Telegram Group & Telegram Channel
مسار التغيير والتحرير بين علماء الدين وعلماء التنظيم ،،،

ميزان العدل في النظر لفتوى الشيخ سلمان الداية ورؤية رابطة علماء فلسطين في غزة.

إن فصل القول في ميزان الرشد والنزاهة والخلق والعدل، بالنظر لفتوى الشيخ سلمان بن نصر الداية بشأن معركة طوفان الأقصى، ورد رابطة علماء تنظيم حركة حماس في غزة عليه بات واجبا لئلا تتيه بوصلة الأتباع الصادقين.

منذ تطورات ومنعرجات المسار الإسلامي الفلسطيني، كان من أكثر أسباب ألمي -ولا يزال- هو الفقر المريع للسلوك النقدي، وغياب النصح النزيه بشكله اللازم ووقته الواجب، والمفضي إلى فاعلية عملية تسدد المسار.

ومع بدء عملية 7 أكتوبر وإعلان حركة حماس لمعركة الطوفان، فقد أصابني من الألم والإحباط نتيجة استشرافي للمهالك في ظل انعدام الناصحين والموجهين في زمن صنع الوقائع الشيء الكثير، فاجتهدت بالكتابة والنصيحة والنقد حتى قال لي بعضهم أنت تغرد وحدك في هذا السياق.

وقد كنت أعجب لدرجة الذهول من حضور الناقدين والناصحين في الأوساط الإسرائيلية لقياداتهم السياسية والعسكرية، فيما يندر أن تجد رجلا متحدثا في أوساطنا الإسلامية وعلى استحياء، ومع ضرورة حلفه بالأيمان المغلظة قبل الحديث أنه مع الجهاد ومنحاز لفلسطين ومحب لاخوانه المجاهدين!

إن المقال النقدي المعلن الذي خطه الشيخ سلمان بن نصر الداية يعتبر قفزة غير معهودة في تجربتنا الفلسطينية في الإطار الإسلامي، وإن كان ورودها بعد أن نحر الفأس الأمريكي الإسرائيلي رؤوس الصغار والكبار والرجال والنساء دون تفريق، وبعد أن هدمت غزة وهجر أهلها ونكل بكل ساكنيها على نحو فظيع، وترافق معه تغول في الضفة وقتل وحرق وتجريف للمخيمات.

لقد قام الشيخ سلمان الداية بالدور الواجب في النصح للأمة وبيان الحق والوقوف على الحقائق، وهو معنى وراثة النبوة وحمل أمانة الدين.

إن المقال النقدي الناصح الذي طرحه الشيخ الداية بين أيدي الأحياء من قيادة حركة حماس النافذين، وهو بعنوان أيها الساسة أوقفوا هذا المد، قد عالج ثلاث مسائل هامة وهي:

1/ بيان الحق الشرعي الفقهي التفصيلي في باب الجهاد الواجب من حيث أركانه وأسبابه وشروطه ومقاصده وموانعه، على نحو متقدم ومدعم بفهم السلف الصالح وعلماء الأمة والمذاهب.

2/ بيان الحق الواقعي والذي ينطلق من اعتبار الشرع لمعقولية الأسباب ووجوب التعامل معها مدا وجزرا، وتفصيل واقع غزة وفلسطين والإشارة لمحيطها اللصيق، ثم إبراز حرمة الدماء، والتصور الفلسفي الإسلامي لمفهوم ورسالة الجهاد المشروع.

3/ مناقشة وتعرية المقولات السائدة اليوم على ألسنة قيادات المقاومة ودعاة منابرها، والتي كانت سائدة بالأمس على لسان القوميين العرب، مستهدفة طمس الوعي الجمعي وتحويل الأتباع إلى قطعان ومريدين، مشككة ومتهمة بكل من يملك عقلا فاعلا ومتفاعلا بأنه مطعون في دينه أو خلقه أو ارتباطاته، دون تفريق بين الغيورين وبين عبدة الطواغيت!

إن مضمون موقف وفتوى الشيخ سلمان الداية يشير بوضوح إلى تخطئة قرار معركة طوفان الأقصى وعملية 7 أكتوبر، كما يدعو القائمين عليها إلى إنهائها والانسحاب حفظا لما تبقى من الدماء، وحفظا للأقصى والضفة والأسرى، لاسيما أنه لم يتحقق من تلك المعركة الا ما يناقض الأهداف المعلنة، بل ويزيد.

وأعتقد أن الشيخ قد أصاب في كل ما ذكر من فهم للدين وإدراك للواقع والانتهاء إلى توصيف وحكم وقرار جلي وواضح.

غير أن الذي فات الشيخ هو التأكيد على مشروعية معاركنا في وجه المحتل، ووجوب الجهاد بشكل عيني في حقنا.

