Telegram Group Search
Forwarded from || غيث الوحي ||
أمر الله مختلف..

فهو يأتي في طرفة عين: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).

وهو يُقضى في السماء، فلا يخضع لقوانين أهل الأرض، بل هو فوق قدرتهم وتدبيرهم: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن . يتنزل الأمر بينهن).

وهو بيد الله وحده، يدبره وحده بمشيئته وحكمته، لا يقضيه غيره: (إن الأمر كله لله) (بل لله الأمر جميعا) (ألا له الخلق والأمر) (يدبر الأمر) (وإليه يُرجع الأمر كله.. فاعبده وتوكل عليه)..
وليس لأحد من الأمر شيئ، لا ملك مقرب ولا رسول مرسل، ولذلك قال الله لأفضل خلقه ﷺ: (ليس لك من الأمر شيء)، وقيل للخليل ﷺ: (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك).

وأمر الله إذا قُضي لا يرده أحد: (وكان أمر الله مفعولا) (وكان أمر الله قدرا مقدورا)
وأمره نافذ ولا بد (إن الله بالغ أمره) لا يغالبه أحد (والله غالب على أمره.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

وكل المخلوقات داخلةٌ تحت أمره، مسخرةٌ به، مفتقرةٌ إلى دوام تدبير الله لها: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره)، بل السماء بأسرها والأرض بما فيها، خاضعتان لأمره، لا تقومان إلا به (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره).

ولا تظهر أمةٌ وتنتصر إلا بأمره: (لله الأمر من قبل ومن بعد . ويومئذ يفرح المؤمنون . بنصر الله . ينصر من يشاء)
ولا تهلك أمةٌ إلا بأمره: (تدمر كل شيء بأمر ربها) (إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود).

وأخيرا، فأمر الله هو مما يُري الله به الخلق آثار صفاته، ليتعرفوا بها عليه عند مشاهدتهم تدبيره ذلك الأمر: (يتنزل الأمر بينهن . لتعلموا أن الله على كل شيء قدير . وأن الله قد أحاط بكل شيء علما).


فالله أكبر! وأمره أكبر!
|| غيث الوحي ||
أمر الله مختلف.. فهو يأتي في طرفة عين: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). وهو يُقضى في السماء، فلا يخضع لقوانين أهل الأرض، بل هو فوق قدرتهم وتدبيرهم: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن . يتنزل الأمر بينهن).…
كتبت هذا النص -أول مرةٍ- يوم ٧ أكتوبر المجيد، كنت حينها مشغولا بآية أو اثنتين فيها ذكر (أمر الله)، ربما كانت إحداهما هذه الآية: (والله غالب على أمره) التي كنت أرددها -بعد كل ما حدث- وأتعجب منها، فقمت حينئذٍ ببحثٍ سريع وما ازددت إلا تعجبا، ما كنت أتصور وجود معنى (الأمر) في القرآن في كل هذه الآيات، وبكل هذه العظمة، وبكل هذه الصلة بصفات الله الجليلة، يا لهذا (الأمر) الذي يذكرنا أن الله هو الملك الحق، الملك الذي يأمر فيسري أمره في أنحاء مملكته، ويتحرك كل شيء بمقتضى أمره، الملك الذي لا يمتنع أحد على أمره، ولا يستطيع أحد مخالفته، الملك الذي تتأمل أوامره فترى فيها صفاته، وتعلم كم هو قوي عزيز، وكم هو رؤوف رحيم، وكم هو حكيم عليم، الملك الذي تؤول إليه كل الشؤون فيتفرد بالأمر فيها ولا يقضي أحد فيها بشيءٍ غيره!
.
لم تذكر الآية مصيره في الدنيا، هل انتصر أم هُزم؟ هل عاش طويلا أم مات؟ هل عرفه الناس أم لم يعرفوه؟

كل ذلك ليس مهما، المهم والمطلوب من العبد هي تلك اللحظة الصادقة، لحظة بيع النفس لله، وبذلها رخيصةً تهلك من أجله لعله يرضى عنها، فذلك "الرضا" من رب العالمين هو غاية المنى، وكل ما يُبذل في سبيله رخيصٌ رخيص، وكل غايةٍ سواه حقيرةٌ حقيرة.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }

أتظن هذه الوعود الربانية ضربا من الخيال، أو أمرا هلاميا غير محسوس، أو حالة تاريخية لا تتكرر؟

بل هو الوعد الحق من الملك الحق، ينفذه لمن قام بالشرط، وأخذ بالسبب، وسار على مقتضى السنن، فيرى حينها النصر جليا أمام عينيه، وفي الأحداث آيات!
﴿ وَاللهُ أَعلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ
وكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا
وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا


كم فرحت بهذه الآية!
وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ..
فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُر }

﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ؟
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ .
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ . إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ . يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ.

