group-telegram.com/modar_abualhayjaa/6539
Last Update:
مآسي وفتن في الصميم ،،،
إن قتال العاجز يغري بقتله ويوهن من عزائم سائر المنكرين!
عندما ترى بأم عينك كيف يصطاد اليهود -أخبث أهل الأرض- في الماء العكر، مستغلين ضعف البشر بعد أن جفت أكبادهم من الحصار الظالم، لابد أن يعتصر قلبك ألما على ألم.
دعك من كلام بعض عوام الناس الذين ذاقوا الويلات التي لا يطيقها البشر، حتى جاز في حقهم ما جوزه النبي صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر - الذي نطق بالكفر نتيجة وقوعه في حالة إكراه من المشركين- قائلا له: وإن عادوا فعد. وذلك بتوفر شرط اطمئنان قلبه بالإيمان.
إن شعب فلسطين في أرض المعراج وفي الشام المباركة، كان ولا يزال وسيبقى محبا لله ولرسوله وللجهاد في سبيله، كما أشار لذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في إشارته للطائفة المنصورة في أكناف بين المقدس، وقد وردت كثير من الأحاديث عن خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم متحدثة عن بركة أرض الشام ومجاهديها الأبرار، ويدلل على حديث رسول الله موقف أهل الشام وثورتهم المباركة التي حفظت نقاء الدين واستردت الهوية الثقافية القائمة على القرآن والسنة.
إن الاصطياد الإسرائيلي الرخيص والذي استهدف نزع كلمات العوام في ظروف غير بشرية، لم يتوقف -بسبب كبره وغطرسته الملعونة في القرآن- أمام حجم العطش المتوحش والقتل والتهجير الذي صنعه هو وجنوده وجيشه النازي بأهل غزة، إلا أن هناك حقائق واقعية مؤلمة ومبكية لا يجوز القفز عنها في التجربة الفلسطينية.
إن قتال العاجز يغري بقتله، ويوهم من عزائم سائر المنكرين - مقولة نسبها البعض لابن خلدون- ولذلك وجب على رواد الأعمال الإسلامية في سياق مشاريع التغيير والتحرير ألا يكتفوا بالانطلاق من تصورهم المبني على فهم النصوص دون اعتبار الواقع وموازينه وحقائقه، حتى يكتمل الفهم الشرعي الصحيح.
إن التصور الإسلامي الراشد في مشاريع التغيير والتحرير يجب أن يحقق وصف التصور الشرعي السديد بالجمع بين فهم النصوص وفقه التنزيل، وإن كل انكفاء على نصوص الشريعة وأفهام العلماء -لاسيما السلف الصالح- دون امعان النظر في الواقع اليوم وإدراك أسبابه، سيؤدي إلى تحميل الناس ما لا تطيقه فطرة البشر السوية، الأمر الذي يفتن الناس عن دينهم، وذلك بخلاف حجم الخسارات السياسية والأرضية وأنهار الدماء التي تهرق دون نتائج تراكمية.
إن التجربة الفلسطينية في نسختها الأخيرة - الوطنية الضالة والإسلامية المنحرفة- يجب أن تدرس وتنقد وتستوعب لتكون حافزا يعيد صياغة مشروع التغيير والتحرير بمرجعية الإسلام العظيم، لعلنا نخرج من النفق في تجارب مصر والعراق وسورية واليمن والسودان والمغرب والجزائر وتركيا، والتي ستنقذ فلسطين وتسترد أقصى الموحدين، وتنهي مشروع الصهاينة الغربيين كما أنهت وسحقت الصليبيين.
رحم الله شهداءنا الأشاوس الذين بذلوا دماءهم لتكون كلمة الله هي العليا، وكل من أثخنوا في أعداء الأمة والدين مستهدفين تحرير أقصى المسلمين، وأصلح الله قادة فلسطين الذين تحالفوا مع مشاريع تسعى لتكون كلمة الله هي الدنيا.
اللهم نسألك وأنت مدبر هذا الكون ولا تخفى عليك خافية، أن ترحم ضعفنا وأن تغفر لنا وتسدد طريقنا، وأن تعيننا على اقتلاع الصهاينة من أرضنا، واقتلاع وكلائهم من بلادنا، وأن تفكك مشروع ولي الفقيه الذي غرر بنا واستخدمنا وامتطى ظهورنا حتى اختطف مشروعنا من بين أيدينا بجهلنا وزيغ بعضنا.
إن جهادنا واجب ومشروع ولن يتوقف، كما أن بطولاتنا معروفة ومشهودة، ورحم الله الشيخ الياسين والشقاقي، والشيخ المغوار عبدالله عزام والرنتيسي والعياش، ورحم الله العاروري وهنية والسنوار وعرفات وأبوجهاد الوزير وغفر لهم ولنا أجمعين، وأصلح الله حالنا وهدى وسدد الأحياء والباقين منا على طريق الحق والجهاد والدين القويم.
ملاحظة للراشدين: لا تتوقفوا أمام ما يستهدفه الصهاينة من خلال اصطيادهم في الماء العكر، ولكن حتى تكونوا في مستوى الرشد والمسؤولية وأمانة الدين، فلا تقفزوا عن الحقائق وكونوا عباد الله متواضعين غير مستكبرين، ثم توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 12/11/2024
BY قناة أ. مضر أبوالهيجاء جنين/فلسطين
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/modar_abualhayjaa/6539