Telegram Group & Telegram Channel
(بشاعة إحراق المؤمنين، ومعاجلة المحرقين بالعقوبة)

ذكّر الله عباده بحادثة الأخدود مع أنها قبل الإسلام، وقد مضى عليها زمن، ولكن لحرمة المؤمن، وبشاعة الفعلة، أنزل الله سورة البروج مقسماً أربع مرات في أولها، ثم قال: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ﴾ أَيْ: لُعِنُ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ.
ثم ذكر الله سبحانه مشاهد الواقعة المؤلمة فقال: ﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
قال السعدي: "وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب، الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة يمدحون عليها، وبها سعادتهم، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد".

ثم أخبر سبحانه أنه (العزيز الحميد، الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد) ومن كانت هذه صفاته فلن يدع الظالم بلا عذاب، ولن يضيع حق المؤمنين، ولكنه قدّر المقادير لحكمة محمودة العواقب.
قال الرازي: "وأشارَ بِقَوْلِهِ: (الحَمِيدِ) إلى أنَّ المُعْتَبَرَ عِنْدَهُ سُبْحانَهُ مِنَ الأفْعالِ عَواقِبُها فَهو وإنْ كانَ قَدْ أمْهَلَ لَكِنَّهُ ما أهْمَلَ، فَإنَّهُ تَعالى يُوصِلُ ثَوابَ أُولَئِكَ المُؤْمِنِينَ إلَيْهِمْ، وعِقابَ أُولَئِكَ الكَفَرَةِ إلَيْهِمْ".

لذا توعد الله أصحاب هذا الفعل القبيح بأن لهم (عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق).
قال جماعة من السلف: (عذاب جهنم) في الآخرة، و (عذاب الحريق) في الدنيا، وفي ذلك بشارة بقرب هلاك من فعل هذه الفعلة الظالمة في الدنيا قبل الآخرة، وقد حصل ذلك لأصحاب الأخدود، فإنهم لم يلبثوا طويلاً حتى أزالت الحبشة ملكهم، وروى بعض السلف أن من أحرق أُحرق بتلك النار التي أوقدوها.

ثم ذكر الله ما أعد للمؤمنين في الآخرة، تسلية لهم في مصابهم.

ثم ذكر الله أن بطشه شديد، وأنه غفور ودود، ليعلم المؤمن أنه سبحانه لن يترك عباده، فهو يودهم، ويغار على أحبابه من أن يُحرقوا ويُمثّل بهم، فالبطش بالظالم قريب لأنه اعتدى على من يحبه الله، والله يغار وغيرته أن تنتهك محارمه، وحرمة أحبابه من أعظم الحرمات.

وأخبر سبحانه أنه (فعّال لما يريد) فلا تعترض على تقدير الله وتظن ظن السوء، فهو يفعل ما يشاء لكمال ملكه وحكمته.

ثم ذكر الله ما حل بثمود وقوم فرعون، للدلالة على مآل الظالمين في الدنيا والآخرة، وأنهم مهما بلغوا من ملك وقوة وحضارة وتجبر، فعاقبتهم الهلاك، وفي ذلك بشارة بشفاء صدور المؤمنين، فأحسنوا الظن بربكم.

قال ابن القيم عن سورة البروج: "فهذه السورة كتاب مستقل في أصول الدين تكفي من فهمها".



group-telegram.com/nassermuteb/865
Create:
Last Update:

(بشاعة إحراق المؤمنين، ومعاجلة المحرقين بالعقوبة)

ذكّر الله عباده بحادثة الأخدود مع أنها قبل الإسلام، وقد مضى عليها زمن، ولكن لحرمة المؤمن، وبشاعة الفعلة، أنزل الله سورة البروج مقسماً أربع مرات في أولها، ثم قال: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ﴾ أَيْ: لُعِنُ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ.
ثم ذكر الله سبحانه مشاهد الواقعة المؤلمة فقال: ﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
قال السعدي: "وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب، الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة يمدحون عليها، وبها سعادتهم، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد".

