group-telegram.com/alnatheerr/10407
Last Update:
غالبًا ما يكون الوصف على مدى إدراك الواصف، فالغلام الصغير حينما يصف شيئا غريبا رآه لم يكن له به سابقُ عهد فإذا كان هذا الشيء ضخما مثلا أو طويلا فإنه يضرب له مثالا بأضخم شيء رآه أو أطوَل شيء يعرفه، ويكون هذا هو غاية الضخامة أو منتهى الطول بالنسبة إلى مَداركه هو وما اختزن في ذهنه وعقله من المعلومات القليلة والمدركات المحدودة، في حين أن هذا الشيء بالنسبة إلينا قد يكون معتادا ومألوفا لا نرى فيه عظمة ولا نلحظ فيه تلك المبالغة التي يراها الطفل.
وكذلك نحن الكبار لا يختلف أمرنا في وصف الأشياء عن حال هذا الطفل بالنسبة لمَن تتسع مداركه وخزائن معلوماته أكثر منا، إلا أن القُدرات هاهنا متفاوتة، تبعا لتفاوت المعلومات المخزونة المَقيس عليها، وتبعا لحال الشخص الواصف نفسه مع الموصوف وقوة إحساسه بحقيقته ووقوفه على مرتبته الواقعية ومدى تطرُّق الوهم إليه عند الوصف.
فإذا ما صعَّدتَ النظر ورأيت أعلم العالمين - سبحانه جل شأنه - وهو المحيط بكل شيء المنزّه عن الأوهام، الصادق فيما يخبر به، يقول في حق حبيبه - صلى الله عليه وسلم- " وإنك لعلى خلق عظيم" فلا ينبغي أن نفهم مقدار هذه العظمة على مقدار تصوراتنا ومداركنا نحن، بل نفهمها في إطار عظمة الواصف - سبحانه- ومدى إحاطته بحقائق الأشياء ومُفاضلته هو بينها، حينئذ ينعقد اللسان وتتقاصر الأفكار عن إدراك حقيقة هذه العظمة المحمدية التي لا يعرف مرتبتها الحقّة إلا خالقُه الحق - جل وعلا -.
BY الدُّرّ النَّثِير
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/alnatheerr/10407