group-telegram.com/mihad_osol/3264
Last Update:
هذا الاختصار اختصارٌ علميٌّ بارعٌ؛ آنقني وأعجبني جدًّا.
فهو يصحُّ أن يوصف بأنّه (كتابٌ تقرؤه، كأنما وضعه مؤلفه هكذا أوَّل مرة).
وهذا حدُّ الاختصار البليغ عندي، وهو أن يكون المختصَر في صورة كتاب ألّف مستقلا، لا تشعر فيه بأنه منتزع من أصل، أو مقتضب من فصل.
ثم من أهم مزاياه عندي -وهي مزية موضوعية مهمة- أنّ المختصِر سلك فصوله على مسلك اللَّفِّ والنشر المرتّب.
فإن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر في مقدمته مجامع شبه النصارى الواردة في الرسالة القبرصية، ورتبها فصلا فصلا على سبيل الإجمال، وجاءت في ستة فصول.
ثم عطف الكتاب كله عليها بعد ذلك، من غير بيان رجوع فصوله إلى هذه الستة بصراحة؛ بل كان يعقد فصولا كثيرة في كل مقصد من غير عنوان؛ حتى استبهم مقصوده، إلا على من يمعن الوصل بين أول الكتاب وآخره.
فجاء المُختصِر -جزاه الله خيرا- وأخذ الفصول الستة التي عنون لها شيخ الإسلام في أول مقدمته وأورد عناوينها في أماكنها، فصار مقصد الفصل واضحا، ومحلُّه لائحا، ينتظم به غرض الناظر في فهم الكتاب وتحصيله في أول وهلة، ويتهيأ له أن يتصور حججه في أنواع محدَّدة وطرائق مبيّنة.
هذا إلى ما حلَّاه به مؤلفه من عناوين داخلية في ضمن الفصول في تقسيم الكلام والحجج والمناقشات وترتيبها، حتى يكون الناظرُ على بصيرة من اتصال الكلام، والتئامه ورجوع بعضه إلى بعض.
وهذا نظر من قرأ الأصل وأمعن فيه؛ فهي موازنةٌ بعد اطلاع ونظر، والحمد لله.
BY قناة | مِهاد الأُصُول
Share with your friend now:
group-telegram.com/mihad_osol/3264