Telegram Group & Telegram Channel
‏عِشْ حياتكَ ولا تلتفِتْ!

مما يُروى في بابِ أنَّ النَّاسَ لا يتركون أحداً في حاله:
أن جُحا وابنه حزما أمتعتهما للسفر إلى مدينةٍ مجاورةٍ لقضاء حوائجهما التي لا تتوفر في القرى المحيطة، فركبا ظهر الحمار وانطلقا، وعندما وصلا إلى أقرب قرية عليهما
قال الناس: يا لهذين القاسيين يركبان ظهر الحمار بلا شفقة ولا رحمة!
فنزل الابن وبقي جحا راكباً، وعندما وصلا إلى القرية التالية...
قال الناس: يا لهذا الأب المستبد يركب ظهر الحمار بينما يتكبد ابنه مشقة المسير!
فنزل جحا وركب ابنه، وعندما وصلا إلى القرية الأخيرة قبل المدينة
قال الناس: يا لهذا الولد الولد العاق، يركب ظهر الحمار ويدع أباه يمشي!
فنزل جحا وابنه يمشيان وليس على ظهر الحمار أحد، وعندما وصلا إلى المدينة...
قال الناس: يا لهذين المغفلين، يمشيان ومعهما حمار يصلح للركوب!

جحا بالمناسبة شخصية حقيقية، ليس فيها شيء من العبط الذي يُنسبُ إليها، ولكن الرجل غدا في الناس أيقونة كلما ألّف أحدهم قصة فيها شيء من الحمق نسبها إليه!
تماماً كما أن كل بيت غزلي لا يُعرف له قائل يُنسب لبني عُذرة قبيلة العرب العاشقة!
وكما أن كل رواية غريبة تُنسب للأصمعي، حتى غدا الرجل في ظل الناس كذاباً، وهو في الحقيقة من أوثق العرب رواية وأدقهم أمانة!
وكما أن كل قصة في البخل تُنسب لأهل مرو بعد أن جعلهم الجاحظ قِبلة البخل!

وليس هنا مربط الفرس، ولا اسطبل الكلام!
لهذا أرجع بكم إلى الحكاية التي بدأتُ بها!
الناس هم الناس في كل عصر! هوايتهم المفضلة التدخل في شؤون الناس!
وهم في الغالب يتطوعون لتشخيص مشاكل الآخرين ووضع حلول لها، على الرغم أنهم لو تفرغوا لتشخيص مشاكلهم وحلها لن يكون لهم وقت لمشاكل الآخرين، ولكنها اللقافة والحشرية السَّمتُ الأصيل لقاطني هذا الكوكب!
وأسوأ ما في الأمر أنك أحياناً لا تعرف ما الذي يرضي الناس لتفعله!
فالذي يستشير زوجته عندهم محكوم، والذي لا يستشيرها عندهم مستبد!
والتي تسمع كلام زوجها عندهم ضعيفة الشخصية، والتي لا تسمع كلام زوجها عندهم مسترجلة!
الذي يعمل بوظيفتين ليكفي نفسه مسألتهم عندهم يريد أن يأكل الدنيا، ومن يرونه يُسيِّر أموره بالعافية يتساءلون: لماذا لا يبحث عن وظيفة ثانية!
التي تتزوج وتتفرغ لبيتها يقولون عنها مسكينة كانت ذكية وضيّعت نفسها، والتي تتزوج وتقرر متابعة تعليمها يتساءلون: لماذا لا تتفرغ لبيتها!
الذي له صحبة يرافقهم إلى الملاعب والمقاهي عندهم ضائع وبلا هدف، والذي يدرس ويجتهد ويمضي وقته بين الكتب عندهم معقد!
هي حياتك أنت، فعشها كما يحلو لك، ما دمتَ على قناعة أنك تفعل الصواب، ولا تبحث عن قيمتك في أعينهم، يكفي أن تكون كبيراً في عين نفسك!
وإذا كنتَ تعتقد أنه يمكن النجاة من كلام الناس بغض النظر عن الحال التي أنتَ عليها فأنتَ لم تعرف الناس، الناس هم الذين قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ساحر ومجنون!
وعندما لم يجدوا للوط عليه السلام ذنباً
قالوا: «أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون»!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

#روشتة_الوعي 🔱
#وعي ♦️
#رسالة ✉️



group-telegram.com/Fo_iF/4211
Create:
Last Update:

‏عِشْ حياتكَ ولا تلتفِتْ!

