group-telegram.com/Al_Kamal313/8609
Last Update:
إليكم مقال حقيقة مضللة
إنّ الإنسان جسم ونفس، وكما أنّ هناك أمراضاً وأعراضاً للجسم تخرجه عن طور الحالة الطبيعيّة لعمل أجهزته ووظائفه، فهناك أيضاً أمراض للنّفس قد تخرجها عن طبيعتها إلى اختلال معيَّن، ما أخبرنا الله -عزّ وجلّ- به من أمر الشّيطان وعلاقته بالإنسان، هو أنّه يوسوس لبني آدم، ويشاركهم في الأموال والأولاد، ويأتيهم من بين أيديهم، ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وغير ذلك مما يندرج ضمن حركته في الإغواء وحرف المسيرة الإنسانيّة عن الخطّ المستقيم في كلّ المجالات، وأمّا إنّه يدخل الجسم على نحو يصرع الإنسان، فهذا لم يثبت، وأمّا ما ذكره القرآن في الحديث عن تشبيه آكل الرّبا بأن لا يقوم إلا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ، فهذا لا يفيد معنى التّلبّس الذي يظنّه النّاس، بل هو التأثير عليه في حركة عمله ليخرج عن توازنه، فما ورد هو التعوّذ بالله تعالى من شرّ الجنّ والإنس، والتحرّز عن ذلك بذكر الله تعالى، والتعقّل والاعتماد على الهداية الإلهيّة، وليس معالجة ما يظنّ بأنّه تلبّس بأعمال لا صحّة لها.
والسؤال هُنا نربطه هل أن الجن فعلًا يتلبس بالإنسان؟
الجواب / لا يوجد في المصادر المعتبرة المتوفرة بين أيدينا مّا يدل على أنّ الجن يتلبس بالإنسان بالمعنى المعروف عند بعض الناس أي أنّه يدخل فيه، فالصحيح نحن نطالب من يقول بالتلبس بهذا المعنى أن يجلب روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) تدل على ذلك ليثبت مدعاه.
في الحقيقة أن كل السبب لتلك المشاهدات التي قد يتخيلها البعض مشاهدات حقيقية يراها أو يسمعها بما هو خارج عن منظور الحقيقة الدينية والطبيعية كُلها مجرد ضرب وهمي وحدث إرهاق واضطراب لدى المشاهد أو السامع، وكل هذا ناتجه نقطة واحدة لا أكثر ولا أقل (الابتعاد عن الله تعالى).
بدليل قوله تعالى في محكم كتابه الكريم العظيم:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي، فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} {سورة طه الآية ١٢٤}.
ولا بأس هُنا بذكر أسباب تلك الحالة وكيفية علاجها؟
أسبابها متعددة منها:
الأوهام التي تكون السمة السكيزوفرينيا، فهذا يرجع إلى مشكلة عند الشخص في الأعصاب أو من الأمراض العقلية الذهانية وعلاجه مراجعة الطبيب المختص في ذلك العلم.
فالالتزام بتعليمات الطبيب، وتجنب الانخراط في سلوكيات خاطئة لتخفيف الأعراض، فهي قد لا تزيد حالة القلق التي يشعر بها المصاب.
وأيضا الحصول على قسط كافٍ من النوم، فعلى الرغم من أن مرض الوهم والوسواس قد يؤثر في القدرة على النوم.
وأيضا إشغال وقت الفراغ بأشياء مفيدة كالقراءة للقرآن الكريم وقراءة حياة أهل البيت (عليهم السلام) ومطالعة كتب المواعظ، وكل شي مفيد لك يزيد من قدرتكم الذهنية للتغلب على هذه الحالة.
وأما إذا الأوهام والوسواس سببها ليس عضويًا، بل كان معرفيًا وتفكيريًا فعلاجها: ترديد أذكار معيّنة نصّ عليها أهل البيت (عليهم السلام)،
ومنها ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والأسقام ووسواس الريب وحبُّنا رضا الرب تبارك وتعالى". (بحار الأنوار: ج ٢٦ ، ص ٢٢٧)
وأمّا الوسواس في العقيدة وما يلحق به من الأفكار المـزعجة كالأفكار في ذات الله -عز وجل- والأفكـار في الدين والعقيدة والخوف من الكفر والردة وغيرها فهي ليست جديدة على المسلمين، بل هي بادئة منذ فجر الإسلام، وقد وقعت في عصر النبي (صلى الله عليه وآله).
ومن هنا يجب أن يعلم الإنسان الوسواسي أنّه ليس وحيداً في مشكلته.
وإن حدوث هذا الأمر ليس دليلاً على ضلال الإنسان وكفره وفسقه وخبثه.
ومن العلاجات المهمة أن يعلم علما يقينا أنّه غير آثم وغير مؤاخذ بهذه الأفكار.
لعل القارئ يسرح به الفكر بعيدًا بين طيات عالم الروح كم نحتاج لنقوم من تلك الأوهام التي أماتتنا بالكامل يوماً بعد يوم منذ أجرمنا بحق أنفسنا بذنوبنا وأخطائنا جواب ذلك يكمن في مشكلة، ويأتي جواب هذه المشكلة من الشهداء لو نتأمل فيهم هم فتحوا الأعماق، بينما نحنُ نأخذ جذور الدين، ونترك عمقه فعمق الإيمان الحقيقي يجعلك تريد الله تعالى لا الجنة فقط، فلذا نحنُ اليوم لم نرى ولم نسمع شهيدًا عاديًا، بل شهداء عميقين وهذا ما يجعلهم سماوين ليس لهم حقيقة مضللة وهمية كأمثالنا ويبقى الخيار لنا هل نقرر البقاء على الوهم أم الخروج من تلك الحقيقة المضللة الوهمية لنكون عميقين كالشهداء؟.
يقين محمد
لمتابعة ما كُتب
https://www.group-telegram.com/ru/Al_Kamal313.com
BY مَا كُتِبَ ✍
Share with your friend now:
group-telegram.com/Al_Kamal313/8609