Telegram Group Search
وأنا أنظر إلى صورك وأخبرك قليلاً عن ما حدث في غيابك لمحت سقف غرفتي يبكي، والأريكة التي أجلس عليها تبكي وذلك الجدار الذي كان خلفي يبكي، وقد أكون أنا أيضاً أبكي.
رُبما على حاءِ الحيرة نُقطة لا تراها.
ونسيت أن أبكي في المواقف الصعبة التي كانت تستدرجني للبكاء تظاهرت بالثبات والصمود كما لو أنها لم تؤثر في قلبي، تجاوزت تجاوزت حتى انفجرت
باكياً لسبب تافه لا يذكر
"أعي تمامًا معنى أن تتضارب رغباتك مع قناعاتك، أن يستهويك أمر لدقيقة ثم تشمئز منه الدقيقة التي تليها"
"لم أعلم بأن الفقد قادر أن يتحكم بطعم الحياة بهذا الشكل المرعب"
"كُنت أعرف أن الحدث ذاته لن يستمر، لكن الأثر! إنه يبقى، يتفاقم، يتمدد للأبد"
"أنا شخص مصاب بشدة التركيز، وربط الأمور المُعقدة، مُصاب بمعرفة الأمر قبل حدوثه، ولم أجد مخرجًا من هذا، وتلك قضيتي الوحيدة."
"حتى في اسوأ حالاتي كنت أدعو لك معي.. كان قلبي لا يغفل عنك"
"أعي تمامًا معنى أن تتضارب رغباتك مع قناعاتك، أن يستهويك أمر لدقيقة ثم تشمئز منه الدقيقة التي تليها"
هل ينسى الإنسان فكرة أن هناك شخصًا أستهان بمشاعره ؟
علاقتي بالأشياء ليست ثابتة، متأرجحة بين المعرفة والجهل، في لحظة أظن بأني فهمتها وفي لحظة أخرى كأنها غريبة عليّ، لم أحظى بيقين ثابت طوال حياتي لشيء واحد فقط، وكلما اقتربت من ذلك، أعادتني لحظة شك عشر خطوات إلى الخلف، فلم أعد أحاول.
ليالٍ كثيرة عبرتها بكل هذا الهدوء حتى اعتدته، تفزعني الآن كل التدخلات ولم أعد أجيد التعامل معها.
يَجري الآن نقاش حاد مع سقّف الغُرفة
ثمّ يخرجُ شعورك من عينيك ، لأن داخلك لم يعُد يتسع .
تعال إلي فالأيام ثقل
ومن إلاك يجعلها خفافا
وإنّ ليالي الأشواق تمضي
على أرواحنا سبعا عجافا
وكل الناس قد علموا بأنّي
متيم بعينك لا خلافا
فخذني حيث لا حزن وبيّن
لعل القلب من الخوف تلاشى
فقلبُ أنت أخذهُ إليك
حرامٌ بعد أمنك أن يخافا
"لقد زرعوا فينا خذلانًا نخشى بعده كلّ يد تمتد إلينا وإن كانت صادقة."
كان من الممكن لحياتي أن تكون كافية وعلى مقاسي لولا أن خيالي كان يوسعها دائماً
ظننت للحظة أنني خلعت عني عباءة الماضي ومضيت في طريق جديد، كما لو أنني تركت كل شيء خلفي بلا رجعة. لكن الحقيقة أكثر قسوة مما تصورت. لم أتخط شيئاً؛ كنت عالقاً في مكان ما بين الاستسلام والمواجهة، أستيقظ كل يوم، ليس لأعيش، بل لأُعيد نفس الحكاية بلا معنى، وأعود للنوم وكأنني أهرب من الوقت نفسه.
لم أفقد الرغبة دفعة واحدة، بل سقطت مني قطعة قطعة، حتى أصبحت خاوياً من الداخل. الوقت لم يضِع فقط؛ بل تسرب ببطء، وكأنه كان يتلذذ بتجريدي من كل ما أملك. كل شيء من حولي مضى، تجاوزني كما لو أنني لم أكن، وأنا بقيت في مكاني، أحمل عبء أشياء لم أستطع تجاوزها، ولا أملك الجرأة حتى للاعتراف بذلك.
الليلة الأخيرة من ديسمبر، وكل شيء يلفّه الصمت. داخلي حنين يثقل كاهلي، يحمل ملامح وجوه غابت وأحلاماً لم تكتمل. أعود بذاكرتي، أفتش عن لحظات دفنتها الأيام؛ ضحكاتٌ صارت همساً، وكلمات لم تقال
أشعر بالوقت وهو يمر ببطءٍ قاسٍ، كأنه يعاقبني على كل شيء لم أفعله. هناك ثقل يطوقني، ثقل الخيبات التي لم أنجُ منها، والآمال التي تحولت رماداً. أحاول أن أهرب، لكن ديسمبر يحتضنني بقسوته، يُريني كل ما هربت منه.
لا أريد شيئاً من الغد؛ كل ما أرجوه أن ينتهي هذا الليل، أن يطوي الحزن كما يطوي الزمن أوراقه. لكنني أعلم أن هذا العبء لن يزول، وأنني سأحمله معي إلى العام الجديد، كما حملته من الأعوام التي مضت.
الإنسان بعد إحتراقه يتجمد.
2025/01/12 07:52:59
Back to Top
HTML Embed Code: