Telegram Group & Telegram Channel
مجتبى قصير
Photo
يصرّ جدّي على مسألةً الإنجاب إصرارًا عجيبًا. يريد من الشباب أن يعجّلوا بالزواج، ثمّ يعجّلوا بعد الزواج بإنجاب الأولاد. فإذا ما تأخّر الحمل شهورًا يبدأ بالسؤال والعتاب، وصولًا إلى التقريع عند تأخّره أكثر. وحتّى لو رُزق الحفيد بولدٍ يقرّ عين جدّه قبل أبيه، فإنّ كلام جدّي لا ينتهي، يريد الولد الثاني ثمّ الثالث والرابع..

ولو أخطأ أحد أفراد العائلة في حساباته وتحدّث عن تقنين الإنجاب بسبب الظروف المادّيّة أمام جدّي، فإنّه سيجد الجواب حاضرًا: "ليك ليك هالأهبل، مفكّر حاله هو اللي بيرزق ولاده.. الله الرزّاق يا حبيبي! هو قال بالقرآن {نحن نرزقهم وإيّاكم}".

ثمّ إنّ جدّي يدّعي عدم التفريق بين الذكر والأنثى: "اللي بيجي من الله يا محلاه". لكنّنا جميعًا نعلم بحبّه للصبيان، لا لتمييزٍ بين الجنسين لا سمح الله (كي لا تقوم علينا جمعيّات المساواة)، وإنّما لما يصرّح به في كثيرٍ من الأحيان: "بدنا بارودة!".

هذه الـ"بدنا بارودة" تختصر الكثير من حكاية شعبنا.
آباؤنا وأجدادنا لم ينجبوا أولادهم ليتباهوا بكثرتهم، ولا ليكونوا مصدر دخلٍ لهم في كبرهم وعجزهم. لقد نذر الآباء والأمّهات أولادهم من بداية الطريق ليكونوا أبطال الميادين وأسياد النزال. كثّروا نسلهم لعلمهم بأنّ الحرب ستأخد منهم الكثير، فأعدّوا لها عدّتها من الشباب المؤمن الغيور الذي لا تهزّه العواصف، وخلعوا من قلوبهم حرصهم على العيال ودفعوا بأبنائهم إلى ساحات الموت ليخطفوا النصر من فم التنّين.

بالأمس استشهد محمّد صالح، رابع إخوته الشهداء الأبطال، لا شكّ في أنّ أمّ حسن قد حزنت عليه جدًّا، لكنّه ليس الحزن الذي يمكن أن يدفعها لتطلب من ابنها الباقي أن يجلس بقربها، وهي التي ربّت أبناءها جميعًا على طريق البطولة والفداء.

وقبل آل صالح، آل الطويل وآل مسلماني وغيرهم وغيرهم، من العائلات التي بذلت لله ولم تقصّر، وجدّي الذي كان عاملًا بوعظه، فقدّم خمسةً من أبناءه في سبيل الله وما زال يدعو للثلاثة الباقين أن يختم الله لهم كما ختم لإخوتهم.

سلاحنا الكاسر للتوازن مع العدوّ ليس الصاروخ والمسيّرات بل هذا: قلوب الشباب المتعلّقة بالله، والأهل الذين لا يدّخرون الأبناء للدنيا بل يقدّمونهم مهرًا للجنّة في الآخرة..

#الله_مولانا
#سننتصر


https://www.group-telegram.com/pl/mjtaba_ksr.com



group-telegram.com/mjtaba_ksr/850
Create:
Last Update:

يصرّ جدّي على مسألةً الإنجاب إصرارًا عجيبًا. يريد من الشباب أن يعجّلوا بالزواج، ثمّ يعجّلوا بعد الزواج بإنجاب الأولاد. فإذا ما تأخّر الحمل شهورًا يبدأ بالسؤال والعتاب، وصولًا إلى التقريع عند تأخّره أكثر. وحتّى لو رُزق الحفيد بولدٍ يقرّ عين جدّه قبل أبيه، فإنّ كلام جدّي لا ينتهي، يريد الولد الثاني ثمّ الثالث والرابع..

