Telegram Group & Telegram Channel
(فطوطة) والانتقاء الوضيع
***
تقول التنمية البشرية: أغمض عينيك وتخيل أنك أسد.. وستصبحُ أسداً!!
يَردُّ أخٌ سودانيٌ ظريف: (لا، ما ستصبح أسد.. ستصبح زُول مغمض عيونه بس)!!
وقد صدق الأخ السوداني.. وما أكثر الصادقين في السودان الحبيب!!
***
كَحَبَّة فشارٍ فوق صفيحٍ ساخن؛ يتقافز (فطوطةُ) أمام وجهك كل ساعتين ليستفرغ بعض شتائم جوفه ضد حكام المحميات العربية.. وتحديداً ضد حكام: (السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن).. يستثني (قطر العيديد)؛ لأن قطر كعبة المضيوم!!

يسكت ساعة أو ساعتين، ثم لا تكاد تستمتع بنظافة الأجواء وقت سكوته؛ حتى يتقافز أمام وجهك مرة أخرى بالشتائم ذاتها ضد الحكام ذاتهم.. يُكرر المشهد في اليوم عشر مرات.. فإذا حل المساء وأوت الكائنات إلى مهاجعها؛ خرج من ساحة النضال (صالة بيته) لينخمد في استراحة المحارب (غرفة نومه).. بينما أنت (تُبلبع) شريط بندول كامل بسبب صداعه الذي احتل رأسك!!
يستيقظ صباحاً وقد شعر أنه أسد ليقف أمام المرآة مرة أخرى صارخاً: أنا أسد، أنا أسد.. وتستيقظ الكائنات مِن حوله بحثاً عن شريط بندول آخر!!
ما فعله بالأمس يكرره اليوم، وما يكرره اليوم سيفعله غداً.. في دورة دائبة من (الفطفطةِ) المتلفعةِ بوهم بطولةٍ لا تُضيف علماً بخبرٍ جديد، ولا تؤسس فهماً لعملٍ جديد!!
_ هل يكتفي (فطوطة) بذلك؟!
_ أبداً.. بل ينظر حوله، ثم ينظر حوله، ثم ينظر حوله.. وهناك في البعيد يلمح بشراً رزقهم الله شيئاً من هدوءٍ وحكمةٍ وصبرٍ وترفع؛ تكلموا- منذ عشر سنوات- فيما يتكلم هو فيه الآن، وانتهوا- منذ عشر سنوات- مما يبتديء هو به الآن.. فهم صامتون إلا من تذكيرٍ بقضية قديمة، أو تحذير من ملمةٍ جديدة
تأخذه حمية (الفطفطة) وتهزه (أسدية الزول المغمض عيونه)؛ فيفكر ويقدر، ثم يفكر ويقدر.. ثم يبدأ بالمزايدة على خلق الله:
لماذا لا يصرخون معي؟!
لماذا لا يتحدثون عن واقعنا المر؟!
لماذا لا ينزفون الكلمات دماً عن مآسينا المعاصرة؟!
ألا يعلمون أنه مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!!
إنهم جبناء؛ يخافون الحكام ويلعبون في المساحات الآمنة!!
حين يؤذيك نهيقه- الذي ظنه أمام المِرآة زئيراً-؛ تنظر إليه بقرف المستيقظ من النوم قبل إفطاره وقد أيقظه خبطُ بائع الأنابيب تحت نافذته. ثم تنظر إلى هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم بالجبن والانسحاب من الواقع وعدم الاهتمام بمآسي المسلمين؛ فلا تجد فيهم واحداً إلا وقد شُرِّدَ في منافي الأرض بسبب وقوفه في وجه الحكام، وعانى الأمرَّين في بلاد الله بسبب حرقته على مآسي المسلمين، وترك أرضه وماله وما وسع الله عليه به في بلده بسبب اهتمامه بأمر المسلمين!!
تعود مرة أخرى للنظر إلى ما (يتفطفط به هذا الفطوطة)؛ فتكتشف أنه لا يقصد بمآسي المسلمين سوى مآسي جماعته التي جرت على المسلمين المآسي، ولا يعني بمرارة الواقع سوى المرارة التي تتجرعها جماعتُه التي جَرَّعَتِ المسلمين المرار.. ثم تقلب صفحات تاريخ هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم بالجبن والانسحاب من الواقع؛ فتجدهم أشرافاً أطهاراً تجرعوا (معَ ومِن) جماعته المرار، وأبراراً صابرين تحملوا (معَ ومِن) جماعته المآسي.. وإذ (فطوطة) لا يرضى إلا أن تكون معه ومع جماعته في كل ما يريد وتريد.. حتى لو كان ما يريد وتريد هو إسقاط العقيدة وهدم الدين والسير في طريق المجرمين الكافرين!!
حين تصل إلى هذه القناعة لا تعود طبلة أذنيك تحتمل نهيقه الذي ظنه للمرة الألف أمام المرآة زئيراً.. تمسك أذنيه وتجره إليك كما يجر معلمٌ تلميذاً مشاغباً، وتقول له بهدوء المغتاظ:
أيْ (فطوطة).. كلنا يعلم أنَّ حكامنا أعداؤنا فهل عندك شيء غير هذا؟!
انزل الشارع واسأل أيَّ طفلٍ يلعب في أزقته، أو اذهب إلى مكانك الطبيعي في (مشفى العباسية) واسأل أي مجنون فيه.. سَلهُمَا عن حكام (الإمارات ومصر والسعودية والأردن).. هل ستسمع غير ألفاظِ الخيانة والعمالة والردة؟! هل ستسمع غير السب والشتم والتحقير؟! فإن كان ذلك كذلك فعلام تحرث المحروث وتطبِّلُ في المُطَّبِلِ فيه؟!
وإنْ كان هؤلاء الذين تتهمهم بالهروب الحقير وعدم الاهتمام بمآسي المسلمين والتحرك في المساحات الآمنة قد سلخوا سنواتٍ من أعمارهم وهم يحذرون الناس- وجماعتَك خاصة- مِن هؤلاء الحكام الذين خانوا الله ورسوله والمسلمين؛ فيرد أساطين جماعتك: (سَلمان غير).. إنْ كان هؤلاء أعذروا إلى الله مئات المرات في هؤلاء الحكام، وتحملوا بسبب ذلك الويلات؛ فعلام تزايد عليهم يا خيبة بني أبيك؟!



