Telegram Group & Telegram Channel
=
٨) وفي سبب نزولها أن ذلك كان بسبب ما قاله المشركون للنبي ﷺ، إذ سألوا أن يبعد عنهم هؤلاء الفقراء، فنهى الله نبيه ﷺ عن ذلك، وفيه:
أنّه يجب على المؤمن والعالم والمصلِح أن يحذر من طاعة الكفّار فيما يقترحونه، وأن يتنبه لتسويغات التنازل عن الحق، فهي في أكثرها من خطوات الشيطان.

٩) وفي قوله: ﴿أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا﴾، دليل على أنّ الله قد يسلّط على العبد بذنوبه السالفة ذنوبًا أخرى، وقد يقدر عليه أسباب الذنوب.
فإن الله أخبر أنه يغفل قلب هذا، والأدلة دالة على أن ذلك قد يكون بذنب سالف.

١٠) وَجمع سبحانه في قوله: ﴿أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاه﴾، بين خلو القلب من الهدى، واحتشائه بالهوى، وهما متلازمان!
فالقلب لا يفرغ من اعتقاد وعمل، فإما أن يمتلئ بالحق، أو بضده!
فإذا تساهل العبد في الطاعة والذكر والإنابة وأعرض عن النور؛ ضعف قلبه فتسلط عليه الهوى، وأظلم قلبه!

١١) وفي قوله: ﴿وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا﴾، ذم لهم بأنهم أهل تضييع حال، وشتات أمر واختلال شأن.
وهي نتيجة الغفلة واتباع الهوى.
والله أعلم.

٣•• ثم بعد ذلك قال: ﴿وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَاۤءَ فَلۡیُؤۡمِن وَمَن شَاۤءَ فَلۡیَكۡفُرۡۚ إِنَّاۤ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِینَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن یَسۡتَغِیثُوا۟ یُغَاثُوا۟ بِمَاۤءࣲ كَٱلۡمُهۡلِ یَشۡوِی ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاۤءَتۡ مُرۡتَفَقًا﴾
فبعد الوصية بالصبر مع المؤمنين، واجتناب أهل الهوى والغفلة المبطلين، انتقل الحديث عن الدعوة، وهو الترتيب المنهجي الإيماني، فيسعى المؤمن في تكميل نفسه، ثم في تكميل غيره، وينتقل من نصح نفسه وإصلاحها، إلى نصح غيره واستصلاحه.
والنصح له طرق، والإصلاح له سبل، تارة ببيان الحجة، وتارة برد الشبهة، وتارة بالترغيب، وتارة بالترهيب، وتارة بالملاطفة وتارة بالتقريع.
وهنا فقد ائتنف الحديث في الدعوة بأسلوب عجيب، يستعلي على الباطل، ولا يشتغل بالنقض والرد، ولكن بأن يجعل المدعو في مواجهة مصيره، ويوقفه أمام نفسه! بأسلوب ممزوج بالترهيب الشديد! والترغيب البهيج!
ليقول: هذا الحق بين واضح، وإنما النفع لك، والضر عليك، والخيار لك في سلوك السبيلين، والنار قد أعدت لمن تولى! والجنة أعدت لمن أطاع!
فذكر تفاصيل العذاب، ثم ذكر تفصيل النعيم.

والله أعلم.



group-telegram.com/mohdromih_drs/1104
Create:
Last Update:

=
٨) وفي سبب نزولها أن ذلك كان بسبب ما قاله المشركون للنبي ﷺ، إذ سألوا أن يبعد عنهم هؤلاء الفقراء، فنهى الله نبيه ﷺ عن ذلك، وفيه:
أنّه يجب على المؤمن والعالم والمصلِح أن يحذر من طاعة الكفّار فيما يقترحونه، وأن يتنبه لتسويغات التنازل عن الحق، فهي في أكثرها من خطوات الشيطان.

٩) وفي قوله: ﴿أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا﴾، دليل على أنّ الله قد يسلّط على العبد بذنوبه السالفة ذنوبًا أخرى، وقد يقدر عليه أسباب الذنوب.
فإن الله أخبر أنه يغفل قلب هذا، والأدلة دالة على أن ذلك قد يكون بذنب سالف.

١٠) وَجمع سبحانه في قوله: ﴿أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاه﴾، بين خلو القلب من الهدى، واحتشائه بالهوى، وهما متلازمان!
فالقلب لا يفرغ من اعتقاد وعمل، فإما أن يمتلئ بالحق، أو بضده!
فإذا تساهل العبد في الطاعة والذكر والإنابة وأعرض عن النور؛ ضعف قلبه فتسلط عليه الهوى، وأظلم قلبه!

١١) وفي قوله: ﴿وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا﴾، ذم لهم بأنهم أهل تضييع حال، وشتات أمر واختلال شأن.
وهي نتيجة الغفلة واتباع الهوى.
والله أعلم.

٣•• ثم بعد ذلك قال: ﴿وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَاۤءَ فَلۡیُؤۡمِن وَمَن شَاۤءَ فَلۡیَكۡفُرۡۚ إِنَّاۤ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِینَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن یَسۡتَغِیثُوا۟ یُغَاثُوا۟ بِمَاۤءࣲ كَٱلۡمُهۡلِ یَشۡوِی ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاۤءَتۡ مُرۡتَفَقًا﴾
فبعد الوصية بالصبر مع المؤمنين، واجتناب أهل الهوى والغفلة المبطلين، انتقل الحديث عن الدعوة، وهو الترتيب المنهجي الإيماني، فيسعى المؤمن في تكميل نفسه، ثم في تكميل غيره، وينتقل من نصح نفسه وإصلاحها، إلى نصح غيره واستصلاحه.
والنصح له طرق، والإصلاح له سبل، تارة ببيان الحجة، وتارة برد الشبهة، وتارة بالترغيب، وتارة بالترهيب، وتارة بالملاطفة وتارة بالتقريع.
وهنا فقد ائتنف الحديث في الدعوة بأسلوب عجيب، يستعلي على الباطل، ولا يشتغل بالنقض والرد، ولكن بأن يجعل المدعو في مواجهة مصيره، ويوقفه أمام نفسه! بأسلوب ممزوج بالترهيب الشديد! والترغيب البهيج!
ليقول: هذا الحق بين واضح، وإنما النفع لك، والضر عليك، والخيار لك في سلوك السبيلين، والنار قد أعدت لمن تولى! والجنة أعدت لمن أطاع!
فذكر تفاصيل العذاب، ثم ذكر تفصيل النعيم.

والله أعلم.

BY قناة: محمد آل رميح.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mohdromih_drs/1104

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The S&P 500 fell 1.3% to 4,204.36, and the Dow Jones Industrial Average was down 0.7% to 32,943.33. The Dow posted a fifth straight weekly loss — its longest losing streak since 2019. The Nasdaq Composite tumbled 2.2% to 12,843.81. Though all three indexes opened in the green, stocks took a turn after a new report showed U.S. consumer sentiment deteriorated more than expected in early March as consumers' inflation expectations soared to the highest since 1981. The next bit isn’t clear, but Durov reportedly claimed that his resignation, dated March 21st, was an April Fools’ prank. TechCrunch implies that it was a matter of principle, but it’s hard to be clear on the wheres, whos and whys. Similarly, on April 17th, the Moscow Times quoted Durov as saying that he quit the company after being pressured to reveal account details about Ukrainians protesting the then-president Viktor Yanukovych. "Markets were cheering this economic recovery and return to strong economic growth, but the cheers will turn to tears if the inflation outbreak pushes businesses and consumers to the brink of recession," he added. But Telegram says people want to keep their chat history when they get a new phone, and they like having a data backup that will sync their chats across multiple devices. And that is why they let people choose whether they want their messages to be encrypted or not. When not turned on, though, chats are stored on Telegram's services, which are scattered throughout the world. But it has "disclosed 0 bytes of user data to third parties, including governments," Telegram states on its website. False news often spreads via public groups, or chats, with potentially fatal effects.
from us


Telegram قناة: محمد آل رميح.
FROM American