عن هشام بنِ عُروةَ، عن أبِيه، قال:
مكتوب في الحكمة: «يا بُنيَّ، لتكُن كلمتُك طيِّبة، ووجهُك بِسطًا، تكُن أحبَّ إلى الناس ممّن يُعطِيهمُ العَطاء».
..
مكتوب في الحكمة: «يا بُنيَّ، لتكُن كلمتُك طيِّبة، ووجهُك بِسطًا، تكُن أحبَّ إلى الناس ممّن يُعطِيهمُ العَطاء».
..
وأدنيتِني حتى إذا ما سبَيتِني
بقولٍ يُحلُّ العصمَ سهلَ الأباطحِ
تجافَيتِ عنّي حين لا ليَ حيلة
وغادرتِ ما غادَرتِ بين الجَوانح
كُثيّر
*
قال المرزوقي:
توفَّرتِ عليَّ ولطَّفتِ لي المقالَ والفعال، على تطلُّقٍ من وجهِك، وهشَاشةٍ ظاهرة منك، حتى أوقعتِني في حبالتك، وخبَّبت قلبي بكلام يُقرّب البعيد، ويُسهّل العسير، ويُؤنِس النافِر، ويُطمِع اليائس.
فلما استكملَ مرادُك فيَّ ضممتِ أطرافَك إليك، وقبضْتِ ما انبسطَ من أملي فيك.
والعُصم: جمع أعصم وعَصماء، وهي الوعول الجبلية التي في قوائمها بياض.
وجواب إذا: تجافيت عني.
والمعنى: بعد ما كَسَبتني خبالًا، وجلَبت على عقلي وقلبي فسادًا، كففتِ عني، وتباعَدتِ مني وقتَ أعيَتْني الحِيل في الانفكاك، وتأبَّى تمازج الهوى وتلاصُقه من الانسلاخ، وتركتِ بين جَوانحي ما تركتِ من وَجْد متَّصل، وحُزن دائم.
..
ومعني يُحل العُصم سهل الأباطح:
أي ينزل هذه الوعول من شعف الجبال وأعاليها إلى السهول والأودية والأباطح اغترارًا بشيء تراه.
واستعاره هنا للمخاتلة والخداع بالقول، كما تنزل الوعول من الجبال إلى السهول لشيء بدا لها، ثم لا تلبث أن تُتصيد.
..
قال جرير حين سمع هذه الأبيات:
لولا أنه لا يحسن بشيخ مثلي النّخيرُ؛ لنخرتُ، حتى يسمع هشام عَلَى سريره.
بقولٍ يُحلُّ العصمَ سهلَ الأباطحِ
تجافَيتِ عنّي حين لا ليَ حيلة
وغادرتِ ما غادَرتِ بين الجَوانح
كُثيّر
*
قال المرزوقي:
توفَّرتِ عليَّ ولطَّفتِ لي المقالَ والفعال، على تطلُّقٍ من وجهِك، وهشَاشةٍ ظاهرة منك، حتى أوقعتِني في حبالتك، وخبَّبت قلبي بكلام يُقرّب البعيد، ويُسهّل العسير، ويُؤنِس النافِر، ويُطمِع اليائس.
فلما استكملَ مرادُك فيَّ ضممتِ أطرافَك إليك، وقبضْتِ ما انبسطَ من أملي فيك.
والعُصم: جمع أعصم وعَصماء، وهي الوعول الجبلية التي في قوائمها بياض.
وجواب إذا: تجافيت عني.
والمعنى: بعد ما كَسَبتني خبالًا، وجلَبت على عقلي وقلبي فسادًا، كففتِ عني، وتباعَدتِ مني وقتَ أعيَتْني الحِيل في الانفكاك، وتأبَّى تمازج الهوى وتلاصُقه من الانسلاخ، وتركتِ بين جَوانحي ما تركتِ من وَجْد متَّصل، وحُزن دائم.
..
ومعني يُحل العُصم سهل الأباطح:
أي ينزل هذه الوعول من شعف الجبال وأعاليها إلى السهول والأودية والأباطح اغترارًا بشيء تراه.
واستعاره هنا للمخاتلة والخداع بالقول، كما تنزل الوعول من الجبال إلى السهول لشيء بدا لها، ثم لا تلبث أن تُتصيد.
..
قال جرير حين سمع هذه الأبيات:
لولا أنه لا يحسن بشيخ مثلي النّخيرُ؛ لنخرتُ، حتى يسمع هشام عَلَى سريره.
قومي هُمُ قتلوا -أميمَ- أخي
فإذا رمَيتُ يُصيبني سَهمي
هذا من لطيف النداء في هذه الموطن ومُفجعه، فهو يقول: «قومي قتلوا أخي يا أميمة»، ورخم اسمها وناداها معترضةً بين الفعل ومفعوله، حتى يوشّج علائق المواساة له ويستقربها من زوجته.
قال شيخنا أبو موسى رضي الله عنه:
«ومن لطيف ذلك - أي حذف حرف النداء- قول الحارث الجرمي، يخاطب زوجته، وكانت تحثه على أخذ ثأر قومه.
وقوله «أميم» وأصله «يا أميمة»، فحذف حرف النداء كما حذف آخر الكلمة للترخيم؛ وذلك لأن الشاعر ممزق النفس، موجوع القلب، ضيق الصدر، فقومه قتَلة أخيه، وحين يرميهم فإنهم يرمي نفْسَه.
أقول: حذف ورخَّم، وكأنه يهمس في أذن صاحبته بأوجاعه الحزينة، وكأنه يُسرُّ لها بهذا الألم الكظيم.
وكثيرًا ما تجد نداء الصاحبة واردًا على هذه الطريقة التي تشير إلى قربها من النفس، ومثولها في القلب، فتُخاطَب خطاب الأنيس المفاطن من غير حاجة إلى تنبيه ونداء».
فإذا رمَيتُ يُصيبني سَهمي
هذا من لطيف النداء في هذه الموطن ومُفجعه، فهو يقول: «قومي قتلوا أخي يا أميمة»، ورخم اسمها وناداها معترضةً بين الفعل ومفعوله، حتى يوشّج علائق المواساة له ويستقربها من زوجته.
قال شيخنا أبو موسى رضي الله عنه:
«ومن لطيف ذلك - أي حذف حرف النداء- قول الحارث الجرمي، يخاطب زوجته، وكانت تحثه على أخذ ثأر قومه.
وقوله «أميم» وأصله «يا أميمة»، فحذف حرف النداء كما حذف آخر الكلمة للترخيم؛ وذلك لأن الشاعر ممزق النفس، موجوع القلب، ضيق الصدر، فقومه قتَلة أخيه، وحين يرميهم فإنهم يرمي نفْسَه.
أقول: حذف ورخَّم، وكأنه يهمس في أذن صاحبته بأوجاعه الحزينة، وكأنه يُسرُّ لها بهذا الألم الكظيم.
وكثيرًا ما تجد نداء الصاحبة واردًا على هذه الطريقة التي تشير إلى قربها من النفس، ومثولها في القلب، فتُخاطَب خطاب الأنيس المفاطن من غير حاجة إلى تنبيه ونداء».
مما يُستملح في المرأة: الإِهْنافُ أو المُهانَفَة، والتَّهانُف والهِناف، وهوَ: الضحِك فِي تكسُّر وضَعف، وفُتُورٍ ولِين، كضحِك المُستَهزِئ، وهو خاصٌّ بالنِّساءِ، لا يُوصَفُ به الرجالُ.
قال الكُميت:
مُهَفْهفةُ الكَشحَين بيضاءُ كاعبٌ
تَهانَفُ للجُهَّالِ منهم وتلعبُ
وتهانفُ أي: تتهانَفُ.
وقال الآخر:
تغُضُّ الجُفونَ على رِسْلها
بحُسنِ الهِنافِ، وخَونِ النظَر
يعني: إذا ضحكت أغمضَت عينَيها في ضَعف، وتكسَّر صوتها وقطَّعته بالنظَر هنا وهنا خجلًا.
والهِنافُ: مُهانفةُ الجوارِي بالضَّحِكِ، وهو التَّبسُّم.
وقال:
إِذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأَهْلِه
حَدِيثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ
حديث الرَّنا هُنا: هو اللَّهْوُ. يعني إذا تحدثن تخلَّل حديثَهن الضحكُ المتقطع وهو التهانُف.
قال الكُميت:
مُهَفْهفةُ الكَشحَين بيضاءُ كاعبٌ
تَهانَفُ للجُهَّالِ منهم وتلعبُ
وتهانفُ أي: تتهانَفُ.
وقال الآخر:
تغُضُّ الجُفونَ على رِسْلها
بحُسنِ الهِنافِ، وخَونِ النظَر
يعني: إذا ضحكت أغمضَت عينَيها في ضَعف، وتكسَّر صوتها وقطَّعته بالنظَر هنا وهنا خجلًا.
والهِنافُ: مُهانفةُ الجوارِي بالضَّحِكِ، وهو التَّبسُّم.
وقال:
إِذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأَهْلِه
حَدِيثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ
حديث الرَّنا هُنا: هو اللَّهْوُ. يعني إذا تحدثن تخلَّل حديثَهن الضحكُ المتقطع وهو التهانُف.
ولو تمَّ حظّي منك كانت كِفايَتي
بقربك لكنَّ الزمان صَرومُ
..
يُرزّئ محبوبًا بفقد حبيبه
ويبغي على العشاق وهو ظلومُ
بقربك لكنَّ الزمان صَرومُ
..
يُرزّئ محبوبًا بفقد حبيبه
ويبغي على العشاق وهو ظلومُ
أماطتْ كساءَ الخَز عن حُر وجهِها
وأدنَتْ على الخدَّين بُردًا مُهلهلَا
من اللاءِ لم يَحجُجْن يبغِين حِسبةً
ولكنْ ليقْتُلن البريءَ المُغفَّلا
العرجي
وأدنَتْ على الخدَّين بُردًا مُهلهلَا
من اللاءِ لم يَحجُجْن يبغِين حِسبةً
ولكنْ ليقْتُلن البريءَ المُغفَّلا
العرجي
عندي رسائلُ شَوقٍ لستُ أذكُرُها
لــــولا الــــرقِيبُ لقَد بَلّغــتُها فَاكِ
..
الشريف الرضي
لــــولا الــــرقِيبُ لقَد بَلّغــتُها فَاكِ
..
الشريف الرضي
اقرَأ عَلى حِبِّي السَّلامَ وقُل لَه
كُلُّ المَشارِبِ مُذ هَجَرتَ ذَمِيمُ
..
كُلُّ المَشارِبِ مُذ هَجَرتَ ذَمِيمُ
..
دخل نُصَيبٌ على عبد العزيز بن مروان، فقال له عبد العزيز، وقد طالَ الحديثُ بينهما:
هل عشقت قط؟
قال: نعم. أمةً من بني مُدلِج.
قال: فكنتَ تصنع ماذا؟
قال: كانوا يحرسونها مني، فكنتُ أقنع أن أراها في الطريق، وأشير إليها بعيني أو حاجبي.
وفيها أقول:
..
وقفــتُ لهـــــا كيمَــــا تمـــر لعلني
أخالســـها التسليــــــم إن لم تسلم
..
ولمــا رأتني والوشــــاة تحــــدرت
مــدامعــــها خوفًـــا ولـــم تتكلـم
..
مساكين أهل العشق ما كنت أشتري
جمــــــيع حيــاة العاشقين بدرهم
..
فقال عبد العزيز: ويحك! فما فعلتْ؟
قال: بيعت فأولدها سيدها.
قال: فهل في نفسك منها شيء؟
قال: عقابيل أحزان.
..
الأغاني للأصفهاني (1\388).
هل عشقت قط؟
قال: نعم. أمةً من بني مُدلِج.
قال: فكنتَ تصنع ماذا؟
قال: كانوا يحرسونها مني، فكنتُ أقنع أن أراها في الطريق، وأشير إليها بعيني أو حاجبي.
وفيها أقول:
..
وقفــتُ لهـــــا كيمَــــا تمـــر لعلني
أخالســـها التسليــــــم إن لم تسلم
..
ولمــا رأتني والوشــــاة تحــــدرت
مــدامعــــها خوفًـــا ولـــم تتكلـم
..
مساكين أهل العشق ما كنت أشتري
جمــــــيع حيــاة العاشقين بدرهم
..
فقال عبد العزيز: ويحك! فما فعلتْ؟
قال: بيعت فأولدها سيدها.
قال: فهل في نفسك منها شيء؟
قال: عقابيل أحزان.
..
الأغاني للأصفهاني (1\388).
قال عبد ربه بن سليمان:
كتبت لي أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني:
«تعلموا الحكمة صغارًا تعملوا بها كبارًا، وإن كلَّ زارعٍ حاصدٌ ما زرَع من خيرٍ أو شر».
..
كتبت لي أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني:
«تعلموا الحكمة صغارًا تعملوا بها كبارًا، وإن كلَّ زارعٍ حاصدٌ ما زرَع من خيرٍ أو شر».
..
قالت أم الدرداء:
«الدُّنيا أسحَر لقلب العبد من هاروت وماروت، وما آثرَها عبدٌ قطُّ إلا صرَعته. وروي: أضرَعتْ خدَّه».
..
«الدُّنيا أسحَر لقلب العبد من هاروت وماروت، وما آثرَها عبدٌ قطُّ إلا صرَعته. وروي: أضرَعتْ خدَّه».
..
روي أن أبا هريرة سمع رجلًا يقول:
إن الظالم لا يضر إلا نفسه.
فقال: بئس ما قلت!
إن الحُبارى تموتُ هزالًا في وكرِها بظُلم الظالم.
وقال عبد الله بن مسعود: كاد الجُعل أن يهلك في جُحْره بخطيئة ابن آدم.
..
إن الظالم لا يضر إلا نفسه.
فقال: بئس ما قلت!
إن الحُبارى تموتُ هزالًا في وكرِها بظُلم الظالم.
وقال عبد الله بن مسعود: كاد الجُعل أن يهلك في جُحْره بخطيئة ابن آدم.
..