Telegram Group & Telegram Channel
لأبي العباس ابن تيمية رحمة الله عليه رسالةٌ نافعةٌ في المقارنة بين فعل الأوامر، وترك النواهي، قرَّر فيها الشيخ أنَّ فعل الأوامر أفضل وأعظم مصلحة من ترك النواهي، وأطال البحث في هذا كثيرًا، وساق في إثبات ذلك أكثر من عشرين وجهًا على صحة هذا المعنى، وأورد ما يمكن أن يعترض عليها من إشكالات وأجاب عنها.

(انظر: مجموع الفتاوى ٢٠/ ١٣٢- ١٥٩).

وهذا المعنى في الحقيقة ليس مجرَّد فائدةٍ علميةٍ محضة متعلقة بتفضيل حكمٍ شرعي على حكمٍ آخر، أو تفضيل طاعةٍ على طاعةٍ،

بل هو منهج إيمانيٌ، تربويٌ سلوكيٌ عظيم، فهو أشبه برؤيةٍ كليَّةٍ في منهج الحياة، فليس المقصود من مثل هذا التقرير التزهيد في ترك المحرمات أو الاستخفاف بالمناهي، معاذ الله، وإنما هو تنبيهٌ على كيفية الموازنة بينهما، ومسلك التعامل عند التضايق وعدم الإمكان وصعوبة الجمع، أو وجود العوائق والصوارف والموانع.

مع ملاحظة أنَّ الأوامر والنواهي بينهما تلازم، فأحدهما يؤثر في الآخر، غير أنَّ تأثير الأوامر في ترك النواهي أقوى وأظهر من العكس.

ويمكن أن نذكر من تطبيقات هذا المنهج العظيم:

١-الحرص على نشر العلم، وشرح السنَّة، وبيان الحق أكثر من الرد على الشبهات المثارة عليها.

٢-ملاحظة ما عند الناس من طاعاتٍ لتكثيرها، وحثهم على غيرها، أكثر من ملاحظة ما عندهم من المنكرات.

٣-الحرص على تعليم الصغار الأخلاق الحسنة والآداب الفاضلة قبل تحذيرهم مما يبدر من أخطاء وتجاوزات في ذلك.

٤-الحرص على العبادات المشروعة من صيامٍ وقيامٍ وذكرٍ وقراءةٍ أكثر من النهي عن العبادات المبتدعة.

٥-الحرص على تحقيق اللقاءات النافعة والصالحة من اجتماع على علم، أو زيارة مريض، أو صلة رحم، أو إعانة محتاج أكثر من ملاحظة ما يقع فيها من مخالفات وأخطاء.

٦-والعناية بإشغال المجالس بالجانب النافع المفيد، والقصص الحسنة، والحديث المباح أكثر من نهيهم عن ما يضر.

ويمكن لنا أن نتوسَّع أكثر في التمثيل على هذه القاعدة في جوانب حياتية مختلفة، وهي تصلح مادة تطبيقية يلاحظها كل واحد في المجال الذي يعمل به أو يهتم له،

لا يراد بها التقليل أو الاستهانة من ترك المحرمات، ولا التجرئة على التهاون بها، فهذا مسلكٌ منحرفٌ مرذولٌ، وأما هذا المنهج فيسعى لتوظيف مثل هذه القاعدة النافعة في سبيل تكثير الحسنات، وتقليل السيئات، وتعظيم الخير، وتخفيف الشر، والاجتهاد في سبيل ذلك قدر ما يمكن.



group-telegram.com/fahadalajlan/374
Create:
Last Update:

لأبي العباس ابن تيمية رحمة الله عليه رسالةٌ نافعةٌ في المقارنة بين فعل الأوامر، وترك النواهي، قرَّر فيها الشيخ أنَّ فعل الأوامر أفضل وأعظم مصلحة من ترك النواهي، وأطال البحث في هذا كثيرًا، وساق في إثبات ذلك أكثر من عشرين وجهًا على صحة هذا المعنى، وأورد ما يمكن أن يعترض عليها من إشكالات وأجاب عنها.

(انظر: مجموع الفتاوى ٢٠/ ١٣٢- ١٥٩).