مما يُروى في بابِ أنَّ النَّاسَ لا يتركون أحداً في حاله:
أن جُحا وابنه حزما أمتعتهما للسفر إلى مدينةٍ مجاورةٍ لقضاء حوائجهما التي لا تتوفر في القرى المحيطة، فركبا ظهر الحمار وانطلقا، وعندما وصلا إلى أقرب قرية عليهما
قال الناس: يا لهذين القاسيين يركبان ظهر الحمار بلا شفقة ولا رحمة!
فنزل الابن وبقي جحا راكباً، وعندما وصلا إلى القرية التالية...
قال الناس: يا لهذا الأب المستبد يركب ظهر الحمار بينما يتكبد ابنه مشقة المسير!
فنزل جحا وركب ابنه، وعندما وصلا إلى القرية الأخيرة قبل المدينة
قال الناس: يا لهذا الولد الولد العاق، يركب ظهر الحمار ويدع أباه يمشي!
فنزل جحا وابنه يمشيان وليس على ظهر الحمار أحد، وعندما وصلا إلى المدينة...
قال الناس: يا لهذين المغفلين، يمشيان ومعهما حمار يصلح للركوب!

جحا بالمناسبة شخصية حقيقية، ليس فيها شيء من العبط الذي يُنسبُ إليها، ولكن الرجل غدا في الناس أيقونة كلما ألّف أحدهم قصة فيها شيء من الحمق نسبها إليه!
تماماً كما أن كل بيت غزلي لا يُعرف له قائل يُنسب لبني عُذرة قبيلة العرب العاشقة!
وكما أن كل رواية غريبة تُنسب للأصمعي، حتى غدا الرجل في ظل الناس كذاباً، وهو في الحقيقة من أوثق العرب رواية وأدقهم أمانة!
وكما أن كل قصة في البخل تُنسب لأهل مرو بعد أن جعلهم الجاحظ قِبلة البخل!

وليس هنا مربط الفرس، ولا اسطبل الكلام!
لهذا أرجع بكم إلى الحكاية التي بدأتُ بها!
الناس هم الناس في كل عصر! هوايتهم المفضلة التدخل في شؤون الناس!
وهم في الغالب يتطوعون لتشخيص مشاكل الآخرين ووضع حلول لها، على الرغم أنهم لو تفرغوا لتشخيص مشاكلهم وحلها لن يكون لهم وقت لمشاكل الآخرين، ولكنها اللقافة والحشرية السَّمتُ الأصيل لقاطني هذا الكوكب!
وأسوأ ما في الأمر أنك أحياناً لا تعرف ما الذي يرضي الناس لتفعله!
فالذي يستشير زوجته عندهم محكوم، والذي لا يستشيرها عندهم مستبد!
والتي تسمع كلام زوجها عندهم ضعيفة الشخصية، والتي لا تسمع كلام زوجها عندهم مسترجلة!
الذي يعمل بوظيفتين ليكفي نفسه مسألتهم عندهم يريد أن يأكل الدنيا، ومن يرونه يُسيِّر أموره بالعافية يتساءلون: لماذا لا يبحث عن وظيفة ثانية!
التي تتزوج وتتفرغ لبيتها يقولون عنها مسكينة كانت ذكية وضيّعت نفسها، والتي تتزوج وتقرر متابعة تعليمها يتساءلون: لماذا لا تتفرغ لبيتها!
الذي له صحبة يرافقهم إلى الملاعب والمقاهي عندهم ضائع وبلا هدف، والذي يدرس ويجتهد ويمضي وقته بين الكتب عندهم معقد!
هي حياتك أنت، فعشها كما يحلو لك، ما دمتَ على قناعة أنك تفعل الصواب، ولا تبحث عن قيمتك في أعينهم، يكفي أن تكون كبيراً في عين نفسك!
وإذا كنتَ تعتقد أنه يمكن النجاة من كلام الناس بغض النظر عن الحال التي أنتَ عليها فأنتَ لم تعرف الناس، الناس هم الذين قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ساحر ومجنون!
وعندما لم يجدوا للوط عليه السلام ذنباً
قالوا: «أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون»!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

#روشتة_الوعي 🔱
#وعي ♦️
#رسالة ✉️

BY - تثقف: فلسفة الوعي 📮


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/Fo_iF/4211

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

As the war in Ukraine rages, the messaging app Telegram has emerged as the go-to place for unfiltered live war updates for both Ukrainian refugees and increasingly isolated Russians alike. Stocks dropped on Friday afternoon, as gains made earlier in the day on hopes for diplomatic progress between Russia and Ukraine turned to losses. Technology stocks were hit particularly hard by higher bond yields. Telegram was co-founded by Pavel and Nikolai Durov, the brothers who had previously created VKontakte. VK is Russia’s equivalent of Facebook, a social network used for public and private messaging, audio and video sharing as well as online gaming. In January, SimpleWeb reported that VK was Russia’s fourth most-visited website, after Yandex, YouTube and Google’s Russian-language homepage. In 2016, Forbes’ Michael Solomon described Pavel Durov (pictured, below) as the “Mark Zuckerberg of Russia.” Lastly, the web previews of t.me links have been given a new look, adding chat backgrounds and design elements from the fully-features Telegram Web client. But the Ukraine Crisis Media Center's Tsekhanovska points out that communications are often down in zones most affected by the war, making this sort of cross-referencing a luxury many cannot afford.
from nl


Telegram - تثقف: فلسفة الوعي 📮
FROM American