Telegram Group & Telegram Channel
تأملات العبور في الترحال والشُقَقٌ.

عندما تطلب من الطفل أن يرسم بيته فإنك تطلب إليه أن يكشف لك عن أعمق حلمٍ للملجأ الذي يرى سعادته.
إذا كان الطفل سعيداً فسوف يرسم بيتاً مريحاً تتوفر فيه الحماية والأمن، بيتا مبنيا على أساساتٍ عميقةِ الجذور.


غاستون باشلار-جماليات المكان-ص٨٦.



تشكل الأماكن جزءً من التاريخ النفسي لشخصياتنا من حيث أنها ترسم كل مواقف حياتنا:السعادة والشقاء،الخوف والأمن، الفرح والحزن بحسب "ميشيل دي سيرتوه" وكل تلك الأماكن ومشاعرها تتمركز في مكان واحد وهو (البيت) الذي يقول عنه باشلار بأنه ركننا في العالم الذي يعيش معنا طيلة الحياة و كوننا الأول الذي يمدنا بصور متفرقة،وفي الوقت ذاته يمنحنا مجموعة متكاملة من الصور.

"أن التنقل بين الشقق يخلق عاصفة كاملة من التعاسة"

"ميلودي وارنيك"


البيت معنىً ثابت في شعور كل منا مقابل الشقة التي تعتبر تحرك ممزق من ناحية ارتباط الشقق "بالإنسان المتحرك" والذي يلاحظ الفين توفلر أن الإنسان المتحرك دائما في عجلة من أمره ولا يتمكن من إرساء جذوره في مكان ما؛ لأن المعيشة في شقة هي معيشة الوافد.

فإذا كانت الشقة وعوالمها تخص حياة الإنسان المتحرك في ملاحظة الفين توفلر فإن البيت يعبر عن أرض الطفولة غير المتحركة، غير المتحركة كالذكريات في رؤية "باشلار" وشرط هذا البيت يرتبط بالفرح والألفة، مكانٌ يستقطب الألفة ويكثفها ويدافع عنها.

مقابل الشقة المرتبطة باحتماليات الرحيل عنها، الشقة تكثف لحظة العبور، لان الشقق عبارة عن تكديس للناس والأشياء في مساحات متغيره من شقة لشقة، الشقق تشكل مشكلة مع المساحة ومشكلة مع الإستقرار.

قلق الاستقرار يصبح جزءً من البنية النفسية لساكن الشقق الذي يعيش تقلص المساحات ومشكلة مرافقة المكان ومجهولية الجيران.
تشير "ليز غريني" أن الانسان المتنقل يعاني مشكلةً في إنشاء رفقة مع المكان؛ لأن الاماكن المألوفة في قلبه تتنأثر في ترحيله الذي لا يتوقف ويستمر حتى النهاية أما عبر الوفاة أو امتلاك المنزل الخاص.

حتى العلاقة مع المكان أصبحت واهنة وزائلة بسبب أن التنقل والانتقال أصبح بمثابة طبيعة ثانية، أي أننا تستهلك الأمكنة في حقبة تشهد اضمحلالا تاريخيا لقيمة المكان في حياة الإنسان بحسب  توفلر.
واضمحلال المكان يطلق عليه "بول فيريليو "الاستيطان السائل"الذي يدور حول مستقرات متنقلة الذي جعل من سكان المدن بمثابة بدو مستقرين.
وبما أن المدينة فضاء ممتلئ ويمتلك وفرةٌ بالأمكنة يمكن أن نعتبر المقيم في المجتمعات الحضرية الكبرى رحالة دائما.

يلاحظ توفلر في البدوي القديم أنه يتحرك تحت الرياح الباردة وحرارة الشمس المحرقة يطارده الجوع، ولكنه كان يحمل معه خيمته وأسرته وباقي القبيلة؛ كان يحمل بيئته الاجتماعية معه، وغالبا البنية المادية لما يسميه بيته.
وعلى العكس من ذلك فإن الرحالة المعاصرون يتركون هذه البنية المادية خلفهم ما عدا أسرهم.



group-telegram.com/tragbkisami/8230
Create:
Last Update:

تأملات العبور في الترحال والشُقَقٌ.

عندما تطلب من الطفل أن يرسم بيته فإنك تطلب إليه أن يكشف لك عن أعمق حلمٍ للملجأ الذي يرى سعادته.
إذا كان الطفل سعيداً فسوف يرسم بيتاً مريحاً تتوفر فيه الحماية والأمن، بيتا مبنيا على أساساتٍ عميقةِ الجذور.


غاستون باشلار-جماليات المكان-ص٨٦.



