group-telegram.com/BENEFITSALHASANY/2736
Last Update:
📌 يوم المبعث النبويّ.
يقول السيّد علاء الدين الحكيم (حفظه الله):
إنَّ اليوم الذي بعث الله فيه النبيّ محمّداً (صلّى الله عليه وآله) من أيّام الله تعالى التي لا نظير لها في تأريخ البشريّة، حيث حلّ في هذا اليوم بين البشر رجلٌ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، هذا الإنسان الكامل الذي اصطفاه الله على سائر الأنبياء حيث كان أفضلهم وخاتمهم وبه تنتهي كلّ الرسالات السماويّة، وبذلك تكون هذه الرسالة ممتدّة ومستمرّة إلى نهاية تأريخ البشريّة على هذه البسيطة، ولم يكن يدعو إلّا إلى عبادة الله وحده، وأداء حقّ العبوديّة لله سبحانه وتعالى.
وشاء الله أن يكون محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) العبد المصطفى لأداء هذه الرسالة وهو في أضعف حال، حيث ولد يتيم الأب وفقد أمّه في مرحلة مبكّرة من طفولته، ولكنّ الله سبحانه وتعالى هيّأ له جدّه عبد المطّلب وعمّه أبا طالب رضوان الله تعالى عليهما للرعاية والنصرة، وبقيت رعاية الله لهذا الإنسان العظيم سنداً له وظهيراً لدعوته بوجه كلّ العقبات التي واجهت هذه الدعوة.
ومن بدايات الدعوة كان لأبي طالب وأولاده دور كبير في الإيمان بهذه الدعوة وحمايتها والدفاع عنها.
وشاءت الإرادة الإلهيّة أن تتّضح أهمّ معالم هذا المشروع الإلهيّ واستمراره وديمومته من خلال استخلاف أوّل من آمن به وهو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، كما يدلّ عليه حديث الدار المعروف والمشهور، حيث قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو بين كبار بني عبد المطّلب -كما ورد في رواية يرويها عليّ (عليه السلام) نأخذ منها هذه الفقرات- حيث قال صلى الله عليه وآله مخاطباً كبار بني عبد المطّلب: (يا بني عبد المطّلب إنّي والله ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً. وقلت -وإنّي لأحدثهم سنّاً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً- أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثمّ قال: إنَّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لإبنك وتطيع ... إلى آخره)، والحديث معروف ومشهور رواه السنة والشيعة.
وبقي النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يذكر للناس معالم الحقّ التي لو تمسّك الناس بها لم يضلّوا عن طريق الحقّ، كما يدلّ عليه حديث الثقلين المشهور والمعروف بين المسلمين كافّة، والذي تكفّل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) للأمّة أنّها لن تضلّ لو تمسّكت بهما.
ولا يخفى أنَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عرف مكمن الخطر على دعوة الإسلام، فأوضح للناس معالم الاستخلاف الحقيقيّة لدعوته وولاية الأمر من بعده كما تقدّم، ولكنّ الأمّة لم تستجب له فيما اختار لهم، وبذلك صاروا شيعاً وفرقاً وأحزاباً، ولقد حذّرهم الله في كتابه من التفرّق في الدين وتجاهل الحقّ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعًا لَستَ مِنهُم في شَيءٍ﴾.
وإذا لاحظ الإنسان المتبصّر بدايات الدعوة ومدى ما كانت عليه من ضعف وما هي عليه اليوم من امتداد وتوسّع، يجزم ويرى بوضوح أنَّ هذه الدعوة ما كان لها أن تبدأ وتستمرّ وتنمو وتتوسّع بدون اليد الغيبيّة والإلهيّة، ولكنّها في الوقت ذاته تم استغلالها والاستفادة منها من قبل الظالمين والمنافقين، فبقيت مجرّد دعوة حقّ تصل لمن يبحث عن الحقيقة من دون أن تطبّق بشكل صحيح على أرض الواقع، وما ذلك إلّا لأنَّ السنن الإلهيّة في خلق الإنسان لم تتغيّر، حيث إنَّ هذه الحياة ليست إلّا مرحلة امتحان واختبار، قال تعالى: ﴿الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾.
وبهذه الكلمات المحدودة والقليلة أجاب القرآن عن لغز صراع قوى الخير والشرّ التي في داخل الإنسان.
ومن ذلك يتّضح لنا الجمع بين ثنائيّة قوّة الدعوة وانسجامها مع الفطرة وتطابق الدلائل العقليّة على صدقها وفي الوقت نفسه عدم تطبيقها على أرض الواقع.
وسيبقى الحال على هذا المنوال إلى أن يأذن الله بظهور رجل يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّن سمع فأجاب ونودي فأناب إلى رحمة الله ورضوانه.
https://www.group-telegram.com/ms/BENEFITSALHASANY.com
BY فَوَائِدُ

Share with your friend now:
group-telegram.com/BENEFITSALHASANY/2736