ثم أخبر سبحانه أنه (العزيز الحميد، الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد) ومن كانت هذه صفاته فلن يدع الظالم بلا عذاب، ولن يضيع حق المؤمنين، ولكنه قدّر المقادير لحكمة محمودة العواقب.
قال الرازي: "وأشارَ بِقَوْلِهِ: (الحَمِيدِ) إلى أنَّ المُعْتَبَرَ عِنْدَهُ سُبْحانَهُ مِنَ الأفْعالِ عَواقِبُها فَهو وإنْ كانَ قَدْ أمْهَلَ لَكِنَّهُ ما أهْمَلَ، فَإنَّهُ تَعالى يُوصِلُ ثَوابَ أُولَئِكَ المُؤْمِنِينَ إلَيْهِمْ، وعِقابَ أُولَئِكَ الكَفَرَةِ إلَيْهِمْ".

لذا توعد الله أصحاب هذا الفعل القبيح بأن لهم (عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق).
قال جماعة من السلف: (عذاب جهنم) في الآخرة، و (عذاب الحريق) في الدنيا، وفي ذلك بشارة بقرب هلاك من فعل هذه الفعلة الظالمة في الدنيا قبل الآخرة، وقد حصل ذلك لأصحاب الأخدود، فإنهم لم يلبثوا طويلاً حتى أزالت الحبشة ملكهم، وروى بعض السلف أن من أحرق أُحرق بتلك النار التي أوقدوها.

ثم ذكر الله ما أعد للمؤمنين في الآخرة، تسلية لهم في مصابهم.

ثم ذكر الله أن بطشه شديد، وأنه غفور ودود، ليعلم المؤمن أنه سبحانه لن يترك عباده، فهو يودهم، ويغار على أحبابه من أن يُحرقوا ويُمثّل بهم، فالبطش بالظالم قريب لأنه اعتدى على من يحبه الله، والله يغار وغيرته أن تنتهك محارمه، وحرمة أحبابه من أعظم الحرمات.

وأخبر سبحانه أنه (فعّال لما يريد) فلا تعترض على تقدير الله وتظن ظن السوء، فهو يفعل ما يشاء لكمال ملكه وحكمته.

ثم ذكر الله ما حل بثمود وقوم فرعون، للدلالة على مآل الظالمين في الدنيا والآخرة، وأنهم مهما بلغوا من ملك وقوة وحضارة وتجبر، فعاقبتهم الهلاك، وفي ذلك بشارة بشفاء صدور المؤمنين، فأحسنوا الظن بربكم.

قال ابن القيم عن سورة البروج: "فهذه السورة كتاب مستقل في أصول الدين تكفي من فهمها".

BY قناة ناصر آل متعب


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/nassermuteb/865

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

It is unclear who runs the account, although Russia's official Ministry of Foreign Affairs Twitter account promoted the Telegram channel on Saturday and claimed it was operated by "a group of experts & journalists." The message was not authentic, with the real Zelenskiy soon denying the claim on his official Telegram channel, but the incident highlighted a major problem: disinformation quickly spreads unchecked on the encrypted app. Telegram has gained a reputation as the “secure” communications app in the post-Soviet states, but whenever you make choices about your digital security, it’s important to start by asking yourself, “What exactly am I securing? And who am I securing it from?” These questions should inform your decisions about whether you are using the right tool or platform for your digital security needs. Telegram is certainly not the most secure messaging app on the market right now. Its security model requires users to place a great deal of trust in Telegram’s ability to protect user data. For some users, this may be good enough for now. For others, it may be wiser to move to a different platform for certain kinds of high-risk communications. Russian President Vladimir Putin launched Russia's invasion of Ukraine in the early-morning hours of February 24, targeting several key cities with military strikes. At the start of 2018, the company attempted to launch an Initial Coin Offering (ICO) which would enable it to enable payments (and earn the cash that comes from doing so). The initial signals were promising, especially given Telegram’s user base is already fairly crypto-savvy. It raised an initial tranche of cash – worth more than a billion dollars – to help develop the coin before opening sales to the public. Unfortunately, third-party sales of coins bought in those initial fundraising rounds raised the ire of the SEC, which brought the hammer down on the whole operation. In 2020, officials ordered Telegram to pay a fine of $18.5 million and hand back much of the cash that it had raised.
from nl


Telegram قناة ناصر آل متعب
FROM American