Telegram Group & Telegram Channel
#السؤال(639):
هل يعتقد النصارى بإلهية مريم؟
#قلت:
نعم لأن القرآن نطق بذلك: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)، وإنكار النصارى لا قيمة له ولا وزن؛ لأنهم هنا أشبه بالباطنية، لا يمكن أن يصرحوا ببعض المعتقدات الشائنة، (فمع قولهم بالتثليث يزعمون أنهم موحدون)، ونظائر هذا الإنكار شائع جدًا في تاريخ الملل والنحل كما ذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي، فلا يُصدّق هؤلاء، ونختصر الجواب برؤوس الفواصل:
#أولا_ ما ذكره القرآن الكريم لم يكن خبرًا، والخبر هو الذي يحتمل الخطأ والصواب، فالآية الكريمة ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين) جاءت في صيغة الاستفهام، والله لا يخفى عليه شيء، والغرض من ذلك:
1_ إقامة الحجة على من ادعى لعيسى وأمه هذه الدعوى الفاجرة.
2 _ أن عيسى لم يرض بعبادتهم له، وهذا توبيخ لهم وتحقير.
3 _ تبكيت المشركين وإقناطهم من نصرة الملائكة وشفاعتهم لهم وقد عبدوهم في الدنيا لذلك .
#ثانيا_ تطور موقف النصارى من مريم ، من بشر عادي قبل تحريف الرسالة، إلى شخص يطلبون منه ما لا يطلب إلا من الله وهذا هو حقيقة التأليه، ثم عبدوها عبدوها حقيقة لا مجازا؛ إذ في مرحلة من مراحل الديانة كانوا يصلون لها ويستغيثون بها ويعظمونها ويخضعون لها ولتماثيلها ، ويعتقدون بسلطتها الغيبية المطلقة، فهي تضر وتنفع، وترزق وتمنع، ولها صيام خاص بها، ولكن هؤلاء لم يطلقوا عليها اسم (الإله) صراحة، والقرآن يقول هنا: إنهم اتخذوها وابنها إلهين، والاتخاذ غير التسمية، وهذه نقطة مهمة.
يقول صاحب تفسير المنار: (وأول نص صريح رأيته في عبادة النصارى لمريم عبادة حقيقية ما في كتاب ( السواعي ) من كتب الروم الأرثوذكس ، وقد اطلعت على هذا الكتاب في دير يسمى ( دير البلمند ) وأنا في أول العهد بمعاهد التعليم . وطوائف الكاثوليك يصرحون بذلك ويفاخرون به . ومنه قول «الآب لويس شيخو » في مقالة له فيه عن الكنائس الشرقية «إن تعبد الكنيسة الأرمنية للبتول الطاهرة أم الله لأمر مشهور » وقوله : «قد امتازت الكنيسة القبطية بعبادتها للبتول"
وقال مفسر آخر: (وأما أمه فعبادتها كانت متفقا عليها في الكنائس الشرقية والغربية بعد قسطنطين ، ثم أنكرت عبادتها فرقة البروتستانت التي حدثت بعد الإسلام بعدة قرون) .
#ثالثا_ لم يقف الأمر عند عبادتها؛ فحسب بل هناك من صرح بقوله: إن عيسى وأمه إلهان هم البربرانية من طوائف النصارى ، ولم يستنكره طوائفهم المشهورة، فكأنهم أقروهم على ذلك. ونقل القاضي عبد الجبار من وثائق نصرانية ما يثبت تسميتها بالإله، ولكن عن فرق ليست مشهورة في تاريخ الديانة.
#لطائف:
#أولا_ قوله تعالى ( يا عيسى ابن مريم ) للإشارة إلى الولادة الطبيعية التي تنفى أن يكون إلها أو ابن إله أو فيه عنصر الألوهية بأي وضع من الأوضاع؛ لأن الإلهية والبشرية نقيضان لا يجتمعان، فلا يمكن أن يكون البشر فيه ألوهية ولا الإله فيه بشرية .
#ثانيا_ معنى ( اتخذوني ) اجعلوني، والتعبير اتخذوني أو اجعلوني يدل على أنه ليس له حقيقة؛ بل هو في ذاته اتخاذ بما لا أصل له .
#ثالثا _ إيثار قوله تعالى : (أمي) على (مريم) توبيخ للمتخذين، أي أمي التي ولدتني وارضعتني كيف تكون إلها.
#رابعا: قوله تعالى مخاطبا عيسى: ( أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ) إياك أن تفهم من الآية أنهم عبدوا عيسى وأمه وتركوا عبادة الله لقوله: (من دون الله)، وإنما المراد تنبيه العاقل على أن من عبد مع الله غيره فكأنه لم يعبد الله قط.
أرجو أن يكون في هذه الإجابة المختصرة كفاية تدفع الإشكال المتوهم في الآية، وفوق كل ذي علم عليم.



group-telegram.com/fkhya/728
Create:
Last Update:

#السؤال(639):
هل يعتقد النصارى بإلهية مريم؟
#قلت:
نعم لأن القرآن نطق بذلك: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)، وإنكار النصارى لا قيمة له ولا وزن؛ لأنهم هنا أشبه بالباطنية، لا يمكن أن يصرحوا ببعض المعتقدات الشائنة، (فمع قولهم بالتثليث يزعمون أنهم موحدون)، ونظائر هذا الإنكار شائع جدًا في تاريخ الملل والنحل كما ذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي، فلا يُصدّق هؤلاء، ونختصر الجواب برؤوس الفواصل:
#أولا_ ما ذكره القرآن الكريم لم يكن خبرًا، والخبر هو الذي يحتمل الخطأ والصواب، فالآية الكريمة ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين) جاءت في صيغة الاستفهام، والله لا يخفى عليه شيء، والغرض من ذلك:
1_ إقامة الحجة على من ادعى لعيسى وأمه هذه الدعوى الفاجرة.
2 _ أن عيسى لم يرض بعبادتهم له، وهذا توبيخ لهم وتحقير.
3 _ تبكيت المشركين وإقناطهم من نصرة الملائكة وشفاعتهم لهم وقد عبدوهم في الدنيا لذلك .
#ثانيا_ تطور موقف النصارى من مريم ، من بشر عادي قبل تحريف الرسالة، إلى شخص يطلبون منه ما لا يطلب إلا من الله وهذا هو حقيقة التأليه، ثم عبدوها عبدوها حقيقة لا مجازا؛ إذ في مرحلة من مراحل الديانة كانوا يصلون لها ويستغيثون بها ويعظمونها ويخضعون لها ولتماثيلها ، ويعتقدون بسلطتها الغيبية المطلقة، فهي تضر وتنفع، وترزق وتمنع، ولها صيام خاص بها، ولكن هؤلاء لم يطلقوا عليها اسم (الإله) صراحة، والقرآن يقول هنا: إنهم اتخذوها وابنها إلهين، والاتخاذ غير التسمية، وهذه نقطة مهمة.
يقول صاحب تفسير المنار: (وأول نص صريح رأيته في عبادة النصارى لمريم عبادة حقيقية ما في كتاب ( السواعي ) من كتب الروم الأرثوذكس ، وقد اطلعت على هذا الكتاب في دير يسمى ( دير البلمند ) وأنا في أول العهد بمعاهد التعليم . وطوائف الكاثوليك يصرحون بذلك ويفاخرون به . ومنه قول «الآب لويس شيخو » في مقالة له فيه عن الكنائس الشرقية «إن تعبد الكنيسة الأرمنية للبتول الطاهرة أم الله لأمر مشهور » وقوله : «قد امتازت الكنيسة القبطية بعبادتها للبتول"
وقال مفسر آخر: (وأما أمه فعبادتها كانت متفقا عليها في الكنائس الشرقية والغربية بعد قسطنطين ، ثم أنكرت عبادتها فرقة البروتستانت التي حدثت بعد الإسلام بعدة قرون) .
#ثالثا_ لم يقف الأمر عند عبادتها؛ فحسب بل هناك من صرح بقوله: إن عيسى وأمه إلهان هم البربرانية من طوائف النصارى ، ولم يستنكره طوائفهم المشهورة، فكأنهم أقروهم على ذلك. ونقل القاضي عبد الجبار من وثائق نصرانية ما يثبت تسميتها بالإله، ولكن عن فرق ليست مشهورة في تاريخ الديانة.
#لطائف:
#أولا_ قوله تعالى ( يا عيسى ابن مريم ) للإشارة إلى الولادة الطبيعية التي تنفى أن يكون إلها أو ابن إله أو فيه عنصر الألوهية بأي وضع من الأوضاع؛ لأن الإلهية والبشرية نقيضان لا يجتمعان، فلا يمكن أن يكون البشر فيه ألوهية ولا الإله فيه بشرية .
#ثانيا_ معنى ( اتخذوني ) اجعلوني، والتعبير اتخذوني أو اجعلوني يدل على أنه ليس له حقيقة؛ بل هو في ذاته اتخاذ بما لا أصل له .
#ثالثا _ إيثار قوله تعالى : (أمي) على (مريم) توبيخ للمتخذين، أي أمي التي ولدتني وارضعتني كيف تكون إلها.
#رابعا: قوله تعالى مخاطبا عيسى: ( أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ) إياك أن تفهم من الآية أنهم عبدوا عيسى وأمه وتركوا عبادة الله لقوله: (من دون الله)، وإنما المراد تنبيه العاقل على أن من عبد مع الله غيره فكأنه لم يعبد الله قط.
أرجو أن يكون في هذه الإجابة المختصرة كفاية تدفع الإشكال المتوهم في الآية، وفوق كل ذي علم عليم.

BY د .ثائر الحلاق _ استشارات علمية واجتماعية.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/fkhya/728

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram was co-founded by Pavel and Nikolai Durov, the brothers who had previously created VKontakte. VK is Russia’s equivalent of Facebook, a social network used for public and private messaging, audio and video sharing as well as online gaming. In January, SimpleWeb reported that VK was Russia’s fourth most-visited website, after Yandex, YouTube and Google’s Russian-language homepage. In 2016, Forbes’ Michael Solomon described Pavel Durov (pictured, below) as the “Mark Zuckerberg of Russia.” The S&P 500 fell 1.3% to 4,204.36, and the Dow Jones Industrial Average was down 0.7% to 32,943.33. The Dow posted a fifth straight weekly loss — its longest losing streak since 2019. The Nasdaq Composite tumbled 2.2% to 12,843.81. Though all three indexes opened in the green, stocks took a turn after a new report showed U.S. consumer sentiment deteriorated more than expected in early March as consumers' inflation expectations soared to the highest since 1981. "For Telegram, accountability has always been a problem, which is why it was so popular even before the full-scale war with far-right extremists and terrorists from all over the world," she told AFP from her safe house outside the Ukrainian capital. Telegram has become more interventionist over time, and has steadily increased its efforts to shut down these accounts. But this has also meant that the company has also engaged with lawmakers more generally, although it maintains that it doesn’t do so willingly. For instance, in September 2021, Telegram reportedly blocked a chat bot in support of (Putin critic) Alexei Navalny during Russia’s most recent parliamentary elections. Pavel Durov was quoted at the time saying that the company was obliged to follow a “legitimate” law of the land. He added that as Apple and Google both follow the law, to violate it would give both platforms a reason to boot the messenger from its stores. Such instructions could actually endanger people — citizens receive air strike warnings via smartphone alerts.
from sa


Telegram د .ثائر الحلاق _ استشارات علمية واجتماعية.
FROM American