group-telegram.com/SulimanAlnajran/1404
Last Update:
كيف تقرأ الموافقات؟
وفق أربع مستويات:
الأول: وهو أضعفها أن تقرأ كل مسألة وحدها مفصولة عن سباقها ولحاقها من المسائل، ومقطوعة عن موضوعها القريب وموضوعها البعيد، ومعزولة عن المقدمات، وعن قسم الكتاب الذي سبقها، ودون تحرر بذهن القارئ مقصد الشاطبي من كتابته للموافقات، وبلا دراية بما سيذكره في أقسام الكتاب الأخرى.
الثاني: أن تقرأ المسألة مع استحضار سابقها ولاحقها من المسائل، ومع ربطها بعنوانها القريب والبعيد، لكن دون استصحاب موضوع الكتاب ولا سوابقها ولواحقها من أقسام الكتاب.
مثلا: مسألة في النوع الثاني من أقسام المقاصد يستصحب في قراءتها: نوعها وهو قصد الشريعة في وضع الشريعة للإفهام، بقسمها وهو مقاصد الشارع، لكن دون استحضار للمقدمات، ودون النظر بالحكم الشرعي الذي جاء سابقا لقسم المقاصد، وبلا معرفة بما سيذكره من أقسام الكتاب الأخرى، وهذا المستوى متوسط.
الثالث: وهذا المستوى قوي، لكنه ليس نهائيا: بأن تقرأ المسألة مع استحضار عنوان نوعها وقسمها، وكذا استحضار ما سبقها من المقدمات، وما سبقها من أقسام الكتاب كالأحكام، وقد تحرر في ذهن القارئ مقصد الشاطبي من كتابته للموافقات.
الرابع:- وهو المنتهي-بأن يقرأ كل مسألة مع تصور لكل الكتاب أو غالبه جزئيا وكليا، سابقه ولاحقه, وهذا لا يحصل إلا بقراءتين أو ثلاث سابقتين للكتاب كله، وهذا المستوى يمكن تسميته:ب "فهم الموافقات بالموافقات".
ومما بدل لذلك: كثرة الإحالات عند الإمام الشاطبي: إحالات على سابق وإحالات على لاحق، وهذا يكشف قوة استحضار الشاطبي لما كتب سابقا ولما سيكتب لاحقا عند كتابته الحالية، مما يبين أهميته بفهم ما يكتبه الآن، وهذا المستوى هو ما وصل إليه الشيخ عبدالله دراز -رحمه الله - في تعليقاته على الكتاب، فقد استحضر الكتاب كله من أوله إلى آخره وهو يعلق عليه؛ لذا كانت تعليقاته أقوى تعليقات على الموافقات مطلقا، والله أعلم.
BY مدونة سليمان بن محمد النجران
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/SulimanAlnajran/1404