ولكنَّك ارتضيت لي الأذى، وأنا الَّذي كنت أحسبك أرقُّ على قلبي منّي!

- جبران خليل.

‏«هَرمَت بَعدَهُم الدُّنيَا»

- وصفٌ بَليغ لأعرابيّ ذكرَ قومًا فارقَهم.

الثَّاني من شعبان.🌙

يا عليمًا بالأشياء لا يحتاجُ إلى إخبار، تضيقُ لغتي في الدّعاء وتعسُر لدى الأخبار! يقيني أنّك ربِّي، وكفايَتي قولي: يا ربِّ.

يا ربّ شهر رمضان داخل وأنا لا أجدُ بين جوانحي إلا قطعة حجر.

مطرٌ يُثير الشَّوق في أرواحنا.

ما ضللت يومًا طريقًا وما فاتني خيرًا إلا وقلت:

هذه ذنوبي أعرفها!

لن يَسلَم المسلمون في الشَّام حتّى يـراق دم آخـر عـلويّ نصـيريّ.

لا شيء يشبهُ كونَك عزيزًا بين يدي صفيِّك من النَّاس، ولا أظنّني أطيق وصفًا لشعور المرء حين يمدحُه أحبُّ النَّاس إليه، ولا أعلمُ بين العالمين شيئًا أشرفَ من مودّة اثنَين تعِب واحدُهما كلّ تعب حتّى أدرك صاحبه وعرفَه وظفر به.

كلَّما قلتَ لعلَّ في الأمرِ خيرة، اشتعلت نيرانٌ في صدرِك من جديد، لأنَّك لم تفهمِ المنعَ من الأولى، ومجبورٌ على الرِّضى في الثَّانية، وبين الحالتَين لا تستطيعُ على غيرِ الصَّمت، إذ لا شيء يترجمُ ما تحملُ من شعورٍ في داخلِك، إلا أن يُنَجِّيَك الله، أو تهلكَ من الصَّبرِ دون ذلك.

عابدة

قد نلتقي يومًا هُنا رغم الزّحام!

فمن للأُمّة الغرقى!

إحدى أمنياتي الدّنيويّة التي أبث نجواي إلى الله: أن يتلاقى المتآلفون حقًّا، ألّا تخذلهم الظّروف ويرغمهم القدر على خوض الرّحلة مع غير أشباههم فيكون هذا ابتلاؤهم الدّنيويّ، أن يأنسوا ويأمنوا ويجدوا الحُبّ أخيرًا رفقة روحٍ أخرى تضيئ داخلهم شعلة الأمل المنطفئة إثر صفعات الحياة المتكرّرة. أن ينطق لسانهم في لحظة رضًا عجيبةٍ بعد صمتٍ طويلٍ: ظفرنا يا ربّ إنّك أنت الوهَّاب)) ♥️

هبات الله دومًا دانية: مثل هذه الصُّحبة.

بلغتُ بالكتابةِ ما أردتُه، وترجمتُ بدل الدَّمعِ مقاطعَ ستبقى من بعدي، يمرُّ عليها شخصٌ ما، بعد سنواتٍ عدَّة، ليجدَ معاناةً تشبهُ ما يشعرُه، فيقولَ ها هنا قلبٌ مهترِئ، لم يجمعني بهِ دمٌ ولا لون، لكن جمَعتنا النَّوائب. قد أموتُ يومًا، وبصدريَ حاجاتٍ لم تنقضي، حاولتُ التَّعبيرَ عنها ما استطعت، لكنَّ اللغةَ ضاقت على اتِّساعِ العتَبِ العالقِ فيّ، لم أجد حينَها التَّعبيرَ المناسبَ لِما أحملُه من شعورٍ داخلي، فاستعنتُ بالمدامعِ على المحابِر، ودعَوتُ الله مبتهلةً أن يفتحَ ما بيني وبين لفظي، لأنَّ هذا الوجعَ كبيرٌ جدًّا على قلبي إذا لم يُتَرجَم، أو إذا لم يُلفَظ خارجي بطريقةٍ ما. كلُّ قوةٍ نلتحفُ بها، آيلةٌ يومًا للذَّهاب، حتى نُرى بوجهِنا الحقيقيّ، وجهَ المحتاجِ لا القادر، وجهَ المُتعَبِ لا المطمَئن، وجهَ الخائفِ من كلِّ شيء، لكن مؤمنٌ بالله. أنام، ويوقظُني وجعٌ قديم، وأرجو من الله عدم العودةِ لنقطةِ الصِّفر، بعد أن دعَوته طويلًا لأتجاوزَها، وأحاولُ ما استطعتُ الهروبَ من الأشخاصِ والأماكنِ والمواقف، لكن؛ كيف أهرب أنا من الذِّكرى، إذا لم تُردِ الهروبَ منِّي؟

عابدة

قد أموت يومًا وبصدريَ حاجاتٍ لا تنقضي.

كان بهاء الدِّين زُهَير يغار على زوجته جدًّا.. حتّى إنّه كان يغار أن يَذكُر اسمَها أمام النَّاس؛ مخافةَ أن تمُرَّ حروفُ اسمِها على آذانِ الأغراب!

فكان كلّما أراد أن يتحدَّث عن أمرٍ يخصُّها أمام النَّاس يقول: "بعضُ النًّاس قالوا وفعلوا".

ولقد كتب بيتين من الشِّعر يعدُّهما النُّقَّاد العرَب أغيَر بَيتَين كُتِبَـا:

وأنزِّهُ اسمَكِ أن تمُــــــرَّ حروفُــهُ
مِـــــن غَيرَتِي بمسامعِ الجُـــلَّاسِ

فأقولُ: "بعضُ النَّاس" عنكِ كِنَايةً
خَـــوفَ الوُشاة وأنتِ كُـــلُّ الناسِ.

رحلة التَّغيير.

أعرفك، وهذا ما يجعل الأعذار لا قيمة لها.

أحتاج أحيانًا لشدَّةِ ما أغضب "زرًّا" أضغطه فيقوم بإطفائي أريد حالةً اضطراريَّة تُشبه الإغماء حين تكون مشاعري غير قابلة للإحتمال، عصبيتي أصبحت شديدة جدًّا ممّا قاسيتَه في الفترة الأخيرة
وأيضًا..
أصبحت شديدة النّفور أستثقل كلَّ شيء، أشعر بأنّني فارغة وبأنّه لا يملؤني شيء، وبأنَّ الحياة مُتعِبة فقط، وأنّني ما عدت أقوى على احتمال التَّفاهة والقرف الزَّائد فيها، أكره أن أنام وأكره أكثر أن أبقى مُستيقظة، لا أجد الرَّاحة في شيءٍ أبدًا
أُحاول أن أكتب فأُمزّق الورق، أُحاول أن أقرأ ولكن يقتلني الملل، أترك كلّ شيء وألجأ للبكاء
أبكي حتّى أفقد وضوح الرّؤية، حتّى تهلك عيناي ...
ثمَّ أنام ويبدأ صراع آخر

ابتعدت عن كلِّ شيء، وسأترك هذا المكان أيضًا.