group-telegram.com/AliMohamedFared/614
Create:
Last Update:

(فطوطة) والانتقاء الوضيع
***
تقول التنمية البشرية: أغمض عينيك وتخيل أنك أسد.. وستصبحُ أسداً!!
يَردُّ أخٌ سودانيٌ ظريف: (لا، ما ستصبح أسد.. ستصبح زُول مغمض عيونه بس)!!
وقد صدق الأخ السوداني.. وما أكثر الصادقين في السودان الحبيب!!
***
كَحَبَّة فشارٍ فوق صفيحٍ ساخن؛ يتقافز (فطوطةُ) أمام وجهك كل ساعتين ليستفرغ بعض شتائم جوفه ضد حكام المحميات العربية.. وتحديداً ضد حكام: (السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن).. يستثني (قطر العيديد)؛ لأن قطر كعبة المضيوم!!

يسكت ساعة أو ساعتين، ثم لا تكاد تستمتع بنظافة الأجواء وقت سكوته؛ حتى يتقافز أمام وجهك مرة أخرى بالشتائم ذاتها ضد الحكام ذاتهم.. يُكرر المشهد في اليوم عشر مرات.. فإذا حل المساء وأوت الكائنات إلى مهاجعها؛ خرج من ساحة النضال (صالة بيته) لينخمد في استراحة المحارب (غرفة نومه).. بينما أنت (تُبلبع) شريط بندول كامل بسبب صداعه الذي احتل رأسك!!
يستيقظ صباحاً وقد شعر أنه أسد ليقف أمام المرآة مرة أخرى صارخاً: أنا أسد، أنا أسد.. وتستيقظ الكائنات مِن حوله بحثاً عن شريط بندول آخر!!
ما فعله بالأمس يكرره اليوم، وما يكرره اليوم سيفعله غداً.. في دورة دائبة من (الفطفطةِ) المتلفعةِ بوهم بطولةٍ لا تُضيف علماً بخبرٍ جديد، ولا تؤسس فهماً لعملٍ جديد!!
_ هل يكتفي (فطوطة) بذلك؟!
_ أبداً.. بل ينظر حوله، ثم ينظر حوله، ثم ينظر حوله.. وهناك في البعيد يلمح بشراً رزقهم الله شيئاً من هدوءٍ وحكمةٍ وصبرٍ وترفع؛ تكلموا- منذ عشر سنوات- فيما يتكلم هو فيه الآن، وانتهوا- منذ عشر سنوات- مما يبتديء هو به الآن.. فهم صامتون إلا من تذكيرٍ بقضية قديمة، أو تحذير من ملمةٍ جديدة
تأخذه حمية (الفطفطة) وتهزه (أسدية الزول المغمض عيونه)؛ فيفكر ويقدر، ثم يفكر ويقدر.. ثم يبدأ بالمزايدة على خلق الله:
لماذا لا يصرخون معي؟!
لماذا لا يتحدثون عن واقعنا المر؟!
لماذا لا ينزفون الكلمات دماً عن مآسينا المعاصرة؟!
ألا يعلمون أنه مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!!
إنهم جبناء؛ يخافون الحكام ويلعبون في المساحات الآمنة!!
حين يؤذيك نهيقه- الذي ظنه أمام المِرآة زئيراً-؛ تنظر إليه بقرف المستيقظ من النوم قبل إفطاره وقد أيقظه خبطُ بائع الأنابيب تحت نافذته. ثم تنظر إلى هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم بالجبن والانسحاب من الواقع وعدم الاهتمام بمآسي المسلمين؛ فلا تجد فيهم واحداً إلا وقد شُرِّدَ في منافي الأرض بسبب وقوفه في وجه الحكام، وعانى الأمرَّين في بلاد الله بسبب حرقته على مآسي المسلمين، وترك أرضه وماله وما وسع الله عليه به في بلده بسبب اهتمامه بأمر المسلمين!!
