Telegram Group Search
ما أوجُهُ الحضرِ المُستحسناتُ بهِ
كأوجُهِ البدوياتِ الرعابيبِ

حسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ
وفي البداوةِ حسنٌ غيرُ مجلوبِ

أين المَعيزُ من الآرامِ ناظرةً
وغيرَ ناظرةٍ في الحسنِ والطيبِ

أفدي ظباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها
مضغَ الكلامِ ولا صبغَ الحواجيبِ

أبو الطيّب المتنبي!
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُّنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُّنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَّيبُ أَوقَرُ وَالشَّبيبَةُ أَنزَقُ

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَّبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ

حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ

أبو الطيّب المتنبي!
والناسُ أنزلُ في زمانك منزلا
من أن تُعايِشَهم وقدرُك أرفعُ

أبو الطيّب المتنبي!
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا

أبو الطيّب المتنبي!
وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها
وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ

فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِه
وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ

أبو الطيّب المتنبي!
ﻟﻴﺲ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿًﺎ ﻋﻠﻰ مَا ﺃﻧﺖَ ﻗﺎﺿﻴﻪِ
ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲَ ﻳﻜﻔﻴﻪِ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪِ

ﻳﺎ ﺭﺏّ ﻣﺎ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﻥِ ﻣﻘﺪﺭﺓٌ
ﻓﺒﺎﻋﺪِ ﺍﻟﺤﺰﻥَ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺁﻭﻳﻪِ
‏بمَ التَعَلّلُ لا أهلٌ ولا وطنُ
ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سكنُ

أريد من زمني ذا أن يُبَلّغني
ما ليس يبلُغُهُ من نفسه الزمنُ

لا تلقَ دهرَك إلّا غيرَ مُكترثٍ
ما دام يَصحبُ فيه روحَك البدنُ

فما يُديمُ سرورٌ ما سُرِرتَ به
ولا يردُّ عليـكَ الفائتَ الحزَنُ

أبو الطيّب المتنبي!
رَكَزوا رُفَاتَكَ في الرّمالِ لِواءَ
يستنْهضُوالوادي صباحَ مساءَ

يا وَيْحَهُمْ ! نصبوا منارًا من دَمٍ
يوحي إلى جِيل الغد البغضاءَ

خُيّرْتَ فاخترتَ المبيتَ على الطوى
لم تَجْنِ مالًا أو تَلُمَّ ثراءَ

إنّ البطولةَ أن تموت من الظما
ليس البطولةُ أن تَعُبَّ الماء

أمير الشعراء أحمد شوقي!
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
#نفثة

هو الجِدُّ لا ما تدّعيه المنابرُ
وذا الحقُّ لا ما زوّرتْه الدفاترُ

لقد كاد رَسْمُ العزِّ يُمْحى فجدّدتْ
معالمَهُ نيرانُكم لا المحابرُ

إذا عجَز الأقلامُ عن كفِّ باطلٍ
فما عَجَزتْ عن ردِّ ذاك البواترُ

وإن قعَدَ الأدنَوْنَ عن نصرةٍ ففي
يمينك -أَفْديها- وجنبَيكَ ناصرُ

وإنَّ امرءًا حطَّ العدوُّ ببابهِ
فلم يَرْمِهِ حتى يُغاثَ لَصاغرُ

وليسا سواءًا عند حُرٍّ: مماتُه
ذليلًا، وموتٌ مثلما انحطَّ كاسرُ

ومن رنَّقَتْ طيرُ المنيَّةِ فوقه
فدافَعها بالموت في الذُلِّ خَاسرُ
ففي فؤاد المحب نار هوى
أحر نار الجحيم أبردها

عنى بالمحب نفسه والجحيم النار الشديدة التوقد العظيمة يقول أحر النار العظيمة المتوقدة أبرد نار الهوى يعني أن نار الهوى أشد حرارةً.

#شرح_الديوان
شابّ من الهجر فرق لمتهِ
فصار مثل الدمقسِ أسودها

الفرق حيث يفرق الشعر من الرأس واللمة من الشعر ما ألم بالمنكب والجمع لمم ولمام والدمقس الابريسم الأبيض خاصة يقول لعظم ما أصابه من هجر الحبيب أبيض شعره حتى صار ما كان أسود من لمته أبيض كالدمقس.

#شرح_الديوان
يَقُولُونَ: لَوْ عَزَّيْتَ قَلبَكَ لارْعَوَى
فَقُلْتُ: وَهَلْ لِلعَاشِقِينَ قُلُوبُ؟

بشَّارُ بْنُ بُرْدٍ!
إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها
فَمِن عَهدِها أَن لا يَدومَ لَها عَهدُ

أبو الطيّب المتنبي!
إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَرءِ
إِذا صادَفَت هَوًى في الفُؤادِ

أبو الطيّب المتنبي!
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ!
غَيْرَ أَنَّ الفَتَى يُلاقِي المَنَايَا
كَالِحَاتٍ وَلا يُلاقِي الهَوَانا!

أبو الطيّب المتنبي!
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ
وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ

أبو الطيّب المتنبي!
اللهُ أَكْبَرُ وَالْخُلُودُ قَرَارُ
وَالْيَوْمَ حَلَّ بِعَرْشِهِ السِّنْوَارُ

بَطَلٌ أَرَادَ الْمَجْدَ طَوْعَ بَنَانِهِ
فَتَطَاوَعَتْ لِمُرَادِهِ الْأَقْدَارُ

أَلْقَى عَصَاهُ وَمَا تَوَقَّفَ سَعْيُهُ
أَبَداً وَمَاتَ فَأَكْمَلَ التَّسْيَارُ

لَا تَسْأَلُوا عَنْ قَبْرِهِ فَضَرِيحُهُ
فِي قَلْبِ كُلِّ مُوَحِّدٍ سَيُزَارُ

أَثْبَتَّ أَنَّ الْمَوْتَ لَيْسَ نِهَايَةً
أَبَداً وَأَنًّكَ بَعْدَهُ الْكَرَّار

لِلْمَوْتِ لَمْ تَدْبِرْ إِذَا هُمْ أَقْبَلُوا
وَلِغَيْرِكَ الْأِقْبَالُ وَالْإِدْبَارُ

نَكَتُوا ثَنَايَاكَ الشَّرِيفَةَ بِالعَصَا
نَكْتاً فَلَاحَ بِخَاطِرِي التَّذْكَارُ

ثَغْرٌ يُذَكِّرُ بِالْحُسَيْنِ وَثَغْرِهِ
فَلَطَالَمَا سُمِعَتْ بِهِ الْأَذْكَارُ

وَعَصَا تُذَكِّرُ بِالْيَزِيدِ وَبَغْيِهِ
رَغْمَ الْخِلَافِ فَكُلُّهُمْ كُفَّارٌ

الْكَفُّ نَفْسُ الْكَفِّ أَصْلاً وَالْعَصَا
نَفْسُ الْعَصَا وَمِنَ الثُّغُورِ يُثَارُ

سَتَظَلُّ بَعْدَ الْمَوتِ طَوْداً شَامِخاً
وَوََرَاءَكَ الْأَبْطَالُ وَالثُّوَّارُ

وَلَسَوْفَ يُولَدُ مِنْ إِبَائِكَ عَزَّةٌ
قَعْسَا وَمِنْ رَحِمِ الظَّلَامِ نَهَارٌ

أحمد إسماعيل!
2024/11/14 08:36:55
Back to Top
HTML Embed Code: