group-telegram.com/elmandaml24/4344
Last Update:
الحمد لله .. وبعد،
صادفت مقطعًا طريفًا للشيخ أحمد السيد مع مجموعة من الأطفال أو الشباب الصغير يسألهم أسئلة، فقال لأحدهم: ماذا تعرف عن عبد الله بن الزبير؟
فكأن الولد تلعثم قليلًا ولم يستحضر معلومات للإجابة فاكتفى بقوله: هو صحابي.
يُخيل إليّ أن أصدقاء هذا الولد من حوله شعروا بموقفه وربما إحراجه؛ فسارعوا في التصفيق له والدعم وكأنه أجاب إجابة مبهرة، رغم فقر إجابته في الواقع.
الحقيقة من أعظم صعوبات هذا الزمان؛ أنك لا تكاد تجد هذه النوعية من الأصدقاء اللهم إلا فيما يندر جدًا.
بل لا تكاد تجد صديقًا واحدًا تستطيع أن تقول أنه حصيلة مكسبك من رحلة الحياة الشاقة؛ يشاركك همك وفرحك ولحظات أحزانك وأحلامك ويدعمك بنفسه ووجدانه حال إخفاقاتك ونكباتك وإن تباعدت المسافات ..
ذاك الذي لا تحتاج أن تبحث عنه وقت حاجتك لمن يقول لك: اطمئن أنا معك مهما قست عليك الليالي.
دع عنك معسول الكلام والمشاركات السهلة؛ فهذا يحسنه الكثير؛ العبرة الحقيقية في صدق المشاعر والأخوة التي لا ينقصها البعد والجفاء.
ذاك الصاحب الذي لا تستنكف أن تسكب معه العبرات و تشاطره ما في نفسك وكأنه روحك المنفكة عن جسدك.
معانٍ كثيرة لا أحسن استدعاء الحروف التي تضاهيها، بيد أنكم قطعًا تشعرون بها دون الحاجة لبيان.
يستهويني هنا ذكر ما رواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه: قال: قلت لأبي: لم لا تصحب الناس؟
قال: لوحشة الفراق.
وكأن مشكلة الإمام أحمد هي أنه رجل إذا صاحب أقبل على صاحبه بكل كيانه وصار له روحًا يخشى فراقها.
أما نحن فصرنا إلى زمان لا تكاد تجد فيه صاحبًا أصلًا حتى تخشى فراقه أو لا تخشاه.
العجيب أنك قد تجد من معاني الرجولة والإخاء والصداقة الراسخة بين أناس أبعد ما يكونون عن الدين والاستقامة الشيء العجيب، في حين لا تجد مثله بين جمهرة من أهل الاستقامة.
لذا من وجد منكم صاحبًا صادق المحبة والوفاء فليمسك عليه عمره كله؛ فذاك كنز يجابه به قسوة الأيام والليالي
وكذا من وجدت أختًا تصدق محبتها بالفعل قبل القول، فمن أعظم الخسران التفريط فيها.
الشيخ أحمد سيف
#علموا_الناس_الخير
BY 💙💭علم وعمل💭💙
Share with your friend now:
group-telegram.com/elmandaml24/4344