وهذا المعنى في الحقيقة ليس مجرَّد فائدةٍ علميةٍ محضة متعلقة بتفضيل حكمٍ شرعي على حكمٍ آخر، أو تفضيل طاعةٍ على طاعةٍ،

بل هو منهج إيمانيٌ، تربويٌ سلوكيٌ عظيم، فهو أشبه برؤيةٍ كليَّةٍ في منهج الحياة، فليس المقصود من مثل هذا التقرير التزهيد في ترك المحرمات أو الاستخفاف بالمناهي، معاذ الله، وإنما هو تنبيهٌ على كيفية الموازنة بينهما، ومسلك التعامل عند التضايق وعدم الإمكان وصعوبة الجمع، أو وجود العوائق والصوارف والموانع.

مع ملاحظة أنَّ الأوامر والنواهي بينهما تلازم، فأحدهما يؤثر في الآخر، غير أنَّ تأثير الأوامر في ترك النواهي أقوى وأظهر من العكس.

ويمكن أن نذكر من تطبيقات هذا المنهج العظيم:

١-الحرص على نشر العلم، وشرح السنَّة، وبيان الحق أكثر من الرد على الشبهات المثارة عليها.

٢-ملاحظة ما عند الناس من طاعاتٍ لتكثيرها، وحثهم على غيرها، أكثر من ملاحظة ما عندهم من المنكرات.

٣-الحرص على تعليم الصغار الأخلاق الحسنة والآداب الفاضلة قبل تحذيرهم مما يبدر من أخطاء وتجاوزات في ذلك.

٤-الحرص على العبادات المشروعة من صيامٍ وقيامٍ وذكرٍ وقراءةٍ أكثر من النهي عن العبادات المبتدعة.

٥-الحرص على تحقيق اللقاءات النافعة والصالحة من اجتماع على علم، أو زيارة مريض، أو صلة رحم، أو إعانة محتاج أكثر من ملاحظة ما يقع فيها من مخالفات وأخطاء.

٦-والعناية بإشغال المجالس بالجانب النافع المفيد، والقصص الحسنة، والحديث المباح أكثر من نهيهم عن ما يضر.

ويمكن لنا أن نتوسَّع أكثر في التمثيل على هذه القاعدة في جوانب حياتية مختلفة، وهي تصلح مادة تطبيقية يلاحظها كل واحد في المجال الذي يعمل به أو يهتم له،

لا يراد بها التقليل أو الاستهانة من ترك المحرمات، ولا التجرئة على التهاون بها، فهذا مسلكٌ منحرفٌ مرذولٌ، وأما هذا المنهج فيسعى لتوظيف مثل هذه القاعدة النافعة في سبيل تكثير الحسنات، وتقليل السيئات، وتعظيم الخير، وتخفيف الشر، والاجتهاد في سبيل ذلك قدر ما يمكن.

BY قناة د.فهد بن صالح العجلان


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/fahadalajlan/374

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

On December 23rd, 2020, Pavel Durov posted to his channel that the company would need to start generating revenue. In early 2021, he added that any advertising on the platform would not use user data for targeting, and that it would be focused on “large one-to-many channels.” He pledged that ads would be “non-intrusive” and that most users would simply not notice any change. "We're seeing really dramatic moves, and it's all really tied to Ukraine right now, and in a secondary way, in terms of interest rates," Octavio Marenzi, CEO of Opimas, told Yahoo Finance Live on Thursday. "This war in Ukraine is going to give the Fed the ammunition, the cover that it needs, to not raise interest rates too quickly. And I think Jay Powell is a very tepid sort of inflation fighter and he's not going to do as much as he needs to do to get that under control. And this seems like an excuse to kick the can further down the road still and not do too much too soon." WhatsApp, a rival messaging platform, introduced some measures to counter disinformation when Covid-19 was first sweeping the world. For example, WhatsApp restricted the number of times a user could forward something, and developed automated systems that detect and flag objectionable content. The regulator said it had received information that messages containing stock tips and other investment advice with respect to selected listed companies are being widely circulated through websites and social media platforms such as Telegram, Facebook, WhatsApp and Instagram.
from no


Telegram قناة د.فهد بن صالح العجلان
FROM American