجمعات كبيرة وفجأة الأشخاص الخجولين والانطوائيين بقوا يقدروا يعبروا بالكلمة والصورة وياخدوا راحتهم في التحضير والكتابة. وجود الجمهور كمان بيغير سلوكنا لأن شعور الانسان بحب الاخرين واعجابهم طبيعة بشرية واحتياج أساسي؛ أبسطة مثال نبص على صورنا في البومات العيلة القديمة وبين دلوقتي والفرق في الادوات المتاحة لكل منا والعناية بالاضاءة والاعداد للصورة، ممكن ببساطة نراجع في دماغنا عشرات المرات اللي حكينا بيها مواقف حصلت على السوشيال ميديا وبين لما حكيناها في قعدة مقفولة؛ فالست اللي بتحكي موقف عابر مع ابنها أحسنت فيه التصرف بيتحول لجزء من فلسفة كاملة ومواقف تم تعمدها والتحضير ليها، والشخص اللي نجح في شغله بيبروز اكتر لحظات اللي لعب فيها مجهوده دور كبير مع تهميش الصدف والعوامل الخارجية، نفس الكلام في إبراز العلاقات بشكل رومانسي، او مواقف الدعم النفسي بحكيها في قالب قصص الشيوخ الحكماء والمتصوفين. حتى فيه أفعال كانت بيتم عملها على مضض زي تعلم الطبخ عند بعض البنات قبل الجواز، دلوقتي الطبخ تحول لتريند، بسبب الانستجرام وجروبات الطبخ، بقى فيه تفنن وتنافس لان التجربة بقيت مرضية وجذابة وليها جمهور، بدل الاطار القديم اللي كان الطبخ فيه تجربة ليها خصوصية وبيتشاف بس جزء التعب والمجهود فيه مع أحيانا عدم التقدير الكافي من الآخرين.
ودي ملاحظة تانية لعلاقة الناس على السوشيال ميديا بالذات الاجيال الجديدة من اليوتيوبرز؛ انك ممكن تحصل على الجمهور والتقدير والاستمتاع باعجاب الاخرين بس فيه عملة أساسية بتشتري بيها دا وهو الخصوصية، كل ما تتخلى عن خصوصيتك كل ما هتحصل على كل دا.
٦
حد ممكن يقول طب ما ممكن الحكي بشكل مختلف ومنمق دا حقيقي، وحكي الناس عن تجاربهم للغير ممكن يخليهم يفهموا نفسهم اكتر ويلاحظوا تفاصيل ويربطوا حاجات ببعض مكانوش فاهمينها قبل كدا، ودي طبعا ملاحظة حقيقية وجزء كبير من فهم الانسان لنفسه انه يمتلك حكايته، لكن في ظني ان دا مش دايما بيتم بشكل أمين وصادق حتى من غير قصد لأن المحرك الأساسي للحكي مش فهم النفس ومحاسبتها وإنما جذب الانتباه والحصول على التقدير والاعجاب، وقصاد كل حكاية امينة عن زواج فشل لاسباب غير درامية او شركة ناشئة فشلت لقلة الخبرة، فيه مئات والاف القصص عن علاقات درامية وقصص نجاح أسطورية وبيتم الرواج ليها مش لأنها بتعلم الناس وبتفهمهم لكن لأنها ليها عوامل جذب اكتر من غيرها زي عوامل الجذب في العمل الفني.
٧
تعرض الانسان للقصص دي بيدعم النزوع الدرامي وما يصاحبه من توقعات عالية من غير أساس أو شعور بالاحباط والفشل، مش باقول ان الحياة عكس الدراما؛ لا الحياة فيها دراما طبعا وفيا مفارقات وعجايب لكن مش كلها كدا، زي الفرق بين انك تشوف ماتش كورة تسعين دقيقة وبين انك تشوف مقطع خمس دقايق فيه الاهداف والفرص الضايعة.
الحياة طويلة، طويلة جدا وأوقات كتير مملة، بتحصل فيها مواقف لا تدل على أي شيء ولا إشارة سماوية ولا تمهيد لحدث ملحمي وفيه حاجات غامضة عمرنا ما هنفهمها في الحلقة الجاية.
ممكن حاجة تتيسر لك في الاول وبعدين تكتشف انها شر، وحاجة تتسد في وشك ومع المحاولة والمعافرة تسلك بدل ما تقول من الاول انها اتسدت فدي اشارة انك تاخد بعضك وتمشي، فيه حاجات كتير ربنا جعل مجهودنا سبب فيها وفيه حاجات ربنا رزقنا بيها من غير سبب، فيه ناس بنعرفهم ونفتكر اننا هنكون اصحاب عمر والقلوب تتغير ومنعرفش بعض تاني، من غير خناق ولا دراما الصلة بتخف وتتلاشى وميكونش حد غلطان ولا حد شرير في الرواية.
وناس تانية افتكرنا اننا فارقناهم وحصل بيننا حوار درامي يتكتب في الروايات، وبعدين صبرنا وادينا فرص تانية ورجعنا زي الاول، وفيه علاقات وصداقات بدأت مملة واحتاجت صبر ومع مرور الوقت بقيت هي أهم حاجة خرجنا بيها ومنقدرش نتصور انها مش موجودة في حياتنا.
٨
دي الحاجات اللي الواحد بيتعلمها لما يؤمن وسط كل الدوشة اللي عايشين فيها ان الحياة مهما كان فيها دراما فهي مش كلها كدا، وانه العلاقات الدايمة هي اللي اطرافها بيحتفظوا باكتر تفاصيلها لنفسهم ويتعبوا عليها بدل ما يشوفوا كل يوم هيبيعوا ايه منها لغيرهم، او هما يكونوا نفسهم جزء من جمهور بيشتري قصص خرافية متنكرة في شكل واقعي.
كل عام وأنت بخير جميعا، عيد فطر مبارك. أعان الله إخواننا في غزة وسوريا والسودان وفرج عنهم البلاء بفضله وكرمه.
عيد مبارك من كامبريدج، فلسطين دائما معنا
Forwarded from محمد علي عطية
أثناء ترديد التكبيرات قبل صلاة العيد، أحسست بطعم آخر وأنا أردد "الله أكبر"، ولا أبالغ إن قلت أني كأني كنت أرددها اليوم بروح وطريقة تختلف عما رددتها من قبل طوال حياتي!
وإن كان المسجد الذي صليت فيه لا يردد تكبيرة الأحزاب للأسف، لكني موقن كذلك أن ترديدها اليوم له مذاق مختلف "لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده".
الله أكبر حقا وصدقا. الله أكبر من كل الكافرين، الله أكبر من كل الظالمين، الله أكبر من كل الخانعين، الله أكبر من كل المتجبرين، الله أكبر من كل الخائنين، الله أكبر من كل المنافقين! الله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين!
عندما عدت للمنزل بعد الصلاة، وجدت عددا من الأصدقاء من مشارب مختلفة عبروا عن نفس الإحساس، وكأن لسان الحال هو: ما قبل الطوفان ليس كما بعده!
قبل الذهاب للصلاة صباح اليوم، اخترت لفقرة الحديث اليومي، نشر حديث "الآن نغزوهم ولا يغزوننا"
ومنذ بدأ الطوفان، وأنا أنوي أن يكون هذا الحديث مخصصا لصباح اليوم الذي تتوقف فيه الحرب. لكني اخترت أن أنشره اليوم..في يوم عيدنا..كفأل حسن لليوم الذي ننتظره جميعا.
لا ندري متى، ولكن عسى أن يكون قريبا، وما ذلك على الله بعزيز!
وإلى أن يأتي هذا اليوم، فإننا نتضرع إلى الله أن يربط على قلوب إخواننا، وأن يجزيهم أحسن ما جزى الصابرين، وأن ينصر المجاهدين المرابطين على عدونا وعدوهم.
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
منذ اللحظات الاولى للحرب، أعلن نتنياهو أن إسرائيل تحارب دفاعا عن الحضارة الإنسانية في وجه البربرية، وإذا هزم الكيان الصهيوني فالدور قادم على الغرب.
تؤمن الحكومات الغربية بهذا المبدأ عن عقيدة؛ منذ اليوم الأول تلقت إسرائيل عتادا وسلاحا بلا قيود، تسابق زعماء الدول الكبرى إلى تل أبيب لتقديم الدعم والمواساة.
تحمل الغرب كل المشاكل الاقتصادية الناجمة عن الحظر البحري الذي فرضه الحوثيون، بل قامت الدول الكبرى بمهام عسكرية ضد اليمن رغم عدم وجود تهديد حقيقي لشعوبها ومصالحها.
جنبت الدول الغربية الكبرى حسابات الرأسمالية والمكسب والخسارة، وحين قررت إيران إطلاق مسيراتها وصواريخها، كانت طائرات تلك الدول وأنظمتها الدفاعية في الخدمة دون شروط.
في الوقت نفسه وضعت الحكومات الغربية الكبرى كل قوتها الدبلوماسية تحت تصرف اسرائيل، ولم تتردد بعض هذه الدول في التبول على ديمقراطيتها بملاحقة المناصرين للقضية الفلسطينية وطبخ القوانين اللازمة لحظر أنشطتهم أو التضييق عليها.
ستة أشهر وفاتورة دعم الكيان الصهيوني تزداد على زعماء الغرب الذي يحرقون بدورهم المزيد من السلاح والموارد، كل ذلك أهون عليهم من ضغط حقيقي لوقف الحرب وحل القضية الفلسطينية بالتفاوض حتى لو كان حلا ظالما ومجحفا.
وبالرغم من المظاهرات الحاشدة ضد الإبادة في عواصم الغرب الكبرى، لكن مازال النظام السياسي الرسمي ودعم اللوبي الصهيوني في القلب منه أرسخ قدما بحكم التاريخ والدعم اللامحدود.
رغم كل ديباجات الحرية والديمقراطية والتحسر على حال المدنيين الفلسطينيين، مازال حكام الغرب يؤمنون أن العرب والمسلمين برابرة وإذا انتصروا هذه المرة ولو انتصارا رمزيا فالهدف التالي امتيازات السادة في الغرب وأذنابهم في الشرق، ولهذا فقط يرمون جميعا عن قوس واحدة، والخلاف بينهم حول الوسائل والدعاية.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أدان الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة شعار الحرية لفلسطين من النهر للبحر واعتبره معاديا للسامية، ورغم أن القرار غير ملزم إلا أنه ليس رمزيا أو مجرد ترف لغوي؛ هذا القرار سيدفع حالة الترصد والاستئصال المنهجية لمناصري القضية الفلسطينية من الشركات والجامعات والعمل على حظرهم كمؤسسات واتهامهم بمعاداة السامية، وليس أدل على ذلك من استجواب الكونجرس رئيسة إحدى الجامعات الكبرى وسؤالها عن هذا الشعار تحديدا.
في بريطانيا حاولت وزيرة الداخلية المقالة سويلا بريفرمان، في بيان غير ملزم كذلك، إدانة الشعار وتوجيه الشرطة للتحقيق مع من يرفعه، وذهبت الى شوط أبعد باعتبار العلم الفلسطيني نفسه رمزا يعرض صاحبه للمساءلة إذا كان في إطار الاستفزاز والعنصرية.
مازال الساسة الغربيون إلى الآن في صدمة حقيقية من تحول ساحات عواصمهم الكبرى لمساحات مناصرة للقضية الفلسطينية والنقد العلني لإسرائيل، ويدركون الخطر أكثر من غيرهم فيما ستؤسسه محكمة العدل الدولية، في القضايا التي تنظرها، من سوابق قانونية تمكن مناصري القضية الفلسطينية من ملاحقة شركات وهيئات وسياسيين بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
يسعى اليوم الساسة الغربيون باستخدام نفس الادوات الديمقراطية والقانونية التي استخدمت لمناصرة فلسطين، الإعداد لحملة قانونية وحقوقية مضادة تبدأ بإدانة الرموز والهتافات إلى الفصل التعسفي والعقاب الجماعي وانتهاء بإعادة تعريف لارهاب والتطرف ليشمل حظر المؤسسات والفعاليات وقد رأينا شواهد لذلك في حظر الشرطة الألمانية فعالية في برلين، وعزم مايكل جوف وزير المجتمعات البريطاني اعادة تعريف الارهاب غير العنيف تمهيدا لحظر العديد من المؤسسات المناصرة للقضية الفلسطينية.
هذه هي الخطة التي يدافعها الالاف من الشرفاء حول العالم معرضين دراستهم ووظائفهم وإقاماتهم للخطر وليس آخرهم المعتصمين في جوجل ضد عقدها الجديد مع الاحتلال.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
احتاج الزخم الطلابي في أمريكا (الزخم المستمر بالفعل منذ ستة أشهر) إلى رئيسة جامعة أمريكية عريقة قادمة من دولنا المنكوبة بالاستبداد، لتقرر بحماقة واضحة وانتهازية وضيعة، لحفظ منصبها، استدعاء الشرطة لقمع الطلبة، مهددة في الوجدان الجمعي مكتسبات الحركة المدنية قي امريكا منذ حرب فيتنام، مما أدى لاشتعال الحالة أكثر وانتشارها وتشجيع المحتجين على كسر المزيد من الخطوط الحمراء.
فعلا الغباء جند من جنود الله.
تحدث محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، من الرياض عن تفهمه لحاجة اسرائيل للأمن وعن احتياج الفلسطينيين لدولة مستقلة وتقرير المصير.
لقد قام السيد عباس والاف المسلحين التابعين لسلطته بمهمة تأمين إسرائيل لبضعة عقود منذ أوسلو، فلم تجن إلا مليون مستوطن ومئات الحواجز تمزق الضفة إلى أشلاء، وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا، واستمرار لمصادرة الأراضي وهدم البيوت واعتداءات المستوطنين واقتحامات يومية لقوات الاحتلال.
في أوج تقدم مفاوضات التطبيع في المنطقة رفضت حكومة نتنياهو أن تعطي أي شيء لعباس أو "رئيس بلدية رام الله" كما يسمونه، والأمس يتحدث من الرياض عن أمن إسرائيل وعن نداءاته لإنقاذ غزة ولم يخبرنا عما فعل لإنقاذ الضفة والاحتلال يستبيحها يوميا تحت سمعه وبصره وتحت إمرته آلاف المسلحين الذي يقدمون بتنسيقهم الأمني أرخص تكلفة احتلال في التاريخ الحديث.
2024/10/06 00:27:25
Back to Top
HTML Embed Code: