Telegram Group Search
طوبى ثم طوبى، لمن كان نصيبه من أحداث أمته: همٌ وعمل، وإعدادٌ وتخطيط، وسعيٌ دؤوبٌ في تحقيق محبوبات الله ومراداته في هذه الأرض. أولئك الموفقون.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الاستقرار كلمةٌ أرضية، أكمل المسير ولا تضع رحالك، فإنما نحن طلاب الآخرة.
.
مِن نصر الله للمؤمنين: تثبيت أقدامهم، وخذلان عدوهم وخيبتهم، فلا ينالون مرادهم منهم.

قال ابن سعدي رحمه الله:
((أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم.

وأما الذين كفروا بربهم، ونصروا الباطل، فإنهم في تعس، أي: انتكاس من أمرهم وخذلان.
﴿وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ أي: أبطل أعمالهم التي يكيدون بها الحق، فرجع كيدهم في نحورهم)).
من مواضع القرآن التي أستعظمها كثيرا: الآيات التي فيها وصف صلة الله بأنبيائه، وصلتهم به..
ترى فيها كيف يكلم الله في عليائه بشرا من خلقه، كيف يأمرهم وينهاهم، كيف يهذبهم ويذكرهم، كيف يمن عليهم بنعمته، ويثبتهم بآياته، ويبشرهم برحمته..
ثم ترى كيف يكلم الأنبياء ربهم، كيف يجيبونه ويتحدثون معه، كيف يعظمونه ويخبتون له، كيف يسارعون في مرضاته، ويبادرون في الرجوع إليه.

فهذا موضعٌ شريفٌ مهيب، وباب فقهٍ عظيم في التعامل مع الله جل جلاله، والترقي في السير إليه.
أرأيت لو سأل طفلٌ أباه حاجةً له بإلحاح، في كل يومٍ سبع عشرة مرة، وكان محتاجا لها بحق، وكان الأب يستطيع أن يعطيها إياه، بل يحب ذلك.. أتظنه يمنعه إياها؟
Forwarded from || غيث الوحي ||
قد يسأل العبد الصالح ربه شيئا من الدنيا، فيكون الخير في غير مراده فلا يتحقق لحكمة..

لكنه لا يكاد أحدٌ يسأل ربه مقاما من مقامات الدين صادقا إلا ويجيبه ويعطيه إياه، لأن الله هو المجيب، وقد سأله عبده ما فيه صلاحه.
الذاكرة مثقلة، والمشاعر مختلطة، لكني اليوم سأختار مشاعر الفرح، إيمانا بأنَّ ما رأيناه في هذه الأشهر المكثفة من معية الله وتأييده لتلك الأقدام الحافية، ومن تصبيره وتثبيته لتلك القلوب المكلومة، ما كان كله إلا مددا إلهيا ولا غير، وما كان إلا صورةً من صور النصر بلا ريب، ثم يقينا بأن ما حصل -على صعوبته وألمه- ما هو إلا بوابةٌ لنصرٍ أعظم بإذن الله، فالله مولانا ولا مولى لهم.. (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون).
أحب دائما أن أتخيل النبي ﷺ بيننا، يرى واقع أمته اليوم كما نراه، وأتفكر: ماذا كان ليفعل حينئذ؟ وكيف ستكون أولوياته؟ وكيف سيتعامل مع هذه الأمة التي تنتسب إليه؟

العجيب أني لا أجدُ هذه الفكرة إذا تخيلتها مجرد فكرةٍ عاطفيةٍ محفزةٍ للعمل، بل أجدها -مع ذلك- فكرةً هاديةً ومبصرة، فبمجرد النظر بعين النبي ﷺ لواقع الأمة اليوم، أجدُ أنَّ الطرق تزداد وضوحا، والصفوف تزداد تمايزا، والمقاصد الدعوية النبوية تبرز لتكون مناراتٍ هاديةً للطريق، فصلى عليه ربي، تجد الهداية حتى في مجرد ذكراه!
.
أسئلة القبر الثلاثة هذه، وفكرة أني سأُسأل عنها حقا في تلك الحفرة، وأُمتحن بها في موقفٍ تطيش فيه الأفكار، ولا يبقى حينها من الأجوبة إلا ما استقرّ في صميم النفس.. هذه الفكرة كانت أحد أهم الأسباب التي جعلتني أنضم -قبل خمس سنوات- إلى برنامج البناء المنهجي.

