Telegram Group & Telegram Channel
#مقال

العزلة الفكرية

يعيش اليوم أكثر شباب المسلمين في عُزلة مستحكمة عن دينه وتاريخه وقيمه، فتجد كثيرًا منهم لا يُحسن قراءة القرآن، ولم يطَّلع على السُّنَّة النبوية، ولا يعرف الأحكام الواجبة، ولا يدري عن عظماء أمته -كالصحابة والتابعين وأئمة الدِّين- شيئًا.
وقد ازدادت هذه العزلة مع تهميش المعرفة الدينية في مناهج التعليم والإعلام والحياة الاجتماعية العامة في غالب العالم الإسلامي، حتَّى المساجد لم تعُد تعطي النَّاس ما يكفي ممَّا أوجبه الله، أو تحذِّر ممَّا حرَّمه الله.
ورافق ذلك إهمال الأُسَر في تعليم أبنائهم، فلا يقوم بهذا الواجب مع الأبناء والبنات إلا النزر اليسير، ورموا ذلك على التعليم والمجتمع.

فالشباب اليوم في مسيرتهم في الحياة ليس لديهم «مصادر» تبيِّن لهم دينهم وتاريخهم وقيمهم، وزاد الأمر سوءًا مع انتشار الشهوات والأفكار الضالة في الإعلام، ومواقع التواصل، والواقع الاجتماعي، وبروز التفاهة في الاهتمامات والتفكير والطموح.

ويقابل هذه العزلة اندفاع كبير في الإعلام ومواقع التواصل نحو الشهوات المحرَّمة إلى درجة الشذوذ، والشبهات المضلَّة إلى درجة الإلحاد، والتفاهات الساقطة إلى مستوى هابط في القِيَم، وكثُر فيها الطعن في القرآن والسُّنَّة، والمحكمات الظاهرة في الإسلام، والطعن في علماء الإسلام وقدوات الأمة، وتشويه الالتزام بالدِّين ورميه بالتطرُّف والإرهاب والتشدُّد والتزمُّت ونحو ذلك من الطعون.
وهذا الواقع يُنذر بخطر عظيم على مستقبل المجتمعات الإسلامية وارتباطها بدينها وأخلاقها واستقامة منهجها، وهذه العزلة التي يفرضها المنافقون اليوم على الأمة، ويسوقونها إلى الاقتداء بالغرب، والتعلُّق بالحياة الدنيا، والغفلة عن الآخرة هي واقع مشهود لا يماري فيه أحد.
وزاد الإشكال لما انشغل الدُّعاة اليوم عن الأعمال التعليمية الشرعية التي فيها حياة المجتمع إلى برامج لا تحقِّق الأهداف الشرعية في الحياة العامة؛ لأنَّها لا تُركِّز على الجوهر، بل على أمور هامشية، أو لاستغراقها في الوسائل المباحة وترك الغايات الإيمانيَّة، والمعرفة الشرعية بالعقائد والأحكام والأخلاق معرفة تفصيلية.
ومن أجل أن يقوم أهل العلم والدعوة -وهم الطائفة المنصورة- بما أوجب الله عليهم من البيان؛ فإنَّ عليهم القيام بكثير من المهام الشرعية التي لا يجوز الإخلال بها.