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ . وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ.. فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ.. فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟
كنت مغموما تحت وطأة أخبار السجناء التي تُقطِّع القلب، وقصصهم التي تُشيِّب الرأس، حتى مرت علي -لتوي- هذه الآية.. (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)
الله! وكأني لأول مرةٍ أنتبه لذكر الحرير في هذه الآية، الحرير الذي هو علامةٌ لأعلى درجات الرفاهية والترف، جعله الله جزاءً للصابرين البؤساء، المحرومين -في سبيل ربهم- نعيم الدنيا وزينتها، المحتسبين عند ربهم كل تلك الشدائد والأهوال الثقال، أولئك أولى الناس بالحرير، والقطوف الدانية، والأرائك المتقابلة، والكؤوس الممتلئة، والنعيم والملك الكبير!
Forwarded from || غيث الوحي ||
.
فلا تحسبن.. الله لا يخبرنا بالوعد فحسب، بل يريدنا نحن ألا نحسب تخلفه أو نشك في تحققه، يريدنا نحن أن نتعبده في هذه الأزمات، يريد منا تحت وطأة الشدائد أن نوقن به، ونصدق وعده، ونحسن الظن به، يريد منا أن يكون تصديقنا بأنه صادق الوعد، وأنه (عزيز ذو انتقام)، أكبر من تصديقنا بميزان القوى المادية فحسب، وذلك هو اختبار الإيمان بالغيب.
Forwarded from || غيث الوحي ||
العاملون للدين في هذا الزمن الصعب يجب أن يمتلؤوا باليقين، ذلك اليقين الذي يجعلهم يرون النور خلف كل تلك الحجب، ويصدقون بوعد الله في أحلك الظروف، ويبصرون ظهور الدين القادم كأنهم رأي عين..

ولا شيء يصل بهم إلى ذلك اليقين كمثل جرعةٍ يوميةٍ مكثفةٍ من كتاب الله، قراءةٌ طويلةٌ متأنيةٌ واعية، فيها تذكرٌ واعتبار، وخوفٌ واستبشار، قراءةٌ مختلطةٌ بالدموع، ومحركةٌ للنهوض، وكاشفةٌ للطريق!
لابد أن تتطلب من القرآن ما يناسب حالك وحال الأمة في هذا الظرف، ولن تجد لمثل هذا الظرف في الشام مثل آيات الأعراف بعد إهلاك الله تعالى لفرعون حتى آخرها، وهي السورة المكية ماقبل قيام الدولة وعلو حكم الإسلام... فتأمل فيها جيدا، فيها كل المحاذير والسنن الإلهية التي تخص المرحلة، ليتعظ أصحاب رسول الله ومن بعدهم إذا أهلك الله عدوهم واستخلفهم في الأرض لينظر كيف يعملون، ولا يقعوا في فعل المغضوب عليهم الذي استحقوا به ذلك الوصف.
|| غيث الوحي ||
لابد أن تتطلب من القرآن ما يناسب حالك وحال الأمة في هذا الظرف، ولن تجد لمثل هذا الظرف في الشام مثل آيات الأعراف بعد إهلاك الله تعالى لفرعون حتى آخرها، وهي السورة المكية ماقبل قيام الدولة وعلو حكم الإسلام... فتأمل فيها جيدا، فيها كل المحاذير والسنن الإلهية…
مشاركة من البوت:

و سورة الإسراء تتحدث بشكل مباشر عن هذا الوقت من الصراع بالضبط ((فإذا جاء وعد الآخرة))

و بمنتصفها توجيهات للإنسان المنتظر و تهييئه للنصر

و تختتم ب((سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا)) بالنصر و التحرير

يعني هي بالضبط رقية لهذا الوقت!
من ملأ كفه ببضاعة الآخرة صار غنيًّا مستغنيًا، لا يتحسَّر على شيءٍ يفوته من متاع الدنيا.
Forwarded from قناة: محمد آل رميح. (📚)
.
في أول سياق غزوة الخندق في سورة الأحزاب لم يستهل السياق بذكر التضحيات الضخام للصحابة!
ولا بذكر مكر اليهود!
ولا تخاذل المنافقين!
ولا بذكر هزيمة قريش!
كلا.. كل ذلك لم تستهل به القصة!

