group-telegram.com/ashour57/283
Last Update:
صورة للعالمين التونسيين الجليلين الشيخ العلامة الطاهر ابن عاشور والشيخ العلامة محمد الخضر حسين - رحمهما الله - في رحاب الأزهر الشريف إبان تولي الشيخ الخضر مشيخته.
مما يؤثر من معالم الود بين العالمين الصاحبين، أنه بعد هجرة الشيخ محمد الخضر حسين إلى دمشق من تونس سنة (1331 هـ) بعث صديقه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور إليه بالأبيات التالية:
بَعُدْتَ ونفسي في لقاكَ تصيدُ
فلمْ يُغنِ عَنهْا في الجنان قصيدُ
وخَلَّفْتَ ما بين الجوانحِ غُصَّة
لها بَينَ أحشاءِ الضُّلوعِ وَقودُ
وأضحَتْ أماني القُربِ منك ضئيلةً
ومُرُّ الليالي ضعفُها سيزيدُ
أتذكرُ إذا ودّعتنا صبحَ ليلةٍ
يموجُ بها أنسٌ لنا وبرودُ
وهل كانَ ذا رمزاً لتوديع أُنسِنا
وهل بعد هذا البينِ سوفَ يعودُ
ألم ترَ هذا الدهرَ كيفَ تلاعبَتْ
أصاِبعُه بالدرِّ وهو نَضيدُ
إذا ذكروا للودّ شخصاً محافظاً
تجلّى لنا مرآكَ وهو بعيدُ
إذا قيلَ: مَن. للعلمِ والفكرِ والتُّقى
ذكرتُكَ إيقاناً بأنْكَ فريدُ
فقل لليالي: جَدِّدي من نظامِنا
فحسبُكِ ما قد كانَ فهو شديدُ
فأجابه الشيخ محمد الخضر حسين بقصيدة قال فيها:
أَيَنْعَمُ لي بالٌ وأنتَ بعيدُ
وأسلو بطَيفٍ والمنامُ شريدُ
إذا أَجَّجَتْ ذِكراكَ شوقي أُخْضِلَتْ
لَعَمْري -بدمع المُقلَتينِ- خُدودُ
بعُدْتُ وآمادُ الحياةِ كثيرةٌ
وللأمدِ الأسمَى عَليَّ عُهودُ
بعُدْتُ بجُثماني وروحي رهينةٌ
لديكَ وللودِّ الصَّميمِ قُيودُ
عرفتُكَ إذ زُرْتُ الوزير وقَدْ حَنا
عَلَيِّ بإقبالٍ وأنتَ شَهيدُ
فكانَ غروبُ الشَّمسِ فجر صداقةٍ
لها بينَ أحناءِ الضُّلوعِ خُلودُ
ألَمْ تَرْمِ في الإصلاحِ عن قَوس ناقدٍ
درى كيف يُرعى طارِفٌ وتَليدُ
وقُمتَ على الآداب تحمي قديمها
مخافةَ أن يَطغى عليه جديدُ
أتذكُرُ إذ كُنَّا نبُاكر معهداً
حُميَّاهُ عِلْمٌ والسُّقاةُ أُسودُ
أتذكُرُ إذْ كُنَّا قَريْنَينِ عِنْدَما
يَحِينُ صُدورٌ أو يَحِينُ وُرودُ
فأين ليالينَا وأسمارُها التي
تُبَلُّ بها عِندَ الظّماءُ كُبُودُ
ليالٍ قضيناها بتونسُ ليْتَها
تعودُ وجيشُ الغاصبينَ طَريدُ.
من صفحة أ . سعد الغامدي.
BY الطّاهر ابن عاشور
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/ashour57/283