Telegram Group & Telegram Channel
.
من أدعية الأبطال المؤمنين

حين جاء الحديث القرآني عن بطولات المؤمنين مع إبراهيم ﷺ وهم يدافعون قومهم، ويدرؤون في نحورهم، ويظهرون لهم البراء في سورة الممتحنة:
﴿إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُ﴾.
عقّب ذلك بدعاء رقيق، يدفع فيه المؤمن صولة العجب عن نفسه ويحجز عنها رعونات الفخر والخيلاء! فقال تعالى عنهم:
﴿رَّبَّنَا عَلَیۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَیۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ ۝ رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾.
فهم وإن قاموا لله قومة صدق وبذل وتضحية!
وهم وإن استهتروا بالباطل وأهله!
وأظهروا الصلف والمراغمة لكفار قومهم؛ فإنهم قد جمعوا مع ذلك التذلل لله، والخضوع له، والتطامن أمام ربهم!

ولربما قام بعضهم لله قومة بطولة واستبسال؛ ولكن يغفل عن التوكل على الله، فيخذل!
وربما ضحّى في سبيل الله وأعطى وتعبد واجتهد؛ فعجب بعمله، ووقع في الرياء والسمعة، فدواء ذلك أن يستحضر توكله على الله ومصيره إليه، فإنه إذا استحضر ذلك زال عن نفسه هذا الداء، وتطهرت نفسه من أدرانه.

ثم دعوا فقالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾!
لا تجعلنا فتنة!
أي سببا لفتنتهم عن الحق على الصحيح، فلا تسلطهم علينا، فيكون في ذلك فتنة لهم، إذ يقولون: لو كان الإيمان يحمي أهله ما سلطنا عليهم وقهرناهم!
فالمؤمن المصلح وإن عادى أهل الباطل، وإن تبرأ منهم، وأبغضهم؛ لكنه مع ذلك يسعى لهدايتهم!
ويخاف أن يضلوا بسببه!
فيجمع بين القيام بحق الخالق، والرحمة بالخلق!
وليس يعادي لأمر شخصي به، ولا لميل ذاتي، ولا لشأن دنيوي!

ثم قالوا: ﴿وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾، فدعوا بالمغفرة، ليدفعوا مرة أخرى عن أنفسهم العجب!
وليكون لهم واعظ من أنفسهم، أنهم وإن قاموا قومة صدق، وإن كانوا أهل إباء للكفر، لكنهم يخشون ذنوبهم، ويخافون جريرتها، ويخشون عاقبتها!
والعبد مهما بلغ فهو مقصر، ومهما اجتهد فلابد سيذنب، ومهما بذل فهو في إعواز إلى مغفرة ربه له.

والله أعلم.



group-telegram.com/mohdromih_drs/1109
Create:
Last Update:

.
من أدعية الأبطال المؤمنين

حين جاء الحديث القرآني عن بطولات المؤمنين مع إبراهيم ﷺ وهم يدافعون قومهم، ويدرؤون في نحورهم، ويظهرون لهم البراء في سورة الممتحنة:
﴿إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُ﴾.
عقّب ذلك بدعاء رقيق، يدفع فيه المؤمن صولة العجب عن نفسه ويحجز عنها رعونات الفخر والخيلاء! فقال تعالى عنهم:
﴿رَّبَّنَا عَلَیۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَیۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ ۝ رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾.
فهم وإن قاموا لله قومة صدق وبذل وتضحية!
وهم وإن استهتروا بالباطل وأهله!
وأظهروا الصلف والمراغمة لكفار قومهم؛ فإنهم قد جمعوا مع ذلك التذلل لله، والخضوع له، والتطامن أمام ربهم!

ولربما قام بعضهم لله قومة بطولة واستبسال؛ ولكن يغفل عن التوكل على الله، فيخذل!
وربما ضحّى في سبيل الله وأعطى وتعبد واجتهد؛ فعجب بعمله، ووقع في الرياء والسمعة، فدواء ذلك أن يستحضر توكله على الله ومصيره إليه، فإنه إذا استحضر ذلك زال عن نفسه هذا الداء، وتطهرت نفسه من أدرانه.

ثم دعوا فقالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾!
لا تجعلنا فتنة!
أي سببا لفتنتهم عن الحق على الصحيح، فلا تسلطهم علينا، فيكون في ذلك فتنة لهم، إذ يقولون: لو كان الإيمان يحمي أهله ما سلطنا عليهم وقهرناهم!
فالمؤمن المصلح وإن عادى أهل الباطل، وإن تبرأ منهم، وأبغضهم؛ لكنه مع ذلك يسعى لهدايتهم!
ويخاف أن يضلوا بسببه!
فيجمع بين القيام بحق الخالق، والرحمة بالخلق!
وليس يعادي لأمر شخصي به، ولا لميل ذاتي، ولا لشأن دنيوي!

ثم قالوا: ﴿وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾، فدعوا بالمغفرة، ليدفعوا مرة أخرى عن أنفسهم العجب!
وليكون لهم واعظ من أنفسهم، أنهم وإن قاموا قومة صدق، وإن كانوا أهل إباء للكفر، لكنهم يخشون ذنوبهم، ويخافون جريرتها، ويخشون عاقبتها!
والعبد مهما بلغ فهو مقصر، ومهما اجتهد فلابد سيذنب، ومهما بذل فهو في إعواز إلى مغفرة ربه له.

والله أعلم.

BY قناة: محمد آل رميح.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mohdromih_drs/1109

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram was founded in 2013 by two Russian brothers, Nikolai and Pavel Durov. Asked about its stance on disinformation, Telegram spokesperson Remi Vaughn told AFP: "As noted by our CEO, the sheer volume of information being shared on channels makes it extremely difficult to verify, so it's important that users double-check what they read." "The result is on this photo: fiery 'greetings' to the invaders," the Security Service of Ukraine wrote alongside a photo showing several military vehicles among plumes of black smoke. You may recall that, back when Facebook started changing WhatsApp’s terms of service, a number of news outlets reported on, and even recommended, switching to Telegram. Pavel Durov even said that users should delete WhatsApp “unless you are cool with all of your photos and messages becoming public one day.” But Telegram can’t be described as a more-secure version of WhatsApp. Ukrainian forces have since put up a strong resistance to the Russian troops amid the war that has left hundreds of Ukrainian civilians, including children, dead, according to the United Nations. Ukrainian and international officials have accused Russia of targeting civilian populations with shelling and bombardments.
from us


Telegram قناة: محمد آل رميح.
FROM American