كما فاته توضيح وتفصيل شكل الإعداد الواجب والذي يسبق الجهاد بشكله الكامل، وكذلك طرح تصور حول أشكال العمل الجهادي الواجب علينا في فلسطين، وذلك في حدود الممكن للقيام بفريضة لازمة، لحين اكتمال وانضاج عناصر الإعداد المناسبة لمواجهة المشروع الصهيوني، والذي حل في فلسطين مستهدفا عموم الأمة ودينها وهويتها، ولم يأت لأجل الزيت والزيتون ولا حتى الأقصى.

لم يمض على طرح الشيخ سلمان الداية لمقاله أكثر من ثلاثة أيام حتى انبرت رابطة علماء فلسطين في غزة لتصدر بيانا شرعيا ينقض غزله وينفي صوابية رؤيته، معرضة به مستهدفة التأكيد على صحة عملية 7 أكتوبر وصوابية القرار المتخذ من قبل بعض قيادات حركة حماس !

لقد تضمن البيان الشرعي الصادر عن رابطة علماء فلسطين عشر فقرات فيها تسعة بنود وخاتمة، والحق أنه لا ينبغي التوقف إلا أمام البند التاسع، والذي يعبر عن مضمون صحيح ودعوة مسؤولة تلتقي مع ما يرومه مقال ورسالة الشيخ سلمان الداية، وذلك من حيث دعوة قادة المقاومة السعي لوقف المعارك دون ترك الجهاد الواجب.

وإذا كان مقال الشيخ سلمان الداية يستحق تقديرا وعلامة تسعة من عشرة -حيث أصاب في جميع ما طرح وغفل عن واحدة-، فإن بيان رابطة علماء فلسطين لا يستحق أكثر من واحد على عشرة، وذلك لأنه أصاب في البند التاسع، فيما فصل بين الحق الشرعي واعتبار حقائق الواقع فيما تبقى من عناصر، فلماذا وقع في هذا؟

يتبع ،،

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 11/11/2024



group-telegram.com/modar_abualhayjaa/6533
Create:
Last Update:

مسار التغيير والتحرير بين علماء الدين وعلماء التنظيم ،،،

ميزان العدل في النظر لفتوى الشيخ سلمان الداية ورؤية رابطة علماء فلسطين في غزة.

إن فصل القول في ميزان الرشد والنزاهة والخلق والعدل، بالنظر لفتوى الشيخ سلمان بن نصر الداية بشأن معركة طوفان الأقصى، ورد رابطة علماء تنظيم حركة حماس في غزة عليه بات واجبا لئلا تتيه بوصلة الأتباع الصادقين.

منذ تطورات ومنعرجات المسار الإسلامي الفلسطيني، كان من أكثر أسباب ألمي -ولا يزال- هو الفقر المريع للسلوك النقدي، وغياب النصح النزيه بشكله اللازم ووقته الواجب، والمفضي إلى فاعلية عملية تسدد المسار.

ومع بدء عملية 7 أكتوبر وإعلان حركة حماس لمعركة الطوفان، فقد أصابني من الألم والإحباط نتيجة استشرافي للمهالك في ظل انعدام الناصحين والموجهين في زمن صنع الوقائع الشيء الكثير، فاجتهدت بالكتابة والنصيحة والنقد حتى قال لي بعضهم أنت تغرد وحدك في هذا السياق.

وقد كنت أعجب لدرجة الذهول من حضور الناقدين والناصحين في الأوساط الإسرائيلية لقياداتهم السياسية والعسكرية، فيما يندر أن تجد رجلا متحدثا في أوساطنا الإسلامية وعلى استحياء، ومع ضرورة حلفه بالأيمان المغلظة قبل الحديث أنه مع الجهاد ومنحاز لفلسطين ومحب لاخوانه المجاهدين!

إن المقال النقدي المعلن الذي خطه الشيخ سلمان بن نصر الداية يعتبر قفزة غير معهودة في تجربتنا الفلسطينية في الإطار الإسلامي، وإن كان ورودها بعد أن نحر الفأس الأمريكي الإسرائيلي رؤوس الصغار والكبار والرجال والنساء دون تفريق، وبعد أن هدمت غزة وهجر أهلها ونكل بكل ساكنيها على نحو فظيع، وترافق معه تغول في الضفة وقتل وحرق وتجريف للمخيمات.

لقد قام الشيخ سلمان الداية بالدور الواجب في النصح للأمة وبيان الحق والوقوف على الحقائق، وهو معنى وراثة النبوة وحمل أمانة الدين.