تعود مرة أخرى للنظر إلى ما (يتفطفط به هذا الفطوطة)؛ فتكتشف أنه لا يقصد بمآسي المسلمين سوى مآسي جماعته التي جرت على المسلمين المآسي، ولا يعني بمرارة الواقع سوى المرارة التي تتجرعها جماعتُه التي جَرَّعَتِ المسلمين المرار.. ثم تقلب صفحات تاريخ هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم بالجبن والانسحاب من الواقع؛ فتجدهم أشرافاً أطهاراً تجرعوا (معَ ومِن) جماعته المرار، وأبراراً صابرين تحملوا (معَ ومِن) جماعته المآسي.. وإذ (فطوطة) لا يرضى إلا أن تكون معه ومع جماعته في كل ما يريد وتريد.. حتى لو كان ما يريد وتريد هو إسقاط العقيدة وهدم الدين والسير في طريق المجرمين الكافرين!!
حين تصل إلى هذه القناعة لا تعود طبلة أذنيك تحتمل نهيقه الذي ظنه للمرة الألف أمام المرآة زئيراً.. تمسك أذنيه وتجره إليك كما يجر معلمٌ تلميذاً مشاغباً، وتقول له بهدوء المغتاظ:
أيْ (فطوطة).. كلنا يعلم أنَّ حكامنا أعداؤنا فهل عندك شيء غير هذا؟!
انزل الشارع واسأل أيَّ طفلٍ يلعب في أزقته، أو اذهب إلى مكانك الطبيعي في (مشفى العباسية) واسأل أي مجنون فيه.. سَلهُمَا عن حكام (الإمارات ومصر والسعودية والأردن).. هل ستسمع غير ألفاظِ الخيانة والعمالة والردة؟! هل ستسمع غير السب والشتم والتحقير؟! فإن كان ذلك كذلك فعلام تحرث المحروث وتطبِّلُ في المُطَّبِلِ فيه؟!
وإنْ كان هؤلاء الذين تتهمهم بالهروب الحقير وعدم الاهتمام بمآسي المسلمين والتحرك في المساحات الآمنة قد سلخوا سنواتٍ من أعمارهم وهم يحذرون الناس- وجماعتَك خاصة- مِن هؤلاء الحكام الذين خانوا الله ورسوله والمسلمين؛ فيرد أساطين جماعتك: (سَلمان غير).. إنْ كان هؤلاء أعذروا إلى الله مئات المرات في هؤلاء الحكام، وتحملوا بسبب ذلك الويلات؛ فعلام تزايد عليهم يا خيبة بني أبيك؟!

BY قناة/ علي فريد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/AliMohamedFared/614

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

But the Ukraine Crisis Media Center's Tsekhanovska points out that communications are often down in zones most affected by the war, making this sort of cross-referencing a luxury many cannot afford. Continuing its crackdown against entities allegedly involved in a front-running scam using messaging app Telegram, Sebi on Thursday carried out search and seizure operations at the premises of eight entities in multiple locations across the country. Again, in contrast to Facebook, Google and Twitter, Telegram's founder Pavel Durov runs his company in relative secrecy from Dubai. On December 23rd, 2020, Pavel Durov posted to his channel that the company would need to start generating revenue. In early 2021, he added that any advertising on the platform would not use user data for targeting, and that it would be focused on “large one-to-many channels.” He pledged that ads would be “non-intrusive” and that most users would simply not notice any change. But Kliuchnikov, the Ukranian now in France, said he will use Signal or WhatsApp for sensitive conversations, but questions around privacy on Telegram do not give him pause when it comes to sharing information about the war.
from pl


Telegram قناة/ علي فريد
FROM American