group-telegram.com/Al_Kamal313/8603
Last Update:
على خطاكِ يا سيدتي
كانت تقيم مجلسًا للدعاء في ليالي شهر رمضان وكان المجلس يضم الكثيرات ومن مختلف الطبقات الثقافية والماديّة ، وكان في هذا الجمع بعض النساء العجائز ، وكان هؤلاء الأمهات يسألن عن كل شيء ويطرحن حتی الاسئلة الابتدائية ممّا يثير تذمّر بعض المحاضرات ويتمنين أن ينقطع هؤلاء النسوة عن الحضور معهن في المجلس، وصارحن الشّهيدة بنت الهدى بذلك فأبتسمت وقالت :
الدعوة للجميع ولا أدري ما الذي يضرّكم من حضور هؤلاء الأمهات اللاتي يطلبن المعرفة ؟
وهل هناك سن محدد لطلب العلم والمعرفة ، وهل المعرفة حق لأحدٍ دون أحد، إنّ من شأن المبلغ الصادق إن يفتح قلبه لجميع الناس وعلىٰ مختلف هوياتهم وثقافاتهم فما ذنبهم حتىٰ يحرموا من النور وقد قدّم الإسلام أول شهيد له امرأة كانت أمّة لأحد المشركين وها نحن نتأسى ونستنير بتلكَ المرأة وموقفها : (الشّهيدة بنت الهدىٰ سيرتها ومسيرتها/ الصفحة ٧٧)
يالها من سيرة عطرة ....
كم نحتاج للتخلق بإفعالها وكلماتها؟ حقًا إنها رائعة.
إن بنت الهدىٰ نالت شرف الشهادة وهي غير متزوجة، وغالبا ما يطرح تساؤل في هذا الأمر: لماذا لم تتزوج وهي قد بلغت الخمسين من عمرها؟!
برأيكم هل (عدم الزواج) كان ضمن منهج اقتنعت به، أم لأسباب تتعلق بما نسميه (القسمة والنصيب) في يومنا الحاضر
تقول أم أبرار : في الحقيقة، من خلال قربي من الشهيدة بنت الهدىٰ ومعرفتي لأسرارها وكل أخت من الأخوات اللواتي كن مع بنت الهدئ تعتبرها قريبة لها كان واضحًا لي أن عدم زواجها لم يكن بسبب العمل، فهذا اشتباه خطير جدًا وأتذكر أنه في إحدى ندوات أُمسيات السبت.
(عند بیت المرحوم السيد إسماعيل الصدر بالكاظمية) والتي كانت تديرها الشهيدة استجابة لرغبتنا ، سألتها إحدى النساء وقالت :"علوية يقال أنكِ لم تتزوجي لأنك متفرغة للعمل!"، فكان الانفعال واضح جدا على الشهيدة بنت الهدئ ، وقالت : "أنا لا أرضىٰ بهذا الكلام الذي يقال عني ، أنا لم أرفض الزواج، لكنه لحد الآن لم يتقدم لي الشخص الكفوء"(الأستاذة الفاضلة "أم أبرار الحيدر" إلهام باقر زوجة السيد محمد الحيدري)، فلأنها إمرأة رسالية فهي تعلم أهمية الزواج للمرأة المسلمة ودوره الكبير في حفظ المجتمع من الانحلال والضلال ولذا لايمكن أن تكون ممن يتهاون بهذا الأمر وهي المرأة القدوة لجيلها.
إن الواجب علينا نحنُ النساء إن تكون كتاباتنا موجهة إلى المرأة وأدوارها المتعددة في المجمتع ونركز عليها ليس من باب العنصرية، بل من باب أهل مكة أدرى بشعابها، فمن غير المرأة يمكنها أن تحاكي مشاكل المرأة والتحديات التي تواجهها.
وكل ذلك لأنها صانعة للجنسين بإذن الله تعالى و قد تكون مدمرة للجنسين بإذن الشيطان .. وهذا هو مايريده أعدائنا.
يصرح أحد المستشرقين الأوربيين: إدوارد مونتاغيوا، له مقال نشر في الصحف البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، قال: إذا استطعنا تفريغ المرأة من شخصية زينب وبقايا زينب فذلك بداية الانتصار ؛ اعلموا أنكم لن تستطيعوا تفريغ رجال المسلمين من محتواهم الفكري و الأخلاقي ! ولكن المرأة هي من تستطيع تفريغهم من ذلك، فأوكلوا لها المهمة وكافؤوها بالمديح وإغداق المصطلحات الجميلة ؛ أسمعوها باستمرار كلمات تنسيها قيمها ، من قبيل كوني أنثى ناعمة،جميلة... و إلى آخرهِ. (نقلًا عن مركز القلم للأبحاث والدراسات)
فإذا كان هذا الغربي يعرف قيمة ودور السيدة زينب عليها السلام في الأخذ بيد نساء المسلمين إلى المراتب العليا، فلماذا لاتتخذها المرأة المسلمة قدوة بدلا من الصور المشوهة للنساء التي تطالعنا كل يوم في مواقع التواصل بدعوى حرية المرأة وتمكينها؟!
إن صرختها عليها السلام التي ظلت مدوية على مر العصور (فوالله لا تمحو ذكرنا) تبقى تذكرنا بأن العفة والحجاب هما الذان يحفظان كرامة المرأة مهما اضطلعت بمهام وأينما حلت
عهدا منا لك سيدتي نبقى نرددها أسوة بك من الحياة إلى الممات .....
فوالله لن تمحو ذكرنا.....
يقين محمد
BY مَا كُتِبَ ✍
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/Al_Kamal313/8603