لأنه إذا كانت هذه أهم ثلاثة أسئلة في حياة المسلم، وكل ما سواها تقل أهميته في أول ساعات القبر، فإن الانشغال بتحصيل إجاباتها واليقين بها هو من أهم ما يُفنى به العمر.

وأنا أشهد -بعد تخرجي من هذا البرنامج- أن الطالب فيه يتلقى موادا تصب في صميم تلك الأسئلة، وأنه -لو أخذها بحقها- فإنه يزداد معرفة ويقينا واطمئنانا بشيءٍ عظيمٍ من أجوبتها التفصيلية.

في البرنامج يزداد علمك بالله وكتابه وطريق السير إليه..
ويزداد علمك بالدين وأصوله وأحكامه وعلومه..
ويزداد علمك بالرسول ﷺ وسنته وهديه وحديثه..

ويمكنني أن أجزم -مطمئنا- أنك لو صدقت، وأعطيت البرنامج حقه من وقتك وجهدك، ستنال -بعون الله- أضعاف أضعاف ما ترجوه، وقد سمعتُ ذلك على ألسن المتخرجين منه.

فالبرنامج -بهذا الاعتبار- يعني الجميع، ويحمل المسلم إلى خيرٍ واسعٍ هو أبعد من مجرد تحصيل المعلومات، وعند الصباح يحمد القوم السرى!
يرزقك الخصلة الحسنة، ثم يرزقك ثناء الناس عليها، والحق أنه ما ثَمَّ إلا فضله -سبحانه-.
هذا وقت الثناء على الله..

جاء في مسند أحمد من حديث رفاعة الزرقي -رضي الله عنه-، قال:
لما كان يومُ أحدٍ وانكفأ المشركون، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (استَووا حتى أُثنِيَ على ربِّي) فصاروا حلقةً صفوفًا فقال (اللهمَّ لك الحمدُ كلُّه، اللهمَّ لا قابضَ لما بسطتَ، ولا باسطَ لما قبضتَ، ولا هاديَ لما أضللتَ، ولا مضلَّ لمن هديتَ، ولا معطِيَ لما منعت، ولا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مقربَ لما باعدتَ، ولا مبعدَ لما قربت، اللهمَّ ابسطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك اللهمَّ إني أسألُك النعيمَ المقيمَ الذي لا يحولُ ولا يزولُ، اللهمَّ إني أسألُك النعيمَ يومَ العيلةِ، والأمنَ يومَ الخوفِ، اللهمَّ عائذٌ بك من شرِّ ما أعطيتنا وشرِّ ما منعت منا، اللهمَّ حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزيِّنْه في قلوبِنا، وكرِّهْ إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلنا من الراشدينَ، اللهمَّ توفَّنا مسلمين وأحيِنا مسلمينَ وألحقنا بالصالحينَ غيرَ خزايا ولا مفتونينَ، اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذين يُكذِّبون رسلَك ويصدون عن سبيلِك، واجعلْ عليهم رِجزَك وعذابَك، اللهمَّ قاتلْ كفرةَ الذين أوتوا الكتابَ إلهَ الحق).
أوجد الله الإنسان ووعده وعودا.. وغاية المطلوب منه أن يصدق -قولا وعملا- بأن وعد الله حق!
إنٌَ شبابا تراهم قد عادوا إلى القرآن، فاستمسكوا به، وامتلؤوا بحقائقه، وانطلقوا متلبسين بهداياته، لمن أكبر المبشرات عندي بمستقبل الأمة..
Forwarded from || غيث الوحي ||
أكثر ما يملؤني محبةً وتعظيما للرسول ﷺ، وأدرك فيه شيئا من قدره: هو التأمل في الآيات التي تكشف مقامه ومنزلته عند ربه عز وجل..

هذا البشر الذي كان يمشي على الأرض، يصلي الله -في عليائه- عليه، ويُثني عليه، ويُقسم بحياته، ويضم اسمه إلى اسمه..
يواسيه عند حزنه، ويبرئ ساحته عند اتهامه، وينفي عنه الافتراءات، ويصفه بأجمل الأوصاف، ويعلّم المؤمنين أدب التعامل معه، ويعاتبهم إذا ضايقوه..
يجعل طاعته من طاعته، ومخالفته من مخالفته، ويعلن أنّ عدوه عدوه، ووليه وليه، يبشر أنصاره بجنته، ويتوعد أعداءه بعذابه.
يعده بالنصر، ويتكفل له بالحفظ، ويحيطه بالملائكة والجند، ويبشره بمغفرة ما تقدم وما تأخر من الذنب..

فيا لله أيُّ بشرٍ هذا الذي بلغ ذلك المقام عند رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم!

فلا والله ما قدرناه حق القدر، ولا عظمناه حق التعظيم، ولا أحببناه حق الحب، صلوات ربي وسلامه عليه، بأبي هو وأمي.
كان الرسول ﷺ إذا ذَكَرَ أصحابَ أُحُدٍ قال: واللهِ لَوَدِدتُ أنِّي غُودِرتُ مع أصحابي بنِحْصِ الجَبَلِ.

أخرجه أحمد
{ فَٱصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِینَ • إِنَّا كَفَینَاكَ المُستَهزِئینَ • الذِینَ یَجعَلُونَ مَعَ الله إِلهًا آخَرَ فَسَوفَ یَعلَمُونَوَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدرُكَ بِمَا یَقُولُونَفَسَبِّح بِحَمدِ رَبكَ وَكُن منَ السَّاجِدِینَ • وَاعبُد رَبَّكَ حَتَّى یَأتِیَكَ الیَقِینُ }
[سُورَةُ الحِجۡر]

هذا المقطع نموذجٌ مكثفٌ لمضامين السورة المكية التي خوطب بها النبي صلى الله عليه وسلم في أول دعوته، كل كلمةٍ فيه قد تجد لها عشرات النظائر في سور أخرى.. وهذا يستدعي مزيدا من العناية بتلك الرسائل المتكررة التي كانت ترعى أعظم دعوةٍ على وجه الأرض..

الأمر بأداء مهمة الدعوة وإبلاغ الرسالة، الإشارة إلى الاستهزاء العظيم، والافتراءات والأقوال المسمومة، وأثرها على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بيان علم الله بكل ما يحصل، ومعيته وتصبيره وتثبيته لعبده الذي يبلغ رسالته، وتبشيع ملة المشركين المعرضين، ووعده الجازم بهزيمتهم وتحقق سنته فيهم، ثم إعطاؤه نبيه صلى الله عليه وسلم أسباب الأنس والقرب والثبات، بوصيته إياه بالإعراض عن المعرضين، والإقبال على رب العالمين، بالصلاة والتسبيح والتعظيم حتى الممات.

فذلك -إن سألت- هو المنهج لأتباع المرسلين!
إذا رأيت الخلق وأعمالهم، أو نظرت إلى السماء، أو شاهدت أي مظهرٍ من مظاهر هذا الوجود، فتذكر حلم الله عز وجل، فإن سبب هلاك الخلق قد تحقق، ولولا كلمة سبقت من الله، اقتضاها سعة حلمه ومغفرته وحكمته، لزالت السماوات والأرض، ولما بقي على ظهر هذه الأرض أحد.
ما أطول الطريق وما أشقه إذا تجرد من الاستعانة بالله، هنالك تجد الملاذ الآمن، والركن القوي، والمعين الذي لا تزال تتزود منه طوال الطريق.
2025/02/04 19:13:31
Back to Top
HTML Embed Code: