Telegram Group & Telegram Channel
آدَم بْن مُحَمَّد المَالِكِي
Voice message
تعليقا على رد الأخ هادي على رد الأخ محمد المقدسي:

يقول الأخ أنه يحترز من إطلاق أن ذات الله ذاهبة في الأبعاد إلى ما لا نهاية من جهة الأعلى. ولكنه في الحقيقة مصرح بمعناه، فالتوقف عن إطلاق العبارة لن يغير حقيقة المعنى، فإما أنك ترفع النقيضين، أو تقول بأحد القولين، إذ القسمة حاصرة كما تقدم في كلام الامام ابن القيم.

وحاصل حجته: لو كان لله حد من جهة الأعلى، لجاز أن يخلق الله فوقه شيئا، وهذا الامكان ممنوع بموجب كون الصفة ذاتية، التي يمتنع انفكاكها عن الذات.

وهذا في الحقيقة غاية في السفسطة، وفهم عجيب لمعنى كون الصفات ذاتية، ولو لا إحساننا الظن به لما تعقبنا هذا الخرف العقلي، فإن هذه مسائل دقيقة لا ينبغي الخوض فيها في العام.

وأقول في جواب كلامه وبالله التوفيق:
أولا: لا تعارض بين كون الصفة ذاتية، وبين كون نقيضها مقدورا، فإن أهل السنة مثلا يقولون أن العدل صفة ذاتية، وإن كان الظلم مقدورا ولا تعارض!! إذ لا يلزم من امتناع انفكاك الصفة أن يكون الامتناع ذاتيا، وإنما يكون ممتنعا لغيره (في حالة العدل لامتناع النقص).

وكذلك في قولنا بمتناع أن يعلو الله شيء، فليس ذلك راجع لامتناع ذاتي كما يقول الأخ، بل قد يكون ذلك ممتنعا لغيره.
ففهمه كالتالي: (١) انفكاك الصفة ممتنع، (٢) ومن ثم فيجب أن نعلل هذا الامتناع بمحال في نفسه.
وفي مثالنا ها هنا: ما يذهب في الأبعاد إلى ما لا نهاية يمتنع أن يعلوه شيء. وهذا وإن كان صحيحا، إلا أن الذهاب في الأبعاد إلى ما لا نهاية أيضا ممتنع، ولازمه أن الله لا صورة له من أعلى، إذ الصورة لازمها الحد.

ولم يتفطن الأخ أنه يكفينا لإثبات الامتناع أن نجيب بنفس إجابتنا لسؤال: "هل يقدر الله أن يخلق ما هو أكمل منه؟"، فيقال: أن العلو الذاتي كمال في نفسه، ولو خلق الله شيئا يعلوه لزم نسبة نقص وهو محال، لامتناع خلق الأنقص للأكمل كما في برهان الأكملية المعروف.
أو يقال: فلو اتصف العبد بمثل ما اتصف به الرب، لناب منابه، وسد مسده، فيجوز للأول ما يجوز للثاني، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمنتع عليه، وهذا يستلزم اجتماع النقيضين.

والله المستعان لا رب سواه.



group-telegram.com/adambno78/3461
Create:
Last Update:

تعليقا على رد الأخ هادي على رد الأخ محمد المقدسي:

يقول الأخ أنه يحترز من إطلاق أن ذات الله ذاهبة في الأبعاد إلى ما لا نهاية من جهة الأعلى. ولكنه في الحقيقة مصرح بمعناه، فالتوقف عن إطلاق العبارة لن يغير حقيقة المعنى، فإما أنك ترفع النقيضين، أو تقول بأحد القولين، إذ القسمة حاصرة كما تقدم في كلام الامام ابن القيم.

وحاصل حجته: لو كان لله حد من جهة الأعلى، لجاز أن يخلق الله فوقه شيئا، وهذا الامكان ممنوع بموجب كون الصفة ذاتية، التي يمتنع انفكاكها عن الذات.

وهذا في الحقيقة غاية في السفسطة، وفهم عجيب لمعنى كون الصفات ذاتية، ولو لا إحساننا الظن به لما تعقبنا هذا الخرف العقلي، فإن هذه مسائل دقيقة لا ينبغي الخوض فيها في العام.

وأقول في جواب كلامه وبالله التوفيق:
أولا: لا تعارض بين كون الصفة ذاتية، وبين كون نقيضها مقدورا، فإن أهل السنة مثلا يقولون أن العدل صفة ذاتية، وإن كان الظلم مقدورا ولا تعارض!! إذ لا يلزم من امتناع انفكاك الصفة أن يكون الامتناع ذاتيا، وإنما يكون ممتنعا لغيره (في حالة العدل لامتناع النقص).

وكذلك في قولنا بمتناع أن يعلو الله شيء، فليس ذلك راجع لامتناع ذاتي كما يقول الأخ، بل قد يكون ذلك ممتنعا لغيره.
ففهمه كالتالي: (١) انفكاك الصفة ممتنع، (٢) ومن ثم فيجب أن نعلل هذا الامتناع بمحال في نفسه.
وفي مثالنا ها هنا: ما يذهب في الأبعاد إلى ما لا نهاية يمتنع أن يعلوه شيء. وهذا وإن كان صحيحا، إلا أن الذهاب في الأبعاد إلى ما لا نهاية أيضا ممتنع، ولازمه أن الله لا صورة له من أعلى، إذ الصورة لازمها الحد.

ولم يتفطن الأخ أنه يكفينا لإثبات الامتناع أن نجيب بنفس إجابتنا لسؤال: "هل يقدر الله أن يخلق ما هو أكمل منه؟"، فيقال: أن العلو الذاتي كمال في نفسه، ولو خلق الله شيئا يعلوه لزم نسبة نقص وهو محال، لامتناع خلق الأنقص للأكمل كما في برهان الأكملية المعروف.
أو يقال: فلو اتصف العبد بمثل ما اتصف به الرب، لناب منابه، وسد مسده، فيجوز للأول ما يجوز للثاني، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمنتع عليه، وهذا يستلزم اجتماع النقيضين.

والله المستعان لا رب سواه.

BY آدَم بْن مُحَمَّد المَالِكِي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/adambno78/3461

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The regulator said it has been undertaking several campaigns to educate the investors to be vigilant while taking investment decisions based on stock tips. Some privacy experts say Telegram is not secure enough Given the pro-privacy stance of the platform, it’s taken as a given that it’ll be used for a number of reasons, not all of them good. And Telegram has been attached to a fair few scandals related to terrorism, sexual exploitation and crime. Back in 2015, Vox described Telegram as “ISIS’ app of choice,” saying that the platform’s real use is the ability to use channels to distribute material to large groups at once. Telegram has acted to remove public channels affiliated with terrorism, but Pavel Durov reiterated that he had no business snooping on private conversations. "Your messages about the movement of the enemy through the official chatbot … bring new trophies every day," the government agency tweeted. But because group chats and the channel features are not end-to-end encrypted, Galperin said user privacy is potentially under threat.
from ru


Telegram آدَم بْن مُحَمَّد المَالِكِي
FROM American