ومن هذه المهام الشرعية الواجبة:
🔹 أولًا: نشر العلم وبثه في كل مكان وبكل وسيلة، فالعلم ليس هواية يمارسها المرء أو متعة ولذة، وإنَّما هو يستلزم واجبات ضروريات يقوم بها من التعليم والقيام بأمر الله، ويكون بثُّ العلم من خلال المشاركات الواسعة في وسائل التواصل والإعلام، وكل باب من الأبواب الموصلة إلى النَّاس.
🔹 ثانيًا: توعية الأُسَر والعوائل والقبائل بتعليم أبنائهم العلم الواجب، وتزكيتهم على الإيمان الصادق والعمل الصالح.
🔹 ثالثًا: إقامة المشاريع والبرامج النافعة في تعليم أصول الدين، وأحكام الشريعة الواجبة، وفتحها للعامة مثل: المنصات الإلكترونية، ومواقع التواصل.
🔹 رابعًا: النصيحة للقائمين على المساجد والشؤون الإسلامية بتفعيل دور المسجد والخطابة وحلقات تعليم القرآن -تلاوة وفقهًا-، وفتح المعاهد التعليمية التي تعلِّم العقيدة والأحكام والآداب، وتاريخ الأمة وعظماء الصحابة والتابعين وعلماء الإسلام.
🔹 خامسًا: تفعيل كل من تخرَّج من الكليات الشرعية في التعليم الديني بالوسائل المتاحة، وكثير من هؤلاء الخريجين لا يقوم بدور في إحياء علوم الشريعة في المجتمع، وهي ظاهرة خطيرة عليهم بالدرجة الأولى؛ لأنَّه من كتمان العلم، وهو من كبائر الذنوب.
🔹 سادسًا: إنشاء مؤسسة أو جمعية في كل مدينة مهمتها القيام بهذا العمل الجليل لجميع شباب المسلمين، فالعلم ليس خاصًّا لفئة يدرسون المتون والمنظومات، بل هو واجب حتمي على كافة الشباب والفتيات.

وخلاصة القول: أنَّ الحاجة ضرورية لإزالة العزلة الفكرية عن الشباب والفتيات في عموم الأمة بكل سبيل، وربطهم بدينهم وتاريخهم وقِيمهم حتى لا تُمسخ الأجيال القادمة، ويصبح أبناؤنا وأحفادنا يجهلون الضروريات والمحكمات الظاهرات في دينهم، وهذا ما يتيح دخول أهل الشهوات والشبهات وصرفهم عن الحق.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami/1327



group-telegram.com/IFaisal_Turki/3553
Create:
Last Update:

#مقال

العزلة الفكرية

يعيش اليوم أكثر شباب المسلمين في عُزلة مستحكمة عن دينه وتاريخه وقيمه، فتجد كثيرًا منهم لا يُحسن قراءة القرآن، ولم يطَّلع على السُّنَّة النبوية، ولا يعرف الأحكام الواجبة، ولا يدري عن عظماء أمته -كالصحابة والتابعين وأئمة الدِّين- شيئًا.
وقد ازدادت هذه العزلة مع تهميش المعرفة الدينية في مناهج التعليم والإعلام والحياة الاجتماعية العامة في غالب العالم الإسلامي، حتَّى المساجد لم تعُد تعطي النَّاس ما يكفي ممَّا أوجبه الله، أو تحذِّر ممَّا حرَّمه الله.
ورافق ذلك إهمال الأُسَر في تعليم أبنائهم، فلا يقوم بهذا الواجب مع الأبناء والبنات إلا النزر اليسير، ورموا ذلك على التعليم والمجتمع.

فالشباب اليوم في مسيرتهم في الحياة ليس لديهم «مصادر» تبيِّن لهم دينهم وتاريخهم وقيمهم، وزاد الأمر سوءًا مع انتشار الشهوات والأفكار الضالة في الإعلام، ومواقع التواصل، والواقع الاجتماعي، وبروز التفاهة في الاهتمامات والتفكير والطموح.

ويقابل هذه العزلة اندفاع كبير في الإعلام ومواقع التواصل نحو الشهوات المحرَّمة إلى درجة الشذوذ، والشبهات المضلَّة إلى درجة الإلحاد، والتفاهات الساقطة إلى مستوى هابط في القِيَم، وكثُر فيها الطعن في القرآن والسُّنَّة، والمحكمات الظاهرة في الإسلام، والطعن في علماء الإسلام وقدوات الأمة، وتشويه الالتزام بالدِّين ورميه بالتطرُّف والإرهاب والتشدُّد والتزمُّت ونحو ذلك من الطعون.
وهذا الواقع يُنذر بخطر عظيم على مستقبل المجتمعات الإسلامية وارتباطها بدينها وأخلاقها واستقامة منهجها، وهذه العزلة التي يفرضها المنافقون اليوم على الأمة، ويسوقونها إلى الاقتداء بالغرب، والتعلُّق بالحياة الدنيا، والغفلة عن الآخرة هي واقع مشهود لا يماري فيه أحد.
وزاد الإشكال لما انشغل الدُّعاة اليوم عن الأعمال التعليمية الشرعية التي فيها حياة المجتمع إلى برامج لا تحقِّق الأهداف الشرعية في الحياة العامة؛ لأنَّها لا تُركِّز على الجوهر، بل على أمور هامشية، أو لاستغراقها في الوسائل المباحة وترك الغايات الإيمانيَّة، والمعرفة الشرعية بالعقائد والأحكام والأخلاق معرفة تفصيلية.
ومن أجل أن يقوم أهل العلم والدعوة -وهم الطائفة المنصورة- بما أوجب الله عليهم من البيان؛ فإنَّ عليهم القيام بكثير من المهام الشرعية التي لا يجوز الإخلال بها.

ومن هذه المهام الشرعية الواجبة:
🔹 أولًا: نشر العلم وبثه في كل مكان وبكل وسيلة، فالعلم ليس هواية يمارسها المرء أو متعة ولذة، وإنَّما هو يستلزم واجبات ضروريات يقوم بها من التعليم والقيام بأمر الله، ويكون بثُّ العلم من خلال المشاركات الواسعة في وسائل التواصل والإعلام، وكل باب من الأبواب الموصلة إلى النَّاس.
🔹 ثانيًا: توعية الأُسَر والعوائل والقبائل بتعليم أبنائهم العلم الواجب، وتزكيتهم على الإيمان الصادق والعمل الصالح.
🔹 ثالثًا: إقامة المشاريع والبرامج النافعة في تعليم أصول الدين، وأحكام الشريعة الواجبة، وفتحها للعامة مثل: المنصات الإلكترونية، ومواقع التواصل.
🔹 رابعًا: النصيحة للقائمين على المساجد والشؤون الإسلامية بتفعيل دور المسجد والخطابة وحلقات تعليم القرآن -تلاوة وفقهًا-، وفتح المعاهد التعليمية التي تعلِّم العقيدة والأحكام والآداب، وتاريخ الأمة وعظماء الصحابة والتابعين وعلماء الإسلام.
🔹 خامسًا: تفعيل كل من تخرَّج من الكليات الشرعية في التعليم الديني بالوسائل المتاحة، وكثير من هؤلاء الخريجين لا يقوم بدور في إحياء علوم الشريعة في المجتمع، وهي ظاهرة خطيرة عليهم بالدرجة الأولى؛ لأنَّه من كتمان العلم، وهو من كبائر الذنوب.
🔹 سادسًا: إنشاء مؤسسة أو جمعية في كل مدينة مهمتها القيام بهذا العمل الجليل لجميع شباب المسلمين، فالعلم ليس خاصًّا لفئة يدرسون المتون والمنظومات، بل هو واجب حتمي على كافة الشباب والفتيات.

وخلاصة القول: أنَّ الحاجة ضرورية لإزالة العزلة الفكرية عن الشباب والفتيات في عموم الأمة بكل سبيل، وربطهم بدينهم وتاريخهم وقِيمهم حتى لا تُمسخ الأجيال القادمة، ويصبح أبناؤنا وأحفادنا يجهلون الضروريات والمحكمات الظاهرات في دينهم، وهذا ما يتيح دخول أهل الشهوات والشبهات وصرفهم عن الحق.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami/1327

BY قناة | فيصل بن تركي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/IFaisal_Turki/3553

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

To that end, when files are actively downloading, a new icon now appears in the Search bar that users can tap to view and manage downloads, pause and resume all downloads or just individual items, and select one to increase its priority or view it in a chat. Since January 2022, the SC has received a total of 47 complaints and enquiries on illegal investment schemes promoted through Telegram. These fraudulent schemes offer non-existent investment opportunities, promising very attractive and risk-free returns within a short span of time. They commonly offer unrealistic returns of as high as 1,000% within 24 hours or even within a few hours. Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. Crude oil prices edged higher after tumbling on Thursday, when U.S. West Texas intermediate slid back below $110 per barrel after topping as much as $130 a barrel in recent sessions. Still, gas prices at the pump rose to fresh highs. For tech stocks, “the main thing is yields,” Essaye said.
from ms


Telegram قناة | فيصل بن تركي
FROM American