إن المقال النقدي الناصح الذي طرحه الشيخ الداية بين أيدي الأحياء من قيادة حركة حماس النافذين، وهو بعنوان أيها الساسة أوقفوا هذا المد، قد عالج ثلاث مسائل هامة وهي:

1/ بيان الحق الشرعي الفقهي التفصيلي في باب الجهاد الواجب من حيث أركانه وأسبابه وشروطه ومقاصده وموانعه، على نحو متقدم ومدعم بفهم السلف الصالح وعلماء الأمة والمذاهب.

2/ بيان الحق الواقعي والذي ينطلق من اعتبار الشرع لمعقولية الأسباب ووجوب التعامل معها مدا وجزرا، وتفصيل واقع غزة وفلسطين والإشارة لمحيطها اللصيق، ثم إبراز حرمة الدماء، والتصور الفلسفي الإسلامي لمفهوم ورسالة الجهاد المشروع.

3/ مناقشة وتعرية المقولات السائدة اليوم على ألسنة قيادات المقاومة ودعاة منابرها، والتي كانت سائدة بالأمس على لسان القوميين العرب، مستهدفة طمس الوعي الجمعي وتحويل الأتباع إلى قطعان ومريدين، مشككة ومتهمة بكل من يملك عقلا فاعلا ومتفاعلا بأنه مطعون في دينه أو خلقه أو ارتباطاته، دون تفريق بين الغيورين وبين عبدة الطواغيت!

إن مضمون موقف وفتوى الشيخ سلمان الداية يشير بوضوح إلى تخطئة قرار معركة طوفان الأقصى وعملية 7 أكتوبر، كما يدعو القائمين عليها إلى إنهائها والانسحاب حفظا لما تبقى من الدماء، وحفظا للأقصى والضفة والأسرى، لاسيما أنه لم يتحقق من تلك المعركة الا ما يناقض الأهداف المعلنة، بل ويزيد.

وأعتقد أن الشيخ قد أصاب في كل ما ذكر من فهم للدين وإدراك للواقع والانتهاء إلى توصيف وحكم وقرار جلي وواضح.

غير أن الذي فات الشيخ هو التأكيد على مشروعية معاركنا في وجه المحتل، ووجوب الجهاد بشكل عيني في حقنا.

كما فاته توضيح وتفصيل شكل الإعداد الواجب والذي يسبق الجهاد بشكله الكامل، وكذلك طرح تصور حول أشكال العمل الجهادي الواجب علينا في فلسطين، وذلك في حدود الممكن للقيام بفريضة لازمة، لحين اكتمال وانضاج عناصر الإعداد المناسبة لمواجهة المشروع الصهيوني، والذي حل في فلسطين مستهدفا عموم الأمة ودينها وهويتها، ولم يأت لأجل الزيت والزيتون ولا حتى الأقصى.

لم يمض على طرح الشيخ سلمان الداية لمقاله أكثر من ثلاثة أيام حتى انبرت رابطة علماء فلسطين في غزة لتصدر بيانا شرعيا ينقض غزله وينفي صوابية رؤيته، معرضة به مستهدفة التأكيد على صحة عملية 7 أكتوبر وصوابية القرار المتخذ من قبل بعض قيادات حركة حماس !

لقد تضمن البيان الشرعي الصادر عن رابطة علماء فلسطين عشر فقرات فيها تسعة بنود وخاتمة، والحق أنه لا ينبغي التوقف إلا أمام البند التاسع، والذي يعبر عن مضمون صحيح ودعوة مسؤولة تلتقي مع ما يرومه مقال ورسالة الشيخ سلمان الداية، وذلك من حيث دعوة قادة المقاومة السعي لوقف المعارك دون ترك الجهاد الواجب.

وإذا كان مقال الشيخ سلمان الداية يستحق تقديرا وعلامة تسعة من عشرة -حيث أصاب في جميع ما طرح وغفل عن واحدة-، فإن بيان رابطة علماء فلسطين لا يستحق أكثر من واحد على عشرة، وذلك لأنه أصاب في البند التاسع، فيما فصل بين الحق الشرعي واعتبار حقائق الواقع فيما تبقى من عناصر، فلماذا وقع في هذا؟

يتبع ،،

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 11/11/2024

BY قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين




Share with your friend now:
group-telegram.com/modar_abualhayjaa/6533

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"Someone posing as a Ukrainian citizen just joins the chat and starts spreading misinformation, or gathers data, like the location of shelters," Tsekhanovska said, noting how false messages have urged Ukrainians to turn off their phones at a specific time of night, citing cybersafety. Some privacy experts say Telegram is not secure enough Sebi said data, emails and other documents are being retrieved from the seized devices and detailed investigation is in progress. Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. Groups are also not fully encrypted, end-to-end. This includes private groups. Private groups cannot be seen by other Telegram users, but Telegram itself can see the groups and all of the communications that you have in them. All of the same risks and warnings about channels can be applied to groups.
from us


Telegram قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين
FROM American