لكنها استهلت بذكر فضل ﷲ ومنته وكرمه وعطائه على الطائفة المؤمنة.

الطائفة التي مسها البأس والكرب والضر، وبذلت وتعبت وسغبت، قال ﷻ: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ جَاۤءَتۡكُمۡ جُنُودࣱ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ رِیحࣰا وَجُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا﴾.

وهنا فمن حسن نظر المتدبر للقرآن أن ينظر فيما جاء في القرآن بخلاف ما يتوقعه القارئ على بداهته البشرية، فهذا باب شريف من تدبر القرآن يطلع به المؤمن على أولويّات الشّريعة، ويفقه ترتيب القضايا بحسب ترتيبها القرآني، لا بحسب ما يقع في قلبه على الارتجال.
لا تزيدني الأيام إلا يقينا بأن سر العبودية الأعظم إنما هو في الصلاة، بما فيها من القنوت والإخبات، والانحناء والسجود، والشهود والذكر، والتسبيح والتكبير والتمجيد، وإسلام الوجه لرب العالمين، وتلاوة القرآن فيها وقوفا في أحسن هيئة، متدبرا لآياته بخشوعٍ لا يصرفك عن أنوارها صارف، مستشعرا في ذلك كله أنك واقفٌ بين يدي رب العالمين، تناجيه!
هذه المحاضرة عجيبةٌ عجيبة، وهي -بالنسبة لي على الأقل- آيةٌ من الله عز وجل، ولا أعني ما فيها من أفراد الفوائد -العظيمة- فحسب، بل أعني قبل ذلك ما رأيته من عجيب تنزل القرآن على الأحداث في أرض الواقع، ومعالجته لما يحصل وكأنما أنزلت وحيا للتو..
كيف بُثت الروح في تلك الآيات من جديد؟
وكيف تنزل على النفوس "شفاءً" لما يقلقها الآن؟
وكيف تعطي المؤمنين "بصائر" لما يتوجب عليهم اليوم؟

والله لمثل هذا أُنزل القرآن.. لمثل هذا أُنزل القرآن.
.
.
وإن كانت البضاعة مزجاة، وأعمالنا أقلُّ من أقوالنا بكثير، وظنُّ الناس بنا فوق ما نحن عليه، فلا أقلَّ من أن نسير إلى المولى مطأطئي الرؤوس، معترفين بجرمنا، متذللين مستغفرين، فقد يبلغ المرء بتذللـه وحيائه واعترافه، والرب بالتوابين رحيمٌ رحيمٌ رحيم.
_لماذا_كـانت_نسبة_الولد_لله_سبحانه_من_أعظم_الذنوب؟.pdf
228.6 KB
لماذا كانت نسبة الولد لله -سبحانه- من أعظم الذنوب؟
|| غيث الوحي ||
_لماذا_كـانت_نسبة_الولد_لله_سبحانه_من_أعظم_الذنوب؟.pdf
.
كنتُ إذا مررتُ بالآيات في أواخر سورة مريم، ينتابني الفزع، وأتعجبُ من شدة وقع المعاني الواردة فيها: (وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحمَـٰنُ وَلَدا) قالوا جملةً واحدةً فقط، فانظر إلى أثرها في هذا الكون: (لَّقَدۡ جِئتُمۡ شَیئا إِدّا . تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ یَتَفَطَّرۡنَ مِنهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلجِبَالُ هَدًّا . أَن دَعَوۡا۟ لِلرَّحمَـٰنِ وَلَدا)
هل يُعقل أن تكون لكلمتهم تلك كل هذا الأثر في السماوات والأرض؟ تتفطر السماء؟ تنشق الأرض؟ تخر الجبال؟ ما الذي حملها على كل ذلك؟ لا بد أن هناك سرا كبيرا، جعل هذه الكلمة -التي قالوها- تنطوي على كل ذلك السوء.

لم أكن أعلم العلة على وجه التفصيل، فقررتُ أن أفتش عنها في كتاب الله، فوجدت فيه الجواب الشافي الذي كتبته في هذه الورقات المعدودة.
2024/12/24 17:52:10
Back to Top
HTML Embed Code: