Telegram Group & Telegram Channel
جاء في مجموع الفتاوى لابن تيمية (12: 495) ما نصه:
(وأهل السنة والجماعة متفقون على أن المعروفين بالخير كالصحابة المعروفين وغيرهم من أهل الجمل وصفين من الجانبين لا يفسق أحد منهم فضلا عن أن يكفر حتى عدى ذلك من عداه من الفقهاء إلى سائر أهل البغي فإنهم مع إيجابهم لقتالهم منعوا أن يحكم بفسقهم لأجل التأويل كما يقول هؤلاء الأئمة: إن شارب النبيذ المتنازع فيه متأولا لا يجلد ولا يفسق).

هكذا بالنفي: (لا يجلد).
والظاهر أن كلمة (لا) مقحمة، وصواب العبارة: (يجلد ولا يفسق) ويدل على ذلك السباق واللحاق:
- فقد ذكر ابن تيمية قبل ذلك أن أهل البغي يقاتلون ولا يفسقون، يشير إلى أن العقوبة لا تقتضي التفسيق، ونظير ذلك من شرب النبيذ متأولا فإنه يعاقب بالجلد ولا يُفسَّق.
- ثم بعد صفحات أكد ابن تيمية هذا المعنى بقوله: (ومما ينبغي أن يعلم في هذا الموضع أن الشريعة قد تأمرنا بإقامة الحد على شخص في الدنيا، إما بقتل أو جلد أو غير ذلك، ويكون في الآخرة غير معذب، مثل قتال البغاة والمتأولين مع بقائهم على العدالة ومثل إقامة الحد على من تاب بعد القدرة عليه توبة صحيحة، فإنا نقيم الحد عليه مع ذلك كما أقامه النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز بن مالك وعلى الغامدية مع قوله: "لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له". ومثل إقامة الحد على من شرب النبيذ المتنازع فيه متأولا مع العلم بأنه باق على العدالة، بخلاف من لا تأويل له) (12: 498).

فصواب العبارة -والله أعلم-: (كما يقول هؤلاء الأئمة: إن شارب النبيذ المتنازع فيه متأولا يجلد ولا يفسق).
فإن كان الأمر على هذا في النسخة الخطية، فلعلّ الشيخ ابن قاسم قرأ (لا) من كلمة (متأولا) مرتين، فأثبتها (متأولا لا يجلد) مع أن السياق يأبى النفي كما قدمتُه.

وإن كان ما أثبتَه الشيخ موافقًا لما في النسخة الخطية، فالإشكال قائم في معناه، لما تقدّم، ولأن شيخ الإسلام يقرر هذا المعنى في مواضعَ من كتبه، من أن شارب النبيذ متأولًا يُحَدُّ ولا يفسق، كما في: مجموع الفتاوى (10: 376)، جامع المسائل (4: 130)، منهاج السنة (6: 258).

وهذا التقرير، أعني القول بالحدّ مع عدم الحكم بالفسق، هو المعتمد من مذهب الحنابلة، كما قرروه في الأصول والفروع، ونصَّ عليه الإمام أحمد في رواية صالح بقوله: (الذي يشرب المسكر متأولا ‌أقبل ‌شهادته، وأصلي خلفه، وأجلده ثمانين).



group-telegram.com/m_alshathri/813
Create:
Last Update:

جاء في مجموع الفتاوى لابن تيمية (12: 495) ما نصه:
(وأهل السنة والجماعة متفقون على أن المعروفين بالخير كالصحابة المعروفين وغيرهم من أهل الجمل وصفين من الجانبين لا يفسق أحد منهم فضلا عن أن يكفر حتى عدى ذلك من عداه من الفقهاء إلى سائر أهل البغي فإنهم مع إيجابهم لقتالهم منعوا أن يحكم بفسقهم لأجل التأويل كما يقول هؤلاء الأئمة: إن شارب النبيذ المتنازع فيه متأولا لا يجلد ولا يفسق).

هكذا بالنفي: (لا يجلد).
والظاهر أن كلمة (لا) مقحمة، وصواب العبارة: (يجلد ولا يفسق) ويدل على ذلك السباق واللحاق:
- فقد ذكر ابن تيمية قبل ذلك أن أهل البغي يقاتلون ولا يفسقون، يشير إلى أن العقوبة لا تقتضي التفسيق، ونظير ذلك من شرب النبيذ متأولا فإنه يعاقب بالجلد ولا يُفسَّق.
- ثم بعد صفحات أكد ابن تيمية هذا المعنى بقوله: (ومما ينبغي أن يعلم في هذا الموضع أن الشريعة قد تأمرنا بإقامة الحد على شخص في الدنيا، إما بقتل أو جلد أو غير ذلك، ويكون في الآخرة غير معذب، مثل قتال البغاة والمتأولين مع بقائهم على العدالة ومثل إقامة الحد على من تاب بعد القدرة عليه توبة صحيحة، فإنا نقيم الحد عليه مع ذلك كما أقامه النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز بن مالك وعلى الغامدية مع قوله: "لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له". ومثل إقامة الحد على من شرب النبيذ المتنازع فيه متأولا مع العلم بأنه باق على العدالة، بخلاف من لا تأويل له) (12: 498).

فصواب العبارة -والله أعلم-: (كما يقول هؤلاء الأئمة: إن شارب النبيذ المتنازع فيه متأولا يجلد ولا يفسق).
فإن كان الأمر على هذا في النسخة الخطية، فلعلّ الشيخ ابن قاسم قرأ (لا) من كلمة (متأولا) مرتين، فأثبتها (متأولا لا يجلد) مع أن السياق يأبى النفي كما قدمتُه.

وإن كان ما أثبتَه الشيخ موافقًا لما في النسخة الخطية، فالإشكال قائم في معناه، لما تقدّم، ولأن شيخ الإسلام يقرر هذا المعنى في مواضعَ من كتبه، من أن شارب النبيذ متأولًا يُحَدُّ ولا يفسق، كما في: مجموع الفتاوى (10: 376)، جامع المسائل (4: 130)، منهاج السنة (6: 258).

وهذا التقرير، أعني القول بالحدّ مع عدم الحكم بالفسق، هو المعتمد من مذهب الحنابلة، كما قرروه في الأصول والفروع، ونصَّ عليه الإمام أحمد في رواية صالح بقوله: (الذي يشرب المسكر متأولا ‌أقبل ‌شهادته، وأصلي خلفه، وأجلده ثمانين).

BY قناة مشاري بن سعد الشثري


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/m_alshathri/813

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

READ MORE Right now the digital security needs of Russians and Ukrainians are very different, and they lead to very different caveats about how to mitigate the risks associated with using Telegram. For Ukrainians in Ukraine, whose physical safety is at risk because they are in a war zone, digital security is probably not their highest priority. They may value access to news and communication with their loved ones over making sure that all of their communications are encrypted in such a manner that they are indecipherable to Telegram, its employees, or governments with court orders. "Someone posing as a Ukrainian citizen just joins the chat and starts spreading misinformation, or gathers data, like the location of shelters," Tsekhanovska said, noting how false messages have urged Ukrainians to turn off their phones at a specific time of night, citing cybersafety. Also in the latest update is the ability for users to create a unique @username from the Settings page, providing others with an easy way to contact them via Search or their t.me/username link without sharing their phone number. You may recall that, back when Facebook started changing WhatsApp’s terms of service, a number of news outlets reported on, and even recommended, switching to Telegram. Pavel Durov even said that users should delete WhatsApp “unless you are cool with all of your photos and messages becoming public one day.” But Telegram can’t be described as a more-secure version of WhatsApp.
from ru


Telegram قناة مشاري بن سعد الشثري
FROM American