ولو أخطأ أحد أفراد العائلة في حساباته وتحدّث عن تقنين الإنجاب بسبب الظروف المادّيّة أمام جدّي، فإنّه سيجد الجواب حاضرًا: "ليك ليك هالأهبل، مفكّر حاله هو اللي بيرزق ولاده.. الله الرزّاق يا حبيبي! هو قال بالقرآن {نحن نرزقهم وإيّاكم}".

ثمّ إنّ جدّي يدّعي عدم التفريق بين الذكر والأنثى: "اللي بيجي من الله يا محلاه". لكنّنا جميعًا نعلم بحبّه للصبيان، لا لتمييزٍ بين الجنسين لا سمح الله (كي لا تقوم علينا جمعيّات المساواة)، وإنّما لما يصرّح به في كثيرٍ من الأحيان: "بدنا بارودة!".

هذه الـ"بدنا بارودة" تختصر الكثير من حكاية شعبنا.
آباؤنا وأجدادنا لم ينجبوا أولادهم ليتباهوا بكثرتهم، ولا ليكونوا مصدر دخلٍ لهم في كبرهم وعجزهم. لقد نذر الآباء والأمّهات أولادهم من بداية الطريق ليكونوا أبطال الميادين وأسياد النزال. كثّروا نسلهم لعلمهم بأنّ الحرب ستأخد منهم الكثير، فأعدّوا لها عدّتها من الشباب المؤمن الغيور الذي لا تهزّه العواصف، وخلعوا من قلوبهم حرصهم على العيال ودفعوا بأبنائهم إلى ساحات الموت ليخطفوا النصر من فم التنّين.

بالأمس استشهد محمّد صالح، رابع إخوته الشهداء الأبطال، لا شكّ في أنّ أمّ حسن قد حزنت عليه جدًّا، لكنّه ليس الحزن الذي يمكن أن يدفعها لتطلب من ابنها الباقي أن يجلس بقربها، وهي التي ربّت أبناءها جميعًا على طريق البطولة والفداء.

وقبل آل صالح، آل الطويل وآل مسلماني وغيرهم وغيرهم، من العائلات التي بذلت لله ولم تقصّر، وجدّي الذي كان عاملًا بوعظه، فقدّم خمسةً من أبناءه في سبيل الله وما زال يدعو للثلاثة الباقين أن يختم الله لهم كما ختم لإخوتهم.

سلاحنا الكاسر للتوازن مع العدوّ ليس الصاروخ والمسيّرات بل هذا: قلوب الشباب المتعلّقة بالله، والأهل الذين لا يدّخرون الأبناء للدنيا بل يقدّمونهم مهرًا للجنّة في الآخرة..

#الله_مولانا
#سننتصر


https://www.group-telegram.com/pl/mjtaba_ksr.com

BY مجتبى قصير




Share with your friend now:
group-telegram.com/mjtaba_ksr/850

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

If you initiate a Secret Chat, however, then these communications are end-to-end encrypted and are tied to the device you are using. That means it’s less convenient to access them across multiple platforms, but you are at far less risk of snooping. Back in the day, Secret Chats received some praise from the EFF, but the fact that its standard system isn’t as secure earned it some criticism. If you’re looking for something that is considered more reliable by privacy advocates, then Signal is the EFF’s preferred platform, although that too is not without some caveats. Update March 8, 2022: EFF has clarified that Channels and Groups are not fully encrypted, end-to-end, updated our post to link to Telegram’s FAQ for Cloud and Secret chats, updated to clarify that auto-delete is available for group and channel admins, and added some additional links. Under the Sebi Act, the regulator has the power to carry out search and seizure of books, registers, documents including electronics and digital devices from any person associated with the securities market. In a statement, the regulator said the search and seizure operation was carried out against seven individuals and one corporate entity at multiple locations in Ahmedabad and Bhavnagar in Gujarat, Neemuch in Madhya Pradesh, Delhi, and Mumbai. Given the pro-privacy stance of the platform, it’s taken as a given that it’ll be used for a number of reasons, not all of them good. And Telegram has been attached to a fair few scandals related to terrorism, sexual exploitation and crime. Back in 2015, Vox described Telegram as “ISIS’ app of choice,” saying that the platform’s real use is the ability to use channels to distribute material to large groups at once. Telegram has acted to remove public channels affiliated with terrorism, but Pavel Durov reiterated that he had no business snooping on private conversations.
from pl


Telegram مجتبى قصير
FROM American