تشكل الأماكن جزءً من التاريخ النفسي لشخصياتنا من حيث أنها ترسم كل مواقف حياتنا:السعادة والشقاء،الخوف والأمن، الفرح والحزن بحسب "ميشيل دي سيرتوه" وكل تلك الأماكن ومشاعرها تتمركز في مكان واحد وهو (البيت) الذي يقول عنه باشلار بأنه ركننا في العالم الذي يعيش معنا طيلة الحياة و كوننا الأول الذي يمدنا بصور متفرقة،وفي الوقت ذاته يمنحنا مجموعة متكاملة من الصور.

"أن التنقل بين الشقق يخلق عاصفة كاملة من التعاسة"

"ميلودي وارنيك"


البيت معنىً ثابت في شعور كل منا مقابل الشقة التي تعتبر تحرك ممزق من ناحية ارتباط الشقق "بالإنسان المتحرك" والذي يلاحظ الفين توفلر أن الإنسان المتحرك دائما في عجلة من أمره ولا يتمكن من إرساء جذوره في مكان ما؛ لأن المعيشة في شقة هي معيشة الوافد.

فإذا كانت الشقة وعوالمها تخص حياة الإنسان المتحرك في ملاحظة الفين توفلر فإن البيت يعبر عن أرض الطفولة غير المتحركة، غير المتحركة كالذكريات في رؤية "باشلار" وشرط هذا البيت يرتبط بالفرح والألفة، مكانٌ يستقطب الألفة ويكثفها ويدافع عنها.

مقابل الشقة المرتبطة باحتماليات الرحيل عنها، الشقة تكثف لحظة العبور، لان الشقق عبارة عن تكديس للناس والأشياء في مساحات متغيره من شقة لشقة، الشقق تشكل مشكلة مع المساحة ومشكلة مع الإستقرار.

قلق الاستقرار يصبح جزءً من البنية النفسية لساكن الشقق الذي يعيش تقلص المساحات ومشكلة مرافقة المكان ومجهولية الجيران.
تشير "ليز غريني" أن الانسان المتنقل يعاني مشكلةً في إنشاء رفقة مع المكان؛ لأن الاماكن المألوفة في قلبه تتنأثر في ترحيله الذي لا يتوقف ويستمر حتى النهاية أما عبر الوفاة أو امتلاك المنزل الخاص.

حتى العلاقة مع المكان أصبحت واهنة وزائلة بسبب أن التنقل والانتقال أصبح بمثابة طبيعة ثانية، أي أننا تستهلك الأمكنة في حقبة تشهد اضمحلالا تاريخيا لقيمة المكان في حياة الإنسان بحسب  توفلر.
واضمحلال المكان يطلق عليه "بول فيريليو "الاستيطان السائل"الذي يدور حول مستقرات متنقلة الذي جعل من سكان المدن بمثابة بدو مستقرين.
وبما أن المدينة فضاء ممتلئ ويمتلك وفرةٌ بالأمكنة يمكن أن نعتبر المقيم في المجتمعات الحضرية الكبرى رحالة دائما.

يلاحظ توفلر في البدوي القديم أنه يتحرك تحت الرياح الباردة وحرارة الشمس المحرقة يطارده الجوع، ولكنه كان يحمل معه خيمته وأسرته وباقي القبيلة؛ كان يحمل بيئته الاجتماعية معه، وغالبا البنية المادية لما يسميه بيته.
وعلى العكس من ذلك فإن الرحالة المعاصرون يتركون هذه البنية المادية خلفهم ما عدا أسرهم.

BY دفتر سامي الحربي.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/tragbkisami/8230

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Perpetrators of these scams will create a public group on Telegram to promote these investment packages that are usually accompanied by fake testimonies and sometimes advertised as being Shariah-compliant. Interested investors will be asked to directly message the representatives to begin investing in the various investment packages offered. On Telegram’s website, it says that Pavel Durov “supports Telegram financially and ideologically while Nikolai (Duvov)’s input is technological.” Currently, the Telegram team is based in Dubai, having moved around from Berlin, London and Singapore after departing Russia. Meanwhile, the company which owns Telegram is registered in the British Virgin Islands. "For Telegram, accountability has always been a problem, which is why it was so popular even before the full-scale war with far-right extremists and terrorists from all over the world," she told AFP from her safe house outside the Ukrainian capital. There was another possible development: Reuters also reported that Ukraine said that Belarus could soon join the invasion of Ukraine. However, the AFP, citing a Pentagon official, said the U.S. hasn’t yet seen evidence that Belarusian troops are in Ukraine. But Kliuchnikov, the Ukranian now in France, said he will use Signal or WhatsApp for sensitive conversations, but questions around privacy on Telegram do not give him pause when it comes to sharing information about the war.
from nl


Telegram دفتر سامي الحربي.
FROM American